2009/02/26

مرة أخرى.. نحن والشيعة

موقع إخوان أون لاين

بقلم: د. محمود غزلان

مما لا يخفى على أحد أن منطقتنا التي نعيش فيها منطقة جاذبة للمطامع حافزة على الاستيلاء والاستغلال وبسط النفوذ عليها، وذلك منذ فجر التاريخ، وذلك لاعتبارات كثيرة؛ منها الموقع والثروات والمناخ والمقدسات.. إلى آخره.

وهذا ما يفرض على أهلها أعباءً كثيرةً للحفاظ على حريتهم وإرادتهم وكرامتهم؛ باستجماع كل وسائل القوة المادية والمعنوية، واليقظة الدائمة، والالتفاف حول مشروع واحد، تلتحم فيه الشعوب بالقيادة، وتتوحَّد فيه الدول- على الأقل- في الأهداف، وتتقارب في الصفوف.

إلا أن الواقع الآن- للأسف الشديد- أسوأ ما يكون، عداوات ونزاعات، وفساد واستبداد، وضعف وتخلُّف، وولاء للأعداء وقهر للإخوة والأبناء، الأمور التي أغرت مختلف القوى بالتمدُّد في فراغنا، بالقوة الناعمة تارةً والعنيفة تاراتٍ أخرى، هذه القوى بعضها عالمي وبعضها إقليمي.

ولست بصدد حصر هذه القوى وتحليل مواقفها وما يجب أن نتخذه من مواقف مضادة، فمعظمها أوضح من الذكر أو الإشارة، إلا أنني سأتحدث فقط عن إيران، فإيران ومنذ قيام الثورة الشعبية 1979م التي أثمرت قيام الجمهورية الإسلامية وهي تتطلع للعب دور في المنطقة، بدأ بفكرة تصدير الثورة، ثم غُلِّف هذا الدور بدعم بعض الحكومات والأحزاب والجماعات، مستغلةً في ذلك عوامل عدة:

- الإعجاب الشديد بالثورة الشعبية وتضحياتها النادرة المثال.

- السلوك الشخصي النظيف والزاهد الشفاف لقادتها.

- انتماؤها للإسلام العام الذي هو دين الأمة والمنطقة.

- وجود ملايين من الشيعة في العراق والسعودية ودول الخليج ولبنان (وهو المذهب الذي يدين به غالبية الإيرانيين).

- تصديها للمشروع الأمريكي، وإذلالها أمريكا في حادثة احتلال السفارة الأمريكية في طهران في بداية الثورة.

- ثم تصديها للمشروعات الغربية.

- وصمودها ضد محاولات حرمانها من حقها المشروع في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.

- نجاحها في التغلب على العقوبات الاقتصادية التي أصدرتها ضدها الأمم المتحدة.

- الديمقراطية النسبية والانتخابات النزيهة وتداول السلطة.

- التقدم العلمي والتقني السريع.

- رفضها القاطع للكيان الصهيوني وعداوتها السافرة له، ودعمها حزب الله؛ الأمر الذي أدَّى إلى انتصاره على الكيان الصهيوني 2006م، وكذلك دعمها لحماس وقوى المقاومة في غزة؛ الأمر الذي أدى لنفس النتيجة 2009م، ودعمها بعض الحكومات مثل السودان.

كل ذلك أدى لرفع أسهمها في المنطقة- على الأقل على المستوى الشعبي- على الرغم من زيادة العداوة لها على المستوى الرسمي؛ الأمر الذي أغراها بالسعي لمزيد من التسلُّل الناعم عن طريق نشر المذهب الشيعي؛ باعتباره الطريق الناجع لاكتساب- ليس التعاطف فحسب- وإنما الولاء والانتماء.

وحدثت بعض النتائج الإيجابية لهذا المسعى في المغرب العربي، وبعض الأفراد في مصر وغيرها من الدول؛ الأمر الذي أزعج الدكتور القرضاوي، فشنَّ حملةً على المذهب الشيعي في حوار صحفي في صحيفة (المصري اليوم)، ذاكرًا عددًا من عيوب هذا المذهب، وموقف علماء أهل السنة القدامى والمحدثين منه؛ مما أثار ضجةً كبيرةً.

ورغم اعتقادنا بصحة ما جاء في هذا الحديث الصحفي- من الناحية العلمية الدينية- إلا أننا امتعضنا منه لإمكان استغلاله من قِبَل بعض الحكومات والأحزاب وأجهزة الإعلام لتأييد المشروع الأمريكي الصهيوني؛ الذي يُشيع أن إيران هي الخطر الأكبر على المنطقة؛ في حين أن الكيان الصهيوني إنما هو عضو في المنظومة الإقليمية العربية التي تتعرَّض لهذا الخطر، وبالتالي فهو كيان حليف وصديق؛ الأمر الذي يخلط الأوراق ويضلِّل المفاهيم والمشاعر والولاءات.


واليوم خرج علينا الأستاذ يوسف ندا بمقال يدافع عن المذهب الشيعي وينفي عنه جلَّ ما أجمع عليه علماء أهل السنة من عيوب، وكأنه يدعو للدخول فيه أو على الأقل لا يفرِّق بينه وبين مذاهب أهل السنة، وإن كان وقع في تناقض عندما نسب إليهم تكفير ولعن أم المؤمنين وكبار الصحابة، وقال بالحرف الواحد "فليت شعري كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم (أم المؤمنين والصحابة) ونسبة الكفر إليهم، بل والتعبد بلعنهم؟) هذا في الوقت الذي نفى عنهم أنهم مبتدعة.

ولو نُشر هذا المقال باعتباره فهمَه ورأيَه لهان الخطب، ولكنه يتكلم من بدايته لنهايته على أنه فهم الإخوان وكلام الإخوان، إضافةً إلى نشره على موقع الإخوان؛ الأمر الذي يُسيء إلينا أبلغ الإساءة ويُثير الشبهات حولنا، ويؤلِّب كثيرًا من أهل السنة ضدنا، بل من أفراد صفنا.

ولقد قمت بعمل إحصاء علمي للتعليقات التي نُشرت على المقال فكانت النتيجة كالتالي:

1- كان عدد التعليقات حتى يوم السبت 21/2/2009، خمسين (50) تعليقًا.

2- كان عدد التعليقات الموافقة على المقال 13 تعليقًا بنسبة 26% وتفصيل جنسياتهم كالآتي: 12 شخصًا مصريًّا، منهم واحد مصري شيعي وواحد غير معروف الجنسية.

3- كان عدد المعترضين على المقال 35 تعليقًا بنسبة 70% وتفصيل جنسياتهم كالآتي:

* 27 شخصًا مصريًّا.

* 2 من السعودية.

* 1 من أفغانستان.

* 1 من فلسطين.

* 1 من قطر+ 3 غير معروفة جنسياتهم.

والمصريون عدد لا بأس به، منهم من أفراد الصف.

4- كان هناك تعليقان لا يمكن حسابهم على الموافقين أو المعترضين بنسبة 4%.
ومؤدى هذا أننا نخسر بنشر مثل هذا المقال ونسيء إلى أنفسنا وبلا أي داعٍ.


ولذلك فأنا أرى ضرورة عرض مثل هذه المقالات المثيرة للبلبلة على مجموعة قبل نشرها على الموقع- ما دام الموقع يُعبِّر عنا- لنرى هل تتحقق مصلحة من نشرها أم تترتب عليها مفسدة؟ وإن كان لا بد من نشرها فليعلن بوضوح أنها تعبر عن وجهة نظر كاتبها الشخصي فقط.

أما موقفنا من إيران وما يصدر عنها فينبغي أن نفرِّق بين أمرين: المواقف السياسية، والمذهب الشيعي، فالمواقف السياسية ينبغي أن نقيسها على قيم الحرية والحق والعدل؛ فإن اتفقت المواقف معها أيدناها رضي من رضي وسخط من سخط، وإن تناقضت معها رفضناها وأنكرناها كذلك التصريح الأخير للمدعو "ناطق نوري"؛ الذي أكد فيه أن مملكة البحرين ما هي إلا جزء من دولة إيران، وإن كان قد عاد لنفي معنى التصريح إلا أن فلتات اللسان تنبئ عن خبيئة القلوب وطبيعة المشروع.

أما موقفنا من المذهب الشيعي فنحن نميل إلى عدم التعرض له بالقدح أو المدح، وكذلك عدم الخوض في الخلافات بين مذاهب المسلمين؛ حرصًا على وحدة الأمة، واستبعاد كل أسباب الشقاق من بينها، تاركين للعلماء مناقشة هذه الخلافات مناقشةً علميةً منصفةً، خصوصًا مع إنكارنا- في نفوسنا- كل ما يسيء إلى مذهب أهل السنة ومقام الصحابة الكرام.

وهذا الموقف مرهون باحترام الشيعة هذا الموقف ومقابلته بمثله، أما إذا تم استغلال حرصنا على الوحدة ونبذ الخلاف في السعي لنشر مذهبهم فحينئذٍ سنضطر إلى شرح تفاصيل الخلاف والعيوب لتحصين عامة أهل السنة من الانحياز بجهلٍ إلى المذهب الآخر، ويكون وزر الخلاف على مَن لم يحترم حرصنا على سلامة الأمة ووحدتها.

ألا هل بلغت؟!.. اللهم فاشهد.

---------

عضو مكتب الإرشاد

----------------------------------------------------------

وقد قمت بالتعليق على مقال الدكتور غزلان بالآتي

الفقرة الأخيرة التي تربط فيها سيادتكم بين السكوت عن الحق وعدم تبيينه للناس والمداهنة عليه وتلبيسه على المسلمين وبين أن يلتزم الشيعة أيضا ألا يحاولوا نشر باطلهم بيننا فقرة غريبة جدا وغير منطقية ، فنحن اذا لم نحصن الصف خاصة والمسلمين عامة فمن ذا الذي لن يستغل هذا الضعف العقائدي والشرعي عندهم ليخترقهم وبسهولة فإذا جئت مثل الدكتور القرضاوي لتعترض حلفوا لك الأيمان الكاذبة أنهم لا يسعون الى نشر التشيع وإنما الناس تتشيع محبة لأهل البيت.لم يكن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في محاربة الشرك وأهله إذا كنا ندعي أننا نسير على نهج النبي للوصول الى الأستاذية

2009/02/25

معارضة البحرين الطائفية في الملف الأمريكي الإيراني / مهنا الحبيل

المختصر

خلال الأسابيع القليلة الماضية تصاعدت قضية المعارضة الطائفية في البحرين، فبعد وفد جمعية الوفاق الشيعية لواشنطن، واستقبالهم في الكونجرس، ولقاءاتهم مع أعضائه للتفاوض على تَسَلُّمِ واشنطن ملفَّ التمييز في البحرين، بطَلَبٍ من الوفاق، جاءت قضية القبض على حسن مشيمع، زعيم حركة حق الطائفية، وعددٍ من مساعديه، فيما أعلنته السلطات البحرينية عن مشروع أمني بوسائل عنف خَطَّطَتْ له الحركة، ومشيمع هو مَنْ كان يتبَنَّى قضية وضع البحرين تحت الوصاية الدولية، لإعادة الاستفتاء على هُوُيَّتِها، الذي جرى مطلع الخمسينات، بين الضم لإيران، أو للمحيط العربي .

وحديثنا هنا ينصَبُّ على تحرير موضع حركة حسن مشيمع وباقي المعارضة الطائفية من خلال استشراف تحسن العلاقات الْمُطَّرِد، بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية، وانعكاسات ذلك على الملفات الساخنة التي تطرحها كلتا الإمبراطورتين في التفاوض على مستقبل العلاقة، وتأمين التحالف في الْمُتَّفَقِ، والتنازل أو التهدئة في مفاصل أخرى، وهي دراسةٌ بعيدةٌ عن قضية ( الحجيرة )، المتهم فيها حسن مشيمع، زعيم الحركة المعارضة، آخذةً بالاعتبار أنّ وجود الحركة بحرينيًّا كبطاقة للجمهورية الإيرانية، لا تقف عند نتائج القضية الأمنية، ولها أبعادها الخاصة في استراتيجية النفوذ والتمدد، وحالة التجاذب صراعًا أو تحالفًا بين طهران وواشنطن .

تصنيف الملفات أمريكيا

بحسب الرصد للدراسات والتصريحات الأمريكية فإن ترتيب الملفات بين الولايات المتحدة مع إيران ينقسم إلى أولويات رئيسية، وأولويات فرعية، آخذة في الاعتبار تقييم واشنطن الذاتي لخسائرها الاستراتيجية، وما آلت إليه الأوضاع،ـ وتجسيد رغبة التقارب مع طهران، وضرورة عَقْدِ الصفقة التي دعمها الاتحاد الأوربي بتأييده للمسار المقترح من أوباما، وباشرت به هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة، وهي أربع ملفات رئيسية :

الأول والثاني مُتَّفَقٌ عليه كليًّا، كمواجهةٍ وجودية ٍمعه، وهو التوَحُّد في الحرب الجديدة التي تنوي واشنطن تسعيرَهَا مع المقاومة الأفغانية، ومنع حركة طالبان والمشروع الوطني الإسلامي الأفغاني من التقَدُّم لإحراز النصر، وهو محلُّ اتفاقٍ، بل وجموحٍ من الجمهورية الإيرانية، التي أعربت مرارًا عن رفضها لنتائج هزيمة الحلفاء الأطلسيين في أفغانستان، ومعارضتها الاعتراف بانتصار المقاومة .

أمّا الملف الثاني، فهو خطة ما بعد الانسحاب المرحلي النسبي من العراق، والتنسيق لِمَنْعِ المقاومة الإسلامية الوطنية في العراق من الاستفادة من خلل الاضطراب المصاحب له وسياقاته، وبالتالي قلَبَ المشروع التحرري الطاولةَ على الاحتلال وشركائه، وهو أيضًا ملفٌّ رئيسيٌّ مُتَوَافَقٌ عليه بصورة كبيرة.. وكلاهما يحمل تهديدًا وجوديًّا لنفوذ الإمبراطوريتين ومستقبلهما الاستراتيجي .

أمّا الملف الثالث، فهو: الطاقة النووية لطهران، وهو في الأصل مُعَدٌّ لتوافق مرحلي، وصل فيه الأوربيون لاتفاق مع طهران يضمن لها الاستمرار، ومنع التخصيب للأغراض العسكرية، ولكن معارضة الرئيس السابق جورج بوش حالتْ دون الوصول للاتفاق, لكنّ أجواء ما بعد العدوان على غزة، وقدوم الرئيس الجديد في مشهد التراجُع الأمريكي سيُعِيدُ طَرْحَ الحل التوافقي، أو يُجَمِّدُ التصعيد .

الملف الرابع : التأكيد بين العاصمتين على استئناف ودعم مساعي مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية، والتي قطعت مشوارًا كبيرًا، وتعَزّز حرص واشنطن وتل أبيب عليها بعد صعود حركة المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، وخشية تل أبيب واضطرابها الشديد من تفاقم ارتدادات المعركة عليها وعلى حلفائها في فريق أوسلو والداعمين العرب له، وهو ملف رئيسي قد يبقى متأرجحًا, ولكن التوجه الأمريكي قد يوصله إلى توافق نسبي، فيما يتعزز موقف دمشق بدعم طهران؛ لكي تكون طرفًا رئيسيًّا محسومًا في المعادلة، ويتأمّن وضع النظام في التعامل الجديد لحفظ التوازنات مع واشنطن كطرفٍ وَسَطٍ بين دول المولاة لواشنطن، والتي استُهلكت كليًّا، وعجزت عن إيجاد توازن لها، مع التطلعات الشعبية التي تحيط بمحور المقاومة الصاعد في العراق وأفغانستان وفلسطين .

فيما استمَرَّ دورانها في خدمة الموقف الأمريكي التائه أحيانًا، ولكن لا يجد له نِدًّا إقليميًّا قادرًا على التوازن والتغيير في مدار الموالاة، ولذا كان الطرف الوسط هو محور دمشق-طهران، الذي نجح في إدارة علاقاته لتحسين مواقفه التفاوضية، وليس وحدة مصير مع محور المقاومة، وعليه فكان من الضروري لواشنطن أن تعترف به، وتتقدم للتفاهم معه، وعقد الصفقة .

الملفات الفرعية

وحين نقول: إنها ملفات فرعية، فلا يعني ذلك أنها ليست ذات بعد استراتيجي لواشنطن، غير أن الأخيرة تعطي أولوية لمواجهة دوائر التهديد الوجودي لهيمنتها، وبالتالي تعطي مرونة أكبر في هذه الملفات، ومن هذه الملفات التمددُ الإيرانِيُّ في الخليج عمومًا، وفي البحرين خصوصًا، وهو ما يسعى الإيرانيون لتأكيده، بل وتطوير الرسائل القوية فيه، سواءً من خلال دعم الحركات الموالية لها، كحركة مشيمع، وجمعية الوفاق، وقوى مستقلة تنشأ بتوقيت خاص - مع تأكيدنا المستمر على أن المقصود التنظيمات الحزبية الموالية لطهران، وليس أبناء الطائفة الإمامية – أو كان ذلك من خلال رسائل مباشرة إلى بعض الأطراف في الخليج، كإعادة التهديد للإمارات بشأن توسيع القضية إلى أصل قناعة الثورة الإيرانية في مطالبتها بساحل الخليج الغربي المتضمن لحدود الإمارات، في حال استمرت دولة الإمارات بالمطالبة بالجزر، وهو ما وَرَدَ على لسان عضو برلماني إيراني، وما أعقبه من تهديد لنفس السبب، بأن إيران تُفَكِّرُ في سحب استثماراتها المليارية من دبي، وتأثيراته المباشرة على الوضع الاقتصادي المضطرب للإمارة في الخليج، وبروز تساؤل أكبر: ما هو المقابل لبقاء الاستثمار ؟

البحرين المحور

وعطفًا على ما قلناه أمس، إلاّ أنّ النفوذ الإيراني في البحرين يبقى مركزيًّا لملف التمدد في الخليج؛ لمحورية البحرين للمنطقة، ويتداخل معه تماسًّا تمدد النفوذ الإيراني في إقليم الأحساء شرقِيّ السعودية، وهو نفوذ مرحلي مُتَدَرِّجٌ، تعتقد الجمهورية الإيرانية أن الوقت قد حان للتقدم نحوه، وأن واشنطن مستعدةٌ للقبول به، وإن اختلفت الصيغ في انعكاس هذا النفوذ سياسيًّا واستراتيجيًّا على المنطقة.

وبالمحصلة يتبين لنا أنّ التغيير في وضع هذا الملف الأقل أهمية لواشنطن سيَشْهَدُ تطوُّرًا منهجيًّا أو مفاجئًا، وقد يتزامن مع اضطراباتٍ تُحَرِّكُهَا الجمهورية الإيرانية، ثم تسعى للالتفاف عليها لحصد النتائج، مطمئنةً إلى تَفَهُّمِ واشنطن للنفوذ الجديد، آخذين في الاعتبار ما أشرنا إليه في زيارة وفد جمعية الوفاق لواشنطن، وتغييرات البيت الأبيض .

إدارة الإيرانيين لبطاقات المعارضة

من هنا سيبرز لنا ملفٌّ مهمٌّ للغاية، وهو طريقة إدارة طهران لبطاقات المعارضة الموالية لها، وهي حالاتٌ تتكَرَّرُ في الخليج والعراق، مع الفارق، وتأخذ مسارات إشعال وتهدئة تخضع لمصالح الجمهورية الإيرانية العليا, فلو استعرضنا الحالة العراقية لوجدنا أنّها تختلف في مستويات الرعاية والتوجيه، وفَسْحِ المجال لأطرها المختلفة بالتقدم للعبة السياسية المحلية والعلاقات مع واشنطن , بدءًا بأخفها علاقةً، كحزب الفضيلة الذي واجهه الإيرانيون بشدة، حين بدأت نزعة الإحياء العراقية والانتماء العربي فيه تصطدم مع مصالح الجمهورية، فتم تصفية عدد من شخصياته، ومحاصرته، ثم اضطرابات التيار الصدري؛ حيث ركزت طهران بقوةٍ على إبطال اتفاقه مع هيئة علماء المسلمين لمنع الفتنة الطائفية عند بدء تشكله، وهو التيار الذي تغيرتْ بوصلته يمينًا ويسارًا في اضطراب شديد يُعَسْكََر تارةً في قالب طائفي ومناوش لواشنطن، ويُسَيَّسُ تارة أخرى، ثم يبقى في حالة إعداد إسنادي، أو غطاء لتحَرُّكٍ تقوم به الأطراف الأخرى، وهما مجلس الحكيم الأعلى، وحزب الدعوة، اللذان أدارا حالة التمدد الإيراني في العراق، من خلال الاحتلال وعمليته السياسية .

والمقصود هنا هو هذه البانوراما في إدارة الإيرانيين لقواعد اللعبة للمعارضة الموالية لهم في الخليج، وكيف سيُترجم هذا في حالة البحرين، مما يُعْطِي مؤشرا إلى أنّ تفويج حركة مشيمع التي اعتمدت على أقصى درجات المواجهة مع البناء السياسي للدولة والمجتمع الآخر، وكرّست لغة الخندقة الطائفية ميدانًا مشتعلًا في البحرين، من الصعب أن يستمر في هذا القالب، ولا بُدَّ من إعادة ترويضه، ثم وضعه في سكة التهديد الموسمي .

وما يُعَزِّزُ هذا التوجهَ عودةُ الديمقراطيين إلى واشنطن، وحجم العلاقة بينهم وبين جمعية الوفاق والقوى التابعة لها في مسألة المعهد الديمقراطي الأمريكي، الذي أقيم سابقًا في البحرين،/وشخصية القيادية فيه مادلين أولبرايت، خاصةً وأن الأخيرة كانت في فريق الصياغة الأمريكي الذي أعد دراسة مستقبل الإدارة القادمة - أي الحالية الآن- مع الوطن العربي، وعليه فإن إعادة برمجة حركة مشيمع ضرورةٌ للمشروع القادم، وإن كان الوضع في كل الأحوال لا يُعرف إلى أين يتوجه، مع استمرار الانعكاسات في مدارات الملفات الرئيسية على هذا الملف .

هل يُجهل طريق التصحيح؟

وقد كررنا مرارًا في مقالاتنا عن عموم دول الخليج أن المسار الإصلاحي الفعال، وتجسير العلاقة الوجودية مع الهوية العربية، والاتحاد إقليميًّا لدول مجلس التعاون في الخليج، هو التوجه الفعال لملاقاة الأخطار المركزية، ونتائج تطبيقات الصفقة، مع الإيمان بدعم قوى المواجهة الصاعدة، ومدّ الجسور معها كمشاريع قوى تُشَكِّلُ توازناتٍ مهمةً، وخاصةً المقاومة العراقية، والاعتراف بالصعود الجديد لحركة طالبان، والنأي في أقل الأحوال عن مشاركة المعسكر المعادي للقضايا العربية، وخاصةً في فلسطين، حتى لا يزيد هذا التوَرُّط مع مشاريع حلفاء تل أبيب، تعقيدَ الحالة الوطنية، وضعفَ الالتفاف الشعبي المنهك أصلًا، بسبب توقف عملية الإصلاح، وانتهاء مواسمها الاحتفالية..

ومع الإرادة لن يكون هناك عجز، فقد فعلت دول مماثلة في المنطقة نماذجَ من إدارة حِرَاكِها، جعلَتْهَا رقمًا مُعْتَرَفًا به إقليميًّا، بغض النظر عن أهداف التحرك لكل جهة، وأمّا الْمُصِرُّون على أن يبقوا رهينةَ إرادة واشنطن، وقد اعترفتْ هي بعجزها، وغيّرت قرارها لإدارة مصالحها..وما لم يغيروا هم، فلينتظروا إذًا مصيرهم الذي صنعوه بأيديهم!

المصدر: الإسلام اليوم

إشتباكات حول البقيع ومطاردات داخل المسجد النبوي

المدينة المنورة-الوئام-وليد الغامدي :
أدت مضاربة جماعية بين عدد من زوار مقبرة بقيع الغرقد ورجال الهيئة المتواجدين بالقرب من الموقع إلى حالة اعتصام جديدة تعتبر الثانية خلال أسبوع .
وعلمت الوئام بأن إطلاق نار في الموقع استنفر الجهات الأمنية التي تباشر عملها هذه اللحظات ، وبمشاركة عدد كبير من سيارات الإسعاف .
وقد فرضت قوات الطوارئ طوقاً أمنياً حول المسجد النبوي الشريف ، ولازالت تباشر تفريق الجموع .

- علمت الوئام بان الاشتباك وقع بسبب إغلاق أبواب الزيارة كماحدث في المرة السابقة .
- رجال الأمن يتمكنون من السيطرة على التجمهر ، وسط متابعة سمو أمير المنطقة والقيادات الأمنية .
- اشتباكات جديدة بجوار مسجد بلال ، ورجال الأمن يلاحقون المتسببين .
- بحسب شهود عيان فإن أحد رجال الأمن هو من قام بإطلاق النار في الهواء كإجراء معتاد لتفريق التجمع.

تحديث الساعة 9:20 مساءً :
-الإشتباكات تتواصل بين مواطنين قادمين من القطيف وبين رجال الأمن .
-تواجد أمني مكثف وإنتقال الإشتباكات إلى بعض الأحياء الشيعية .
-الهجوم على العديد من المحلات التجارية وتكسير زجاج الكثير من السيارات.
-وصول ستة مصابين لمستشفى الملك فهد بالمدينة ، إحداها حالة خطيرة لمصاب في الصدر .
- شهود عيان يؤكدون بأن شرارة الأحداث انطلقت بعد تلفظ قائد إحدى المجموعات الزائرة على رجال الهيئة ، وبعدها قام بتوجيه مجموعته للتظاهر في ساحة الحرم .

تحديث الساعة 1:3 صباحاً :
-مجموعة من الشباب يوقفوا سيارة مواطن في حي العوالي في المدينة وإنزاله بالقوة منها وتحطيم السيارة بالكامل , وقوات الأمن تحضر للموقع بكثافة وتطارد الجناة في الشوارع وتقبض على البعض منهم .
-قائدي الحملات القادمة من المنطقة الشرقية طلبوا من الزوار عدم مغادرة الفنادق نهائياً نظراً للاوضاع المتأزمة بالخارج.
-تزايد عدد الإصابات وأنباء أولية تؤكد بعض الإصابات بالغة الخطورة.

تحديث الساعة 1:55 صباحاً :
- امارة منطقة المدينة تحقق في حادث اطلاق النار, وتفتح ملفاُ للتحقيق في نوعية الرصاص والسلاح المستخدم.

- المتجمهرون رددوا شعارات تمجيدية لإيران, واناشيد حماسية.

- بعض المتجمهرين حاولوا الاعتداء على افراد دورية كانت بجانب الحرم النبوي, كما حاولوا انزال طاقمها, وعملوا بعد ذلك على قلب سيارة الدورية يدوياً لإرغام رجال الأمن على النزول .

- امارة المنطقة تبلغ بعض زعماء ومشائخ الطائفة الشيعية في المدينة بضرورة الحضور صباح اليوم الثلاثاء لعقد اجتماع بشأن الحادثة وتبعاتها.

الثلاثاء 29 صفر

تحديث الساعة 11:55 صباحاً
- تجدد الإشتباكات بين رجال الامن وبعض المواطنين القادمين من المنطقة الشرقية وأنباء تؤكد إصابة إثنين من رجال الأمن بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من أجسامهم.
- إصابة أربعة من المتظاهرين ونقلهم للمستشفى وتطويق أمني لبعض المستشفيات في المدينة المنورة.

تحديث الساعة 15 :3 مساءً
مجهولون يسددون عدة طعنات لرجل دين شيعي عند مدخل المسجد النبوي ونقله إلى العناية المركزة .

تحديث الساعة 5:30 مساء :
قوات الطواري تتوافد على بقيع الغرقد تحسبا لاشتباكات جديدة واعتصامات للزوار .
- شوهدت عشرات الباصات تتوجه الى مواقع محطة ببقيع الغرقد
-الامير عبدالعزيز بن ماجد امير يطلب من مشائخ الطائفة الشيعيه التهدئة في اجتماع اليوم .


تحديث الساعة 6:15
- أنباء عن مسيرات كبيرة في العوامية شرق السعودية حملت لافتات تشجب وتستنكر مايجري من أحداث في المدينة المنورة.
-أبرز المطالبات في هذه المظاهرات إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تحديث الساعة7 مساءً :
إغلاق جميع أبواب الحرم النبوي الشريف من الجهة الغربية لأول مرة بعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بإبقاء أبواب المسجد النبوي الشريف مفتوحة على امتداد أربع وعشرين ساعة .
-لوحظ أكثر من مرة وجود مطاردات بين شباب السنة وكذالك الشيعة.
- قوة الطورئ تفك مضاربة بين شابين و كذالك شاب و إمراة يبدو أنهم من المنطقة الشرقية.

تنور الزهراء - الى الحالمين بالتقريب

المختصر / شبكة أخبار العراق / ..
قصة حقيقية حدثت في بغداد في العام 2008
أنا رياضي عراقي من أب سني وأم شيعية وكنت ومازلت اكره هذه التسميات التي أتت إلى بلدي العراق مع الساسة والمعممين
ولكن هذا التنوع أنقذ حياتي في لحظات كنت فيها بين أيدي جلادين لايعرفون الرحمة واليكم القصة من أولها:
باب المعظم ..سيطرة الشرطة..
تم اختياري ضمن منتخب العراق لبطولة كمال الأجسام ووعدنا بدورة خارج العراق وقمت بإكمال الإجراءات المتعلقة بإصدار جواز سفر حيث لم يسبق لي ان سافرت إلى خارج العراق من قبل وفرحت بالحصول على جواز من فئة (ج) أكثر من فرحي بنيل شهادةالإعدادية, حيث ان أيام الفرح عندنا نحن العراقيين مغيبة من سنين طويلة وفي أثناء عودتي عبر باب المعظم باتجاه الاعظمية كانت هنالك سيطرة رسمية لقوات الشرطةالعراقية بالزي الرسمي توقف السيارات وعندما وصل الدور للسيارة الكيا التي أنا كنت من ركابها سألني أحد أفراد الشرطة عن هويتي وأعطيته هويتي بالحال ولم ينظر إلى تفاصيل الهوية وطلب مني النزول من السيارة ونفذت ماطلب مني ولكن وبسرعة قدم إلي أربعة من الشرطة وطلبوا من الاستدارة إلى الحائط وقاموا على الفور بتكبيلي بالأصفاد ووضع قطعة من القماش على عيني وتم اقتيادي إلى احد السيارات المتوقفة وانهالوا علي ضربا بأعقاب البنادق ورموني في السيارة من نوع مونيكا وكان قد تحرك الغطاء الملفوف على عيني .
حسينية حي الحكيم (القاهرة سابقا)
تحركت السيارة من باب
المعظم مرورا بأكاديمية الفنون الجميلة وعبر تقاطع جامع النداء إلى منطقة القاهرة (حي الحكيم) وقام أحد رجال الشرطة بالاتصال الهاتفي إلى شخص يدعى (السيّد) وقال له بالحرف الواحد (مولاي القينا القبض على إرهابي سعودي..! ) وبعد دقائق وصلنا إلى حسينية, حيث كان هنالك العديد من أبطال الحسينية في انتظاري في حي الحكيم (حي القاهرة سابقا) وما ان فتحت أبواب السيارة حتى انهال حرس الحسينية علي بالضرب والشتم والسب البذيء على السنّة وعلى الخلفاء الراشدين واحد تلو الآخر وأدخلوني في غرفة صغيرة ملحقة بالحسينية وتهافت عدد من حراس الحسينية علي بالضرب والتعذيب بالكيبلات والعصي حتى فقدت الوعي والدماء تسيل مني.. وبعدها قام شخص يدعى(أبو قمر) طالب الدهلكي (ابن حجي حميد الدهلكي ) وأخوه دلال بحي الحكيم وفي الكم يقوم بتمرير معلومات عن أهل السنة إلى جيش المهدي ومنظمة بدر لخطفهم ومساومتهم على دورهم ويقوم الأخير بشرائها بابخس الأثمان وبيعها إلى عناصر من الشرطة والحرس الوطني لتشييع المناطق السنية في حي القاهرة (الحكيم) يساعده في ذلك الدلال السيد (جاسم الميالي) لتصفيتهم و بإيقاظي بالسب والشتم وسكب الماء المغلي على أعضائي الـ... واخبرني بأنه سيقطع أضلاعي كما قطع أبي بكر ضلع السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)..!
وبدأ بتعذيبي ولا احد ينصت لاستغاثتي وعند حلول المغرب وكنت اسمع صوت الأذان يرفع من الحسينية وأقيمت الصلاة وبعدها بساعة تمّ سحلي إلى غرفة أخرى بالحسينية وكان يجلس رجل معمم ويقف ورائه اثنين من المسلحين وأربعة يقفون عند راسي وكان هذا( السيّد) يحقق معي من أي مكان أنت في السعودية.. قلت له أنا عراقي أبا عن جد وأنا رياضي عراقي ضمن أحد المنتخبات العراقية وان سأسافر لأمثل العراق وان عمامي فلان وفلان وان خوالي فلان وفلان وهم من شيعة أهل البيت ويسكنون في بغداد ولديهم محلات وقال لي سأقطعك وأرميك أسوة بألاف الكلاب من السنّة أذا طلعت معلوماتك غلط والتفت إلى أبو قمر (طالب حميد الدهلكي) وقال له كيف تقول انه سعودي خذوه إلى شيخ جواد لأنه من اختصاصه..!
بوب الشام ...منطقة الحسينية:
بعد ساعة وقد حل الظلام على بغداد أتت سيارتين من الشرطة العراقية وأخذتني إلى منطقة بوب الشام(الحسينية) وفي احد الحقول كان هنالك سقيفة بها زنزانات ورائحة الموت وانين الشباب العراقيين وصيحاتهم تقرع في أصدائها.. كنت قد تشهدت لحد ألان عشرات المرات واعتقدت أني لن أرى نهار الغد وكان يوم الخميس وعندما توقفت السيارات فتح الباب الخلفي وسحبت بقوة وتم رفع القماش من على عيني وكانت هناك عدد من سيارات الشرطة والسيارات المدنية في المزرعة وبدأت كأنها مسرحية, حيث انهال عدد من رجال الشرطة ضربا على وأنا مرهق من التعذيب المستمر والحروق من الماء الحار على أيدي الجلاد طالب حميد الدهليك (أبو قمر) إلى ان فقدت الوعي ثانية ولولا أني أتمتع بلياقة بدنية عالية وجسم رياضي لما قاومت التعذيب.
تنور الزهراء:
أدخلت إلى الجملون وكان الجو باردا في الخارج ورطباً ومدخناً في الداخل تشم فيه رائحة اللحم البشري المشوي وبني داخل الجملون تنور كبير يسمى تنور الزهراء يلقى به الشباب بعد ان يتم تكبيلهم حيث تدخل رؤوسهم لتحترق ومن ثم أجسامهم بعد ذلك ..وقد تقيأت من شدة الموقف وأنا أرى أجساد الشباب في عمر الورد محترقة واستطعت ان اعد أكثر من أحدى عشرة جثة محترقة إضافة إلى سبعة شباب مازلوا تحت التعذيب ..
تقدم إلي ضابط شرطة يشد عصابة سوداء على رأسه مكتوب عليها ياحسين وبيده صندوق خشبي به قصاصات من الورق واخبرني بان اختار قصاصة من الورق والتي سيكون فيها الطريقة التي سأعذب بها قبل شويي في تنور الزهراء انتقاما منكم أيها السنة ومع السب والشتم لما فعلتموه مع أهل البيت وقلت له مولاي إني شيعي ويمكنكم ان تتأكدوا من أقاربي وأصدقائي ..وبدأت اعدد له أسماء خوالي وأبناء خوالتي من الشيعة ويبدو ان النعرة الطائفية قد حركته وبدا بالاتصال بخالي ...وطلب من التحدث معه على ان افتح السماعة ..وقلت لخالي أنا عندالجماعة ..جيش الأمام المهدي ..وبدأ خالي بالسب والشتم عليهم لولا ان تداركته بأنني تحت رحمتهم وهكذا توالت الاتصالات طيلة الليل وانا اسمع صيحات خيرة شباب العراق وهي تغادر أجسادهم الطاهرة على أيدي وحوش مجرمون تشكو إلى ربها لا لذنب ارتكبته إلا لأنها تشهد ان لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ...!
أطلق سراحي بعد صلاة الفجر ونقلت بسيارات الشرطة العراقية إلى سيارة شرطة تحت جسر محمد القاسم قرب جامع يوم النداء باتجاه الآعظمية وقبل ان يفوتني ان اذكر ان عدد من سيارات الشرطة قد دخلت إلى المزرعة محملة بشباب أخرين لتشويهم في تنور الزهراء..!؟

هل تقود إيران المنطقة إلى الفوضى

عائض الدوسري (المصريون) : بتاريخ 25 - 2 - 2009
يُجمع جميع العقلاء العرب أننا في هذا الوقت بالذات نحتاج إلى تُوحد ولحمة حقيقية، ولذا لا نستغرب –في هذا السياق- قيام أحد أهم القادة العرب وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بقيادة الوحدة والائتلاف والمصالحة العربية، بلغة صادقة وصريحة، لإدراكه الحكيم بأن الأمة العربية يُتربصُ بها الدوائر، وهي تحتاج إلى حُكماء وعقلاء يجتازون بها تلك المحن التي يُراد لها أن تكون (فوضى خلاقة)!
في ظل هذا التنادي من قبل العقلاء، قطع الهدوء النسبي في منطقتنا العربية تصريح المسئول الإيرانية بأن مملكة البحرين الشقيقة مجرد مقاطعة إيرانية!
ثم تلاه الاعتداء الآثم الذي وقع في مصر من تفجير إرهابي في منطقة الحسين بالقاهرة، وقد أعلنت مصر القبض على إيراني مشتبه به وباكستانيـين قادمين من البحرين!
ثم تبع ذلك نداءات طائفية من زعمات شيعية خليجية معروفة بولائها لإيران وائتمارها بأوامر طهران، إلى الفتنة الطائفية وإلى الثورة و المظاهرات ونحوها.
وقد دعا الشيخ الشيعي الراديكالي (نمر النمر) قبل أربعة أشهر الشيعة للتحرك لإثارة الفتنة في المدينة المنورة وخصوصًا البقيع، وأخذ يؤجج للفتنة في خطبه ومواعظه مذكرًا بأهمية التحريض ودوره في تحقيق الأهداف!
يقول (نمر النمر) في خطبته المشهورة المسجلة والمثبتة في موقعه الرسمي، محرضًا الشيعة على التحرك في منطقة البقيع والمدينة المنورة: (أدعو نفسي وأحرض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا.. فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم).
وقد سبقت تلك الخطبة دعوة صريحة من أحد شيوخ الشيعة وهو (ياسر الحبيب) للتمرد الدموي على أهل السنة ووجوب هدم مساجدهم، ومما قاله: (مكة والمدينة اليوم تحت الاحتلال ويجب تحريرهما).
ثم تداعت النداءات الطائفية من قبل شيوخ الشيعة الموالين للنظام الإيراني، حيث أكد عضو كتلة الوفاق الشيعية النائب الشيعي البحريني (حمزة الديري) أن أهل السنة كلهم نواصب أي غير مسلمين، ولذا الصلاة خلفهم في الحرمين الشريفين باطلة، حيث قال: (شيوخ أهل السنة وعلماءهم وأئمة الحرم نواصب، وإن صلاتكم في المسجد الحرام تعتبر صلاة وراء ناصبي).
وهذا التحرك الحالي من قبل الموالين للنظام الفارسي، يأتي استجابة لما قرره وقعده النظام الفارسي الإيراني منذ قيام الثورة وحتى وقتنا الحالي، من اعتبار الحرمين الشريفين يقعان تحت سيطرة أهل السنة النواصب، وأنه يجب تحريره، وأنهم يفضلون احتلال الأمريكان أو البريطانيين لمكة والمدنية من أن تكون تحن يد أهل السنة!
وقد قال أحد أعمدة الحكم في الجمهورية الإسلامية وهو آية الله العظمى (حسين الخراساني) في كتابه (لإسلام على ضوء التشيع) :(إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها)!
وقد ألقى الدكتور (مهدي صادقي) أحد رجالات الجمهورية الإيرانية خطبة وصفت بأنها مهمة وخطيرة، جاء فيها: ( أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله يحتلها شرذمة أشد من اليهود).
وقد نشرت مجلة الشهيد الإيرانية وهي تعتبر لسان علماء الشيعة الناطق في مدينة قم، في عددها (6) صورة تمثل الكعبة المشرفة، وإلى جانبها صورة تمثل المسجد الأقصى المبارك، وبينهما صورة يد قابضة على بندقية، وتحتها تعليق نصه: (سنحرر القبلتين)، وصرح أحد زعمائهم، فقال: (أنني أفضل أن يكون الإنجليز حكاماً في الأراضي المقدسة).
وهدد الرئيس (رفسنجاني) أهل السنة باحتلال الحرمين الشريفين، حيث صرح لجريدة (اطلاعات) بتاريخ (14/12/ 1987م ) ما نصه:
(إن جمهورية إيران الإسلامية لديها الاستعداد للحرب من أجل تحرير مكة).
وعلى أساس هذا الفكر المتطرف حصلت الأحداث الآثمة من تفجيرات مكة التي حصلت قبل سنوات، واليوم نشهد تجديدًا لهذه الفتنة الطائفية على أيدي الموالين للنظام الإيراني في دول الخليج، حيث بدأت الدعوة إلى احتلال الحرمين الشريفين من قبل الشيخ (ياسر الحبيب)، ثم تبعه فتوى من قبل (حمزة الديري) بأن أهل السنة نواصب ولا تجوز الصلاة خلفهم في مكة والمدينة، ثم تبعه تحريض على الجهاد في مكة والمدينة من قبل الشيخ (نمر النمر).
وبعد كل ذلك التأجيج الطائفي المليء بالكراهية والعنف، توجهت مجموعات منظمة من الشيعة في المدينة المنورة يوم الأحد والاثنين الماضيين، لتنفيذ التوجيهات الطائفية، فباشروا التجمهر الكثيف، ورص الصفوف، ومعهم مكبرات الصوت وكاميرات الفيديو، وهم يُصورون تحركاتهم –مما يدل أن العملية كلها مرتبة ومنظمة- واشتبكوا مع رجال الأمن الذي يحمون المصلين والزائرين، ثم توجهوا وحاصروا مباني حكومية، وهم في كل خطوة يُصورون بكمراتهم الخاصة كل ما يجري، ويرجمون رجال الأمن وبعض المصلين بالأحجار والخشاب والأحذية.
ثم تطور الوضع واشتبكت المنظمات الشيعية القادمة من القطيف بترتيب دقيق مع رجال الأمن. ثم انتقلت موجهات التنظيمات الشيعية نحو المواطنين المسالمين، حيث قام الشيعة بالهجوم على العديد من المحلات التجارية وتكسير زجاج الكثير من السيارات. وأكد شهود أعيان أن مجموعة من قيادات الشيعة وجهة شتائم مُقذعة لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق ومن يتولاهما، ثم قامت مجموعة من الشباب الشيعة بإيقاف سيارة مواطن في حي العوالي في المدينة وإنزاله بالقوة منها وضربه، وتحطيم السيارة بالكامل.
ثم تطورت الأحداث لتأخذ منحًا أكثر عنفًا، حيث ردد المتجمهرون شعارات تمجيدية لإيران, وأناشيد حماسية، ثم قام بعض المتجمهرين بالاعتداء على أفراد دورية كانت بجانب الحرم النبوي, وعملوا بعد ذلك على قلب سيارة الدورية يدوياً لإرغام رجال الأمن على النـزول. وفي نفس الوقت أصيب اثنين من رجال الأمن في مكان آخر بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من أجسامهم.
وكان المتوقع أن يتدخل بعض شيوخ الشيعة الذين يُصفون بالاعتدال، لكن الرأي العام تفاجأ ببيان للشيخ (حسن الصفار) يقف فيه ويتعاطف مع دعاة الطائفية والمعتدين، بدل أن يشجع على السلم المدني والأخوة والمواطنة!
إن ما يحدث يجعل القارئ يُدرك بعمق مدى التأثير السلبي الذي تلعبه إيران في منطقتنا العربية، ولعل هذا يؤكد ما نشرته مجلة مختارات إيرانية العدد 71 ـ يونيو 2006م، نقلاً عن قول مسئول رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية، حيث قال: (إيران تعتبر السعودية هي منافسها الرئيسي ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم الإسلامي ككل، ومن ثم فإن عملياتنا في العراق وفي الخليج تمثل وسائلنا الأساسية لموازنة ذلك).
وللأسف أن ينساق شيوخ شيعة خليجيين وسعوديين وراء أطماع إيران التخريبية، والتي لن تنجح –لا قدر الله- إلا في جلب الدمار والخراب إلى بلادنا الآمنة، ومما يؤسف له حقًا أن ينجر شيوخ الشيعة للتحريض الطائفي والانصياع للتوجيهات الإيرانية، تاركين مصلحة مواطنيهم وبلدانهم.
إنني أتألم على كل جريح سواء كان شيعيا أو سنيا، لأن المستفيد من الفتنة الطائفية هي جهات معادية لا تهتم بالشيعي العربي، بل إنها تستخدمه لأغراضها الاستعمارية التوسعية، ولا تهتم بإزهاق الأرواح، أو زعزعة الأمن.
إنني أوجه نداءً إلى شيوخ الشيعة في الخليج لاستنكار التصريحات الإيرانية بأن البحرين عبارة عن مقاطعة إيرانية، وأدعوهم إلى استنكار الدعوات التحريضية التي يطلقها شيوخ شيعة موالين لإيران لزرع الفتنة. كما ادعوهم لاستنكار صمت الشيوخ الشيعة على مثل تلك الدعوات الطائفية، التي لن تحصد إلا المآسي والفتن.

2009/02/23

اقرأ فضيحة الدستور والمتشيعين فيها

المصريون ـ خاص : بتاريخ 22 - 2 - 2009
في تطور مفاجئ أمس الأحد 22 فبراير ، شنت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الرسمية (ايرنا) هجوما حادا على صحيفة المصريون الالكترونية بسبب التقرير الذي نشرته الأسبوع الماضي عن امتناع صحيفة الدستور المصرية المستقلة عن نشر مقالة الزميل فراج إسماعيل التي كان قد أرسلها للنشر ضمن زاوية داوم على كتابتها في الصحيفة يوم السبت من كل أسبوع وجاء امتناع الدستور عن نشر المقال الجديد بسبب أنه انتقد فيه الحكومة الإيرانية وبعض مواقف مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ، حيث اعتبرت الصحيفة أن المساس بمرشد الثورة الإيرانية خط أحمر وأبدى فراج استغرابه من قدرته على نقد الرئيس مبارك في صحيفة مصرية بينما يعجز عن نقد خامنئي في نفس الصحيفة ، ودافعت الوكالة الإيرانية عن إبراهيم عيسى وصحيفة الدستور معتبرة أنها تحمي موقف إيران الذي يتصدى للصهيونية والعدوان الإسرائيلي ـ حسب قولها ـ كما حملت الوكالة بعنف على الزميل فراج إسماعيل ووصفته بأنه "معروف بارتباطه بإسرائيل" !! ، كما نسبت إليه وقائع أخرى أكثر غرابة في محاولة لتشويه سيرته المهنية مثل اتهامها له بأنه كاتب سيناريو فيلم "الشقة من حق الزوجة" وأن هذا الفيلم كانت به مقاطع إباحية عديدة !
وكانت المصريون قد نشرت في عددها الصادر يوم الأحد الماضي 15 فبراير تقريرا خطيرا تحت عنوان " صحفي مصري يستغرب قدرته على نقد مبارك وعجزه عن نقد خامنئي في نفس الصحيفة المصرية" جاء فيه : (أبدى الصحفي المصري المعروف فراج إسماعيل اندهاشه الشديد من قدرته على نقد حكومة بلاده في صحيفة الدستور المستقلة بينما لا يستطيع أن ينتقد الحكومة الإيرانية في نفس الصحيفة ، معتبرا أن اللوبي الإيراني في مصر أصبح أقوى وأكثر نفوذا من الحكومة المصرية ذاتها ، لدرجة أن مرشد الثورة الإيرانية أصبح له حصانة في صحف مصرية لا يحظى بها الرئيس مبارك نفسه ، وكان فراج إسماعيل الذي ينشر مقالا أسبوعيا في صحيفة الدستور قد فوجئ برفع مقاله من صفحة الرأي قبل الطبع مباشرة بسبب انتقاده للنظام الإيراني وبعض تصريحات آية الله خامنئي مرشد الثورة الإيرانية ، حيث أخبرته إدارة الصحيفة أن انتقاد إيران "خط أحمر" يسبب لها حساسيات ومشاكل ، دون توضيح لطبيعة المشاكل أو الحساسيات) كما أشارت المصريون في تقريرها إلى أن فراج اسماعيل (أبدى اندهاشه من الاتصالات المباشرة والدائمة بين مكتب رئيس تحرير الدستور ومكتب حسن نصر الله الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني ، ويضيف قائلا : (هذه الشجاعة في إنتقاد الرئيس "مبارك" فقط، عاجزة عن السماح بكتابة كلمة واحدة ناقدة لإيران، بل يرى رئيس تحرير إحدى صحف المحور الإيراني بمصر ـ يعني الدستور ـ أن ذلك خط أحمر. وهنا يتندر بعض المحررين بالإتصالات التليفونية المباشرة مع مكتب السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني وبالسؤال المستمر عن "توجيهاته" بعد كل خطاب أطل فيه ليتهم مصر بالتواطؤ مع العدوان الإسرائيلي على غزة!)
لقراءة نص تقرير المصريون كاملا :
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=60230

لقراءة نص التقرير الذي نشرته وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية
http://www5.irna.ir/View/FullStory/?NewsId=358468

2009/02/22

يا جماعة .. التشيع دين لا مذهب ـ صباح الموسوي


صباح الموسوي (المصريون) : بتاريخ 21 - 2 - 2009
قبل الولوج في هذا الموضوع يتطلب الأمر منا أولاً أن نلفت عناية القارئ الكريم إلى بعض التصريحات والآراء التي تصدر بين الحين والآخر من قبل بعض الجماعات والإفراد بشأن مسألة التقريب بين المذاهب والتي استهوت الكثير من أصحاب النوايا الحسنة والبسطاء من أبناء الأمة الذين تتحكم العواطف في مواقفهم. فلو أمعن هؤلاء الطيبون من الناس النظر في تلك التصريحات والدعوات لوجدوا أنها تصدر بدوافع سياسية بحتة تهدف لتحقيق غايات معينة، وأنهم لا يطلقون مثل هذه الدعوات من قناعات أنفسهم وإنما هي تعليمات تصدر إليهم ويقومون بتلبيتها. والدليل على ذلك أننا لم نسمع أيًا من علماء الإسلام الكبار أصدروا مثل هذه الدعوات التي دائمًا تأتي على لسان إما موظفين علنيين في دوائر حكومية، وإما من قبل بعض الجماعات السياسية التي هي على علاقات بدول وأنظمة إقليمية ، والسبب في ذلك أن علماء كل من الإسلام يعرفون أن القواعد التي يتحدث عنها أصحاب دعوة التقريب ويدعون أنها تشكل الأرضية المشتركة بين الطرفين، إنما هي بالأساس غير صالحة لتكون أرضية لأي تقارب؛ لأن هذه القواعد في الأساس هي التي تشكل جوهر الخلاف وليس كما يتصورها العامة من أنها قاعدة مشتركة بين الفريقين.
من جهة أخرى يحاول أصحاب دعوة التقريب تبسيط الخلاف وتصويره على أنه مجرد خلاف فقهي، وأن التشيع هو مذهب كسائر المذاهب الإسلامية الأربعة: الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، فيما يرى كبار علماء أهل السنة أن الأمر عكس ذلك، فالتشيع ليس مذهبًا، فهو من حيث الأصول والفروع دين قائم بذاته وله فرق ومذاهب شتى، وقد صرح الكثير من مراجع الشيعة علانية بهذه الحقيقة، ومن بين من صرح بذلك محمد بن علي بن بابويه القمي في كتابه (الاعتقادات في دين الإمامية ) فهو يسمي التشيع صراحة "دين الإمامية"، وقد ورد نفس الذكر في كتاب (الاعتقادات - الباب الخامس والثلاثون) للصدوق، (توفي سنة 381 هـ)، وفي (الفهرست: ص189) للطوسي، وفي كتاب (الذريعة 2/226 ) للآغا بزرك الطهراني، فهم ذكروا نصًا دين الإمامية لا مذهب الإمامية.
وإننا إذا ما قرأنا تعريف المذهب نجد أن هذا المصطلح لا ينطبق على التشيع، بدليل أن التشيع بأصوله وفروعه هو أوسع من المذهب.
لنبدأ بتعريف المذهب اولا ً:
بحسب ما جاء في التعاريف المشهورة، فإن للمذهب تعريفين: ( لغة، و اصطلاحًا ). وما يهمنا هنا هو التعريف الثاني ( اصطلاحًا ). فالمذهب في اصطلاح الفقهاء هو: ما استنبطه المجتهد من الأحكام الشرعية الاجتهادية المستفادة من الأدلة الظنية. وهم بهذا الاصطلاح قد نقلوا المعنى اللغوي للفظ المذهب إلى هذا المعنى الاصطلاحي، وصار حقيقة عرفية عندهم. فيقولون مثلاً: مذهب الإمام مالك رحمه الله لا يوجب التكتف في الصلاة. أو سنية الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
وقد قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في" تحفة المحتاج" (1/39 ): وأصله - يعني المذهب- مكان الذهاب ثم استعير لما يذهب إليه من الأحكام تشبيهًا للمعقول بالمحسوس، ثم غلب على الراجح ومنه قولهم المذهب في المسألة كذا)؛ أي الراجح فيها في المذهب كذا.
وبهذا التعريف نرى أن المذاهب الإسلامية الأربعة هي مذاهب فقهية تختلف فيما بينها بالاجتهاد في المسائل الفرعية بينما التشيع مذهب عقائدي يختلف مع المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع معًا.
ووفق هذا التعريف أيضًا يصبح كل مرجع شيعي صاحب مذهب، فمثلاً للخميني الذي يرى وجوب ولاية الفقيه المطلقة مذهبًا يختلف عن مذهب محسن الحكيم و الخوئي اللذين يعارضان الخميني في هذه المسألة أو غيرها من المسائل المتعلقة بالعبادات، كعدم وجوب صلاة الجمعة في زمان غيبة الإمام المعصوم، أو الاختلاف في حدود المسافات التي توجب إفطار الصائم، أو ما إلى ذلك من مسائل فقهية أخرى.
فبعد أن أصبح واضحًا نفي صفة المذهب عن دين الإمامية (التشيع) حري بالباحث والقارئ أن يتعرف على الأصول، التي وصفها أصحاب دعوات التقريب بين المذاهب بالمشتركة، وإذا ما كانت فعلاً هي كذلك أم أنها مجرد خديعة يريد أصحاب الدعوات ـ وأغلبهم من الجماعات السياسية ـ تحقيق غايتهم تحت غطاء هذه التسمية التي يطلقون عليها "الأصول العقائدية المشتركة" بين السنة والشيعة.
فالأصول الاعتقادية هي الإيمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
والتوحيد العلمي الاعتقادي عند المسلمين السنة هو: الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى : ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ?.
أما الإمامية فعقائدهم خمسة وهي: التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد.
وقد ربط الإمامية بين مقام الإمامة ومقام النبوة لاعتقادهم بالعصمة المطلقة للإمام، ويعتقدون أن الإمامة هي مقتضى النبوة، والدليل على النبوة هو الدليل على الإمامة.
وفيما يخص التوحيد عندهم فإنهم يقولون: ( إن صفات الله عين ذاته، فليس هناك علم زائد على الذات، بل العلم هو عين الذات، وليس هناك إرادة زائدة على الذات، بل أكثر من ذلك ) ويقولون : ( الله ليس ذاتًا وصفات، بل ذات صرف، إنه صرف الوجود,فهم ينكرون صفات الله إذن بالكلية) ..
أما مصادر التشريع المتفق عليها عند جمهور الأمة فهي : القرآن الموجود بين دفتي المصحف من دون زيادة أو نقصان، والسنة النبوية الشريفة والإجماع، والإجماع يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الرجوع إليه، حيث إذا لم يتم العثور على حكم ما في القرآن، ولا في السنة، ينظر إذا كان أجمع علماء المسلمين عليه، فإن وجد ذلك أخذ وعُمل به.
أما مصادر التشريع عند الإمامية فهي أربعة: القرآن، السنة، العقل، والإجماع.
فأما العقل فعندهم أنه ( حجة على الخلق لكون الكتاب والسنة يحملان أوجهًا ولم يتمكنا من رفع الخلاف بين الأمة. وأما الإجماع، فهو اتفاق آراء الفقهاء في مسألة شرعية والكاشف عن الدليل الشرعي وهو دليل على الحكم الشرعي وليس كاشفًا عنه.
أما السنة عندهم "( فإن الطريق الحصري إلى معرفتها أو إثباتها قولاً وتقريرًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هم الأئمة المعصومون، في حين يكون الرواة الثقات طريقًا لإثبات سنة الأئمة.(
ومن خلال هذه المقارنة ربما يعتقد البعض أن المسافة ليست بعيدة بين الطرفين إذا ما أخذنا بالقرآن والسنة النبوية الشريفة باعتبارهما يشكلان نقطة ارتكاز مشترك في التشريع لدى الطرفين. ولكن سوف يتبين حجم الخلاف حين نرى أن مراجع الإمامية يطعنون في سلامة مصدر التشريع الأول، وهو القرآن الكريم، علمًا أن طوال القرون الأربعة عشر الماضية لم تراود فكرة التحريف، زيادة أو نقيصة، ذهن أحد من المسلمين ماعدا مراجع الإمامية، فهم وحدهم من قال بتحريف القرآن.
الأدلة على قول الإمامية بتحريف القرآن:
ذهب العديد من مراجع الإمامية، المتقدمون منهم والمتأخرون، بالقول في تحريف القرآن، وأول من قال بذلك من مراجعهم الكبار هو: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ت 329 هـ)، أحد أصحاب الكتب الأربعة (الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار للطوسي) المكون الرئيسي لدين الإمامية؛ أصولاً وفقهًا. ويعتبر كتاب (الكافي) أكثرها اعتمادًا وتوثيقًا، واتفق مراجع الإمامية على جعله أصح كتبهم. فهو يتكون من ثماني مجلدات: اثنان في الأصول، وخمسة في الفروع، ومجلد واحد يسمى بـ (الروضة). ويعتقد بعض مشايخهم أنه عرض على المهدي المنتظر فاستحسنـه وقال: الكافي كافٍ لشيعتنا. (منتهى المقال ص 25 . (
وقد ذكر الكليني في كتابه الكافي ما نصه : ( عن أبي عبدالله (ع ) "جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما جميعًا" قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد (ص) سبعة عشر ألف آية. (أصول الكافي ج 2 ص634.(
وفي رواية أخرى:( عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع ) وأنا أستمع حروفًا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال أبو عبد الله (ع): كف عن هذه القراءة. اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده. وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل أنزله الله على محمد (ص) وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدًا إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه ) (أصول الكافي ج ص633.(
وفي تحريف الآيات فقد ذكر الكليني : (عن أبي عبد الله (ع) قال: نزل جبريل (ع) على محمد (ص) بهذه الآية هكذا: ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نورًا مبينًا) (أصول الكافي ج1 ص417.(
وعن أبي عبد الله (ع) قال: (وإذا المـودة سئلت بأي ذنب قتلت). يقول: أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم مودةِ القربى بـأي ذنب قتلتموهم؟ ( أصول الكافي ج1 ص295. (
فهو هنا حرّف كلمة (وإذا الموءودة) التي في سورة التكوير الآية /8، إلى كلمة المودة، أي مودة آل البيت. علمًا أن هناك العشرات مثل هذه التحريفات التي أدعى بها الكليني في كتاب الكافي.
أما مراجع الإمامية الآخرين الذين قالوا بتحريف القرآن فهم:
1ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء ومراجع الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون: إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين مُحَرَّف. وقد ذكر في الباب الأول بعنوان: "الأدلة على وقوع التغيير والنقصان في القرآن". اثني عشر دليلاً يستدل بها على تحريف القرآن حسب زعمه. وقد أورد تحت كل دليل من هذه الأدلة حشدًا من الروايات المختلقة والتي استدل بها على تحريف القرآن.
2ـ نعمة الله الجزائري: صاحب كتاب (الأنوار النعمانية ) فقد روى في ج 1 ص 97: إن الصحابة بعد النبي قد غيروا وبدلوا في الدين. وقد ضرب لذلك مثلاً قائلاً: "أن الصحابة قاموا بتغيير القرآن وتحريف كلماته وحذفوا ما فيه من مدائح آل الرسول، وفضائح المنافقين، وإظهار مساوئهم" على حد تعبيره.
3ـ محمد باقر المجلسي، في كتابه (بحار الأنوار المجلد 89) ذكر عدة أبواب وكل باب فيه عددًا ممن ادعى أنها أدلة على التحريف في جمع القرآن: ففي (المجلد 89 الذي خصصه للقرآن، الصفحات 40 ـ 60) باب بعنوان: "ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدلّ على تغييره". وزعم أن هناك (74 وجهًا) من أوجه التغيير في القرآن.
وفي نفس المجلد ( 89 ص 66 ـ 77) باب بعنوان "تأليف القرآن، وأنه على غير ما أنزله الله عزوجل" وذكر فيه (20 مثلاً) يعدها أدلة قاطعة على ما يزعم ".
وليت الجماعات الداعية الى التقارب مع ملالي الصفوية في إيران يجيبوننا عن الفرق بين الكتب الضالة التي تطعن في القرآن الكريم وتلك الكتب التي تعتمدها الإمامية ؟ وقد قال الله تعالى عن كتابه :((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) . فهل يرى هؤلاء أن الله لم يحفظ القرآن من التحريف حتى يأتي هؤلاء الملالي ليظهروا لنا حرصهم وحرقتهم على ما أصاب القرآن من نقص وتحريف، والعياذ بالله؟ فأي مسلم هذا الذي يشكك بأقدس مقدساته وأول وأهم مصادر تشريعه وهو القرآن الكريم الذي يعد المعجزة الخالدة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
إذن بعد هذا الذي تقدم هل يصح وصف دين الإمامية (بالمذهب) ووضعه إلى جانب المذاهب الإسلامية المتفقة على وحدة الأصول والفروع، والتي لا يتجاوز الخلاف القائم بينها سوى في الاجتهاد في بعض المسائل الفقهية فقط؟
وهنا يخطر في بال الباحث تساؤل: إذا كان لابد من التقريب فلماذا لا يطرح الموضوع ضمن دائرة حوار الأديان مادام أن القوم قد صنفوا عقائدهم ضمن الأديان "دين الإمامية" وليس المذاهب وبذلك يكون الأمر أكثر واقعية وتقبلاً، خصوصًا وأن هناك مؤتمرات وندوات تعقد بين فترة وأخرى تحت عنوان حوار الأديان.
ثم كيف لنا أن نصدق دعواهم هذه وإلى الآن تخلو مدينة طهران "إحدى أكبر العواصم في العالم" من مسجد واحد لأتباع المذاهب الإسلامية، ويتعرض أهل السنة والجماعة في إيران إلى أبشع صنوف القهر والإذلال ويتعرض علماؤهم إلى عمليات السجن والاغتيال والإعدام.
هذه الأسئلة نطرحها على " الجماعة " التي تحاول إقناع المسلمين بأن التشيع مذهب، ثم بعد ذلك يتم اختراق المجتمعات العربية والإسلامية إيرانيًا من خلال الترويج لمذهب التشيع.

كاتب احوازي

لمطالعة المقال الأصلي على موقع جريدة المصريون

2009/02/18

يوسف ندا يكتب: نحن والشيعة



يوسف ندا


الحديث عن خريطة فكر الإخوان المسلمين وحدود علاقاتهم العقائدية والسياسية بالشيعة يغلب عليها التضاريس التاريخية أكثر من الموانع الجغرافية، باعتبار أن معتنقي المذاهب الشيعية نبتوا وعاشوا وما زالوا يعيشون في داخل المحيط الجغرافي للأمة الإسلامية ولم يأتوا من خارجه.

ورغم التباين الذي قد يظهر في بعض التصورات بين الفصائل التي تتخذ من فكر الإخوان مرجعية لهم، إلا أن ذلك يفسر بالديناميكية الدائمة الحركة والإبداع المتفجر في الأجيال المختلطين بتباين البيئات والثقافات والموروثات في الامتداد الجغرافي الذي انتشر فيه الفكر الإخواني.

ومن المستقر في الفكر الإخواني أن القدوس المقدس هو الله سبحانه وتعالى، وبإرساله الوحي بكلامه المقدس على سيدنا رسول الله فقد أضفى عليه من قداسته، أما ما عدا ذلك من أبناء آدم ومخلوقات الله بشرًا كانوا أو غير ذلك فلا قداسة لهم، ولو كانوا خلفاء لله في الأرض، ويؤخذ من قولهم وفهمهم وتفسيرهم ويُترك، وحتى الخلفاء الراشدون الذين حافظوا على هذا الدين ليصل إلينا وأُمرنا أن نتبع سننهم تباينت آراؤهم ولم يُنزهوا من الخطأ في التفسير أو الاستنباط، ولكنهم بشر ولا قداسة لهم، وآل سيدنا رسول الله وأصحابه وأزواجه نحترمهم ونقدرهم وندافع عن تاريخهم وجهادهم وإخلاصهم، وما قدموه للنبي صلى الله عليه وسلم، والعلم الذي أضفاه عليهم ولكن أيضًا هم بشر ولا قداسة لهم.

ومن المستقر أيضًا في الفكر الإخواني أن عليًّا- كرَّم الله وجهه- كان أصلح وأتقى ممن خلفوه وحولوا الخلافة الراشدة إلى ملك عضود، وهذا تاريخ ثابت لم يؤرخه الإخوان.

وأن السيدتين فاطمة وزينب كانت سيرتاهما العطرة وأقوالهما وأفعالهما ونسبهما مما لا نملك أمامه إلا التبجيل والاحترام والإجلال، وأن سادتنا الحسن كان عظيم بخلقه ودينه وعلمه ونسبه، وأن الحسين عاش شريفًا عظيمًا بورعه وتقواه ومات شهيدًا وضرب أفضل الأمثلة في الدفاع عن الدين والاستشهاد في سبيله، ولكنهم أيضًا بشر ولا قداسة لهم.

من المستقر في الفكر الإخواني أن الفقه بذاته وبما يحويه من الاختلافات الفقهية بين المذاهب هي صناعة بشرية، وبذل فيها فقهاء مخلصون حياتهم وعصارة عقولهم بإخلاص وعمق، حسب ما أتيح لهم من العلم واللغة والتاريخ والمسموع والمقروء والبحث.

وهذا الاستقرار الفكري يلزم احترام الأئمة الذين تصدوا لهذه الصناعة، وأنقذوا بها الدين من أن تضيع منه النصوص المقدسة، ويصبح كله صناعة بشرية وليست ربانية، ومن المستقر أيضًا في الفكر الإخواني أن باب الاجتهاد لم ولن يُغلق، ويجب أن يظل مفتوحًا على مصراعيه إلى يوم الدين، ولكن لا يتصدى له إلا من يملك أدواته من علم وفهم ولغة وتاريخ وأسباب واستيعاب

ومن المستقر أيضًا في الفكر الإخواني أن اجتهادات الأئمة والفقهاء في ظروف تاريخية معينة فرضت فتاوى وتفسيرات يمكن أن تسمى اُقتت بوقتها ولا يجب تعميمها أو استمراريتها، وغيرها تفاسير محددة وعُممت؛ ولذلك لا يمكن التقيد أو الالتزام بها على أنها من المعلوم من الدين بالضرورة، وأهم الأمثلة على ذلك آراء ابن تيمية وابن القيم في طاعة ولي الأمر التي أصبحت سيفًا يستعمله الطغاة مغتصبو الحكم بتنصيب أنفسهم أولياء لأمر المسلمين هم وذرياتهم من بعدهم، لهم الأمر والنهي باسم الدين ويجب طاعتهم والاستناد إلى بعض الأحاديث التي جعلوها مطلقة، ولم يقيدوها بما قُيدت به أو قِيلت من أجله، وأيضًا استندوا على جزء من الآية الكريمة ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: من الآية 59).

رغم أن بقية الآية تعيد الأمور إلى القاعدة الأساسية، وهي الحق في الاختلاف ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ﴾ مع وجود المرجع الفاصل ﴿فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، أي للملك القدوس ورسوله الذي أسبغ عليه من قداسته بالوحي، ورحم الله الخليفة الأول القائل أطيعوني ما أطعت الله فيكم.

ومن الآراء والفتاوى المرفوضة عند الإخوان أيضًا ما قيل عن الشيعة بتزمت وتعنت وضيق أفق يُفرِّق ولا يجمع، ويُقسِّم ولا يلملم، ونعتهم بالرافضة أحيانًا، وبالمبتدعة أحيانًا، وأُلِف طوفان من الكتب تقول فيهم ما ليس فيهم حتى ظنَّ عامة أهل السنة أن ما جاءَ فيها من افتراءات وكذب ومبالغة في التزييف والاختلاق هو حقائق ثابتة، والواقع أن كتّابها وناشريها إما موتورين أو مفتونين أو جاهلين أو إمّعين (جمع إمعة) أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم ليرضى السلطان، بل أدهى من ذلك أنهم يُفضلون عليهم الكفرة وأهل الكتاب.

ومن أفظع الجنايات هو نسبة الشيعة إلى ابن سبأ الذي لم يثبت في التاريخ المحقق هل كان له وجود حقيقي أم أنه كان أسطورة أريد بها أن يلصق كفره بالشيعة، وهنا نستشهد بقول العلامة آية الله محمد حسين كاشف الغطاء (أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به فهذه كتب الشيعة بأجمعها تُعلن لعنه والبراءة منه، وأخف كلمة تقولها كتب الشيعة في حقه ويكتفون بها عند ذكره هكذا "عبد الله بن سبأ ألعن من أن يُذكر"، وغيره وغيره من السب واللعان.

ومن المرفوض أيضًا في الفكر الإخواني رفض ما تخطت به الشيعة الاثنا عشرية إلى الوقيعة في زوجة رسول الله وفي كبار الصحابة طعنًا وتكفيرًا وأقله ظلمًا وعدوانًا، وقد شهدت نصوص القرآن والأحاديث الصحيحة على عدالتهم والرضا عن جملتهم؛ حيث قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ (الفتح: من الآية 18)، وكانوا إذ ذاك ألفًا وأربعمائة، وقال ثناءً على المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ (التوبة: من الآية 100)، فليت شعري كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم ونسبة الكفر إليهم، بل والتعبد بلعنهم؟!.

إن بعض طقوس العبادة تختلف بين أصحاب المذاهب السنية الأربعة، وأيضًا بينها وبين الشيعة الاثني عشرية، ولا يستطيع منصف إلا أن يقول بأن المسلم يمكن أن يتعبَّد بأحد الطقوس المحددة في هذه المذاهب الخمسة، ولا يجوز تكفير مَن يتعبَّد بإحداها وإخراجه عن الملة بآراء أو تفاسير أو قياسات من صُنع البشر ما دامت في الإطار الذي علم به جبريل عليه السلام في الحديث عندما جاء على صورة إعرابي، وقال: "يا رسول الله، ما الإسلام؟"، فقال: "أن تشهد ألا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن تُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت ، ثم قال: ما الإيمان؟، قال عليه الصلاة والسلام: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت، ثم قال: وما الإحسان؟، قال عليه الصلاة والسلام: "إن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال صدقت ثم قال متى الساعة؟ قال عليه الصلاة والسلام: ما المسئول عنها بأعلم من السائل".

أما موضوعات غلاة الشيعة فيقول السيد هادي خسرو شاهي- وهو نفسه أحد أهم العلماء والمراجع المعاصرين في الفقه الجعفري وأيضًا السني- في دراسته التاريخية التحليلية: "إن ما يجب أن ننبه عليه في هذا المقام: أن علماء الشيعة لم يقتصروا على رفض الغلاة ولعنهم والتبرّؤ منهم، لا فرق بين عبد الله بن سبأ- على فرض وجوده- وبين الآخرين، بل قالوا في جميع كتبهم الكلامية والفقهية بنجاسة هؤلاء وخروجهم من الدين، فهذا هو الشيخ المفيد (413 هجرية) وهو من أكابر علماء الشيعة يقول في كتابه (تصحيح الاعتقاد) تحت عنوان الغلو: "الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته إلى الألوهية والنبوة، ووصفوهم من الفضلِ في الدين والدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن القصد، وهم ضُلاّل كفَّار حكم فيهم أمير المؤمنين علي عليه السلام بالقتل وقضت الأئمة عليهم بالإكفار والخروج عن الإسلام... وبعد ذلك فإن عقائد الغلو والإفراط هو مما لا يختص بجهال ينتسبون إلى الشيعة وحدهم بل هو يشمل أهل السنة أيضًا إذ يظهر من هؤلاء من الغلو في كبار رجالهم ما لا يقل عن الغلوِّ الذي يتداعى به الجهّال ممن ينتسب إلى الشيعة.

ولذلك فمن المستقر في فكر الإخوان أن الخلافَ في الفروع لا يُخرِّج من الملة، وأن المعرفة والتوحيد هما من الأصول والطاعة والشريعة، هما من الفروع والأصول هو موضوع علم الكلام والفروع هو موضوع علم الفقه، كما جاء من أقوال الشهرستاني في كتابه الشهير (الملل والنحل).

إن المشكلة الشيعية أصلها خلاف على الولاية والإمامة وليست على قواعد الدين وأصوله؛ أي أنها خلاف سياسي استطاع سيدنا علي- كرَّم الله وجهه- والخلفاء الراشدون أن يحتووه ثم عاد وتصاعد واستعر أيضًا سياسيًّا في عهود بني أمية وبني العباس في حروبهم على آلِ بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتحرَّكت كل الأطراف لتعزيز مواقعهم السياسية دينيًّا أو فقهيًّا؛ ولذلك نقول: إن الاختلاف الذي بدأ سياسيًّا يجب أن يحل سياسيًّا لا بالاتهامات الشرعية واستبعاد قوم وإخراجهم من الملّة وأنه لا بدَّ من قبول الرأي والرأي الآخر إن كان كل منهم يستند إلى مصادر مقبولة أو تاريخ غير مزيف، وفي ذلك دفع لقوه الإبداع والتقدم لما فيه خير البلاد والعباد.

ومن المستقر أيضًا في الفكر الإخواني أن الإسلام جمع بين القوميات المختلفة التي اعتنقته ولم يلغيها قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ولم يقل لتدابروا أو لتحاقروا أو لتنسلخوا من جذوركم وأصولكم.

ولذلك فإن إثارة نعرات العروبة والفارسية للوقيعة بين شعوبهم هي مما يدفع بمعتنقي الإسلام من الشعوب المختلفة إلى خلاف ما أراده الخالق، ولا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى، والبخاري جاء من أقصى بلاد الفرس (بخارى)، وائتم بما حققه من أحاديث كل مسلمي العرب وغيرهم ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ (الحجرات: من الآية 13).

ومن المستقر في الفكر الإسلامي الإخواني احترام تقاليد وعادات الشعوب والقبائل والأمم التي اعتنقت الإسلام إن لم تتعارض مع أصوله، وإن لم تعطَ لها مكانة الإسلام، فمثلاً من ثقافة الإخوان أن المرأة المحجبة يظهر منها وجهها وكفاها، وأنها تعمل في كل مجالات العمل الشريفة التي لا تؤثر في التزاماتها الدينية أو تخدش حياءها.

ولم يسع الإخوان لفرض هذه الثقافة على النساء المنتميات لهم في قبائل وأقاليم لها تقاليد مختلفة، تعارفت عليها ورضيت بها ولا تتعارض مع الدين، ولو غالت في بعض ما لا يؤثر فيه مثل النقاب والشادور، ولو كانت ثقافة الإخوان تفرض أن تقبله المرأة، ولا تكره عليه وليس معني ذلك أن يغير الإخوان ثقافتهم بحجاب المرأة ويدعون إلى النقاب والشادور وغيرهم فأمر كشف الوجه والكفين هو مما استقرت عليه ثقافة الإخوان.

لقد بدأ الإخوان جماعة وتحولوا في حقبة لا تزيد عن نصف قرن إلى فكر وثقافة، وهذا ما نتحدث عنه.. أنا لا أدَّعي التنظير ولا أدَّعي الإمامة، ولا أدَّعي مرتبة كبُرت أم صغرت في الفقه أو في قيادة الجماعة، فلم يكن أي من ذلك مما مارسته أو هُيئت له أو دُربت عليه، ولكني أتحدث عمَّا رُبيت عليه في رحلة ستين عامًا في صفوف الإخوان في الأُسر وفي الشُعب وفي الكتائب، وفي الجوالة وفي المعسكرات، وفي التجمعات وفي المظاهرات والمؤتمرات والمسيرات، والمعتقلات والسجون، وفي الأعمال الخيرية وفي الخدمات الاجتماعية، وفي السياسة القُطرية وفي السياسة الدولية، وفي الاقتصاد وفي الصناعة وفي التجارة وفي المال وفي البنوك، فكل هذه المجالات هي الساحات التي يتحرك فيها الإخوان من منطلق عقائدي، ولو أدت بكثير من قادتهم وناشطيهم إلى السجون والمعتقلات، وهذه كدمات وإصابات في طريق الدعوة إلى الله تصوروها وقبلوها قبل أن يواجهوها، ونسأل الله العافية لمن رضي بها وفك أَسْر من أُسِر في طريقها.. والله أكبر ولله الحمد.

--------------------------------------------------

أرسلت الى الأستاذ يوسف ندا تعليقا ذكرت له فيه أن مقاله مملوء بالأخطاء البالغة ، كما أن به اجتهادات فقهية وعلمية كثيرة وهو ليس من أهل الاجتهاد الفقهي والعلمي في هذه المجالات ، وكذلك هو ينتقد فتاوى علماء لا يقاربهم هو علما حتى يخطئهم ،ثم في نهاية تعليقي تساءلت عن قادة الجماعة أين هم ليفندوا هذا الحديث ؟ أم أنهم راضون به؟ ثم سألتهم إذن فلماذا عندما راسلت فضيلة المرشد أسأله هل تقبل جماعة الإخوان أن ينضم اليها شيعي اثنا عشري لم يجب ؟ ولماذا عندما سألت الشيخ الخطيب هل يجوز لي أنا ومجموعة من إخواني أن ننتقل الى المذهب الشيعي الاثنا عشري ونحتفظ مع ذلك بعضويتنا في الإخوان لم يجب ؟ ثم قلت لهم مذكرا أن يتقوا الله فهذا دين وليس سياسة

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

-------------------------------------------------

أجمل تعليق قرأته على هذا المقال هو:

الاسم : أبو أمل

عندي سؤال لجميع الأخوان المسلمين الذين أحبهم في الله تعالى ما سيكون موقفكم من الشيعة لو أنهم كفروا حسن البنا رحمه الله تعالى

2009/02/09

تحالف إيراني ـ هندي أميركي يتشكل في أفغانستان

أحمد موفق زيدان (المصريون) : بتاريخ 8 - 2 - 2009
مؤتمر الأمن الذي عقد أخيرا في ميونخ وحضره عشرات من كبار المسؤولين العالميين والديبلوماسيين والخبراء يعزز ما يتردد في بعض الدوائر عن وجود تحالف إيراني ـ هندي ـ أميركي يتشكل في أفغانستان، فحضور نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ورئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني حيث تم التطرق إلى استخدام ميناء تشاربهار الإيراني القريب من الحدود الأفغانية لتمويل القوات الدولية الموجودة في أفغانستان عوضا عن خطوط الإمداد الباكستانية التي تتعرض لهجمات طالبانية بغية قطع خطوط الإمداد الدولية في أفغانستان ....
القوات الدولية الموجودة في أفغانستان معصورة الآن من ناحية خطوط الإمداد، فالخط الباكستاني تحت القصف والضربات الطالبانية، والخط الشمالي من روسيا وآسيا الوسطى ثمنه السياسي والمالي فادح، إذ أنه سيضرب العقيدة الاستراتيجية الأميركية طوال عقود من جذورها والقاضية باحتواء المد الروسي، فدول وسط آسيا لا يمكنها أن تتخذ قرارا يخص التعاون والتنسيق مع الأميركيين دون الموافقة الروسية، فحين اتخذت حكومة قزاقستان قرارا بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في ماناس والمستخدمة في الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان عرضت عليها موسكو مساعدة مالية تقدر بمائة وثمانين مليون دولار، وقروض بنكية ميسرة بقيمة بليونين دولار و قروض كمنح بقيمة مائة وخمسين مليون دولارا ،أما المطالبة الأميركية للأوربيين وأعضاء الناتو بممارسة ضغوط على روسيا من أجل فتح طرق الإمداد للقوات الدولية في أفغانستان فلم تستجب له ألمانيا وأوربا بشكل عام، في ظل حاجة أوربا للغاز الروسي الماسة هذه الأيام سيما بعد المخاوف الأوربية التي انتابتها إثر التهديد الروسي بقطع الغاز عن أوكرانيا الممتد إلى أوربا...
بالعودة إلى قضية التحالف الأميركي ـ الإيراني ـ الهندي في أفغانستان، فمنذ الحرب الأميركية على أفغانستان و الشركات الهندية منهمكة في مشروع ربط المدن الأفغانية بشبكة طرق مواصلات مع الحدود الإيرانية وتحديدا ميناء تشاربهار وهو ما يعني ربط أفغانستان كليا بالمنتوجات الهندية و الإيرانية في ظل تسهيلات الأخيرة للبضائع الهندية المتجهة إلى أفغانستان،وهو ما يعني سهولة وصول الإمدادات الغربية إلى قواتها في ظل تعهد الرئيس الجديد لثلاثين ألف جندي، وهو ما سيزيد من حاجة الدعم اللوجستي لهذه القوات، كما سيعني تغيير خطوط الإمداد إلى إيران في حال حصوله فك صلات وروابط أفغانستان مع باكستان باعتمادها على إيران ، وبالتالي فإن خطوط الإمداد الغربية والأميركية عن الطريق الإيراني ستكون سهلة ويسيرة كون إيران متاخمة لأفغانستان، ينضاف إلى ذلك أن عددا من الشركات الهندية تقوم الآن بتزويد القوات الدولية بالمواد اللوجستية ...
الظاهر أن ثمة رغبة أميركية ـ أوربية بضم إيران إلى مقاتلة طالبان والقاعدة في أفغانستان تجلى ذلك بتصريحات وتلميحات الكثير من المسؤولين الغربيين مستغلين العداء الإيراني لطالبان، وقد دعت لندن أخيرا إلى ضم إيران إلى مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بأفغانستان ، كل ذلك يؤشر إلى أننا أمام ظاهرة إيرانية جديدة تنضاف إلى سلسلة التحالفات الإيرانية مع الشيطان الأكبر فيما يستهدف دول الجوار الإيراني ...
--------------
المقال على موقع المصريون