محمود سلطان : بتاريخ 19 - 11 - 2008
عندما كشفت "المصريون" يوم 14 نوفمبر 2008 قرار مقاطعة إخوان إيران للتنظيم االدولي للإخوان المسلمين، احتجاجا على مناصرة إخوان مصر وقيادات التنظيم الدولي للنظام الإيراني الذي لا يزال يصر علي مطاردة إخوان إيران والتنكيل بهم باعتبارهم جزءا من السنة في إيران الذين ترفض الحكومة الإيرانية بناء مساجد لهم أو اعطاءهم حقوقهم أو مساواتهم بغيرهم من مواطني إيران، وكما نُسب نصا إلى مراقب الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني ، كانت من المفاجآت التي آثارت دهشة المهتمين بالشأن العام المصري، أن يتصدى للتعقيب على الخبر، إخوان مصر وليس إخوان إيران !، رغم أن الموضوع يخص الأخيرة في الأساس!
ربما يكون مفهوما، أن يعلق الإخوان المسلمون المصريون، على الشق الذي يتعلق بهم في مضمون وفحوى الخبر، أما الذي لايمكن فهمه، هو أن ينفوا نيابة عن إخوان إيران قرار المقاطعة "جملة وتفصيلا" كما ورد في الشرق الأوسط منذ ثلاثة أيام مضت!
الخبر الذي نشرته "المصريون" نسبته إلى مراقب الإخوان الإيراني عبد الرحمن بيراني، واعتقد أن الرجل حي يرزق، وقد بلغه ما نُسب إليه، ومع ذلك لم يصدر منه ما يؤكده أو ينفيه، وهو وحده صاحب الحق الأصيل في التعقيب عليه، ولايجوز وفقا لما يردده إخوان مصر بشأن "الإطار التنسيقي" وليس "التنظيمي" للتنظيم الدولي والذي يقر باستقلال إخوان كل بلد بقراراتهم نزولا عند خصوصية أوضاعها الداخلية .. لا يجوز وفقا لهذا "التقليد" أن يتصدى إخوان بلد ما للحديث بالوكالة عن إخوان بلد آخر، في شأن بالغ الحساسية، في مثل ما نسب إلى مراقب إخوان إيران.
قرار عبد الرحمن بيراني بالمقاطعة، عزاه إلى اضطهاد أهل السنة، ورفض إيران بناء مساجد لهم، ومعاملتهم باعتبارهم مواطنين درجة عشرة، وكان من اللافت أن الرد الإخواني المصري بـ"الوكالة" لم يتعرض لهذه الشكوى "السنية" بل أنكرها ودافع عن طهران "المتسامحة" مع سنتها ومع الإخوان وانزالهم منزلة التعظيم والتوقير، وادعاء أن إيران مكتظة بالمساجد التي يرتادها أهل السنة!
من المفارقات اللطيفة أن الدفاع الإخواني المصري، جاء بالتزامن مع اغتيال الشيخ مولوي شيخ على دهواري، وهو رجل دين سني ومدير مجمع"الإمام البخاري" في مدينة "سوران" الإيرانية.. والذي صاحب خبر اغتياله، تقارير صحفية في غالبية الصحف الكبرى التي أكدت على أن طهران التي يقطنها مئات الآلاف من السنة لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة بينما تنتشر فيها المعابد اليهودية والكنائس النصرانية، وقس على ذلك المدن الكبرى مثل يزد واصفهان وشيراز وكرمان، بل إن المسجد الوحيد في مدينة "مشهد" بخرسان، وهو مسجد " جامع شيخ فيض" هدمته السلطات الإيرانية وحولته إلى "حديقة للأطفال"! فيما كشفت تقارير صحفية نشرت في لندن منذ أسبوع عن إغلاق عدد من مساجد الطائفة السنية مثل مسجد حاج أحمد بيك في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، ومسجد ومدرسة شيخ قادر بخش البلوشي في محافظة بلوشستان، ومسجد في كنارك في ميناء ضابهار ببلوشستان، ومسجد الإمام الشافعي في محافظة كرمانشاه في كردستان.
اعتقد أن البرلماني السابق والخلوق د. محمد مرسي والصديق الكبير الدكتور عصام العريان، وهما من نبلاء الإخوان ويحظيان باحترام كبير لدى الوسط السياسي المصري على اختلاف انتماءاته الإيديولوجية، لم يكونا موفقين في التعقيب على الخبر، لأنهما أولا : وضعا إخوان مصر موضع "الوصي" على إخوان إيران، ثانيا أظهرا أن ما لديهما من معلومات بشأن وضع أهل السنة في إيران، إما أنها ضحلة أومغلوطة أو أنهما كانا في سياق الدفاع عن إيران تمشيا مع موضة "التشيع السياسي" التي أصابت "حزب إيران" في مصر، وسواء كانت الأولى أو الثانية، فإن الموقف الإخواني في ذلك الشأن كان أقل بكثير مما توقعه الرأي العام منها أو عند حسن ظنه بها.
sultan@almesryoon.com
عندما كشفت "المصريون" يوم 14 نوفمبر 2008 قرار مقاطعة إخوان إيران للتنظيم االدولي للإخوان المسلمين، احتجاجا على مناصرة إخوان مصر وقيادات التنظيم الدولي للنظام الإيراني الذي لا يزال يصر علي مطاردة إخوان إيران والتنكيل بهم باعتبارهم جزءا من السنة في إيران الذين ترفض الحكومة الإيرانية بناء مساجد لهم أو اعطاءهم حقوقهم أو مساواتهم بغيرهم من مواطني إيران، وكما نُسب نصا إلى مراقب الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني ، كانت من المفاجآت التي آثارت دهشة المهتمين بالشأن العام المصري، أن يتصدى للتعقيب على الخبر، إخوان مصر وليس إخوان إيران !، رغم أن الموضوع يخص الأخيرة في الأساس!
ربما يكون مفهوما، أن يعلق الإخوان المسلمون المصريون، على الشق الذي يتعلق بهم في مضمون وفحوى الخبر، أما الذي لايمكن فهمه، هو أن ينفوا نيابة عن إخوان إيران قرار المقاطعة "جملة وتفصيلا" كما ورد في الشرق الأوسط منذ ثلاثة أيام مضت!
الخبر الذي نشرته "المصريون" نسبته إلى مراقب الإخوان الإيراني عبد الرحمن بيراني، واعتقد أن الرجل حي يرزق، وقد بلغه ما نُسب إليه، ومع ذلك لم يصدر منه ما يؤكده أو ينفيه، وهو وحده صاحب الحق الأصيل في التعقيب عليه، ولايجوز وفقا لما يردده إخوان مصر بشأن "الإطار التنسيقي" وليس "التنظيمي" للتنظيم الدولي والذي يقر باستقلال إخوان كل بلد بقراراتهم نزولا عند خصوصية أوضاعها الداخلية .. لا يجوز وفقا لهذا "التقليد" أن يتصدى إخوان بلد ما للحديث بالوكالة عن إخوان بلد آخر، في شأن بالغ الحساسية، في مثل ما نسب إلى مراقب إخوان إيران.
قرار عبد الرحمن بيراني بالمقاطعة، عزاه إلى اضطهاد أهل السنة، ورفض إيران بناء مساجد لهم، ومعاملتهم باعتبارهم مواطنين درجة عشرة، وكان من اللافت أن الرد الإخواني المصري بـ"الوكالة" لم يتعرض لهذه الشكوى "السنية" بل أنكرها ودافع عن طهران "المتسامحة" مع سنتها ومع الإخوان وانزالهم منزلة التعظيم والتوقير، وادعاء أن إيران مكتظة بالمساجد التي يرتادها أهل السنة!
من المفارقات اللطيفة أن الدفاع الإخواني المصري، جاء بالتزامن مع اغتيال الشيخ مولوي شيخ على دهواري، وهو رجل دين سني ومدير مجمع"الإمام البخاري" في مدينة "سوران" الإيرانية.. والذي صاحب خبر اغتياله، تقارير صحفية في غالبية الصحف الكبرى التي أكدت على أن طهران التي يقطنها مئات الآلاف من السنة لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة بينما تنتشر فيها المعابد اليهودية والكنائس النصرانية، وقس على ذلك المدن الكبرى مثل يزد واصفهان وشيراز وكرمان، بل إن المسجد الوحيد في مدينة "مشهد" بخرسان، وهو مسجد " جامع شيخ فيض" هدمته السلطات الإيرانية وحولته إلى "حديقة للأطفال"! فيما كشفت تقارير صحفية نشرت في لندن منذ أسبوع عن إغلاق عدد من مساجد الطائفة السنية مثل مسجد حاج أحمد بيك في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، ومسجد ومدرسة شيخ قادر بخش البلوشي في محافظة بلوشستان، ومسجد في كنارك في ميناء ضابهار ببلوشستان، ومسجد الإمام الشافعي في محافظة كرمانشاه في كردستان.
اعتقد أن البرلماني السابق والخلوق د. محمد مرسي والصديق الكبير الدكتور عصام العريان، وهما من نبلاء الإخوان ويحظيان باحترام كبير لدى الوسط السياسي المصري على اختلاف انتماءاته الإيديولوجية، لم يكونا موفقين في التعقيب على الخبر، لأنهما أولا : وضعا إخوان مصر موضع "الوصي" على إخوان إيران، ثانيا أظهرا أن ما لديهما من معلومات بشأن وضع أهل السنة في إيران، إما أنها ضحلة أومغلوطة أو أنهما كانا في سياق الدفاع عن إيران تمشيا مع موضة "التشيع السياسي" التي أصابت "حزب إيران" في مصر، وسواء كانت الأولى أو الثانية، فإن الموقف الإخواني في ذلك الشأن كان أقل بكثير مما توقعه الرأي العام منها أو عند حسن ظنه بها.
sultan@almesryoon.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق