2012/03/11

حسن نصر الله شريك فى ذبح الشعب السورى

أسامة شحادة 10-03-2012 13:20
شكّل إصرار حسن نصر الله على موقفه الداعم لبشار الأسد فى قتل الشعب السورى صدمة عميقة عند الكثيرين الذين لم يتخيلوا أبدًا هذا الموقف من "سيد المقاومة"، ومما زاد من هذه الصدمة هو تصاعد الموقف المؤيد لبشار من حسن نصر الله كلما زادت وتيرة القتل والقصف للشعب السورى!!
والعجيب أن نصر الله فى خطاباته الأخيرة لا غرض له سوى تسويق بشار ومحاولة إقناع الشعب السورى بأنه يتعرض لعملية خداع وتضليل تجاه القيادة الوطنية المخلصة فى سوريا بقيادة بشار!!وإن أكثر ما آذى الشرفاء فى سوريا والعالم هو الإنكار المتواصل من نصر الله لجرائم عصابات الأسد بحق الشعب السورى، هذه الجرائم التى لم تقف عند قتل آلاف الأبرياء من الرضّع والأطفال والنساء والرجال والمسنين، ولم تقتصر على هدم المنازل على رؤوس سكانها، بخلاف عشرات الألوف من المعتقلين والمصابين، وما تعرضت له الحرائر من انتهاك للأعراض، ولم يسلم منها حتى بيوت الله والمصاحف فيها، ولا تنجو منها حتى الحيوانات، هذه الجرائم التى بلغت فى الوحشية أن المعارضة الإسرائيلية تعيب على قيادتها عدم إدانتها لها !!

ولكن نصر الله يخرج علينا ليقول: "لا يوجد شىء فى حمص وكله فبركات إعلامية"!!

وهذا الموقف المنكر للجرائم الأسدية بحق الشعب السورى من نصر الله يستنسخ موقفاً سابقاً للخمينى من مجزرة حماة عام 1982، والتى قام بها حافظ الأسد وأخوه رفعت – قارن بالوضع اليوم بشار وأخاه ماهر- التى قتل فيها ما يقارب من 30 ألف سورى على يد حزب البعث وميليشياته.

ومعلوم أن نصر الله هو وكيل شرعى فى لبنان للإمام خامنئى، المرشد الأعلى بإيران، ووريث الخمينى فى ذلك.وقد استنجد السوريون أيام مجزرة حماة بالخمينى ونظامه الذى رفع راية نصرة المظلومين وجعلها إحدى مواد دستوره والتى تنص على: "تنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفى العالم"، فماذا كانت النتيجة؟أعلن على أكبر ولايتى - وزير خارجية إيران آنذاك - أن إيران تقف إلى صف الرئيس حافظ الأسد، وعلى نفس المنوال هوجم الإخوان فى مسجد الخمينى بطهران، ونُشر هذا الهجوم على الصفحة الأولى لصحيفة كيهان الإيرانية، ووصف الإخوان وقادتهم بأنهم عملاء ومنافقون فى مقال لـ«وحدة الحركات التحررية فى الحرس الثورى»، وأكد ذلك الموقف آية الله صادق خلخالى، رئيس المحاكم الثورية، حين زار سوريا ودماء المجازر فى حماة لم تجف بعد، فوصف الضحايا بأنهم (إخوان الشياطين)!!

فهل تغير شىء بعد 30 سنة من هذه الجريمة، أليست هذه اللغة وهذا الموقف هو الحاكم اليوم على النظام والإعلام الإيرانى تجاه ثورة الشعب السورى على عصابة الأسد؟؟

وموقف نصر الله المنكر لجرائم الأسد هو أيضاً استنساخ لموقف إنكار آخر للخمينى تجاه المجازر التى تعرضت لها المخيمات الفلسطينية فى لبنان سنة 1985 على يد حركة أمل بقيادة نبيه برى.

وقد سجل تفاصيل موقف إنكار الخمينى لمجازر حركة أمل الكاتب فهمى هويدى فى كتابه "إيران من الداخل" فكتب يقول: "فى يونيو 85 وقتال "أمل" للفلسطينيين فى بيروت كان قد بلغ ذروته وبينما تكلم مختلف رموز النظام: منتظرى ورفسنجانى وخامنئى، فإن الإمام التزم الصمت. وقيل وقتئذ إنه معتكف فى الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان. ولما انتهى الصيام خرج الإمام من اعتكافه وألقى خطاباً فى "حسينية جمران" بعد صلاة العيد. وفيما توقع الكثيرون أن يعلن موقفاً تجاه ما يجرى فى لبنان، فإن الإمام لم يُشر إلى الموضوع من قريب أو بعيد، وكان جل تركيزه فى الخطاب على دلالة المظاهرات المؤيدة للحرب مع العراق، التى خرجت يوم القدس (آخر جمعة من رمضان). كنت أحد الذين استمعوا إلى خطبة الإمام فى صبيحة ذلك اليوم (20 يونيو) ولم أستطع أن أخفى دهشتى من تجاهله لما يجرى فى لبنان، ليس فقط لأن الفلسطينيين هم ضحيته، ولكن لأن الجانى منسوب إلى الشيعة. ونقلت انطباعاتى إلى صديق خبير بالسياسة الإيرانية، فكان رده أن الإمام له حساباته وتوازناته "!

إذاً بماذا يختلف أداء النظام والإعلام الإيرانى تجاه ثورة سوريا عن موقفهم الداعم لجرائم حركة أمل بخصوص المخيمات الفلسطينية؟؟التشابه بين موقف نصر الله والخمينى على مدار 30 عاماً يمكن تحديده فى النقاط التالية:* الذى يقوم بالجريمة والمجزرة حليف للخمينى وحسن نصر الله فى الحالتين (نظام الأسد حافظ وبشار، حركة أمل).

الجريمة علنية ومكشوفة وتنقلها وسائل الإعلام بالصوت والصورة.

الجريمة متواصلة ومستمرة وليست حادثة مرت وانقضت، بل تتواصل وتستمر دون توقف إلا بالفناء للمساكين.

القتلى بالآلاف والمصابون والمهجرون بعشرات الألوف.

اتهام الضحايا والمظلومين بالخيانة والمؤامرة، والصمت عن الإدانة للمجرم، ومساندة المجرم والدفاع عنه هو الخيار والموقف الوحيد للخمينى ونصر الله.

الخلاصة هذه هى حقيقة منهج وسياسة وإستراتيجية نصرة المستضعفين ونجدة المحرومين إذا كان المجرم حليفاً للخمينى ونصر الله، فهل يصحو بعض المخدوعين؟