2008/12/29

في خطاب روج فيه للتشيع.. "نصر الله" يبعث برسالة تطمين لإسرائيل

في خطابٍ لم يخلُ مِن التبشير بالمذهب الشيعي وانتصار الدم على السيف وذِكْر واقعة كربلاء والاستشهاد بخطابات خامنئي، استغل "حسن نصر الله" زعيم "حزب الله" الشيعي اللبناني، المجزرة الصهيونية في قطاع غزة، وشن هجومًا عنيفًا على عدة دول عربية في المنطقة، خاصة مصر والأردن.

ووسط عبارات المدح والتقديس لـ "الحسين بن علي" وفي تصريحات شديدة المذهبية، قال "نصر الله" في تصريحاته العدائية ضد الحكومة المصرية: "إن النظام في القاهرة ومعه مجموعة من القيادات العربية الأخرى في المنطقة شارك بشكل واضح في الاعتداء على سكان غزة الأبرياء والمذابح التي يتعرضون لها في قطاع غزة والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى حتى الآن".

وأدان الأمين العام لـ "حزب الله" مواقف الدول الموقعة اتفاقيات سلام مع "إسرائيل" تجاه المستجدات في الأوضاع الجارية في قطاع غزة، وادعى أنه لا يدعو إلى حدوث انقلاب في جمهورية مصر العربية ولكن يريد أن تضغط كافة الشعوب العربية والإسلامية على الحكومة المصرية من أجل فتح معبر رفح لنجدة أهالي قطاع غزة.

وحرض زعيم "حزب الله" الشعب المصري قائلاً: "أيها المسؤولون المصريون إن لم تفتحوا معبر رفح وتنجدوا الفلسطينيين فأنتم شركاء في الجريمة والقتل والحصار".

وخاطب شعب مصر قائلاً: "يا شعب مصر فلتخرجوا بالملايين إلى الشارع ويا شعب مصر يجب أن تفتحوا المعبر بصدوركم وأنا أتحدث من موقع الانتساب إلى المقاومة والشعب الذي قاوم إسرائيل 33 يومًا وقدم الشهداء، ما نعرفه وما نسمعه عن ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية أنهم ما زالوا على أصالتهم العربية وعداوتهم للصهاينة، أنا لا أدعو لانقلاب في مصر لكن مع أن يأتي الضباط إلى القيادة المصرية ويقولوا لها إنهم يأبوا أن يحرسوا الحدود في حين يقتل الفلسطينيون في غزة".

ويؤكد المراقبون أن "نصر الله" حرص في خطابه على "دس السم في العسل" حيث ركز على إدراج العقيدة الشيعية في وسط خطابه الحماسي، كما أنه حرض الشعوب العربية من أجل التحرك بصورة غير مدروسة ضد حكوماتها في الوقت الذي لم يكشف فيه عن أي دعم عسكري ملموس على الأرض لمساندة الفلسطينيين في غزة وفي الوقت نفسه يحتفظ بصواريخه وأسلحته في مخازنها.

وقال المحللون: إن "نصر الله" تناسى أو تعمد إغفال الحقيقة الخطيرة المتمثلة في نية إيران بالقضاء على الدور المصري الأساسي في المنطقة خاصة وأن القاهرة أصبحت هي الدرع الذي يقف في وجه المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة.

وتساءل مجموعة من المراقبين: هل جاء الدور على مصر من أجل تهميش دورها والطعن في مصداقيتها في نصرة الشعب الفلسطيني رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب المصري على مدار السنوات لخدمة القضية الفلسطينية.

وحاول "نصر الله" أن يربط بين المجزرة الصهيونية الجارية الآن في قطاع غزة، وحرب صيف 2006، التي أشعلها الحزب وعانت لبنان كلها من ويلاتها. وقال نصر الله في خطابه: "ما جرى في تموز (حرب صيف 2006) نسخة طبق الأصل عما يحصل اليوم في غزة، والتواطؤ هو نفسه والمعركة نفسها والنتيجة إن شاء الله ستكون نفسها".

وأضاف: "رئيس الحكومة الشرعية إسماعيل هنية يخرج من تحت الركام ليقول إن الفلسطينيين سيحافظون على حقوقهم ولن يستسلموا .. هذه هي كربلاء الحقيقية". ومضى يقول: "ما يجري في غزة كما في لبنان هو أن هناك مشروعًا أمريكيًا في المنطقة يريد فرض تسوية مذلة على بقية العرب بعد خروج مصر والأردن وعقدهما اتفاقيات ما يسمى بسلام مع "إسرائيل" فبقي لبنان وسوريا وفلسطين، والأمريكيون والصهاينة يريدون تسوية الوضع بشروط أمريكية و"إسرائيلية".

على اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين أن يخضعوا لهذه الشروط ويعملان على فرض هذه الشروط بالقوة من خلال الضغط والعزل والحصار ومن خلال إحداث الفتن الداخلية لتوريط حركات المقاومة من خلال الحرب النفسية ومن خلال الحروب والاغتيالات، المطلوب أن يخضع من لم يخضع حتى الآن".

وأضاف: "بعض الأنظمة العربية شريكة في هذا المشروع خصوصًا الأنظمة التي وقعت معاهدات سلام مع "إسرائيل" وهي تعمل على فرض ظروف الاستسلام على بقية الممانعين للمشروع الأمريكي الصهيوني".

ومضى في هجومه على الدول العربية السنية قائلاً: "هؤلاء العرب يطالبون "إسرائيل" بأن تقضي على حماس والجهاد وأن تقطع رؤوس المقاومين". كما أشارت تقارير مفكرة الإسلام.

ونقل عن مسئول صهيوني تصريحه أن "حجم الدعم العربي الذي حصلت عليه "إسرائيل" في حرب غزة يفوق الدعم العربي الذي حصلت عليه في حرب تموز

وأضاف: "هؤلاء العرب مقتنعون بما يفعلون وهذا الأمر مؤسف وهم مولوا وسلحوا من أجل إحداث الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين

المرتعشون والمتخاذلون

من مقال للأستاذ جمال سلطان :
وبعيدا عن العار المصري فقد كان هناك عار آخر ، لا يجوز أن تخطئه عدالة النقد والاتهام ، وهو موقف حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله اللبناني ، الذي اختفى طوال الأشهر الماضية ثم لما وقعت الاستباحة لغزة خرج على الناس يهتف بدعوة "الآخرين" إلى التحرك ، بينما جنابه لا يعنيه التحرك ، فقط يمارس دور المثقف العاجز الذي لا يملك بندقية أو صاروخا ، أين صواريخك يا سيد حسن ، لا نريد منك اتهامات لمبارك أو غيره ، فهذا يحسنه كل أحد الآن ، نريد الوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسك وحزبك وتردده قناتك على مدار اليوم للفلسطينيين ، بأنكم معهم وأنهم يستطيعون الاعتماد عليكم ، الناس تنتظر صواريخك يا زعيم وليس خطبك العصماء ، فإن لم تفعل ، فأنت خائن مع الخائنين
---------------
المقال الأصلى على موقع المصريون

2008/12/28

لقاء بين شيعة العراق وشيعة مصر بمدينة 6 أكتوبر

كتب حسين البربري (المصريون): : بتاريخ 27 - 12 - 2008
شهدت إحدى ضواحي مدينة 6 أكتوبر بعد صلاة الجمعة أمس الأول، لقاء ضم عددا من قيادات الشيعة في مصر، وبعض شيعة العراق المقيمين بالقاهرة، حضره عضو مجلس شعب ينتمي للطائفة الشيعية.
وخلال اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة، قام أحد أثرياء شيعة العراق بإعطاء أحد كوادر الشيعة في مصر شيكا بمليون ونصف المليون جنيه مسحوبا على أحد البنوك المصرية، بهدف إحياء التراث الشيعي وإعادة طباعة بعض الكتب الشيعية الهامة مثل "بطائن الأسرار "و"تبرئة الذمة في نصح الأمة" وتوزيعها بالمجان على المصريين، إضافة إلى تكافل بعض الأسر الفقيرة وتقديم الدعم الطبي لهم.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها "المصريون"، فإن أحد الشيعة العراقيين طالب بإيقاف الاجتماعات واللقاءات خلال هذه المرحلة خوفا من تعقب الأجهزة الأمنية لهم وترحيلهم إلى العراق، خاصة وأن هناك توترات في العلاقات المصرية الإيرانية، واتهامات من النظام المصري لإيران بنشر التشيع في مصر.
ورأى احد العراقيين المشاركين في الاجتماع أن مدينة نصر أفضل من 6 أكتوبر في الاجتماعات، لأنها مكتظة بالسكان وغير مكشوفة على عكس 6 أكتوبر.
وبالتزامن مع ذلك، فوجئت بعض محلات وسط القاهرة ظهر أمس بقيام شباب ما بين العشرين عاما والثلاثين عاما بتوزيع سبحة بها مائة حبة ومنشور يحتوى على 195 اسما لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأسماء التي وردت في المنشور الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه، هي" محمد, احمد, حامد, محمود, احيد, وحيد, ماح, حاشر, عاقب, طه, يِِِس, طاهر, مطهر, طيب, سيد, رسول, نوبي, رسول الرحمة, قيم، جامع, مقتف, مقفى, رسول الملاحم, رسول الراحة, كامل, اكليل, مدثر, مزمل, عبد الله, جيب الله, صفى الله, نجى الله, كليم الله, خاتم الأنبياء, خاتم الرسل, محٍى, منٍج, مذكر, حريص عليكم, معلوم, شهير, شاهد, ناصر, منصور, نبي الرحمة, شهيد, مشهود, بشير, مبشر, نذير, منذر, نور, سراج, مصباح, هدى, مهدى,
منير, داع, مدعو, مجيب, مجاب, حفي, عفو, ولي, حق, قوي, آمين, مأمون, كريم، مكرم, مكين, متين, مبين, مؤمل, وصول, ذو قوة, ذو حرمة, ذو مكانة, ذو عز, ذو فضل, مطاع، مطيع, قدم صدق, رحمة, بشارى, غوث, غيث, غياث, نعمة الله, هدية الله, عروة و ثقى, صراط الله, صراط مستقيم, ذكر الله, سيف الله, حزب الله, النجم الثاقب, مصطفى, مجتبى, منتقى, أمي, مختار، اجير, جبار, أبو القاسم, أبو الطاهر, أبو الطيب, أبو إبراهيم, مشفع, شفيع, صالح, مصلح, مهيمن, صادق, مصدق, صدق, سيد المرسلين, إمام المتقين, قائد الغر المحجلين, خليل الرحمن, بر, مبر, وجيه, نصيح, ناصح, وكيل, متوكل, كفيل, شفيق, مقيم السنة, مقدس, روح القدس, روح الحق, روح القسط, كاف, مكتف, بالغ, مبلغ, شاف, واصل, موصول, سابق, هاد، مهد, مقدم, عزيز, فاضل,
مفضل, فاتح, مفتاح, مفتاح الرحمة, مفتاح الجنة, علم الإيمان, علم اليقين, دليل الخيرات, مصحح الحسنات,
مقيل العثرات, صفوح عن الزلات, صاحب الشفاعة, صاحب المقام, صاحب القدم, مخصوص بالشرف, صاحب الوسيلة، صاحب السيف, صاحب الفضيلة, صاحب الازار, صاحب الحجة, صاحب السلطان, صاحب الرداء, صاحب الدرجة الرفيعة, صاحب التاج, صاحب المغفر, صاحب اللواء, صاحب المعراج, صاحب القضيب, صاحب البراق, صاحب الخاتم, صاحب العلامة, صاحب البرهان, صاحب البيان, فصيح اللسان, مطهر الجنان, رءوف الرحيم, أذن خير, صحيح الإسلام, سيد الكونين, عين الغر, سعد الله, سعد الخلق, خطيب الأمم, علم الهدى , كاشف الكرب, رافع الرتب، عز العرب, صاحب الفرج، صاحب البيان.
لكن الشيخ محمد أبو العز فاضل وهو من علماء الأزهر الشريف أكد لـ "المصريون" أن كل ما ورد في هذا المنشور أسماء مغلوطة للرسول الكريم، وأن هذه الأسماء من وحي إحدى الطرق المنتسبة إلى الصوفية التي اخترقها الشيعة والمحظورة قانونا في مصر، وأنها تحاول الظهور مرة أخرى بشكل مستتر من خلال منشورات مغلوطة ومسبحة ذات فرعين.
ووصفها بأنها جماعة تقوم بأعمال السحر وتحضير الأرواح والجان وذات سمعة سيئة لاختلاط الرجال بالنساء لقياس قوة الإرادة، حسب زعم هذه الجماعة، مضيفا أن هذه الجماعة على اتصال دائم بشيعة العراق وإيران وباكستان وهي تحاول إحياء الفكر الشيعي في مصر.
وعن هذه الأسماء، أفاد أن هناك بعض الأحاديث التي تذكر بأن الرسول قال: "أنا العاقب فلا يأتي أحد بعدي" ومن هنا يمكن لبعض المتصوفين أن يأخذوا العاقب على أنها اسم للرسول صلَّى الله عليه وآله وسلم وأيضا الماحي، ولكن الهادي صفة والحاشر صفة.
ويشير الشيخ عبد الحفيظ الدسوقي من علماء الأزهر إلى أن هذه الأسماء تتبع الطريقة المسماة بالبرهانية التي تنتسب زورا للصوفية التي تكونت في السودان في الستينات بواسطة محمد عثمان عبده البرهاني، وهي غير الطريقة البرهامية الصوفية المشهورة.
وقال إن البرهانية بدأت بالظهور في مصر مع بداية السبعينات عندما جاء مؤسسها لزيارة ضريح الإمام الحسين، ومع بداية التسعينات قاموا بتأليف كتابين اعترض مجمع البحوث الإسلامية عليهم وحظر تداولهما وهما "تبرئة الذمة في نهج الأمة" و"بطائن الأسرار" وفي العام الماضي حضر إلى مصر حفيد البرهاني والذي يقيم في ألمانيا ويدعى محمد إبراهيم البرهاني يريد معاودة نشاط الطريقة المحظورة
-----------------
المقال على موقع المصريون

2008/12/25

التشيع مذهب.. أم دين

صباح الموسوي - مفكرة الإسلام/ 5-5-1429هـ/ 10-5-2008

قبل الولوج في هذا الموضوع (الذي يبدو شائكًا في نظر بعض الكتاب ويتحاشون الخوض فيه خشية الاتهام بالطائفية أو العنصرية، أو لعدم اطلاعهم الكافي على الأصول العقائدية والفكرية للتشيع، ولهذا أصبح الأمر ملتبسًا عليهم في ما إذا كان التشيع دينًا أم مذهبًا) يتطلب الأمر منا أولاً أن نلفت انتباه القارئ الكريم إلى الدعوات التي تطلق بين الحين والآخر بشأن مسألة التقريب بين المذاهب والتي استهوت الكثير من أصحاب النوايا الحسنة والبسطاء من أبناء الأمة الذين تتحكم العواطف في مواقفهم. فلو أمعن هؤلاء الطيبون من الناس النظر في دعوات التقريب بين المذاهب لوجدوا أنها دعوات سياسية بحتة تهدف لتحقيق غايات معينة، وأن مطلقيها هم من رجال السلطة، وهؤلاء لا يطلقون مثل هذه الدعوات من قناعات أنفسهم وإنما هي تعليمات تصدر إليهم ويقومون بتلبيتها. والدليل على ذلك أننا لم نسمع أيًا من علماء الإسلام الكبار ولا من المرجعيات الشيعية البارزة أصدروا مثل هذه الدعوات التي دائمًا تأتي على لسان إما موظفين علنيين في دوائر حكومية، وإما من قبل بعض المتلبسين بثياب علماء الدين وهم موظفون بالسر لدى مؤسسات الدولة، والسبب في ذلك أن علماء كل من الطرفين يعرف حقيقة هذه الدعوات وأهدافها، ويعرفون أيضًا أن القواعد التي يتحدث عنها أصحاب دعوة التقريب ويدعون أنها تشكل الأرضية المشتركة بين الطرفين، إنما هي بالأساس غير صالحة لتكون أرضية لأي تقارب؛ لأن هذه القواعد في الأساس هي التي تشكل جوهر الخلاف وليس كما يتصورها العامة من أنها قاعدة مشتركة بين الفريقين.

من جهة أخرى يحاول أصحاب دعوة التقريب تبسيط الخلاف وتصويره على أنه مجرد خلاف فقهي، وأن التشيع هو مذهب كسائر المذاهب الإسلامية الأربعة: الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، في ما يرى كبار علماء أهل السنة أن الأمر عكس ذلك، فالتشيع ليس مذهبًا، فهو من حيث الأصول والفروع دين قائم بذاته وله فرق ومذاهب شتى، وقد صرح الكثير من مراجع الشيعة علانية بهذه الحقيقة، ومن بين من صرح بذلك محمد بن علي بن بابويه القمي في كتابه (الاعتقادات في دين الإمامية) فهو يسمي التشيع صراحة "دين الإمامية"، وقد ورد نفس الذكر في كتاب (الاعتقادات - الباب الخامس والثلاثون) للصدوق، (توفي سنة 381 هـ)، وفي (الفهرست: ص189) للطوسي، وفي كتاب (الذريعة 2/226) للآغا بزرك الطهراني، فهم ذكروا نصًا دين الإمامية لا مذهب الإمامية.

وإننا إذا ما قرأنا تعريف المذهب نجد أن هذا المصطلح لا ينطبق على التشيع، بدليل أن التشيع بأصوله وفروعه هو أوسع من المذهب.

فما هو تعريف المذهب؟

بحسب ما جاء في التعاريف المشهورة، فإن للمذهب تعريفين: (لغة)، و(اصطلاحًا). وما يهمنا هنا هو التعريف الثاني (اصطلاحًا). فالمذهب في اصطلاح الفقهاء هو: ما استنبطه المجتهد من الأحكام الشرعية الاجتهادية المستفادة من الأدلة الظنية. وهم بهذا الاصطلاح قد نقلوا المعنى اللغوي للفظ المذهب إلى هذا المعنى الاصطلاحي، وصار حقيقة عرفية عندهم. فيقولون مثلاً: مذهب الإمام مالك رحمه الله لا يوجب التكتف في الصلاة. أو سنية الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.

وقد قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في" تحفة المحتاج" (1/39): وأصله - يعني المذهب- مكان الذهاب ثم استعير لما يذهب إليه من الأحكام تشبيهًا للمعقول بالمحسوس، ثم غلب على الراجح ومنه قولهم المذهب في المسألة كذا)؛ أي الراجح فيها في المذهب كذا.

وبهذا التعريف نرى أن المذاهب الإسلامية الأربعة هي مذاهب فقهية تختلف فيما بينها بالاجتهاد في المسائل الفرعية بينما التشيع مذهب عقائدي يختلف مع المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع معًا.

ووفق هذا التعريف أيضًا يصبح كل مرجع شيعي صاحب مذهب، فمثلاً للخميني الذي يرى وجوب ولاية الفقيه المطلقة مذهبًا يختلف عن مذهب محسن الحكيم والخوئي اللذين يعارضان الخميني في هذه المسألة أو غيرها من المسائل المتعلقة بالعبادات، كعدم وجوب صلاة الجمعة في زمان غيبة الإمام المعصوم، أو الاختلاف في حدود المسافات التي توجب إفطار الصائم، أو جواز التلذذ الجنسي بالرضيعة، أو ما إلى ذلك من مسائل فقهية أخرى.

فبعد أن أصبح واضحًا نفي صفة المذهب عن دين الإمامية (التشيع) حري بالباحث والقارئ أن يتعرف على الأصول، التي وصفها أصحاب الدعوة السياسية للتقريب بين المذاهب بالمشتركة، وإذا ما كانت فعلاً هي كذلك أم أنها مجرد خدعة يريد أصحاب الدعوة ـ وأغلبهم من الإمامية ـ تحقيق غايتهم (إقناع المسلمين بأن التشيع مذهب، ثم بعد ذلك يتم اختراق المجتمعات العربية والإسلامية إيرانيًا من خلال الترويج لمذهب التشيع)، تحت غطاء هذه التسمية التي يطلقون عليها "الأصول العقائدية المشتركة" بين السنة والشيعة.

فالاصول الاعتقادية هي الإيمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخروالقدر خيره وشره .

والتوحيد العلمي الاعتقادي عند المسلمين هو: الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

أما الإمامية فعقائدهم خمسة وهي: التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد.

وقد ربط الإمامية بين مقام الإمامة ومقام النبوة لاعتقادهم بالعصمة المطلقة للإمام، ويعتقدون أن الإمامة هي مقتضى النبوة، والدليل على النبوة هو الدليل على الإمامة.

وفيما يخص التوحيد عندهم فإنهم يقولون: ( إن صفات الله عين ذاته، فليس هناك علم زائد على الذات، بل العلم هو عين الذات، وليس هناك إرادة زائدة على الذات، بل أكثر من ذلك) ويقولون : ( الله ليس ذاتًا وصفات، بل ذات صرف، إنه صرف الوجود) , فهم ينكرون صفات الله إذن بالكلية ..

أما مصادر التشريع المتفق عليها عند جمهور الأمة فهي: القرآن الموجود بين دفتي المصحف من دون زيادة أو نقصان، والسنة النبوية الشريفة والإجماع، والإجماع يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الرجوع إليه، حيث إذا لم يتم العثور على حكم ما في القرآن، ولا في السنة، ينظر إذا كان أجمع علماء المسلمين عليه، فإن وجد ذلك أخذ وعُمل به.

أما مصادر التشريع عند الإمامية فهي أربعة: القرآن، السنة، العقل، والإجماع.

فأما العقل فعندهم أنه ( حجة على الخلق لكون الكتاب والسنة يحملان أوجهًا ولم يتمكنا من رفع الخلاف بين الأمة. وأما الإجماع، فهو اتفاق آراء الفقهاء في مسألة شرعية والكاشف عن الدليل الشرعي وهو دليل على الحكم الشرعي وليس كاشفًا عنه).

أما السنة عندهم فإن ( الطريق الحصري إلى معرفتها أو إثباتها قولاً وتقريرًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هم الأئمة المعصومون، في حين يكون الرواة الثقات طريقًا لإثبات سنة الأئمة)

ومن خلال هذه المقارنة ربما يعتقد البعض أن المسافة ليست بعيدة بين الطرفين إذا ما أخذنا بالقرآن والسنة النبوية الشريفة باعتبارهما يشكلان نقطة ارتكاز مشترك في التشريع لدى الطرفين. ولكن سوف يتبين حجم الخلاف حين نرى أن مراجع الإمامية يطعنون في سلامة مصدر التشريع الأول، وهو القرآن الكريم، علمًا أن طوال القرون الأربعة عشر الماضية لم تراود فكرة التحريف، زيادة أو نقيصة، ذهن أحد من المسلمين ماعدا مراجع الإمامية، فهم وحدهم من قال بتحريف القرآن.

الأدلة على قول الامامية بتحريف القرآن:

ذهب العديد من مراجع الامامية، المتقدمون منهم والمتأخرون، بالقول في تحريف القرآن، وأول من قال بذلك من مراجعهم الكبار هو: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ت 329 هـ)، أحد أصحاب الكتب الأربعة (الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار للطوسي) المكون الرئيسي لدين الامامية؛ أصولاً وفقهًا. ويعتبر كتاب (الكافي) أكثرها اعتمادًا وتوثيقًا، واتفق مراجع الإمامية على جعله أصح كتبهم. فهو يتكون من ثماني مجلدات: اثنان في الأصول، وخمسة في الفروع، ومجلد واحد يسمى بـ (الروضة). ويعتقد بعض مشايخهم أنه عرض على المهدي المنتظر فاستحسنـه وقال: الكافي كافٍ لشيعتنا. (منتهى المقال ص25).

وقد ذكر الكليني في كتاب الكافي: ( عن أبي عبدالله (ع ) "جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما جميعًا" قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد (ص) سبعة عشر ألف آية. (أصول الكافي ج 2 ص634).

وفي رواية أخرى: عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وأنا أستمع حروفًا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال أبو عبد الله (ع): كف عن هذه القراءة. اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده. وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل أنزله الله على محمد (ص) وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدًا إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه) (أصول الكافي ج ص633).

وفي تحريف الآيات فقد ذكر الكليني مانصه: (عن أبي عبد الله (ع) قال: نزل جبريل (ع) على محمد (ص) بهذه الآية هكذا: ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نورًا مبينًا) (أصول الكافي ج1 ص417).

وعن أبي عبد الله (ع) قال: (وإذا المـودة سئلت بأي ذنب قتلت). يقول: أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم مودةِ القربى بـأي ذنب قتلتموهم؟ ( أصول الكافي ج1 ص295).

فهو هنا حرّف كلمة (وإذا الموءودة) التي في سورة التكوير الآية /8، إلى كلمة المودة، أي مودة آل البيت. علمًا أن هناك العشرات مثل هذه التحريفات التي أدعى بها الكليني في كتاب الكافي.

أما مراجع الإمامية الآخرين الذين قالوا بتحريف القرآن فهم:

1ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء ومراجع الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون: إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّف. وقد ذكر في الباب الأول بعنوان: "الأدلة على وقوع التغيير والنقصان في القرآن". اثني عشر دليلاً يستدل بها على تحريف القرآن حسب زعمه. وقد أورد تحت كل دليل من هذه الأدلة حشدًا من الروايات المختلقة والتي استدل بها على تحريف القرآن.

2ـ نعمة الله الجزائري: صاحب كتاب (الأنوار النعمانية ) فقد روى في ج 1 ص 97: إن الصحابة بعد النبي قد غيروا وبدلوا في الدين. وقد ضرب لذلك مثلاً قائلاً: "أن الصحابة قاموا بتغيير القرآن وتحريف كلماته وحذفوا ما فيه من مدائح آل الرسول، وفضائح المنافقين، وإظهار مساوئهم" على حد تعبيره.

3ـ محمد باقر المجلسي، في كتابه (بحار الأنوار المجلد 89) ذكر عدة أبواب وكل باب فيه عددًا ممن ادعى أنها أدلة على التحريف في جمع القرآن: ففي (المجلد 89 الذي خصصه للقرآن، الصفحات 40 ـ 60) باب بعنوان: "ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدلّ على تغييره". وزعم أن هناك (74 وجهًا) من أوجه التغيير في القرآن.

وفي نفس المجلد ( 89 ص 66 ـ 77) باب بعنوان "تأليف القرآن، وأنه على غير ما أنزله الله عزوجل" وذكر فيه (20 مثلاً) يعدها أدلة قاطعة على ما يزعم ".

وليت شعري، ما الفرق بين الكتب الضالة التي تطعن في القرآن الكريم وتلك الكتب التي تعتمدها الإمامية ؟ وقد قال اللهتعالى عن كتابه :((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) . فهل يرى هؤلاء أن الله لم يحفظية القرآن من التحريف حتى يأتي هؤلاء الملالي ليظهروا لنا حرصهم وحرقتهم على ما أصاب القرآن من نقص وتحريف، والعياذ بالله؟ فأي مسلم هذا الذي يشكك بأقدس مقدساته وأول وأهم مصادر تشريعه وهو القرآن الكريم الذي يعد المعجزة الخالدة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

إذن بعد هذا الذي تقدم هل يصح وصف دين الإمامية (بالمذهب) ووضعه إلى جانب المذاهب الإسلامية المتفقة على وحدة الأصول والفروع، والتي لا يتجاوز الخلاف القائم بينها سوى في الاجتهاد في بعض المسائل الفقهية فقط؟

وهنا يخطر في بال الباحث تساؤل: إذا كان لابد من التقريب فلماذا لا يطرح الموضوع ضمن دائرة حوار الأديان مادام أن القوم قد صنفوا عقائدهم ضمن الأديان "دين الإمامية" وليس المذاهب وبذلك يكون الأمر أكثر واقعية وتقبلاً، خصوصًا وأن هناك مؤتمرات وندوات تعقد بين فترة وأخرى تحت عنوان حوار الأديان.

الأمر الآخر وهو كيف يمكن أن نصدق حسن نوايا أصحاب دعوة التقريب بين المذاهب وهم يقومون يوميًا بأعمال تزيد من العداوة والبغضاء وتزيد من اشتعال نيران الفتن الطائفية التي أشعلوها في العراق ولبنان وأفغانستان ومؤخرًا في فلسطين وفي بعض بلدان الخليج العربي وغيرها من البلدان الأخرى.

ثم كيف لنا أن نصدق دعواهم هذه وإلى الآن تخلو مدينة طهران "إحدى أكبر العواصم في العالم" من مسجد واحد لأتباع المذاهب الإسلامية، ويتعرض أهل السنة والجماعة في إيران إلى أبشع صنوف القهر والإذلال ويتعرض علماؤهم إلى عمليات السجن والاغتيال والإعدام.

هذه الأسئلة نطرحها على الذين استهوتهم دعوة التقريب، قبل طرحها على أصحاب الدعوة أنفسهم والذين أفسدت أعمالهم حسن نواياهم

ما هو أخطر من الشيعة

حامد بن عبد الله العلي - طريق الإسلام 14-10-2008 هـ

مشكلة هذه الملـَّة التي جمعت أخطر العقائـد ، والتي تنتسب إلى التشيّع ، أنها لـم تنتبه إلى أنَّ زمانـاً تحكمـه العولمة ، وتنطلي فيه خدعة (التقيَّة) ، قد غـدا أمـراً مستحيلا!

فلـم يعـد يمكن إخفاء شيء من حقيقة الملـّة السبئيِّة في عصر ثورة المعلومات ، ولم يعـد بالإمكـان استعمال (التقيّة) ، وقد أصبحت المعلومة في متناول يد كـلّ مـن يطلبـها في أسرع مـن لمـح البصــر.

ولهذا ..فلو كان الذين ردُّوا على الشيخ القرضاوي أذكياء ، لعلموا أنه خيـرٌ لهم أن يستغلوا الضجّة الإعلاميّة بسبب تصريحاتـه المفاجئة ضدَّهـم ، ليعلـنوا حقيقة دينهم ـ ونقول هذا لأننا نعلم أن أعظـم وسيلة لسقوط أي مذهـب باطني هو إظهـاره على المـلأ فحـسب ، ولهذا السبب كانت التقيّة هي أهـم سمات الملّة السبئيّة ـ ليتمكَّنـوا بذلك من التبشيـر به على أوسع نطاق .

لو كانوا أذكـياء بدرجة كافية ، لفعلـوا هذا

ذلك أن تباكي (فضل الله) ، و(تسخيري) ، وغيرهـما على خطر الصهيونية ، والماسونية ، لم يعـد يجـدي نفعــا ، بعد أنْ بـدا لكلِّ المسلمـين أنهـم هم كانوا مطايا الاحتلال الصهيوصليبي للعراق ، ومن قبلـه أفغانسـتان .

ولم يمـتلىء العراق بالصهاينـة من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ـ كما صرح بذلك أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق ـ ولم تعـث فيه الصهاينة فساداً ، إلاَّ تحـت ظلال دويلتهم الطائفية البغيضة في العراق ، وبدعم مراجعهـم الدينيـة !

كما أنَّ ذرف الدموع على الوحدة الإسلامية ، لم يعـد ينفُـقُ على المسلمين ، وقـد شهد العالم الإسـلامي ، ما تبذله الحكومات الخمينية المتعاقبة من جهود شيطانيّة لبث الفرقة ، داخل الشعب الإيراني الماجد ، وزرع الفتـنة في المجتمـعات الإسـلامية .

وإذا كان هؤلاء الذين عُرفوا بإشعال نار الفتـنة عبر التاريخ ، بدءاً من إغتيـال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنـه ، مروراً بافتـعال الفتن في القرون الإسلامـية الأولى ، وما بعـدها ، إلـى التآمر مع التتار على الخلافة في خيانـة ابن العلقمي ، ثـم مؤامرات الدولة العبيدية في مصر ، والصفوية في إيران ، وانتهاءً بالفتنة الخمينية ، وما فعلته إلى اليـوم .

إذا كان هؤلاء يظنـُّون أنَّ أسـلوب الهجوم على من يفضح مخططهم ، ويبصِّـر المسلمين بخطورة مشروعهم ، وإتهامه بإثارة الفـتنـة الطائفية ، وخدمة الصهيونية ، أنَّ هذا الأسلوب سينفعهـم ، ويغطّـي على مؤامرتهم الخفية ، والمعلنـة ، على أساس أن خيـر وسيلة للدفاع هو الهجـوم !

إن كانوا يظنون هذا ، فهم واهمـون أشد الوهـم ، بل غارقـون في الغفلـة.

فلقـد تغيرت المعادلـة الآن ، وبـرح الخـفاء ، وبان الصبح لذي عينين ، وأصبـح المشروع الصفوي واضح المعالم ، مكشوف الأهداف ، مفـضوح المقاصـد.

ولا أدلَّ على ذلك من أنَّ دعاة التقريـب من الذين كانـوا مخدوعين بهذه الطائفـة ، وكنا نحاول جهدنا إقناعهم بأنـِّكم تخلطـون خلطـا عجيـبا ، لايليق بأهل العـلم ، بين التشيُّع الذي ضلَّ في الموقف من الصحابة والإمامة فحسـب ، فهـم فـرقة من الأمـّة ، وإن ضـلَّت وابتدعت .

وبين هذه الملـَّة التي جمعـت بين العقائد الباطنية ، والأهداف السياسية الشعوبية التي تتناقض مع كلَّ أهداف الأمة ، ورسالتها الحضاريـة.

وكنا نقول لهــم ، وهم ـ عجبا لهم ـ لايعقلون عنـَّا ما نقـول : كيف تخلطون بين من يحمـل هذه العقيدة التي هـي الخليط من الوثنية ، والباطنية ، والزندقـة ، الذين يكفـِّرون كلَّ من لايعتقد بتسلسل الإمامة في ذرية محدَّدة من أهل البيت الكرام ، فيكفِّرون عامة الأمة الإسلامية ، ويستحلون دماءها ، ويعتقدون ردَّة عامة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة ، ويرمونهم بالخيانة العظمى ، ويقذفون بيت النبوَّة بأعظم الفرى ، ويؤمنون بتحريف القرآن ، ويرفضون كل ما روته الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيلغـون بذلك عامة السنة النبوية ، ويـعتقـدون أنَّ توجيه التعبُّدات لأرواح الموتى من دين الإسلام ! وأنَّ الحج لكربلاء أفضل من حج بيت الله بسبعين مرة ، وأنَّ تربتها أفضل من الكعبة !ويبنـون عامـّة دينهم على روايات الخرافة ، المنقطعـة إلاَّ عن نقل المجاهيل ، والكذَّابين ، والوضَّاعيـن !

كنا نقـول لهم ، كيف يا علماء ! تخلطون بين هذا الخليط العجيـب ، وبين التشيُّع المذكور في كتب الفرق الإسلامية !

لا أدلّ على تغيـُّر المعادلـة ، من أنَّ دعاة التقريـب هؤلاء ، الآن فقـد وعـوْا عنـّا ما كنّا نقولـه .

وليـت شعري ، إنها لصحـوة متأخـِّرة جداً ، وقـد كنا قبـلُ نصيح بهـم ، ليعلنوا موقفا واضحـاً ، إذ كانـت سيوف الغدر الصفوية الطائفية ، تكشف برقعها عن وجهها القبيح ، وهـي تفـتك في أهل السنة في العراق ، وتحرق مساجدهـم ، وتهجرهـم من مناطقهـم ، بعد أن تعاونـت مع المحـتل ، على العراق ، و أهله .

فلم نكـن نلمـس موقـفا واضحـاً ، ولا نسـمع صوت الحـقِّ عاليـاً

وكنا نتمثل

حسبك حسرة لك من صديق ** رأيت زمامـه بيديْ عـدوِّ

كما كان أهل السنة في إيران ، وغيرهم من المضطهدين ، من الشعب الإيراني المظلوم ، تحت النظام الخميني ، يستصرخون ضمائر هؤلاء العلماء ، فكان الصمـت جوابهم ، اللهم إلاَّ من بعض العلماء الذين لم يُخدعـوا يوما بخدعة التقريب ، ولا خفيت عليهم حقيقة هذا المشروع الصفوي .

وعلى أيّـة حال ، فالحمد لله الذي أبـان الحقيقة ، وتجلت عن البصائر الغشاوة ، والواجـب اليوم ، وبعد اليـوم ، أن توضـع الأمـور في نصابهـا ، وتـردّ القضايا إلى صوابهــا.

وذلكـم بمواجهـة هذا التحدي الخطيـر لأمتـنا ، بجـدِّ ، وحزم .

فلتُحشـد كلِّ الطاقـات ، للتصدّي لهذا المشـروع الصفوي ، وإفشـاله ، ورد على أعقابه ، وإبطالــه .

فإنـُّه أيها الشيخ الجليل القرضاي ، ويا دعاة التقريـب ، مشروع أخطـر بكثير من التشـيّع ، وإنَّ خطـره لعلى الملَّة والديـن ، قبل أن يكون على الكيانات السياسية التي صحت متأخـرة ، فأذنت بالتصدي له

وإنَّ ذلك التهاون معه الذي استمـر زمانـا، وإتهام من كان يكشف حقيقته بالغلوِّ ، والدعوة إلى عدِّ الخلاف معه كالخلاف بين المذاهب الإسلامية ، إن ذلك كله هو من أعظـم أسباب استفحال خطره اليوم .

إنه أيها الشيخ القرضاوي ، مشروع يتجهَّـم لكلِّ حضارتنا ، ويتهم كلِّ تاريخنا ، ويهدم كلَّ رموزنا ، ويهوي بكلِّ مقدساتـنا ، وعلى رأسها القرآن ، معجزة الإسلام الخالدة .

إنـَّه يحلـم بأن يمسـح كلِّ الذاكرة الإسلامية ، ويقوِّض كلَّ آثارها ، ليبنـي الملة السبئية على أنقـاض الحضارة الإسلامية .

وما هذه الجيوب السياسية المزروعة من النظام الإيراني ، التي تنتشر في دول الخليج ، والشام ، ومصـر ، والمغرب العربي ، وإفريقيا ، إلاَّ بـؤر الفتـنة القادمة ، التي إن تُركـت لتبيض ، وتفرِّخ في أعشاشها ، وتبثُّ حياتهـا ، فستتـولد منها نـارٌ تحـرق كلَّ شيء.

فاصحـوا من سباتـكم أيها النائمون ، واستيقظوا أيها الغافلـون ، وانتبهـوا قبـل أن يسـبق السيف العـذل .

وأما أنتم أيها الكائدون لهذه الأمـة ، الذين عبث إبليس بعقولكـم ، فمنَّاكـم الأمانيَّ الباطـلة :

إذا كان حلمُ المرء يُغري عدوَّه ** عليه ، فإنَّ السيف أجدى وأنفعُ

ففي الظلم داءٌ ، والسيوفُ شفاؤُه **يزول بها الداءُ الخبيثُ المجمَّعُ

عاكف: لا مانع من المد الشيعي.. فعندنا 56 دولة سنية

2008/12/16

نقض المنطق السلمي - محمد أحمد الراشد


ألم نقل إنها اتفاقية فارسية

شبكة عراقنا الإخبارية
ألم نقل إنها إتفاقية فارسية من الباب للمحراب ..إيران تبدي إرتياحا للاتفاقية بمعنى التأييد علنا ..
جارة السوء أوعزت سرا لعملائها في بغداد بتمريرها ...
شهرودي المقرب من خامنئي : حسنا فعلت الحكومة العراقية بتمرير الاتفاقية ... إنهم وطنيون حقا !! ماذا قالت سلامة الخفاجي لوفد التيار الصدري!
بعد ان أصبح الامر مكشوفًا حتى لمن لا يمتلك نصيبا من البصيرة فإن نواب البرلمان العراقي اليوم على المحك أما ان يكونوا وطنيين في إختبار أخير فيرفضوا الاتفاقية وأما ان يوقعوا على خيانتهم بالأصابع العشرة فيمررونها ...
فالسفير الايراني في بغداد وفي معرض تبريره للانقلاب الهائل في الموقف الايراني من معارضتة لعقد الاتفاقية الى ترحيب بها يقول : تلقينا تطمينات من هوش يار زيباري بان الامن القومي الايراني لن يمس ... بالله عليكم منذ متى تثق إيران بتطمينات صادرة من هوش يار ؟ الطفل العراقي في الشارع وبحكم ما سمع عن هوش يار زيباري فهو غير مستعد للوثوق به فكيف بايران وفيها في خبث السياسة ثعالب ؟ أي حمل وديع هذا الذي تقمصت إيران صوفه وأضلافه لتمعمع مرحبة بالاتفاقية التي قلبت الدنيا ولم تقعدها بسببها وهي تصرخ: واسيادتاه .. واعراقاه .. واأمناه ..
وفجأة دون سابق إنذار تقف مشدوهة ( لعظمة ) إنجاز عملاءها وتشيد بوطنيتهم !! وتمتدح رصانتهم! ولما تمض ساعات عندما كانت تهاجمها بل ويرسل عملاءها من المعممين رسائل نصية من ايران لاعضاء البرلمان يحذروهم فيها من مغبة التوقيع على الاتفاقية .. بل ان أحد عملاءهم يصرح من بغداد بأن إيران ستذبحنا جميعا ان صادقنا على الاتفاقية..!
ان المتابع للرد والبدل بين المالكي ومن وراءه الائتلاف الفارسي في بغداد من جهة والمحتل الاميركي من جهة أخرى يرى بوضوح ان تركيز العملاء كان منصبا على فقرة واحدة وهي ضرورة تضمين الاتفاقية لما يشير الى عدم اتخاذ الاراضي والاجواء العراقية منصات إعتداء على دول الجوار والمقصود هنا إيران طبعا وبالفعل لم يؤخذ بالطلبات العراقية إلا هذا (الطلب)..! ورفضت باقي الطلبات حيث كانت أميركا طيلة الوقت الماضي ترفض نصا يتعلق بعدم استخدام الاراضي والاجواء العراقية لمهاجمة دول الجوار إلا انها رضخت أخيرا بينما لم ترضخ لطلبات أخرى..
أراد المالكي من خلالها مجرد ذر الرماد في العيون وهو يعلم كما تعلم أميركا ان نص عدم مهاجمة دول الجوار هو جوهر الموضوع وبهذا فإن الاتفاقية المزمع توقيعها ستحمي إيران من أية مسائلة وستفتح الباب لها لمزيد من التدخل الاستيطاني في العراق ولثلاث سنوات قادمة .... إفتح عينك زين يا عراقي وتعال نتحدث عما سيجري خلال السنوات الثلاث القادمة ..
ولي شرط واحد أكرره مجددا .. إفتح عينك معي لاقول لك ان السنوات الثلاث القادمة وخصوصا ما هو متوقع من مجريات بقدوم باراك أوباما للحكم وحديثه عن الحوار وسحب القوات .... إلخ سيفتح المجال لتكريس متطلبات السيطرة الفارسية للعراق وإذا كان بالامكان اليوم التخلص من براثن الغول الفارسي فإن ما سيجري في نهاية السنوات الثلاث يصبح عندها الموقف أكثر صعوبة بعد ان تتغلغل مخالب الغول الفارسي في الارض العراقية..!
إسمع ما تمارسه وتقوله الفارسية سلامة الخفاجي عضوة مجلس الحكم المنحل والصديقة المقربة من صديقة بريمر .. هذه الفارسية وبسبب رفض التيار الصدري للاتفاقية ( لاسباب سنرد عليها لاحقا ) أعادت إتصالاتها مع صديقتها السابقة والعضوة في التيار الصدري وعضوة البرلمان الحالي ألنجفية آمال كاشف الغطاء في محاولة لوضع إسفين في صفوف الصدريين وإستدراج قسم منهم لمساندة تمرير الاتفاقية والحقيقة تقال ان سلامة الخفاجي تتصرف وفق رغباتها الطائفية الشعوبية ولا تدري ما يخبأ حكام فارس للتيار الصدري ...
عضو بارز من هذا التيار يقول ان سلامة الخفاجي أستقبلت وفدا من التيار في منزلها بحي الجامعة في الايام الاخيرة وأقترحت عليهم ان يؤيدوها إذا ما تقدمت لرئاسة كتلة خاصة بها في الانتخابات القادمة وموضوع ترأسها لقائمة انتخابية لا صحة له الا انها ارادته تمهيدا للدخول في الموضوع المهم بصدد الاتفاقية الامنية التي ترى فيها سلامة الخفاجي بقاء عملاء ايران والى الابد من خلالها في العراق !!
قالت لهم في معرض امتعاضها من رفض التيار الصدري لاتفاقية العار : لا انتم فاهمين الشغلة ولا ترضون واحد يفهمكم ! تصرفكم هذا برفض الاتفاقية الامنية سيعرض كل مكاسب آل البيت (!!) للخطر وتضيعون انجازنا التاريخي بحكم العراق وللابد!!
خرج الوفد ممتعضا وأبلغ مراجعه في التيار الصدري محذرا من طريقة عرضها للامور ومؤكدا انها أستلمت مكالمة على نقال الشبكة الاميركية من (أحمد الجلبي) خلال إجتماعهم بها ...
أما لماذا قلنا ان (سلامة الخفاجي) تتصرف وفق هواها الطائفي وربما أيضا بأوامر قد يكون ناقلها المالكي أو الجلبي فهما ليسا بمستوى إصدار أوامر ولكن ربما ينقلونها من أسيادهم أمريكان أو إيرانيين لعملاء أصغر حجما ... أقول انها تصرفت هكذا لانها لا تعلم بتفاصيل المخطط الفارسي والخاص بتدمير التيار الصدري رغم وقوفه مرات عديدة في خدمة مخططهم ورغم تمكن الفرس من شقه ولمرات عديدة لتظهر علينا الجماعات المنشقة تارة والخاصة تارة أخرى مرورا بالجماعات غير المنضبطة !! .. إن الهدف من ذلك خلق اليأس في نفوس من لا زال يؤمن بالتيار ويتخذ من محمد الصدر مرجعا لان هذا التيار على مساوءه فإنه خصم عنيد لطباطبائي الحكيم بإعتباره الرأس المدبر للتغلغل الفارسي في العراق ومن بعده ابنه عمار !
كما ان عودة اصوله لمحمد الصدر يتنافى وتاريخ الرجل في معاداته للمرجعيات الفارسية وكلنا نذكر جيدا عندما أقسم بأغلظ الايمان انه أول ما رأى السيستاني كان بعمامة بيضاء وأستغرب كيف انقلب الابيض الى أسود..! مما راكم الحقد والكل يعلم ان الحقد الفارسي لا يضاهيه حتى الحقد اليهودي ... كما ان التيار الصدري يمثل لهم تهديدا إضافيا من خلال قدرة شخص واحد للتلاعب بمشاعرهم وحتى هناك من يقول ان مقتدى الصدر تحت الاقامة الجبرية في ايران..! إن ما يجري الان هو محاولة للايقاع بالتيار الصدري وإلى الابد لمنع أي إحتمال لعودة التيار الى رشده ويتخلص من الرموز البائسة التي تتحدث بإسمه...

2008/12/15

مهدي الرافضة المنتظر هو نفسه الأعور الدجال

أ - مهدي الشيعة الرافضة سيحكم بشريعة داود وآل داود و بتوراة موسى :
روى بخاري الرافضة الكليني في كتاب الحجة من الأصول في الكافي - الجزء الأول ص 397|398 - ما يلي :
1- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضل الأعور عن أبي عبيد الحذَاء قال : كنا زمان جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي : يا أبا عبيدة من إمامك ؟ فقلت : أئمتي آل محمد، فقال : هلكت وأهلكت أما سمعتُ أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام يقول : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ؟ فقلت : بلى لعمري ، ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها لدخلت على أبي عبد الله عليه السَلام فرزق اللهُ المعرفة ، فقلت لأبي عبد الله عليه السَلام : إن سالما قال لي كذا وكذا، قال : يا أيا عبيدة إنَه لا يموت هنا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعا إليه ، يا أبا عبيدة إنَه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان . ثم قال يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان ولا يُسأل بيننة.
2- محمَد ين يحي عن أحمد بن محمَد عن محمد بن سنان عن أبان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : << لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يُسأل بيّنة ، يعطي كل نفس حقها. >> .
3 - محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمَار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السَلام : بما تحكمون إذا حكمتم قال << بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشَيء الذي ليس عندنا تلقَانا به روح القُدُس .>> .
4 - محمد بن أحمد عن محمد بن خـالد عن النَضر بن سويد عن يحي الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن عليَ بن الحـسين عليه السَلام قال: سألته بأي حكم تحكمون ؟ قال << بحكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقاا به روح القُدُس .>> .
5 - اًحمد بن مهران رحمه الله عن محمَد بن علىَ عن ابن محبوب عن هشام ين سالم عن عمَار السَاباطي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما منزلة الأئمَة ؟ قال"كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان." قلت : فبما تحكمون ؟ قال : " بحكم الله وآل داود وحكم محمَد صلى الله عليه وسلم ولتلقَانا به روح القُدُس".
الأصول في الكافي للكليني الجزء الأول ص397-398.

ب - المهدي المنتظر يتكلم العبرانيةّ :
في كتاب (الغيبة) للنعماني : << إذا أذَن الإمام دعا الله باسمه العيراني (فانتخب ) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر كقزع الخريف ، منهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد فراشه ليلا فيصبح بمكة ، ومنهم من يُرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه ...>>

ج - اليهود من أتباع المهدي الشّيعي المنتظر :
روى الشَيخ المفيد في (الإرشاد ، عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله قال << يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجـانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا >> . الإرشاد للمفيد الطوسي ص402 .

وبهذا نخلص إلى أن مهدي الرافضة المنتظر :
1- يحكم بشريعة آل داود ، وبقرآن جديد ليس هو الذي بين أيدينا ، ولو سأل سائل فأين شريعة آل داود لوجد الإجابة ولا شك أنه التلمود ، ولذلك يبايع الناس على كتاب جديد ففي كتاب الغيبة للنعماني عن أبي جعفر أنه قال : << فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد ، وكتاب جديد ، وسلطان جديد من السماء .>> الغيبة للنعماني ص107.
2 - لسان المهدي وهو العبرانية .
3 - أتباعه من اليهود ، فهو ملك اليهود ( المخلص) المنتظر وهو نفسه المسيح الدجال الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.

أدلة أخرى عن السمات اليهودية لمهدي الرافضة:
أولا : عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون مكان اجتماعهم مدينة اليهود المقدسة وهي القدس
وعندما يخرج مهدي الرافضة يجتمع إليه الرافضة من كل مكان ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الرافضة الكوفة
ثانيا : عند خروج مسيح اليهود يحيا الأموات من اليهود ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح
وعندما يعود مهدي الرافضة يحيا الأموات من الرافضة ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى معسكر المهدي
ثالثا : عند خروج مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم
وعندما يعود مهدي الرافضة يخرج أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من قبورهم فيعذبهم
رابعا : يحاكم مسيح اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم
ويحاكم مهدي الرافضة كل من ظلم الرافضة ويقتص منهم
خامسا : يقتل مسيح اليهود ثلثي العالم
ويقتل مهدي الرافضة ثلثي العالم
سادسا : عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع وكذلك تطول أعمارهم
وعندما يخرج مهدي الرافضة تتغير أجسام الرافضة فيصير للرجل منهم قوة أربعين رجلا ويطأ الناس بقدميه وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم
سابعا : في عهد مسيح اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبنا وعسلا وتطرح الأرض فطيرا وملابس من الصوف
وفي عهد مهدي الرافضة تكثر الخيرات عند الرافضة وينبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منهما الرافضة

ومما يؤكد صلة مهدي الرافضة باليهود ما يلي :
1- عندما يخرج مهدي الرافضة ينادي الله باسمه العبراني
2- أنه يستفتح المدن بتابوت اليهود ويخرج عصا موسى
3- أنه يحكم بحكم آل داود عليه السلام

الأدلة:
1-جاء في بحار الأنوار عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله تعالى { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا } قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان
وعن رفيد مولى أبي هبيرة عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال له : يا رفيد كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة
2- روى العاملي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل كم يملك القائم قال سبع سنين تطول الأيام …. إلى أن قال : فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب
وعن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات ينتظره من أصحابنا فقال لنا أبو عبدالله عليه السلام : إذا قام أتى المؤمن في قبره فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن شئت تلحق به فالحق وإن تشأ تقيم في كرامة ربك فأقم
3- روى المجالسي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام قلت : لا . قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد .
–هذين أي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما –
4- يروي المفيد عن أبي عبدالله أنه قال : إذا قام القائم من آل محمد عليهم السلام أقام خمسمائة من قريش فيضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخر حتى يفعل ذلك ست مرات
5- روى الأحسائي عن أبي عبدالله قال : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له : فإذا ذهب ثلثي الناس فما يبقى قال : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي
6- جاء في الكافي عن أبي عبدالله عليه السلام يقول : إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم …الخ
وفي بحار الأنوار عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا … الخ
7- روى المجلسي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدة عليهما السلام قال : إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى … إلى أن قال : فإذا نزلوا ظاهرها أنبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشانا روي
8- و من المضحكات التي يقولها الرافضة عن مهديهم المزعوم ما رواه الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضى عليه السلام (أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عاريا أمام قرص الشمس) حق اليقين، لمحمد الباقر المجلسي، ص347. و لا أدري هل الشيعه سرقوا ملابسه و هو في السرداب؟ كل شئ جائز!

أحاديث شريفة عن الأعور الدجال :
قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: « ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم هذا يهودي تحتي فاقتله» [رواه أحمد 5099]
فلماذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيما قال شيعته ولم يقل أتبعاه؟ وهم كانوا يقال لهم الرافضة وفي عهدنا هذا مشهورون بالشيعة وعليه الصلاة والسلام لاينطق عن الهوى!
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : « لكل أمه مجوس ومجوس هذه الأمه الذين يقولون لا قَدَر. من مات منهم فلا تشهدو جنازتهم و من مرض فلا تعودوهم و هم شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم بالدجال.» [سنن أبي داؤود حديث رقم 4072]
إذن فالشيعة هم مجوس هذه الأمة و أرضهم في فارس (إيران حالياً). والخميني ينكر القدر فيقول يجب على كل مسلم وأن كان مخالفا للحق على الأصح ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن أنتحل الأسلام كالنواصب والخوارج. تحرير الوسيله ج1ص79
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن الدجال يخرج بأرض يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقه.» [ سنن أبن ماجه حديث رقم 4062]
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة. » [صحيح مسلم حديث رقم 5227]
فمن الذي أتى به من أرض الشيعة وما دخل اليهود في أصبهان وهي أرض للشيعة هل هي صدفة أم ماذا؟
وأنت تتبع مقولة الشيعة بعجل الله فرجه فهل المهدي مسجون نحن نعرف أن الذي مسجون ومقيد هو الأعور الدجال كما جاء في حديث تميم الداري في صحيح البخاري، فلا داعي للتناقض أسف أقصد (للتقية)!
--------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات عن فضل كتاب الكافي عند الرافضة:
الأصول في الكافي هو من عمدة كتب الرافضة بل من أجلها ، والكليني متوفي سنة 329ه وهو عندهم ثقة وقدوة ، وقد زعم صاحبه أنه ألفه في عشرين سنة. والكليني كان حيا في زمن الغربة الصغرى ، وهذا يقوي الرواية عند الرافضة أنه عرضه على الإمام المعصوم الغائب (وكان عمره آنذاك خمس سنوات) فاستحسنه وقال هو كاف لشيعتنا . ( انظر مقدمة الأصول في الكافي )
توثيق علماء الرافضة لكتاب الكافي للكليني الذي وردت فيه الأحاديث التي تدل على يهودية مهدي الرافضة المنتظر :
- قال الكليني نفسه يمدح كتابه في المقدمة : ( وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين ) . مقدمة الكافي .
- وقال عبد الحسين شرف الدين صاحب الكتاب الملفق ( المراجعات ) وهو يتكلم عن مراجع الرافضة ما نصه : ( وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة ، التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي : الكافي ، والتهذيب ، والإستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ) . المراجعات ص 370 ، مراجعة رقم ( 110 ) . طبعة : مطبوعات النجاح بالقاهرة .
- وقال الطبرسي : ( الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها ) . مستدرك الوسائل ( 3 / 532 ) .
- وقال الحر العاملي : ( الفائدة السادسة في صحة المعتمدة في تأليف هذا الكتاب - أي الكافي - وتوافرها وصحة نسبتها وثبوت أحاديثها عن الأئمة عليهم السلام ) . خاتمة الوسائل ص 61
- وقال آغا بزرك الطهراني : ( هو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمدة عليها ، لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول ، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي المتوفى سنة 328 هـ ) . الذريعة إلى تصانيف الشيعة ( 17 / 245 ) .
- وقال العباس القمي : ( وهو أجل الكتب الإسلامية ، وأعظم المصنفات الإمامية ، والذي لم يعمل للإمامية مثله ، قال محمد أمين الاسترابادي في محكى فوائده : سمعنا عن مشائخنا وعلمانا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه ) . الكنى والألقاب ( 3 / 98 ) . وغيرهم كثير أثنوا على هذا الكتاب الفاسد واعتبروه أصلاً من أصولهم .

سؤال: ما هي العصمة؟


سؤال: ما هي العصمة؟ وما المقصود بها عند الشيعة؟!

الجواب باختصار: تعني العصمة أن الإمام معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، لا يزل عن الفتيا، ولا يخطئ في الجواب ولا يسهو ولا ينسى، ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا. كما جاء في ميزان الحكمة - 1/174

وهذا هو رأي الشيعة بالنبي أيضاً كما في عقائد الإمامية (ص51) حيث قال: (ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل، ما ظهر منها وما بطن، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان؛ لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي).

وقبل أن ننطلق سوياً أقف معك وقفات مع عصمة الأنبياء فأقول:
لا يشك مؤمن ولا يرتاب عاقل فطن في أن الأنبياء هم أكرم الخلق وأكملهم، ودائماً ما نسمع: (أنه لا معصوم إلا الأنبياء) وهذا كلام سليم مسدد ولكنه ليس على إطلاقه!!
لا تستغرب هذا ولا تتعجب من حديثي فمقصدي هو أن الأنبياء قد يقع منهم النسيان، وربما حصل منهم الخطأ، بل حتى صغائر الذنوب قد تقع، ولكنهم يسددون فيتوبون، فيكون الكمال في حقهم أكثر بعد التوبة، والحكم في ذلك كتاب الله أولاً ثم سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك في أدلة واضحة بينة، فانظر إلى قوله عز وجل عن آدم: (( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ))[طه:115].
وقال الله مخاطباً الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلّ اللّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[التحريم:1]. وانظر إلى عتاب الله للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: (( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ))[التوبة:43]. وكذلك يقول الله له: (( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخّرَ ))[الفتح:1-2].
عفواً أيها القارئ الكريم: هل تأملت الآيات وعقلت معناها؟! أراك فعلت ذلك.



فتبين لك أن العصمة المطلقة من السهو والخطأ والنسيان وصغائر الذنوب لا تكون حتى للأنبياء، ولا تعجب من هذا فالحق أحق أن يتبع، وإن غلبتك عاطفتك فارجع إلى الآيات وحكم عقلك وإياك والهوى فإنه يعمي ويصم.





*تناقض الشيعة أنفسهم في عصمة الأئمة:



بل إن هذه العقيدة أولاً، وهي العصمة من الذنب والخطأ والسهو والنسيان لم تكن عند الشيعة أنفسهم كما جاء في بحار الأنوار (ج25/ص350) حيث قيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة: [[إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا -لعنهم الله- إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو]]. فتأمل يا رعاك الله رد الإمام الرضا الذي يدل على أن هذا القول إنما ظهر متأخراً عن عصر الأئمة.



وإليك كلام ابن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه (ج1 ص234) حيث يقول: (إن الغلاة والمفوضة – لعنهم الله – ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقولون: لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة… وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا؛ لأن سهوه من الله عز وجل، وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق، فلا يتخذ رباً معبوداً دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو. وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم).



فأين هذا الكلام مما ورد في بحار الأنوار (ج25 ص350-351) من قول المجلسي: (إن أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة، عمداً وخطأً ونسياناً، من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله عز وجل).



فبالله عليك أليس هذا تناقضاً واضحاً ومعارضة صريحة بين ما ورد هنا وهناك؟!



بل هو كذلك والله حتى عند المجلسي نفسه، فاقرأ قوله في بحار الأنوار (ج25 ص351)، حيث يقول: (المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم، وإطباق الأصحاب إلا من شذ على عدم الجواز!!!).





*الأئمة واعترافهم بالخطأ والذنب:



وتأمل أيها القارئ الفطن في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وانظر فيما قاله في نهج البلاغة (ص335): [[لا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، فإنه من استثقل الحق أن يقال له، أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي]].



كما أن الإمام علي عليه السلام بين أنه لا بد من وجود أمير تناط به مصالح البلاد والعباد، ولا يشترط فيه كونه معصوماً كما جاء في نهج البلاغة (ص82) حيث قال: [[لا بد للناس من أمير برٍ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي]].



ثم انظر إلى الإقرار بالذنب من أمير المؤمنين في نهج البلاغة (ص:104): [[اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاءً عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت له إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وشهوات الجنان، وهفوات اللسان]].



فلو كان علي والأئمة معصومين لكان استغفارهم من ذنوبهم عبثاً.



وكل الأئمة قد نقل عنهم الاستغفار من الذنوب والمعاصي، فهذا أبو عبد الله يقول كما في بحار الأنوار (ج25 ص207): [[إنا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متاباً]].



وهذا أبو الحسن موسى الكاظم يقول كما في بحار الأنوار أيضاً (ج25 ص203): [[رب عصيتك بلساني، ولو شئت وعزتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني]].





*تأويلات الشيعة لكلام الأئمة المعترفين بالذنب:



إن كنت قد احترت بهذا الدعاء وكونه منافياً للعصمة فقد سبقك نفر كثير طأطأ بعضهم رأسه، وقبل على مضض مع عدم اقتناع، وسأل آخرون كما جاء في بحار الأنوار (ج25 ص203-205) حيث قال أحدهم: "كنت أفكر في معناه -أي الدعاء– وأقول: كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه؟!" ثم ذكر أنه سأل رضي الدين علي بن موسى بن طاوس عن هذا الإشكال فقال ابن طاوس: "إن الوزير مؤيد الدين العلقمي سألني عنه فقلت: كان يقول هذا ليعلم الناس".



ويبدو أن ابن العلقمي اقتنع بالجواب، ولكن صاحب الإشكال استدرك على جواب ابن طاوس وقال: "إني فكرت بعد ذلك فقلت: هذا كان يقوله في سجدته في الليل وليس عنده من يعلمه".



يقول: "ثم خطر ببالي جواب آخر وهو: أنه كان يقول ذلك على سبيل التواضع".



ولكن لم يقنعه هذا الجواب واستقر جواب السائل على أن اشتغالهم بالمباحات من المأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح يعدونه ذنباً ويعتقدونه خطيئة ويستغفرون الله منه".



ثم يذكر أن هذا هو الجواب الذي لا شيء بعده، ويتمنى حياة ابن العلقمي ليهديه إليه ويكشف حيرته به. ا.هـ



ولكن ألا ترى -أيها القارئ الكريم- أن هذا الجواب الأخير يتعارض مع ما نهى عنه الإسلام من الرهبانية ومن تحريم ما أحل الله: (( قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ الّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطّيّبَاتِ مِنَ الرّزْقِ ))[الأعراف:32].



وكيف يجعل الأئمة النكاح الذي هو من شرائع الإسلام ذنباً يستغفرون الله منه والله يقول: (( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ))[النساء:3] أم كيف يعتبرون الأكل والشرب معاصي والله يقول: (( كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ))[البقرة:57]؟!



وإن أردت الجواب على هذه المعضلة، وهو ما يتفق مع واقع الأئمة وشرائع الإسلام هو بطلان دعوى العصمة بالصورة التي تراها الشيعة، وأن الأئمة ليسوا بمعصومين من الخطأ والنسيان، وهذا كما يتفق مع النصوص الشرعية فإنه ينسجم مع واقع الأئمة، وبه تتحقق إمكانية القدوة.



ومما يهدم أساس العصمة أيضاً الخلاف البين الواضح بين الأئمة أنفسهم، بل أحياناً بأجوبة مختلفة من إمام واحد مما كان سبباً لترك التشيع عند بعض الشيعة، ومن أوضح ذلك وأبينه ذلك التباين الواضح بين ما فعله الحسن وما فعله الحسين عليهما السلام؛ لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقاً وصواباً من موادعته معاوية، وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته، مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم، فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم، وكثرة أصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعاً باطل غير واجب؛ لأن الحسين كان أعذر في القعود من محاربة يزيد، وطلب الصلح والموادعة من الحسن، وفي القعود عن محاربة معاوية، وإن كان ما فعله الحسين حقاً صواباً من مجاهدته يزيد حتى قتل ولده وأصحابه فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل.



أيها القارئ الكريم:



لم أرد استقصاء هذه المسألة والإحاطة بها من كل جانب حتى لا أطيل عليك فتمل، وإنما هي إشارات وتنبيهات بعثتها إليك لتحكم عقلك فيها بأناة وصبر، ولا تجعل ما يقودك هو العاطفة التي تغلب على العقل وتغطيه.



وأذكرك ما أهلك أقواماً كثر: (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ))[الزخرف:23].



وأربأ بك أن تكون كذلك.



ذكرى… ذكرى… ذكرى



أيها العزيز! إنك ستموت وحدك، وتبعث وحدك، وتجازى بما عملته وحدك، فالنجاة النجاة! (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرّقُوا ))[آل عمران:103]، فإنما هو التعلق بكتاب الله، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.



سدد الله على درب الخير خطانا وخطاك، وجعلنا الله وإياك مباركين أينما كنا والحمد لله رب العالمين.

التمييع السني في خدمة التشييع الإيراني

د. لؤي ثابت محمود
المصدر: شبكة الدفاع عن السنة
تتزامن الضجة التي أحدثتها تصريحات الشيخ القرضاوي، والاتهامات التي طاولته بعدها، مع صدور كتاب "التقارب السني — الشيعي"•( حوارات الأستاذ وحيد تاجا ، دار الفكر — سبتمبر 2008)— الذي يركز على ذات موضوع تصريحات الشيخ القرضاوي — والكتاب يمثل حوارات مع 22 مفكراً وعالماً دينياً قام بها الأستاذ وحيد تاجا، في أسئلة موحدة انتقاها بعناية، في جوانب دقيقة متعلقة بموضوع التقارب السني الشيعي عموما..
عندما نقرأ الأجوبة، سنعيد قراءة تصريحات الشيخ القرضاوي و نعيد فهمها على أنها لم تكن رد فعل على "التشييع" فحسب، بل أيضاً، وربما بشكل أقوى، على الصمت السني إزاء ذلك — على "التمييع" الذي يمارسه بعض العلماء و بعض المفكرين والمنتمين للنخب، وهو "التمييع" الذي سيؤدي ، كتحصيل حاصل ، إلى المزيد من التشييع، سواء علِمَ ممارسو هذا التمييع أو لم يعلموه...
النخب التي حاورها الأستاذ تاجا متنوعة ومختلفة المشارب.. هناك على الجانب الشيعي خمسة مراجع، واحد منهم على الأقل شديد الأهمية على مستوى شيعة العالم كله، ومعروف باعتداله لكنه سيفاجئنا بأجوبة خارجة عن الاعتدال، وهناك مفكر شيعي معروف بخروجه عن النمط المرجعي التقليدي، ومفكر آخر متشيع من شمال إفريقية، وهناك "آية الله" التسخيري الذي يرأس مجمع التقريب بين المذاهب في إيران..
على الجانب السني هناك ثلاثة مفتين رسميين (بمعنى أنهم يشغلون منصب المفتي بناءً على تعيين من حكوماتهم) وستة أسماء تنتمي لتيار الإسلام السياسي وهناك أربعة باحثين مستقلين ينتمون إلى نخب الإسلام الحداثي، بالإضافة إلى مفكر علماني( سني المولد) تعكس أجوبته وجهة نظر العلمانيين في الأمر..
ما يحدث في الواقع، وهذا ما يجعل الكتاب شديد الأهمية، الفريق الشيعي يلعب دوره بحذق شديد، وإن بمهارة متفاوتة بين أعضائه: لغة ذكية تصر على حسن النية، وتمرر في الوقت نفسه ومضات ورسائل خطيرة بين السطور.. هل يمكن أن نتصور أن هذه الآلية هي شيء آخر غير "التقية" التي ميزت السلوك العُلَمائي الشيعي عبر القرون، وربما كانت قد مكنته أصلاً من النجاة من الذوبان في المحيط السني..
على الجانب السني، هناك أولئك الموظفين الرسميين، الذين لا يمكن توقع أن تكون أجوبتهم خارجة عن السياسة الرسمية لبلدهم، لذا فان لغتهم دبلوماسية، وأجوبتهم يمكن تصنيفها ضمن إطار "تبويس اللحى" وتدور حول أن الأمور بخير، "وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، كما يليق بموظف حكومي أن يؤكد..
أما رموز الإسلام السياسي وبعضها قد بُني على فكرة "توحيد الصف أولا"، فسيجدونها فرصة سانحة لإثبات ولائهم لهذه الفكرة ، خاصة أن الموضوع مرتبط بإيران، التي يعدها البعض تجربة ناجحة في تكوين دولة دينية، ولو على مذهب آخر، ونجاحها في هذا — سيدعم — في تصورهم طرحهم المقارب، والأعرق، لإسلامية الحكم والدولة. لذا كانت أجوبة بعض المتحاورين من هذا الجانب، لا تخرج عن الخطاب التعبوي والعاطفي، الذي لا يهمه غير جمع الجماهير وتوحيدها ضد عدو ما، كما لو أن العدو بالضرورة واحد، ولا يحتمل أن يكون أعداء متعددين..مع ثلاثة استثناءات من هذه الأسماء( فيصل مولوي ، سالم فلاحات ، راشد الغنوشي) حيث كانت أجوبتهم صريحة وتظهر قدراً كبيراً من الواقعية، بينما دخلت الأسماء الباقية في مزايدات مؤسفة..
أما فئة المفكرين والباحثين فقد وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، فالمفكر المستقل ليس هناك من يحميه في زمن البلطجة الإعلامية أو الميليشاوية، وإذا كانت الاتهامات طالت من هو في حجم القرضاوي ودمغته بالعمالة وبأنه يعمل بالنيابة عن الحاخام، فإنهم من باب أولى، سيتهمون بالعمالة لأمريكا، ما دام أن المشروع الإيراني يبدو أنه في مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة.. كما لو أنه ليس من حق مفكر ما أن يستقل فعلاً، ويرفض المشروعين معاً.. لذا كانت إجاباتهم فاترة للأسف، وتتحجج بالموضوعية والحياد لكي تقدم جواباً لا يغضب أحداً، ولا يقنع أحداً أيضاً، ولا يسبر أغوار أي شيء أصلاً.. وهكذا، فإن الفريق "الشيعي" في الحوار كان له إستراتيجية واضحة، بتقنيات مختلفة، ربما تسكن لاوعي أعضاء الفريق وليس بالضرورة وعيهم التآمري.. أما الفريق السني في غالبه الأعم فقد تبنى لغة دبلوماسية هي جوهر التمييع أو اللا قضية، وهو الأمر الذي يعكس غياب المشروع السني تماما في اللحظة الراهنة ، وعندما يكون الأمر كذلك، فإن دبلوماسية التمييع هذه ،ستكون في خدمة إستراتيجية التشييع..
في البداية سيتفق الجميع عن أن هدف التقارب ليس الاندماج أو التوحد ولا إلغاء المذاهب، وإنما التعايش فقط، وهذا منطقي وواقعي بل ومحمود بلا شك، وقد كان حقيقة واقعة في تاريخنا رغم ما يزعمون.. لكن رغم هذا الاتفاق فإننا سنرى من يحاول تصعيد الأمر لفظياً ليجعل "المذاهب قطع من الفسيفساء في لوحة الجمال الإسلامي!"(ص 316)، "المذاهب هي كغرف متعددة في بيت واحدة"( ص 196).
والحديث هنا عن السنة والشيعة، مع كل فوارقهم العقائدية، وليس عن المذاهب الأربعة مثلاً، وهي نبرة تسطيحية لا تصلح حتى للعامة، فضلاً عن أن تكون في كتاب كهذا..
حسناً، بعد هذا السؤال، يطرح الأستاذ تاجا سؤالاً محكماً كفخ: ظاهره بسيط وباطنه معقد: هل للتدخل الأجنبي دور في إثارة الصراعات المذهبية، هنا سيسقط معظم من أجاب بـ "نعم" - وهم الأغلبية — لأن الجواب الجاهز سيفترض أن المقصود بالأجنبي هو أمريكا حصراً — وهم ما لم ترد الإشارة إليه في سؤال الأستاذ وحيد، وبالتالي سيتم تجاهل، أن إيران أيضاً — بالنسبة إلى كل من لا يمتلك الجنسية الإيرانية من المحاورين هي دولة أجنبية، و بالتالي سيكون لها أيضاً مصلحة ما في إثارة الصراعات الطائفية (أم أن إيران لم تعد دولة أجنبية؟!) وهكذا فإن الجواب الذي يتجاوز هذه الحقيقة، سيتجاوز حقيقة المشروع الإيراني بأسره، الذي دخل على أطراف أصابعه في غمرة انشغال الجميع (ترحيباً ومقاومةً) بالمشروع الأمريكي في العراق، وتربع ليقطف ثماره بمسميات شتى..
هناك أسئلة نموذجية توضح إستراتيجية التشييع، ودبلوماسية التمييع، أسئلة تبدو بسيطة ومطروحة للوهلة الأولى، لكن الأجوبة ستفصح عما هو أكثر من ذلك: مثلاً سؤال عن قبر أبي لؤلؤة المجوسي، قاتل الخليفة عمر بن الخطاب، المحتفى به في مدينة كاشان، سيثير أجوبة مختلفة، فبينما سيأسف الفريق الشيعي لتضخيم الأمر، ويقول معظم أعضائه أن الأمر مختلق، فإن التسخيري نفسه ( رئيس مجمع التقارب!) ستنقل عنه ثلاثة أقوال مختلفة : سيقول هو إن القبر ليس لأبي لؤلؤة بل لدرويش من الدراويش!(ص 185) وسينقل عنه، عبر المحاورين، مرة نفيه القاطع للأمر(ص 187)، ومرة تأكيده له(ص 177)، ويبدو أنه سلوك نموذجي لمن يحمل رتبة (آية الله) — إصدار هذه الفتوى و ضدها في آن واحد، وكلها منسوبة له عبر "الوكلاء" غالباً، وبذا يمكن التملص عند الحاجة و حسب الموقف .. وسيطلع علينا أحد المراجع (المعروفين باعتدالهم) بتعليق غريب مفاده أن اغتيال الخليفة عمر هو مسألة فقهية (!) ( ربما يقصد أنها قضية جنائية)، وسيضيف إنها (قد) تكون مسألة فقهية سلبية!( أي أنها أيضا قد تكون إيجابية!!)..(ص 183) سيقول مرجع آخر أن الأمر محض كذب وأن القبر هو لشاعر كاشاني اسمه (أبو لؤلؤ)! ( ص18).. وسيدخل الجميع من الطرفين (باستثناء فيصل مولوي) في تفاصيل فنية تتعلق بمقتل أبي لؤلؤة في المدينة وكيف وصل قبره إلى كاشان ! متجاوزين أن القبر والاحتفاء به لا يتعلق أبداً بجثة شخص ما، بل برمزيته، وأن أبي لؤلؤة المجوسي قد انتقم للفرس عبر اغتيال الخليفة الإسلامي الذي أزال ملكهم — وإن وجود مشهد له في وطنه الأم لا يمكن أن يخرج عن سياق التكريم الفارسي له — حتى لو كان قبراً فارغاً، مثل أغلب مشاهد الأولياء، أو كما تكرم الدول أبطالها عبر نصب الجندي المجهول، ولقد كان أبو لؤلؤة جندياً غير مجهول للإمبراطورية الفارسية، وإعادة الاحتفاء بمشهده في إيران المعاصرة لا يمكن أن يخرج عن سياق الانتصارات التي يعيشها المشروع الإيراني حالياً.. الذي هو امتداد متجدد للمشروع الصفوي — وللإمبراطورية الساسانية من قبل ، فكيف لا يحتفي هذا المشروع بجندي غير مجهول مثل أبي لؤلؤة ؟!..
سيكون هناك سؤال عن مصحف فاطمة، وسيتدافع السنة جميعاً إلى إنكار الأمر (وهو أمر يجب أن يكون من اختصاص الطرف الآخر، لكن دواعي دبلوماسية التمييع السنية، تقتضي غير ذلك)، سيتبرع أحد المفتين السنة يقول لنا إن مصحف فاطمة هو (لمعة نور لدى سيدة نساء العالمين أفرغت فيه تفسيرها وتأويلها للقرآن الكريم)؟!! (ص 241) من أين جاء بهذا و نحن لم نعرف أن السيدة فاطمة كانت صاحبة تفسير؟ هل من مصدر سني؟ طبعاً لا، لكنها ضرورات المجاملة كما أكد مفتي ديار آخر.. أما الفريق الشيعي فسيؤكد أن القرآن الذي يتعبد به الشيعة هو ذاته الذي يتعبد به أهل السنة، وهو أمر لا شك فيه، لكنهم مع ذلك سيمررون جملاً هائلة: سيقول المرجع المعتدل مجدداً نقلا عن رواية سيقول انه لا يعرف مدى صحتها ، أن السيدة فاطمة نزل عليها (مَلَك) بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ليواسيها، وأن سيدنا علي كان يكتب ما يقول المَلَك، وأن ما كتبه في ذلك هو مصحف فاطمة!!.(ص 239) سيضيف لنا مرجع آخر معلومة تقريبية مهمة، يطمئننا فيه إلى أن مصحف فاطمة هذا لم يندثر، وأنه موجود عند الإمام المهدي عجل الله فرجه !..(ص 237).
عندما يطرح سؤال عن شتم الصحابة، سيرد فيه ذكر فتوى لثلاث مراجع مهمين تحرم الأمر، وسيكون السؤال عن سبب عدم الالتزام بهذه الفتوى. الغريب أن المفتين السنة سيسارعون إلى اتهام الأعداء بابتداع الأمر(ص 6) وسيقول آخر إن الأمر انتهى ولا وجود له حالياً وإنه من مخلفات الماضي، وسيقول لنا آخر إنه قرأ في أحد كتب الشيعة قولهم أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) !..( ص 218) الفريق الآخر، من جانبه سيكون له الإستراتيجية نفسها: الإنكار والاستنكار اتهام الأعداء بافتعال الأمر والتأسف على ما يفعله السفهاء و "من يتظاهرون أنهم من الشيعة !"( ص 215) — قد يكونون سنة أو يهود أو أي شيء — وسيكون هناك حديث عن لا أخلاقية الشتم بصورة عامة، ولكن ستمرر خلال ذلك كله، كالعادة، رسائل من بين السطور، تحوي دلالات مختلفة جداً، فسيكون هناك كلام عن أن من بدأ بالسبّ هم أصحاب معاوية (= أي السنة)، (ص 218)وفحوى الكلام أن (البادئ أظلم !)، والحقيقة أن الأمر بدا تاريخياً فعلاً بهذا الشكل، لكنه توقف تماماً ولم يتحول أبداً ليصير ظاهرة شعبية عامة كما حدث مع الطرف الآخر. سيمرر لنا أحد المراجع، بين الإنكار والأسف، معلومة أخرى، سيقول لنا أن الشيعة لا يقولون أبداً أن السيدة عائشة زنت والعياذ بالله — (لم يسأله أحد عن ذلك) — لأن الله سبحانه وتعالى قد عصم أنبياءه من أن تخونهم زوجاتهم بهذا السياق، ويضرب مثلاً لزوجتي نوح ولوط التي ذكر القرآن الكريم أنهما "خانتاهما" — فيقول إنها خيانة العقيدة، ويستأنف مؤكداً جواز احتمالية أن تخون زوجة النبي في العقيدة،(ص ) أي إنه يمرر لنا احتمالية أن تكون السيدة عائشة قد خانت الرسول عقائدياً في معرض إنكاره لوجود سب للصحابة!.. سيقول لنا عضو آخر في فريق التشيع، إن القضية الأساسية هي أن الشيعة لهم "موقف نقدي من بعض الصحابة وأنهم يميزون بينهم في المراتب والمقامات ولا يقولون بالعدالة المطلقة للصحابي.- وهو مبحث علمي بحت". ( 7) إذن الشتم ناتج عن موقف نقدي عقلاني يميز الشيعة عن السنة الذين يؤمنون بالعدالة المطلقة للصحابة (أي إنهم لا عقلانيين)! فاتتنا هذه والله، لكن هل يمكن مقارنة الأمر بالعصمة التي يؤمن بها الشيعة لأئمتهم؟.. أم إن المقارنة غير واردة لأن الصحابة بشر بينما الأئمة غير ذلك؟!.. سيحسم الأمر آية الله التسخيري الذي سيقول بعد محاضرة طويلة عن الأخلاق" أن السب عملية خاطئة وسخيفة ومرفوضة ولكنها لا تخرج الفرد من الإسلام" ( ص5)، أي بعبارة أخرى: "اضربوا رأسكم بالحيط".
ماذا عن موضوع "التشييع" ؟— وهو الأمر الذي أثاره القرضاوي — سيقول لنا البعض بخجل أن الأمر حرية شخصية( ص 193) ، كما لو انه ليس هناك مشروع سياسي إقليمي يدعم الأمر ،وسيصدمنا أحد رموز الإسلام السياسي السني بالقول "ليس مهماً عندي من تشيع ومن تسنن، المهم أن نهضة هذه الأمة قد بدأت" (ص 196)(قفلة خطابية ، تصفيق حاد). وسيقول لنا آخر معتذراً إنه لا يملك إحصاءات دقيقة عن الأمر(ص 25) أما التسخيري، فسيقول بعد أن ينكر الأمر برمته، ويؤكد أنه مجرد مبالغة :(أنا مع التبليغ — يقصد التشييع — ولكن مع التبليغ الإقناعي الفردي غير المنظم).. (ص 27) ألن تكون التقية هنا حاضرة أيضاً، كما في كل مكان، أن تقول الشيء ونقيضه في آن، وأن تظهر غير ما تبطن .. ألم تكن أجوبته كلها تندرج ضمن هذا الإطار التبليغي الإقناعي الفردي غير المنظم؟.. ألم يستغل الكتاب ليمرر أفكاره الحقيقية بين السطور؟.. هناك طبعاً ما لا يمكن تجاوزه من أقوال، مما يصلح لتكون نكتاً وطرائف، مثل قول أحد المراجع: إن علاقة الشيعة العرب بإيران مثل علاقة السنة العرب بإندونيسية!!(ص 149).
هذا الكتاب وثيقة حقيقية تفضح وتدين في الوقت نفسه ، لو حاولنا قراءته على هذا الأساس: إنه وثيقة تبين إستراتيجية التشييع الخفية ودبلوماسية الاعتذار والمجاملة والتمييع التي ستصب في مصلحة التشييع آجلاً أو عاجلاً.. ويمكن فهم صرخة القرضاوي على أنها صرخة بوجه التشييع والتمييع معاً، عسى أن لا تكون صرخة في واد.

البركة والتوافق بين السيستاني وجبهة التوافق

البركة والتوافق بين السيستاني وجبهة التوافق
بقلم الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي
قبل يومين طلب مني الأخ المدير العام لموقع (القادسية) كتابة شيء عن (الاتفاقية الأمنية) لاسيما بعد التطورات الأخيرة. قلت له: "كتبت بما فيه الكفاية: (الطائفي والوطني في موقف الشيعة من الاتفاقية...) في آيار (مايو) الماضي، (استحقاقات الطائفة والسلطةفي موقف الحكومة من الاتفاقية...) قبل حوالي شهر. وقبل أيام: (أبعدوا الدين عن هذه المهزلة)؛ فاكتبوا أنتم إن شئتم". موقعنا ليس موقعاً إخبارياً أو سياسياً ليكون معنياً بمتابعة الأحداث إلى هذا الحد، إنما هو يعنى - كما معلن على الصفحة الرئيسة - ببيان المنهج والأسلوب الأمثل في التعامل مع التشيع، فتناولنا للأحداث - حين نجد ضرورة منهجية ونملك الوقت - من هذه الزاوية، وعلى قاعدة استخلاص ثابت (المنهج وما تعلق به) من متحرك (الحدث). وبذلك يمكن أن ندلل على صحة المنهج من خلال الحركة المستمرة للزمن؛ ويكون الزمن أحد عناصر المعادلة في مسيرة التغيير.
لكن ما سمعته اليوم على قناة (الشرقية) دعاني لأن أقول كلمة ناطقة في زمن الكلام الصامت؛ لعلي أزيل التباساً يراد له أن يكون بين حق وباطل في زمن اختلاط المفاهيم والتباس التعاليم. والله تعالى ينادي من عليائه ويقول: (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42)
كل الكتل السياسية كانت واضحة في موقفها من الاتفاقية: رفضاً أو قبولاً، إلا جهتين: المرجعية ممثلة بالسيستاني (والمرجعية - لمن لا يدري - جهة سياسية مبرقعة بالدين)، وجبهة التوافق. أما المرجعية فقد كتبتُ عن أنها ستنتهي إلى موقفها الغامض هذا منذ أن كانت التصريحات تصدر عنها بالنفي، وقلت في مقالة (استحقاقات الطائفة...): "وأما السيستاني فسيضفي عليها نوعاً من المشروعية بضبابية تتيح للحكومة مجالاً للتحرك المقبول في توقيعها، وتتيح له – كالعادة – التنصل من تبعتها، وتمكين المهوسين من القول بأنه كان ضدها، أو معها حسب متطلبات الموقف". وأما جبهة التوافق فأشهد أن عقلي - وأنا أتكلم عن نفسي - وقف عاجزاً عن إدراك موقف واضح محدد لها من الاتفاقية! وآخر ما تفتقت عنه الذهنية التوافقية ما سمي بـ(وثيقة الإصلاح)، التي تشترط إجراء استفتاء شعبي عليها، ولكن متى؟ في حزيران المقبل! هذا وقد وقع مجلس النواب في نهاية الأسبوع الماضي على تمريرها!! ومجلس النواب – طبقاً للدستور – يمثل الشعب. فما معنى الاستفتاء؟!
المفارقة في موضوع الاستفتاء الشعبي أنه فيما لو ظهرت النتيجة بالرفض فإن الاتفاقية تبقى سارية المفعول سنة أخرى حتى تتوقف إجراءات العمل بها! كل هذا وتقرأ هذه العبارة: "الحزب الإسلامي: للشعب مراقبة تنفيذ الاتفاقية الأمنية خلال الأشهر السبعة القادمة ويكون له البت فيها عبر الاستفتاء" على الشريط المتحرك لقناة (بغداد) هذا اليوم أيضاً. أي شعب هذا الذي يتحدثون عنه، ويوقعون باسمه، ووزيرة الخارجية الأمريكية السيدة رايس (أو السيد الريس) تقولها صراحة: "إن العمل بالاتفاقية جارٍ سواء وقع عليها المجلس أم لا"؟! مسكين.. أيها الشعب المسكين!
ونحن نسأل - وبصرف النظر عن جميع الحيثيات الأخرى - ما هو الضمان، ومن هو الضامن لتنفيذ بنود الاتفاق؟ وأمامنا الحجة التي أدلى بها (الحزب الإسلامي) يوم وافق على تمرير الدستور، وهي أنه استحصل موافقة دستورية على إمكانية تعديل أي فقرة من فقرات الدستور بعد أربعة أشهر - بدلاً من ثماني سنين - من توقيعه. وها هي السنة الثالثة شارفت على الانتهاء ولا من تعديل ولا تبديل! رغم أن الدستور وصل إلى حد التفسخ بحيث صار نوري المالكي يدعو إلى تعديله!
كل هذه الحيثيات أعرضت عنها، وقلت: يكفي ما قاله غيري. حتى سمعت ظهر اليوم ما يلي في نشرة أخبار قناة (الشرقية): "الأستاذ طارق الهاشمي يريد توجيه رسالة شكر لآية الله علي السيستاني لموافقته على (وثيقة الإصلاح)، ويعتبر ذلك بمثابة مباركة المرجعية للوثيقة". قلت: هذا الذي يدعوك لأن تخلع سترة الصمت، وتبيع القدر الوحيد في بيتك!
لو اكتفى الرجل برسالة الشكر لقلنا: مجاملة اقتضتها سياسة يسوغها الظرف. أما ومعها التطلع إلى (مباركة المرجعية) ومن الأمين العام لحزب إسلامي سني! فلا أدري على أي إسلام يصح هذا؟! وأي مباركة ترجى من شخص يتقرب إلى الله بتكفير أبي بكر وعمر وعثمان، وبقية الصحابة العظام، وينشره على موقعه؟!!! ولا أريد أن أغترف أكثر من هذه القطرة من ذلك المستنقع الوبيء. سوى أن أشير إلى دوره في تسهيل احتلال العراق، وشرعنة بقائه.
ليكن معلوماً للقارئ أنني أتحدث عن جهة ذات عنوان (إسلامي) لا علماني؛ فالمفترض أن لا تتكلم أو تتصرف إلا وفقاً لما يمليه عليها ذلك ذلك العنوان من التزام بمقررات الشرع وأحكام الشريعة. وبذلك تكون (متوافقة) مع نفسها، تحوز ثقة المراقب في دعواها، سليمة في موقفها أمام ربها، وفية بوعدها أمام جمهورها. فإن وجدت نفسها دون مستوى التحدي فلتعلن أنها تؤدي ما تقدر عليه مما لا يرقى بها إلى ذلك المستوى، ولتبتعد عن هذه الدعوى التي يقول الله فيها: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:2). وإلا كان العلماني أسلم موقفاً، وأحرى ثقة؛ لأنه لم يستعمل الدين للوصول إلى غايته، ثم يخلعه عند عتبة بابها متى ما وصل إليها.
إن هذا الضعف، وذلك التفلت من الأحكام الشرعية نطق به أخيراً الأستاذ محمد أحمد الراشد في كتابه (نقض المنطق السلمي) آمل من الجمهور الإسلامي أن يقرأه بإمعان عسى أن ينتفع به.
أذكر ذلك جيداً
أذكر جيداً.... نعم أذكر..! ولن أنسى.. إلى ما شاء الله.
كان ذلك بعد صلاة العصر من يوم الجمعة (25/4/2003).. في مقر الحزب الإسلامي عندما كان في (النادي الترفيهي) في حي اليرموك قبل أن ينتقل إلى مقره الأخير.. وفي قاعة الاجتماعات المجاورة للبناية الرئيسة على يسار الداخل إليها بعد اجتياز الحديقة الفارهة الجميلة بين يديها..... أذكر ما رأيته وسمعته هناك..!
ومن شدة امتعاضي مما رأيت وسمعت، وتأثري به، وشعوري بالإحباط والأسى منه بقيت أربعين يوماً أفتش ولا أجد في يدي القوة أو الجرأة على تقييده في دفتر مذكراتي! حتى إذا انتهت أيام الحداد كتبت هذه الكلمات وأنا بعد لما أخلع ثياب السواد:
(منذ أكثر من شهر وأنا أراود القلم على الكتابة، ولكن نفسي لا تطاوعني! ماذا أكتب؟ إن لي نفساً أتعبتني! لا أقرأ شيئاً إلا وأحس أنني أعيشه وأتفاعل معه إلى حد أنني أحيانا أترك الكتاب وأنهي قراءة الموضوع كحل وحيد للخلاص من الألم! ولا أكتب عن حدث حتى يحضر أمامي مجسماً لأعيشه من جديد، أو أعاني منه عناءً آخر فوق عنائه!
وماذا أكتب..؟ الألم؟ الحزن؟ الهم الجاثم على الصدر لا يفارقه، والذي يتصاعد كلما رأيت رتلاً أمريكياً أو تذكرت أننا بلد محتل؟!
الجراح..؟ وأي الجراح؟ العامة أم الخاصة؟
هل تعلم؟! مرت بي أيام أربعون وأنا أحاول أن أكتب عن اللقاء الذي تم في مركز الحزب الإسلامي بين الدكتور محسن عبد الحميد وشيوخ المساجد، لكنني لا أستطيع! كان ذلك يوم الجمعة (25/4/2003) بعد صلاة العصر. كان اللقاء لقاء تعريف بالحزب، والحاضرون أغلبهم أئمة مساجد والكل من أهل السنة، وليس بيننا شيعي واحد لكن الدكتور محسن عبد الحميد سامحه الله تفوه بكلمات تزيد الجراح جراحاً!
الدكتور محسن عبد الحميد
أنا لا أدري ما هذا التسابق على إرضاء هؤلاء القوم بالحق وبالباطل؟! والله إن الأمر عجب!! ولو كانوا يرضون لكان هناك بعض العذر! ولو كانوا يستحقون، أو كان المدح بالحق لما غضبنا، أو وجدنا في أنفسنا مما يقال شيئاً: "الحزب مفتوح لأهل السنة وللشيعة، وكان تأسيس الحزب قد تم بموافقة الحوزة"! ثم ذكر بعض رموزها.. عبد الكريم الجزائري، محسن الحكيم، وذكر الخوئي وترحم على بعضهم!. وتطرق إلى العلاقة (الحميمة) بين علماء أهل السنة أيام زمان وبين علماء الشيعة، وذكر كيف أن الشيخ أمجد الزهاوي ومحمود الصواف كانوا إذا ذهبوا إلى النجف استقبلوا بحفاوة! لكنه لم يذكر في المقابل عالماً من الشيعة كان يقصد أولئك المشايخ أو يزوروهم! ثم عرج على المرجعية وأن الشيعة حافظوا على مرجعيتهم على عكس أهل السنة: لا مرجعية لهم بعد الشيخ أمجد الزهاوي. ثم قال: "يجب أن تكون لنا مرجعية مؤهلة لأن تجلس مع المرجعية الشيعية"! ثم قال: "من يجلس منا اليوم أمام المرجعية الشيعية، أهؤلاء الشباب؟"
وبلغ بي الأسى مبلغه وأنا أسمع هذه الكلمات المليئة بالهزيمة والمفعمة بالخذلان!
لم يكفنا ترقيع د. أحمد الكبيسي ومجاملاته المائعة في خطبته التي ألقاها في جامع أبي حنيفة في أول جمعة أقيمت بعد الاحتلال (في 18/4) حتى تأتي أنت يا دكتور محسن.. تزيد الطين بلَّة، والداء علة! متى نشفى من هذا الداء؟ وهل ينتصر مهزوم؟
وذهبت إلى بيت الدكتور محسن فلم أجده. وذهبت إلى مقر الحزب ثلاث مرات لم أتمكن فيها من اللقاء به سوى مرة واحدة بعد انتهاء الدوام، وكان الرجل متعباً جداً فاعتذر على أن نلتقي في مرة قادمة. 2/6/2003). وما التقينا بعدها.