2011/04/21

صرخة الأحواز في الوادي السحيق

صحيفة المصريون | 21-04-2011 00:15
خالد روشه
إهمال إعلامي ملحوظ قد غمر الانتفاضة الأحوازية , التي أعلنها عرب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني .
الانتفاضة التي بدأها الأحوازيون أول أمس الجمعة قوبلت – كالعادة – بأقصى صور القمع الممكن ضد أبناء ما يعلن عنه في الإعلام الرسمي الإيراني ب" أبناء الشعب الواحد " فالنظام الإيراني الشيعي الإثنى عشري لايزال يُغرق في التعتيم الإعلامي على حقائق الإقليم المحتل وكل ما يحدث فيه من مواقف معارضة تهدف إلى رفض عملية ( الفرسنة ) الديموجرافية التي يتعرضون لها لتغيير البنية البشرية للإقليم وإلغاء الهوية الأحوازية .
لقد أعلنت السلطات حالة الطوارىء في الإقليم المحتل وتوقفت المدارس ، و الشركات ،ونشرت آلاف من عناصر الأمن للمواجهة .
قوات الباسينج لم تتردد في فتح نيرانها المباشرة في مدن كالحميدية وغيرها ليسقط في تلك المدينة وحدها ستة من القتلى مع عشرات الجرحى في ساعات معدودات .
وبينما القتلى والجرحى في الطرقات إذا بأبواق الإعلام المضلل يدعي أن تلك التظاهرات قد اندلعت تأييدا لشيعة البحرين !
لقد خرقت آذان كثير من المتابعين من بعض وسائل الإعلام النابهة – وهي نادرة في تلك القضية – ما صرخ به عرب الأحواز باللغة العربية " الأحواز حرة والإيراني يخرج بره "
غضب عارم قد تراكم عبر ما يزيد عن ثمانين عاما في نفوس الأحوازيين لايزال ينفجر من حناجرهم وقلوبهم وصرخاتهم , وإعلامنا يبدو أنه قد أصابه الصمم تجاهه .
الأحوازيون الذين يربو عدد سكانهم على خمسة ملايين نسمة ، وينتشرون على أرض مليئة بالثروات الطبيعية أهمها البترول - الذي يخرج منه ما يزيد على ثلاثة أرباع إنتاج إيران منه حيث يستخرج من نفط الأحوازي يوميا أكثر من 5 ملايين برميل، يصدر منه للخارج نصف هذا المقدار عن طريق جزيرة خرج العربية، ويستغل النصف الثاني في إيران، كذلك الغاز فهو الآخر ثروة هائلة في الأحواز ويغطي كل حاجات إيران بالإضافة الى التصدير , والبتروكيماويات التي شكلت صادراتها مايزيد 6مليارات دولار سنويا , ، حتى إنـَّه بات يُطلـق عليه : أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم , وفي 20 نيسان 1925 ميلادية تم اغتصاب هذا الإقليم ، ومنذ ذلك الحين ، يقعون تحت احتلال فارسي ، حرم الشعب من حقوقه ، حتى حظر اللغة العربية في المدارس ، وما يميّز اللباس العربي ، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية !
يمثل قمع الانتفاضة الأحوازية عدة تساؤلات من أظهرها ما يتعلق بالريبة والشك الكبيرين فيما يفعله الشيعة في مناطق مختلفة كالبحرين وأمثالها , وما بدا من الدولة الإيرانية من غضب وتأييد قد تعدى المسموح به سياسيا لما يفعله الشيعة هناك .
كذلك يدعونا إلى تساؤل آخر حول ذاك الحقد الفارسي ضد كل ما يمت بصلة إلى العرب عامة والسنة بالخصوص , فبرغم وجود أعداد من الأحوازيين يتمذهبون بالمذهب الشيعي - ( ظهر في السنوات الأخيرة تحول لكثير من الأحوازيين الشيعة إلى المذهب السني ) - , فإذا بهم يتعرضون لذلك النوع من القمع , فكيف نتصور ما يمكن أن يحدث للسنة من هذا الشعب المحتل ؟!
هذا الذي يحدث في الأحـواز يجري مثلـه على عمـوم أهـل السنة في إيران كما يوجد قرابة مليون ونصف سني في منطقة (تركمن صحرا) مضطهدون هم الآخرون , ويتعرّضون لصور العنصرية ، ومثلهم قرابة مليون سنّي في خراسان كذلك.إننا بحاجة إلى إعلام متيقظ فاعل , ومن غير البعيد أن يتخصص بعضه في قضية ذلك الشعب وما يتعلق به من تعاطف شعبي عربي سني يحيط به - (هناك ارتباط جغرافي طوله ما يزيد عن 1400 كيلومتر مع سبعة دول عربية، ومن الحدود الأحوازية مع العالم العربي السني بين 450 إلى 500 كيلومتر من أم القصر العراقية إلى محافظة ميسان وواسط العراقيتين، ومنها أكثر من 900 كيلو متر على ساحل الخليج العربي في العراق والكويت و السعودية والبحرين وقطر والإمارات و عمان ) -
المرجو إذن من هذا الإعلام العربي السني المتخصص أن يتابع القضية ويُظهر كذب تلك المزاعم الفارسية المبثوثة على عشرات الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام حول الشعب الأحوازي وما يتعلق بملفات الاضطهاد السني واضطهاد المعارضة الإيرانية .
أمر آخر وهي لفتة لا تقل أهمية عما سبق وهو ما يتعلق بالمواطن العربي السني في شتى الدول الإسلامية المحيطة بالمنطقة وإدراكه الحقيقي والفعلي للموقف الحالي ورؤيته التي ينبغي أن تكون شاملة وحاذقة لما يحاك من حوله .
إن حدثا ملفتا قد يدعونا لكثير من التساؤلات عندما نرى العالم الغربي والأمم المتحدة يتابع بكل دقة كل ما يحدث في العالم الإسلامي والعربي لكنهم تصيبهم السكتة اللسانية والصمت المطبق تجاه قضية الأحواز التي تنادي في واد سحيق

2011/04/18

سوريا والبحرين يكشفان المخطط الإيراني المشبوه

تقرير إخباري ـ خالد مصطفى | 6/5/1432 هـ
أيدت إيران وبقوة الثورة التي اندلعت في مصر وأطاحت بالرئيس حسني مبارك واعتبرت طهران أن الثورة جاءت لتلبي طموحات الشعب المصري, وعندما خرجت مظاهرات في إيران تشيد بثورة مصر وتونس وتطالب بما طالب به المحتجون هناك من حرية وعدالة, قابلتها إيران بالقمع والاعتقالات..
لم تكن العلاقة بين إيران والنظام في مصر تحديدا على ما يرام فقد خرج الرئيس المخلوع حسني مبارك ذات يوم بعد أن شعر بالمخططات الإيرانية وإمكانية تأثيرها على حكمه, وقال: إن الشيعة في البلاد العربية ولاؤهم لطهران وليس لبلادهم, وذلك بعد أن تزايد تدخل إيران في العراق ولبنان وبدأت ترمي بعناصرها في بلاد أخرى مثل مصر, وهنا شنت إيران والمراجع الشيعية حملة شديدة على مبارك واتهموه "بالطائفية" رغم أن مبارك لا تفرق معه هذه الامور من قريب أو بعيد, والمهم عنده الكرسي وعندما شعر بأن إيران تريد العبث به جاء تصريحه الذي يترجم الواقع في حقيقة الامر, وعندما بدأت الاحتجاجات الشيعية في البحرين في محاولة لركوب موجة الثورات الشعبية بالعالم العربي تدخل النظام الإيراني بقوة مؤيدا لها وحشد أجهزة إعلامه لخدمتها وإدانة النظام البحريني وتمادى النظام الإيراني في تدخله عندما طلبت المنامة مساعدة درع الجزيرة ـ وفقا لاتفاقية الدفاع الخليجي المشترك ـ لحماية الحدود والمواقع الاستراتيجية بعد أن تجاوزت الاحتجاجات حد التظاهر السلمي وبدأ المتظاهرون يعتدون على رجال الامن ويخربون المنشآت, كما رفعوا شعارات طائفية وحملوا صور الخميني وخامنئي وهتفوا للنظام الإيراني, وهي سابقة ليس لها مثيل في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها وتشهدها عدة دول عربية مؤخرا...
لقد انتقدت إيران بشكل رسمي تدخل ما أسمته بـ "دول سنية ضد الاحتجاجات الشيعية ", في توصيف طائفي بحت للأمور بل وتعدى ذلك إلى دخول حزب الله اللبناني الشيعي على الخط ليدين أيضا ما أسماه بـ "الحرب السنية على الشيعة" وهدد بحرب طائفية, كما صدرت إدانات مشابهة وتهديدات من رئيس الوزراء العراقي الشيعي الموالي لإيران نوري المالكي...
لقد ظهر للعيان أن هناك تحالفا شيعيا يبرز على الساحة ليشكل منظومة جديدة في المنطقة يدين ويشيد بناءا على توجهات طائفية وهو ما كانت تعمل من أجله إيران طوال السنوات الماضية وتم التحذير منه مرارا وتكرارا, فعندما تحركت المنامة في اتجاه طلب المساعدة من دول الخليج كان تحركا سياسيا ينطلق من معاهدة نشأت لوجود روابط جغرافية وثقافية وسياسية بين دول التعاون الخليجي وليس على أساس طائفي, أما الموقف الإيراني والذي جر معه بقية التابعين له فهو موقف طائفي بامتياز يتكلم عن حرب ضد الشيعة ويريد تأجيج الفتنة, وما يؤكد ذلك الصمت الرهيب الذي تبديه إيران تجاه احتجاجات سوريا ذات النظام النصيري الباطني الموالي لإيران, والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى وهي احتجاجات شعبية تهدف إلى مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية وبعيدة عن الطائفية ولم ترفع علم أي دولة سنية أو غير سنية كما حدث في البحرين, فلماذا لم تؤيدها إيران كما أيدت احتجاجات مصر وتونس؟! ولماذا لم تنفعل معها بشدة كما انفعلت مع احتجاجات البحرين؟!
الإجابة ببساطة أن زوال نظام الأسد في سوريا قد يؤدي إلى انتهاء حكم النصيريين المقربين من الشيعة وحكم الأغلبية السنية للبلاد وهو ما لا ترضى عنه طهران الطائفية أما في تونس ومصر فكانت أنظمة معادية لها تمنعها من نشر التشيع, والبحرين المعارضة شيعية وتسعى لإقامة نظام طائفي يخدم مخطط إيران لتكوين إمبراطورية شيعية تحقق لها حلم السيطرة على المنطقة وتلاعب بها الغرب في الملفات الخلافية بينهما والتي تدور معظمها على تقسيم مناطق النفوذ والمصالح وليس لأسباب عقدية كما توهم طهران البسطاء من المسلمين الذين يعتقدون أن إيران تقف في وجه أمريكا لأنها "الشيطان الأكبر", وليسأل هؤلاء أنفسهم لماذا تحالفت إيران مع "الشيطان الأكبر" خلال غزو العراق وأفغانستان؟ أليس للقضاء على الانظمة السنية المعارضة لها والتي تعوق وصولها لأغراضها.

القضية الأحوازية.. مأزقٌ لإيران وللحكام العرب

موقع المسلم | 15/5/1432 هـ
يوم الجمعة الماضي الموافق للـ 15/4/2011م كان يوماً تأريخياً عند عرب الأحواز التي تحتلها إيران منذ 86سنة، إذ صمم الأحوازيون على الانتفاض مجدداً على الاحتلال الفارسي المجوسي الشوفيني الحاقد على العرب حتى لو كانوا شركاء له في الدين والمذهب!!
وسقط المناضلون الشجعان برصاص الولي الفقيه الغادر، لكنهم أطلقوا ثورة جديدة ضده، وجددوا ذاكرة شعبهم الذي يعاني الأمرّين على أيدي شرذمة الكراهية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.
ويكفيهم فخراً أنهم أشعلوا النار اليوم في إيران ذاتها بعد أن نجحت في نشر النيران في الخارج بعامة وفي دول الجوار العربي والإسلامي بخاصة :العراق-أفغانستان-باكستان-لبنان-سوريا-الخليج-اليمن....
وليس سراً أن للأحواز أهمية إستراتيجية مفصلية فلولاها لما كان للمجوسيين الجدد أن يطلوا على الخليج العربي الذي يصرون على رفض اسمه حقداً على عروبته الراسخة على الشاطئين الغربي والشرقي، فالأحواز مصدر 80% من نفط دولة الملالي العدوانية التوسعية، والأشد خطورة من ذلك كله أن سياستها العنصرية في الإقليم السليب تُسْقِط كثيراً من الأكاذيب المحورية التي تمثل العمود الفقري للصورة المفتراة للإمبراطورية الصفوية الجديدة، فأهل الأحواز شيعة في أكثريتهم لكن انتماءهم المذهبي لم يشفع لهم عند أدعياء التشيع، فهم موضع مقت متأصل وموروث لأنهم عرب فحسب..
ولقد حرص القوم دائماً على حجب قمعهم المستمر لأهل السنة في إيران لخدمة تقيتهم التي سهلت لهم التسلل إلى بيئات إسلامية غافلة تجهل هوية الرفض عقدياً ولا تعلم شيئاً عن مظالم أشقائهم في جمهورية الخوف.فلا ريب في أن يكون حرص دولة الملالي أشد على طمس معالم البطش المجوسي بالأحوازيين شركائهم في التشيع الاثني عشري؟فافتضاحه يضر إضراراً فادحاً بمشروع التمدد الصفوي أمام السنة والشيعة العرب على حد سواء، فأهل السنة سوف يقولون في أنفسهم:إذا كان ظلم الرافضة الصفويين لإخوتهم في المذهب بهذه القسوة فلا بد أن كراهيتهم لنا أشد وأعنف.والشيعة العرب المنخدعون بكون طهران فاتيكان الرفض في العالم سوف يقفون حائرين وعاجزين عن استيعاب التناقض الإيراني بين حماية التشيع في الخارج والظلم البشع لشيعة تحت حكمهم!!
صحيح أن تسنن كثير من الأحوازيين في السنوات الأخيرة قد يستفز أتباع الملالي في البلدان العربية باعتبارهم "ضالين" و"مارقين"و"نواصب" لكن ذلك سوف يدفع الشرائح الأكثر وعياً واستقلالية إلى طرح تساؤلات شائكة عن أسباب تمرد الأحوازيين الآن على التشيع الذي ظلوا يعتنقونه منذ قرون؟
فكيف يفر هؤلاء من "جنة"التشيع ويرفضون مزاياه ويختارون التحول إلى أهل السنة والجماعة المظلومين ظلماً جذرياً؟ولكن للمسألة وجهاً آخر، إذ إن تسنن الأحوازيين يزيد من الاحتضان العربي الشعبي لقضيتهم العادلة .
وتسليط الضوء على مظلمة الأحوازيين يسهم في إسقاط الرداء الثوري الزائف الذي تشبع به نظام خامنئي إعلامياً على مدى سنوات بادعائه نصرة المستضعَفِين في كل مكان وزمان...
كما أن له أثراً لا يقل أهمية في الجهة الغربية من الخليج حيث يغدو عامل ضغط هائلاً من الشعوب العربية على نظمها السياسية التي أدارت ظهرها لمأساة الأحوازيين بصورة مزرية حتى إنها لم تستعملها على الأقل كسلاح في مواجهة الاستفزازات الصفوية المتوالية ضدها!!
ناهيك عن تسديد صفعة قوية لتجار القومية العربية المتآمرين مع طهران ضد أمتهم الأمر الذي تجلى بتخلي هؤلاء عن مؤازرة الأحوازيين منذ تسلط خميني على إيران!!بل إن أحد أشد النظم العربية تشدقاً بالعروبة انتقل من احتضان الأحوازيين إلى مطاردتهم وتزويد أجهزة القمع الصفوية بملفات لأبرز الناشطين في الدفاع عن شعبهم المظلوم.
وعلينا التأكيد هنا أن نصرة القضية الأحوازية العادلة لا تتطلب منا سوى تأسيس قناة فضائية تدافع عنها بمنطق سديد ولغة علمية تعززها الوقائع والوثائق وتبنيها في المحافل السياسية والحقوقية الإقليمية والدولية وإعادتها إلى خريطة الوطن العربي وبخاصة أنها حُذِفَتْ منها بصورة غامضة لا يدري مخلوق كيف تم الحذف المريب ولماذا؟
وختاماً، فإننا نتمنى على عرب الأحواز ممارسة الذكاء في طرح قضيتهم العادلة، بحيث تصبح جزءاً من مطالب الشعوب الأخرى التي يقهرها الصفويون من كرد وبلوش وتركمان بل وفرس مغلوبين على أمرهم.إذ يمكن المطالبة في المرحلة الحاضرة بحرياتهم الدينية وحقوقهم القومية في صيغة حكم ذاتي موسع مثلاً، ثم يمكن البناء عليها لمطالب أكبر في مرحلة لاحقة.

جمعة الأحواز الثائرة

موقع المسلم | 11/5/1432 هـ
ارتعبت السلطات الأمنية الإيرانية من احتمالات اندلاع ثورة قوميات لديها، بعدما تكاثرت الدعوات المنادية بجمعة "الغضب الأحوازي" إضافة إلى دعوات أخرى في أكثر من إقليم غير فارسي مهمش في إيران، وشرعت في توجيه ضربات استباقية تهدف إلى وأد الانتفاضة الأحوازية في مهدها كخزان أضخم للثورة في إيران، حيث تتوفر لديه كل حوافز الثورة على الأوضاع الجائرة في الإقليم الذي يعاني من احتلال مزمن استمر لما يقرب من تسعة عقود، ذاق خلالها الشعب الأحوازي العربي الأمرين من السلطات الإيرانية المحتلة المتعاقبة.
ونقول كل حوافز الثورة، لأن هذا القطر المحتل لا يجمعه بالإيرانيين أي شيء تقريباً، فلا القومية ولا "طريقة التدين" بين طائفته الشيعية، أو الاختلاف الجذري الديني مع أكثريته السنية، ولا الثقافات أو العادات متشابهة مع أكبر القوميات الإيرانية (الفرس)، علاوة على شعور أهله بالتهميش والاضطهاد والحرمان، حيث تغتصب السلطات الإيرانية ثروات دولة الأحواز المحتلة التي تزود إيران بـ90% من إنتاجها من النفط، في حين تعيش الأحواز في حالة إفقار اقتصادي، ومحاولة تغييب سياسي ممنهج.
يلملم الأحوازيون جراحاتهم وآلامهم ويبدؤون في إطلاق شرارة انتفاضتهم التي تتزامن مع ذكرى انتفاضتهم السابقة قبل ستة أعوام، وعلى أعتاب ذكرى احتلال الأحواز في العشرين من إبريل من العام 1925، وكل الأمل يحدوهم أن تكون انتفاضتهم اليوم مختلفة، حيث الزخم العربي الرافد لكل أحوازي عربي يرى الطموح مبرراً ومنطقياً، وليس حالماً خيالياً.
الاستعدادات بدأت مبكرة، والاعتقالات أيضاً رافقتها، فغيبت السلطات العشرات في الأيام القليلة الماضية في غياهب سجونها، وسقف التطلعات عالية، والمؤشرات توحي بأن شرارة الانتفاضة ربما وصل أثرها إلى أقاليم الكرد والبلوش والآذريين وغيرهم.
تتوعد السلطات الأمنية والاستخبارية والسياسية الأحوازيين من الخروج بعد صلاة الجمعة، وعينها ترمق الثورة السورية المتحدية لكل ألوان البطش الأمني وأدواته القاهرة، حيث تتحسب طهران من تكرار الفشل السوري في التعتيم على الأحداث الجارية في سوريا والجرائم الفضائحية الأمنية التي تمكن الثوار من توثيقها، وإعادة تدويرها لتنتج وقوداً إضافياً للثورة ينضح في كل محافظة سورية بالنضال والفداء.
اللاعبان الأساسيان في هذا المحور الطائفي ربما يعالجان موقفاً فريداً في حال نجحت الانتفاضة الأحوازية في حفز الأقاليم الأخرى مثلما نجحت درعا في تشجيع المحافظات السورية الأخرى، وربما يجدان نفسيهما في حالة لا تسمح لأحدهما بمساعدة الآخر، والاعتماد كليهما على ميليشيا لبنانية تُدعي "حزب الله".
لا نسبق أحداثاً لم تجر كلها بعد، لكننا قد نتصور أحوازاً جديدة، وتعاملاً مختلفاً من السلطات الأمنية الإيرانية، ربما يدعوها في الأخير إلى إعادة النظر في سياستها الإقصائية للأقلية السنية الكبيرة، أو القوميات الأخرى المهمشة لاسيما العرب والبلوش والكرد، وإذا كانت القومية الأخيرة قد حصلت على بعض المكتسبات المحدودة في سوريا بعد مشاركتهم في ثورتها، فربما يحفز ذلك إخوانهم في إيران على انتزاع حقوقهم من بين فكي الأسد الإيراني.