2008/11/18

التجمعات الشيعية في الكويت

المتتبع لوضع التجمعات الشيعية في الكويت يلمس ملامح مشتركة مع دول الخليج الأخرى: فالأصل الشيعي في هذه الدولة يعود إلى حكم القرامطة لشرق الجزيرة العربية, ومن ضمنها الكويت.
كما أن انتشارهم وكثرة أعدادهم في العصور الحديثة كان نتيجة مخطط مدروس, لعبت فيه الهجرة الإيرانية إلى الكويت دوراً بارزاً في أن يصبح شيعة الكويت حوالي خُمس سكانها, وهو الأمر الذي تم تنفيذه في إمارات ودول الخليج الأخرى, وإن كان بنسب متفاوتة.
وقد ساعدت مجموعة من الظروف الداخلية والإقليمية والدولية شيعة الكويت في زيادة نفوذهم, وهو الأمر الذي نحذر منه, وندعو المخلصين من أهل السنة إلى الحذر ومعرفة دوافع الشيعة وأهدافهم(1) .

دخول التشيع إلى الكويت وانتشاره:
تعتبر الكويت امتداداً طبيعياً للساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية, وكانت المنطقة الممتدة من مسقط إلى البصرة ومن ضمنها الكويت يطلق عليها "البحرين" قديماً, ويرجع الوجود الشيعي في هذه المنطقة إلى دولة القرامطة, وهم من الشيعة الإسماعيلية, وقد استولى الشيعة القرامطة على هذه المنطقة أواخر القرن الثالث الهجري حتى سنة 467هـ أثناء الحكم العباسي.
وكان القضاء عليهم زمن السلاجقة الذين استعان بهم عبد الله بن علي العيوني, وأسس دولته على أنقاضها(2) .
وفي العصور الحديثة لعبت الهجرة من إيران دوراً كبيراً في زيادة عدد الشيعة في الكويت, وكانت هذه الهجرة المنظمة والكثيفة تهدف إلى الاستفادة من الرخاء المأمول بسبب اكتشاف النفط, إضافة إلى رغبة إيران في تشكيل تجمعات شيعية كبيرة في دول الخليج, تسهّل على إيران المطالبة بهذه المناطق وادّعاء ملكيتها لها, كما حدث في جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي احتلتها إيران سنة 1971 وأعادت احتلالها سنة 1992, وكما حدث أيضاً في المطالبة الإيرانية المستمرة بدولة البحرين.
وبالرغم من عدم وجود إحصاء رسمي يبين عدد الشيعة في الكويت, إلا أن عدداً من المصادر يشير إلى أن نسبتهم تقارب 20% من مجموع السكان(3) , ويتركز معظمهم في مدينة الكويت والمناطق المجاورة لها.
ونصف هؤلاء الشيعة هم من أصول عربية, والنصف الآخر من أصول إيرانية وفدت إلى الكويت وإلى دول خليجية أخرى في القرون الثلاثة الماضية, وقد تعرب معظمهم واكتسب جنسية هذه البلاد, وما يزال معظمهم يحتفظ بكثير من عناصر الثقافة الفارسية, بما في ذلك اللغة(4) .
أما هجرة الإيرانيين الشيعة إلى دول الخليج ومنها الكويت, فجاءت نتيجة جهود منظمة ومدروسة(5) , وقد أشار د. عبد الله الغريب إلى جانب من المخطط الإيراني للسيطرة على الخليج, حيث اعتبرت الهجرة إحدى ركائز هذا المخطط(6) .
وتدفق على الكويت, ودول الخليج الأخرى عدد كبير من الأيدي العاملة الإيرانية, كثير منهم جاء بطرق غير مشروعة, وساعدهم في الإقامة التجار الإيرانيون, الذين أصبحوا مواطنين من أهل الخليج, بل ووكلاء وشركاء لأفراد من الأسرة المالكة, وبعضهم تسلل عن طريق البحر, واستفاد العمال الإيرانيون من الفراغ الذي كان يعيش فيه الخليج العربي بعد الحرب العالمية الثانية, إضافة إلى تواطؤ الاستعمار البريطاني مع إيران.
وسعى هؤلاء الإيرانيون إلى التسلل إلى أجهزة الدولة الحساسة, خاصة تلك التي تمنح الجنسية والإقامة, حيث كان شيوخ الخليج يتساهلون في منح الجنسية, وكانت جوازات السفر تباع كأي سلعة(7) .
وقد ذكرت صحيفة الجمهورية العراقية الصادرة بتاريخ 25/5/1971, نقلاً عن صحيفة الخليج الصادرة في الكويت في 24/5/1971 أنّ إحدى الإمارت العربية (دبي) باعت أربعة آلاف جواز سفر مستوفية لجميع الشروط إلى إحدى الدول المجاورة المعادية للقضايا العربية (إيران), وقالت إن هذه الخطوة تأتي نتيجة تعامل واضح مع سلطات تلك الدول لتمهيد غزو بشري خطير للمنطقة لصالح تلك الدولة(8) .

تياراتهم:
يتوزع الشيعة في الكويت بين تيارات عديدة علمانية ودينية, فالقوى العلمانية تميل غالباً إلى جانب الحكومة, وتعارض سيطرة رجال الدين على العمل الشيعي, كما ظهر ذلك واضحاً في قضية الوقف الجعفري(9) .
وأما القوى الدينية فيمكن تقسيمها إلى ثلاث تيارات:
1-التيار الإيراني: ويؤمن بولاية الفقيه والمرجعية الإيرانية, وقد برز هذا التيار بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979م, وممن ينتمي إليه النائبان في البرلمان السابقان عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال.
2-التيار الشيرازي: وهو الذي يتبع المرجع محمد الشيرازي الذي أقام في الكويت تسع سنوات (1971-1980) قادماً من العراق, وأسس دعوة له, وأقام المؤسسات والهيئات الشيعية وكان نشيطاً في طبع الكتب(10) , كما أنه استطاع أن يكسب شريحة لا بأس بها من الكويتيين لتقليده. واستطاع في تلك الفترة أن يخترق الجماعة (الشيخية), وأن يستصدر فتوى من زعيمها حسن الإحقاقي الأسكوئي بجواز تقليد العلماء غير الشيخيين, وأن يفتح الطريق بذلك لكسب عدد من شباب (الشيخية) لتقليده(11) .
وقد استطاع تيار الشيرازي أن يستحوذ على جزء كبير من العمل الشيعي, مثل الداعين إلى هيئة الأوقاف الجعفرية.
وينتمي إلى هذا التيار محمد باقر المهري أمين عام تجمع علماء الشيعة في الكويت والنائب صالح عاشور.
3-الشيخية: وهي فرقة انفصلت عن التيار العام للشيعة الأصولية, أي عن الاثنى عشرية في القرن التاسع عشر ميلادي على يد الشيخ أحمد الأحسائي, حيث أقام أحد شيوخها وهو الميرزا علي بن موسى الأسكوئي الحائري في الكويت سنيناً, وكان مجموعة من شيعة الكويت يقلدون والده موسى بفعل تأثر الكويت وقربها من العراق, وكربلاء خاصة, حيث أحد مقرات هذه الطائفة وإقامة شيوخها.
وكان قد حضر الكويت مرتين في حياة والده, وبعد وفاة والده صار علي موسى المرجع العام للعرب والعجم من الشيخية, وسكن الكويت, وكان يقضي أيام الصيف في كربلاء غالباً, أثناء وجوده في الكويت قام بتأسيس الحسينية الجعفرية والعباسية, وتوسيع المسجد الجامع ومسجد آخر, وهو أول من بنى مأذنة في الكويت بعد جهد كبير, وأول من سعى في إعلان الشهادة الثالثة (أشهد أن عليّاً ولي الله) على المنابر والمنائر. وقد توفي في الكويت سنة 1386هـ (1966م), ونقل من الكويت إلى كربلاء, حيث دفن هناك(12) . وإضافة إلى نشاطه في الكويت, فلقد كان له نشاط ملحوظ في الإحساء (شرق السعودية) حيث أسس حسينية الجعفرية والحسينية الحيدرية, وأحيى كثيراً من كتب علماء الشيخية فطبع العديد من مؤلفاتهم.
وبعد وفاة علي خلفه على رئاسة الطائفة حسن بن موسى الإحقافي الاسكوئي الحائري المولود سنة 1318هـ (1900م), حيث انتقل إلى الكويت بعد تشييع جثمان أخيه في كربلاء, وصار هو المرجع المقلّد للشيخية في الكويت, وقد استطاع تأسيس مكتبة عامة هناك, إضافة إلى صناديق إعانة للعرب والعجم(13) . وفي عهد حسن هذا, استصدر محمد الشيرازي فتوى منه بجواز تقليد الشيخيين للعلماء الشيعة من غير طائفتهم.
وبعد وفاته, استلم مقاليد الطائفة في الكويت ابنه عبد الرسول, حتى وفاته قريباً في 26/11/2003 ودفن في كربلاء وبويع ابنه الميرزا عبد الله الإحقافي من وكلاء والده في الكويت والبحرين والإحساء والقطيف والدمام مرجعاً للطائفة في الكويت, ولهم الكثير من الأنشطة(14) في الكويت منها مجلس العباس, والعديد من الحسينيات.

مظاهر العمل الشيعي في الكويت:
1-الدينية:
أ-المساجد والحسينيات:
للمسجد عند الشيعة شأن آخر, فهو نادٍ وملتقى لهم يعقدون فيه اجتماعاتهم, ومكتبة ودار نشر, وفيه عدة لجان تتولى تنظيم مختلف شؤون المسجد, وتنظيم الاحتفالات والندوات الدينية.
ومن مساجدهم في الكويت: الصحاف والحياك والغضنفري ومراد معرفي والإمام الحسين ومحمد الموسوي والمزيدي وحاج عبد البلوش وحاج أحمد الأستاذ ويوسف بهبهاني وبن نخي في منطقة الشرق, ومن مساجدهم أيضاً: الإمام زين العابدين وعباس ميرزا وسمو الأمير والإمام علي وجعفر بن أبي طالب وإبراهيم القلاف ومقامس والنقي والشيرازي وحسن سيد إبراهيم واشكناني والعمرية والبحارنة وغيرها, وهذه المساجد موجودة في مناطق السالمية والدّعية وبنيد القار والشعب والصليخات وميدان حولي والدّسمة والعمرية, وغيرها.
وغالباً ما تكون هذه المساجد خارج سيطرة وإشراف وزارة الأوقاف, كما أنهم يقيمون المساجد في مناطق السنة رغم قلة تواجدهم في هذه المناطق. وبالرغم من كثرة مساجدهم, إلا أنهم دائمو السعي لمساجد جديدة(15) . ومع ذلك فإن هذه المساجد لم تشبع طموحهم, فعمدوا إلى بناء الحسينيات على شكل قلاع وفيها سراديب, وهم أحياناً يشيدون البناء قبل أن يأخذوا الرخص.
ومن حسينياتهم:
ناصر الرس وحجي حسين وجاسم الصراف وأحمد بن نعمة وعبد الله السماك وملا علي الأمير وإبراهيم سيد حسن وحسين عبد الله علي ورازيه درويش وحسيب العليان في منطقة الدّعية, وحجي أحمد تمال وأحمد حسن عاشور وسيد محمد الحسين ومحمد الأربش وعمران سيد وحجي علي حسين ومجيد عباس وطيبة سيد حسن وعلوية بيبي رباب في منطقة بنيد القار, وإبراهيم جمال الدين وعلي الشواف في ضاحية عبد الله السالم, والياسين والعباسية وعباس المطوع وعون المطوع ومحمد الأربش والهزيم وملايه زهرة وخليل فردان والشموم وعبد المحسن الحرز في منطقة المنصورية, وناصر عبد الوهاب حجي والحسينية العراقية وحسن القطان ومسجد بهشق ومسجد ششتري وبن نخي والعتبات ومرتضى سيد مرتضى ومعرفي وعسكر زمان وعباس مكي طه وأحمد علي والخزعلية والجعفرية والهندية ومحمد عبد الله الجزاف في منطقة الشرق. ومن حسينياتهم أيضاً: محمد يوسف حجي وأبو الحسن جمال وحجي ضحي وأحمد حسن مهدي ومحيسن فهد النجدي وضيف حسن أحمد وعثمان علي السيد وعبد الله علي وإبراهيم ملا حسن وعلي حسن مشاري وإسماعيل سرور إسماعيل وصبحي حسين في منطقة الصليبيخات وعباس عبد الله في الشامية, ومحمد الشيرازي في منطقة سلوى, والكربلائية ومجلس العباس وغيرها الكثير في مناطق مختلفة من الكويت.
وفي معظم مساجد وحسينيات الشيعة في الكويت مكتبات تنشر وتوزع كتيبات ورسائل مجانية, وفيها غرف يسكنها الشيعة الوافدون إلى الكويت(16) .

ب- المحاضرات والمآتم والاحتفالات:
يستغل الشيعة المساجد والحسينيات والديوانيات لإقامة ندواتهم ومحاضراتهم ومآتمهم وشعائرهم والتعبير عن آرائهم, التي غالباً ما تأتي مخالفة لعقائد المسلمين, ولا يجد الشيعة حرجاً من المجاهرة بها, ومن ذلك:
-احتفال بذكرى الإسراء والمعراج سنة 1423 في مسجد زين العابدين, بمشاركة أبي القاسم الديباجي.
-محاضرة في الحسينية الكربلائية بذكرى استشهاد أبي الفضل العباس في 21/3/2003.
-الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم (21/5/2003) في حسينية محمد الشيرازي في منطقة سلوى برعاية الميرزا عبد الرسول الحائري الإحقافي الذي قام خلال الاحتفال بتعميم ثلاثة من رجال الدين
وهم: علي الموسى وعبد الله العشوان, ونور الدين العبد الله.
-مهرجان بذكرى استشهاد الإمام الباقر (24/2/2002) في مجلس العباس بمنطقة المنصورية, برعاية الميرزا الإحقافي, وتحدث في الاحتفال: محمد جبريل وليث الموسوى, كما أقيم احتفال مماثل في حسينية محمد الشيرازي في منطقة سلوى, وتحدّث فيه مسلم سيد فاخر.
-محاضرة في ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (10/4/2002) ألقاها محسن الجمري من البحرين.
-إقامة مجالس العزاء لوفاة المرجع محمد الشيرازي في عدد كبير من الحسينيات التي تتبع مرجعية الشيرازي مثل العقيلة زينب وأم البنين وأم صادق والبتول وملاية زينب الصراف والصديقة الطاهرة والقائم والسيدة خديجة والحوراء وسيد هاشم والإمام العسكري ومنتدى القرآن الكريم والسيدة سكينة وأم سليمان وأم الأئمة وحسينية بو حمد والزينبية ومؤسسة الصديقة الطاهرة.
-إقامة شعائر عاشوراء في جميع مساجد وحسينيات الشيعة في الكويت, وقد قام تلفزيون الكويت والإذاعة بنقل هذه الشعائر على الهواء مباشرة سنة 1423هـ.
-محاضرة لرئيسة مؤسسة السيدة خديجة لائقة معرفي (22/9/2001) ضمن الاحتفال بيوم المرأة العالمي, وأقيمت في حسينية الرسول الأعظم الكربلائية, وتطرقت فيها إلى قصة أرض فدك, التي يستغلها الشيعة للطعن في أبي بكر الصديق رضي الله عنه واتهامه بأنه اغتصب أرض السيدة فاطمة رضي الله عنها, بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

جـ- الوقف الجعفري:
سعى الشيعة بكل جهدهم إلى إنشاء هيئة للأوقاف الجعفرية الشيعية, يثبتون من خلالها وجودهم ومذهبهم, وينمّون مواردهم المالية, وكانوا يحرصون على أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن وزارة الأوقاف وعن الأجهزة الحكومية, بل وطالبوا بأن تكون تحت إشراف مراجع وعلماء مذهبهم كونهم ينوبون عن الإمام الغائب!
وقد كان مشروع هذا القانون ميداناً للخلافات بين التيارات الشيعية الدينية والعلمانية المختلفة, فمن قائل أن الإشراف على الأوقاف وإدارتها هما من صلاحيات المرجع الديني إلى مجيز بأن تتولى لجنة من غير المراجع إدارة هذه الأوقاف.
وخلال عامي 2001 و2002 كان الشيعة يعملون بكل جهد من أجل إنشاء هذه الهيئة, وبالرغم من قيام الحكومة الكويتية بإنشاء وحدة للأوقاف الجعفرية تتبع وزارة الأوقاف يكون أعضاؤها من الشيعة, إلا أن الشيعة وقادتهم أعربوا في تصريحاتهم المتكررة أن هذا القرار لا يلبي طموحاتهم, ذلك أنهم يريدون هيئة مستقلة عن الأوقاف والحكومة, وفي أحسن الأحوال تتبع الديوان الأميري.(17) وقد أعلن الشيخ أحمد حسين محمد نائب الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة أن هذه الهيئة سترى النور قريباً بعد مخاطبة وزارة الأوقاف لديوان الخدمة المدنية لتحديد الهيكل التنظيمي للإدارة الجديدة(18) .
د- المطبوعات:
يقوم شيعة الكويت بجهد كبير لنشر عقائد الشيعة من خلال كافة الوسائل كالكتب والأشرطة والمجلات والنشرات والرسائل, ومن خلال توفير هذه المواد في مساجدهم ومنتدياتهم وحسينياتهم بل وتوزيع بعضها مجاناً على المنازل وهم يقومون بذلك غير آبهين بمخالفة محتويات هذه المواد لعقائد المسلمين في الكويت, ومن ذلك:
-طباعة مجلة المنبر, وهي مجلة تصدر من الكويت, وكُتب عليها بأنها تصدر من لبنان للتمويه, وهذه المجلة التي يصدرها أتباع الشيرازي تخصصت في التطاول على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات, وبالرغم من توفر هذه المجلة في الكويت, إلا أن وكيل وزارة الإعلام في الكويت يصرح بأن الوزارة لم تسمح لهذه المجلة بالصدور أو الطباعة داخل الكويت.
-توزيع نشرة جامعة لفتاوى الشيرازي مجاناً, والراغب بالحصول على هذه النشرة يستطيع الحصول عليها بمجرد الاتصال فقط, وتصدرها مؤسسة المستقبل للثقافة والإعلام.
-ولهم مكتبة الثقلين ودار التوحيد للنشر.
هـ- تأسيس تجمع لعلماء الشيعة:
يرأسه محمد باقر المهري, يصدر بيانات باستمرار حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية, ويتظاهر بالحرص على وحدة الصف السني والشيعي, والمهري هذا يشرف على مسجد الإمام علي في منطقة العمرية.
و- توسيع دائرة المطالب:
يتبع الشيعة أسلوب "الخطوة خطوة", ففيما سبق كانوا يكتفون بالمطالبة بإنشاء المساجد ثم اتسعت الدائرة لتشمل الحسينيات والجمعيات الثقافية والاجتماعية والمبرات, وقد نجحوا في كثير من مساعيهم.
ومع مرور الزمن وازدياد نفوذهم, وتواجدهم في المؤسسات المختلفة, اتسعت دائرة مطالبهم, فهي تشمل الآن المطالبة بأن يكون يوم عاشوراء عطلة رسمية, ونقل شعائرهم في وسائل الإعلام الكويتية على الهواء مباشرة, وقد نجحوا في المطلب الثاني, حيث أصبح التلفزيون الكويتي ينقل هذه الشعائر مباشرة, ويبدو أنهم على وشك تحقيق المطلب الأول, حيث أوصت اللجنة الاقتصادية في مجلس الأمة باعتبار يوم عاشوراء عطلة رسمية.
ومن مطالبهم الآخذة بالتعاظم: السماح بطباعة كتبهم ومنشوراتهم, ومنع الكتب التي تتعرض لهم أو تبين عقائدهم, فقد كان لهم دور في منع كتاب (لله ثم للتاريخ) وهو من أهم الكتب الحديثة التي تبين عقائدهم, وأشادوا بقرار وزير الإعلام –آنذاك- أحمد فهد الأحمد بمنع تداوله.
ومن مطالباتهم: الوقوف ضد مشروع قانون العقوبات الشرعية الذي تقدم به بعض النواب الإسلاميين السنة, واعتبار علمائهم أنه غير قابل للتطبيق, بسبب خشيتهم من تطبيق القانون على المذهب السني.
ومنها اختراقهم لإذاعة القرآن الكريم, واستبعادهم لبرامج ومحاضرات العلماء السلفيين, وبخاصة من المملكة العربية السعودية.
ومنها تطاولهم العلني على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن أبرز من قاموا بذلك النائب صالح عاشور الذي تهجم على الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وطالب عاشور بتغيير اسم أحد شوارع الكويت يحمل اسم المغيرة, واعتبر ذلك حقاً للشيعة بالإضافة لمطالبته بإنشاء محكمة جعفرية, وإنشاء المزيد من المساجد الشيعية, وتعديل مناهج التربية الإسلامية لتتوافق مع عقائدهم.
وتبلغ هذه المطالب حداً غير معقول, إذ أفتى أمين عام تجمع علماء الشيعة في الكويت محمد باقر المهري بعدم جواز التعامل مع إحدى الجمعيات التعاونية (جمعية القرين) أو الشراء منها لأنها قامت بطباعة كتاب يخالف عقائد الشيعة.
كما أنهم اعترضوا على المطالبة بإغلاق الحسينيات غير المرخصة التي تملأ الكويت, ردّاً على الذين طالبوا بإغلاقها أسوة بفروع لجان الزكاة والجمعيات الخيرية التي تتبع الجمعيات السنية مثل الإصلاح وإحياء التراث.

2-التربوية والثقافية:
يحرص الشيعة على إنشاء المؤسسات الثقافية والتربوية –إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً- والتواجد في الهيئات المختلفة, ونشر فكرهم من خلالها, ومن ذلك:
-إنشاء جامعة أهل البيت (على الانترنت) من قبل بعض الجامعيين من الكويت والعراق وتدريس الشريعة والاقتصاد والتربية ... الخ, وتسعى من خلال هذه الجامعة لنشر الفكر الشيعي بين أوساط الجاليات المسلمة في الغرب, التي يناسبها هذا النوع من التعليم عن بعد(19).
-إنشاء قائمة طلابية في جامعة الكويت باسم (قائمة الحب والحياة) تعمل على تنظيم الطلاب الشيعة واستقطاب الطلاب السنة, وتجاهر القائمة بأفكار الشيعة, وقد تم منعها من المشاركة في انتخابات الهيئة الإدارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت التي جرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2002, بسبب تطاولهم على الصحابة الكرام, ونشرهم للأفكار المنحرفة في صفوف الطلاب(20) .
-ولهم مدارس عديدة مثل مدرسة التوحيد والمدرسة الجعفرية.
-إطلاق أسماء شخصياتهم على المؤسسات التعليمية مثل صدور قرار وزارة التربية بإطلاق اسم (سيد محمد الموسوي) وهو مدير سابق للمدرسة الجعفرية الوطنية على إحدى المدارس, وعلى الفور وجّه النائب الشيعي صالح عاشور الشكر لوزير التربية على هذه الخطوة(21) .
وإن الحديث عن الأنشطة التربوية والثقافية للشيعة في الكويت يرتبط ارتباطاً كبيراً بالمرجع الشيعي الإيراني الأصل محمد الشيرازي الذي وصل إلى الكويت سنة 1971 بعد اشتداد الضغوط عليه في العراق, حيث أسس مسجداً وديوانية ومكتبة ومدرسة باسم (الرسول الأعظم), وبدأ يستقبل طلبته الهاربين من العراق.
وكان الشيرازي فترة وجوده في العراق (حيث نسبة الشيعة هناك كبيرة) يطمح إلى أن يصبح يوماً ما المرجع الأعلى ويؤسس دولة (ولاية الفقيه), لكنه عندما جاء إلى الكويت وجد أن تلك الدولة الصغيرة التي يشكل فيها الشيعة أقلية لا تؤهله للقيام سوى بالنشاطات الثقافية, وهو ما تفرغ له, حيث أصدر (رسالة المساجد والحسينيات) ودعا فيها إلى الإكثار من بناء المساجد والحسينيات, لإقامة صلاة الجماعة والوعظ والرثاء والاحتفالات الشيعية, كما دعا إلى تأسيس المكتبات وإصدار النشرات والدعاء والزيارة والدروس والتأليف وإقامة الفواتح والإطعام وجمع المال وعقد المؤتمرات.
وألّف سنة 1392هـ في الكويت كتاب (نحو يقظة إسلامية) دعا فيه أصدقاءه ومؤيديه إلى:
1-تأسيس منظمة للدفاع عن المضطهدين والمهجرين في العالم.
2-التهيؤ الكامل للسلطة والتسلح بأفضل الأسلحة والتدرب عليها.
3-جمع المال وتكوين المصارف الإسلامية.
4-الاهتمام بالإعلام والدعاية والنشر.
5-التشجيع على طلب العلوم الدينية.
6-تكوين منظمات خاصة للشباب والنساء.
واهتم الشيرازي في الكويت بنشر المذهب الإمامي الاثنى عشري, عن طريق طبع ونشر أكثر من مائة ألف نسخة من كتاب (المراجعات) لعبد الحسين شرف الدين.
واستطاع خلال السنوات التسع التي أمضاها في الكويت أن يكسب شريحة لا بأس بها من الكويتيين لتقليده, كما أنه استطاع أن يمد دائرة تقليده إلى البحرين والسعودية.(22)

3-الاجتماعية والاقتصادية:
-إنشاء مبرّة أهل البيت, التي يرأسها النائب صالح عاشور.
-إنشاء مبرّة دشتي الخيرية في شهر مايو (آيار) 2002.
وأما الأنشطة الاقتصادية فعديدة ومتنوعة, حيث الكثير من الشيعة من التجار ورجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة طائفتهم, وقد ساعدهم في تبوء هذه المكانة الاقتصادية الهامّة مشاركتهم لبعض شيوخ آل الصباح في أعمالهم التجارية, وبرزت من الشيعة عائلات اقتصادية كبيرة منها: بهبهاني وقبازرد والكاظمي والهزيم وبهمن وبوشهري والوزان والمزيدي ومقامس ومكي ودشتي والصراف والنقي...الخ.
كما انهم ومنذ فترة طويلة يسيطرون على قطاعات اقتصادية هامة عديدة منها: المواد الغذائية والسجاد والذهب والمخابز.

4-السياسية:
للشيعة في الكويت نشاط سياسي ملحوظ وتواجد في مؤسساتهم الحكم المختلفة:
أ-مجلس الأمة: أجريت أول انتخابات لاختيار أول مجلس أمة للبلاد في 23/1/1963, وقانون الانتخابات في الكويت لا يحدد مقاعد للأقلية الشيعية, إنما يترك جميع المقاعد للمنافسة, وقد أولى الشيعة مجلس الأمة اهتماماً كبيراً وحرصوا على التواجد فيه منذ بداياته, وعملوا على تعزيز تواجدهم في المناطق التي يكثرون بها مثل الشرق والدسمة وبنيد القار, ومحاولة التواجد في مناطق أخرى مثل الرميثية

وميدان حولي وسلوى والصليبخات والجابرية, حتى صارت بعض الدوائر حكراً عليهم.
وفي الانتخابات النيابية الأخيرة التي أجريت في شهر يوليو (تموز) 2003م فاز النواب الشيعة الآتية أسماؤهم: صالح عاشور ويوسف زلزلة في الدائرة الأولى, وحسن جوهر في الدائرة الثامنة وحسين القلاف وصلاح خورشيد في الدائرة الثالثة عشرة.
وفي المجلس السابق الذي تم انتخابه سنة 1999, كان للشيعة عدد من النواب هم: عدنان عبد الصمد, عبد المحسن جمال, حسين القلاف, صالح عاشور, حسن جوهر.
مع العلم أن الدوائر الانتخابية عددها 25 دائرة, ينتخب من كل دائرة اثنين, فيكون عدد أعضاء المجلس 50 نائباً.
وداخل المجلس, يتبنى النواب الشيعة مطالب طائفتهم, ويتقربون من بعض النواب السنة, ويشكلون معهم تنظيمات مشتركة, مثل تجمع (نواب التكتل الشعبي) الذي شكّله الشيعة مثل عدنان عبد الصمد وحسين القلاف وحسن جوهر وعبد المحسن جمال مع بعض المستقلين.
ب-مجلس الوزراء: جرت العادة على أن يكون في كل حكومة كويتية وزير شيعي, عادة ما يحرص هذا الوزير على صبغ الوزارة بالصبغة الشيعية, والحكومة الحالية التي شكلها الشيخ صباح الأحمد سنة 2003م, يمثل الشيعة فيها محمد أبو الحسن وزير الإعلام, الذي بدأ عهده بإزالة صور الحرمين الشريفين من الآذان الذي يبثه تلفزيون الكويت.
وفي الحكومات السابقة, برزت أسماء مثل: صلاح خورشيد وعبد الوهاب الوزان وعيسى المزيدي وعبد العزيز محمد بوشهري, وفي حقبة أكثر قدماً كان الوزير الشيعي هو عبد المطلب الكاظمي, الذي كان وزيراً للنفط, وما ترك الوزارة إلا بعد أن طبّعها بطابع طائفته, فجاء بشيعي ليكون أحد وكلاء الوزارة, ووضع على رأس شركة النفط أحد الشيعة إضافة إلى رؤساء الإدارات وكبار المديرين(23) .
جـ- التجمعات والتنظيمات: تمنع الكويت شأنها شأن بقية دول الخليج إنشاء الأحزاب السياسية, لذلك تقوم بعض التنظيمات تحت مسميات (تكتل – تحالف – تجمع) وتدخل الانتخابات النيابية تحت هذه الأوصاف.
وللشيعة تنظيم تحت اسم (التحالف الإسلامي الوطني) الذي حلّ بديلاً عن الائتلاف الإسلامي الوطني الذي جرى تجميده سنة 1998, وقد طرح مرشحين عديدين لانتخابات 1999 و 2003 منهم عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال وناصر صرخوه, إلا أنه مُني بهزيمة كبيرة في انتخابات 2003(24) .
وهذا التحالف يتبع المرجعية الإيرانية وولاية الفقيه. وهناك تنظيم شيعي آخر باسم ((حركة أنصار الحرية)).

تأثرهم بالمتغيرات الداخلية والدولية:
لم يكن شيعة الكويت بعيدين عمّا يجري في الكويت والعالم, إذ أن المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية انعكست عليهم إيجاباً وساهمت في تعزيز نفوذهم وحسّنت صورتهم, ذلك أن علاقات شيعة الكويت ببلادهم لم تكن معظم الأحيان جيدة, فمنذ اللحظات الأولى لثورة الخميني سنة 1979 توجهت أفئدة الكثيرين من شيعة الكويت نحوها, بل ووجّهوا سهامهم نحو حكومة بلادهم التي رفضت آنذاك استقبال الخميني في الكويت بعد إخراجه من العراق وقبل توجهه إلى فرنسا, وأصدر ((أنصار الإمام الخميني)) منشوراً قبل الإطاحة بالشاه وقبل انتصار الثورة, كالوا فيه السباب والشتائم لحكومة بلادهم لأنها رفضت دخول الخميني الذي اعتبره المنشور ((المرجع الأعلى للطائفة الشيعية))(25) .
ولا شك أن توزيع مثل هذا المنشور في وقت لم تكن الثورة قد نجحت وحققت أهدافها يعني أن ثورة الخميني قد أعطتهم شحنات كبيرة, وبدأوا بالعمل والتصرف بناءً على أساس انتصار الثورة, وبدأ الكثير من الشيعة ينتقلون إلى إيران للدراسة والحياة معتبرين أنه وطن جميع الشيعة بغض النظر عن جنسياتهم(26) .

حرب الخليج الأولى:
ومع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية سنة 1980, ووقوف الكويت إلى جانب العراق, اشترك بعض الكويتيين الشيعة كمتطوعين في القتال ضد العراق(27) , وكان شيعة الكويت الورقة التي استخدمتها إيران لمعاقبة بلادهم بسبب مساعدتها للعراق, وسرعان ما نظّم الشيعة صفوفهم خلف إيران, وارتكبوا في ثمانينيات القرن الماضي ما يندى له الجبين كتفجير بعض السفارات الأجنبية سنة 1983, ومحاولة اغتيال أمير البلاد سنة 1985, واختطاف طائرتين مدنيتين كويتيتين, وتنفيذ تفجيرات في أماكن مختلفة, الأمر الذي جعل الكويت تعيش قيوداً واضحة على الحياة السياسية(28) .
وإضافة إلى التخريب الذي ارتكبه الشيعة في الكويت, فلقد كان لهم دور بارز في دعم التنظيمات الشيعية في الخليج وخاصة في البحرين للعمل ضد بلدانهم, وقد كشفت مجلة الوطن العربي في عددها الصادر بتاريخ 28/6/1996م مخططاً إيرانياً, لتوتير الأوضاع في البحرين من خلال تقديم شيعة الكويت أو ما أطلق عليه (حزب الله الكويتي) الدعم لشيعة البحرين (حزب الله البحريني) بمساهمة من حزب الله اللبناني.
وإضافة إلى البحرين, كان للشيعة في الكويت دور ملحوظ في أعمال التخريب التي شهدتها مكة المكرمة في موسم حج سنة 1409هـ (1989م), وعند إلقاء القبض على المخربين, تبين أن بعضهم يحمل الجنسية الكويتية, ذلك أن شيعة الكويت كانوا في ذلك العام (1989) يؤدون الدور نيابة عن الإيرانيين الذين كانوا قد قاطعوا موسم الحج بسبب رفض السلطات السعودية لأنشطتهم التخريبية في موسم الحج السابق.

حرب الخليج الثانية:
شكل غزو الكويت حرب الخليج الثانية (1990-1991) مناسبة ذهبية لشيعة الكويت للظهور والارتقاء, ذلك أن الذي قام بالاعتداء على بلادهم هذه المرة هو صدام حسين الذي كان يحارب إيران قبل سنوات قليلة, وقد استطاعت هذه الأزمة أن توحد المشاعر الكويتية تجاه العراق باعتباره عدوّاً لا مجال للوفاق معه, واتخذ السنة في الكويت والشيعة موقفاً متطابقاً تجاه العراق وصدام حسين, كما أن النظرة الكويتية بدأت تتغير تجاه إيران, فإيران التي كانت بالأمس معتدية صارت اليوم إحدى ضحايا نظام صدام, خاصة وأنها أعلنت أنها لن تقف إلى جانب صدام –عدوّها اللدود- في هذه الحرب .
وهذه التطورات تجاه إيران تزامنت مع وفاة الخميني, واستلام هاشمي رفسنجاني رئاسة الدولة, الأمر الذي ظنه العالم بأنه انتهاج لسياسة إيرانية جديدة تقوم على الحوار والاعتدال بدلاً من سياسة تصدير الثورة الصدامية التي عمل بها الخميني.
وبالرغم من أن الأيام اللاحقة أثبتت أن سياسة تصدير الثورة ما زالت سارية وإن كانت بأساليب جديدة, إلا أن دول الخليج ودولاً عربية أخرى ومنها الكويت بدأت بتحسين علاقاتها مع إيران وتطوير التعاون الاقتصادي, وتوقيع اتفاقيات في كافة المجالات, وقد كان من شأن هذه العلاقات الودّية الجديدة بين الكويت وإيران أن تؤدي إلى توسيع نفوذ شيعة الكويت, خاصة وأن إيران اتخذت موقفاً داعماً للإطاحة بالنظام العراقي سنة 2003, وإن تطلب الأمر تقديم العون والمساعدات للقوات الأمريكية وحلفائها, وهو الأمر الذي كانت تتمناه الكويت منذ سنوات طويلة.
وجاءت بعض حوادث مهاجمة الأمريكيين من قبل جماعات سنيّة, وقبل ذلك أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة, واتهام تنظيم القاعدة بارتكابها لتعلي من أسهم الشيعة الذين استعانت بهم الحكومة الكويتية لتعذيب إسلاميين كويتيين, اعتقلتهم الحكومة الكويتية في أعقاب حوادث الاعتداءات على الأمريكان في الكويت, وقد تبين أن معظم الذين قاموا بتعذيب هؤلاء المعتقلين هم من الشيعة(29) .

خاتمة:
استعرضنا في معرض حديثنا عن شيعة الكويت, أصل ذلك الوجود وأنه يعود إلى تأسيس القرامطة, وهم من الشيعة الإسماعيلية, دولة لهم في شرق الجزيرة العربية أثناء الحكم العباسي, ثم لعبت الهجرة المنظمة من إيران إلى أقطار الخليج في ظل ضعف إمارات الخليج وتواطؤ الاستعمار البريطاني دوراً كبيراً في زيادة أعداد الشيعة في الخليج, ومنها الكويت, حيث أصبحت نسبة الشيعة في هذا البلد حوالي 20% من مجموع السكان.
ويتجاذب العمل الشيعي في الكويت تيارات عديدة, منها ما هو علماني يميل إلى الحكومة, وانتقاد سيطرة رجال الدين على العمل الشيعي, ومنها ما هو ديني, وهو تيار عريض يؤيد جزء منه ولاية الفقيه الإيراني, وجزء آخر يتبع المرجع الشيرازي فيما يشكل التيار الثالث طائفة الشيخية.
وعلى اختلاف تياراتهم وتوجهاتهم, نشط شيعة الكويت في كافة المجالات الدينية والثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية, فبادروا إلى إنشاء المساجد والحسينيات والمدارس والجمعيات والهيئات وطبع الكتب وإصدار المجلات, وإقامة المآتم والاحتفالات وقد استفادوا في ذلك من جملة من المتغيرات الداخلية والخارجية, بحث أنه لم يعد هناك سقف لمطالبهم, وبات من المألوف أن تطالب الأقلية الشيعية في الكويت بما يخالف ما عليه الأكثرية السنيّة في هذا البلد, بل وممّا يثير الاستغراب أن يتحول هؤلاء فجأة إلى مواطنين صالحين حريصين على بلادهم, بعد أن مارسوا صنوف الإيذاء والتخريب ضد بلدهم ومواطنيهم, كما تجلى ذلك في حوادث خطف الطائرات وتفجير السفارات الأجنبية ومحاولة اغتيال أمير البلاد.

المراجع:
1- وجاء دور المجوس – د. عبد الله الغريب.
2- الشيرازي: المرجعية في مواجهة تحديات التطور – أحمد الكاتب.
3- الأصولية في العالم العربي – ريتشارد دكمجيان.
4- هموم الأقليات – التقرير السنوي الأول الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر لسنة 1993.
5- التاريخ الإسلامي – محمود شاكر – الجزء السابع.
6- الشيخية: نشأتها وتطورها ومصادر دراستها – محمد حسن آل الطالقاني.
دوريات ومواقع:
1- النور (لندن).
2- الوطن العربي.
3- الوطن الكويتية.
4- الوكالة الشيعية للأنباء.
5- موقع مفكرة الإسلام.
6- صحيفة الشرق الأوسط.
7- صحيفة اللواء الأردنية.
8- صحيفة الرأي العام الكويتية.
--------------------------------------------------
(1) وذلك أن من عقائد الشيعة الانفصال عن بقية المسلمين واعتبارهم أعداء معتدين على آل البيت والشيعة لذلك تحاول أن تكون على شكل تجمعات صغيرة غير مندمجة مع الآخرين, وتسعى للوصول إلى مراكز السلطة والقوة وترتبط بالمرجعية الدينية أكثر من ارتباطها بالدولة التي هي فيها كما هو معروف عنهم.
(2) انظر تفاصيل هذه الحقبة في بحث: التجمعات الشيعية في السعودية, المنشور في العدد الرابع من الراصد أو انظر: محمد شاكر, التاريخ الإسلامي, الجزء السابع ص117-118.
(3) هموم الأقليات الصادر عن مركز ابن خلدون لسنة 1993 ص304, وجاء دور المجوس: د. عبد الله الغريب ص318.
(4) هموم الأقليات ص304.
(5) انظر بحث "التجمعات الشيعية في البحرين" المنشور في العدد الثاني من الراصد.
(6) وجاء دور المجوس ص.
(7) وجاء دور المجوس ص311-317.
(8) المصدر السابق ص317.
(9) انظر ص7 من هذا البحث.
(10) انظر ص10 من هذا البحث.
(11) كتاب الشيرازي لأحمد الكاتب ص52.
(12) الشيخية: نشاتها وتطورها ومصادر دراستها –محمد حسن الطالقاني ص199-200.
(13) المصدر السابق ص201-202.
(14) انظر جانباً من نشاط الشيخية في الكويت: الوطن الكويتية 25/2/2002, 22/5/2003.
(15) د. عبد الله الغريب, وجاء دور المجوس ص320-322.
(16) المصدر السابق ص323-327.
(17) صحيفة الوطن.
(18) الوكالة الشيعية للأنباء – 29/11/2003م.
(19) اللواء الأردنية 25/4/2001.
(20) الوكالة الشيعية للأنباء 25/9 + 6/10/2002.
(21) المصدر السابق 9/5/2003.
(22) الشيرازي: المرجعية في مواجهة تحديات التطور – تأليف أحمد الكاتب ص51-52.
(23) وجاء دور المجوس ص321.
(24) الشرق الأوسط 1/7/1999.
(25) وجاء دور المجوس ص340-343.
(26) انظر مقابلة الشيعي الكويتي عباس بن نخي حول الثورة الإيرانية, وهو كان قد مكث في قم بإيران 12 سنة (1981-1993) ... الوطن 2/10/2000.
(27) هموم الأقليات ص304.
(28) الأصولية في العالم العربي- ريتشارد دكمجيان – ص213.
(29) موقع مفكرة الإسلام
14/10/2002.

ليست هناك تعليقات: