فيما يبدو أن إيران أصبحت تعيش مأزقا في تبرير موقفها من احداث غزة،وهي الدولة التي أعلنت عن نفسها كطليعة لدول الرفض والممانعة ،حيث رسمت هذا الموقف اعلاميا من خلال الخطب النارية والشعارات الثورية والتثويريه ، سواء من خلال اركان الحكم فيها،أو من خلال أبواقها في المنطقه العربية،وازداد موقفها تأزما حين أزفت ساعة ترجمة هذه الشعارات الى واقع ملموس ، فوجدناها تنكمش الى الداخل ، ولكن الأمر لا يخلو من ذيول للخطابات والشعارات ذاتها التي شكلت الوجه السياسي لايران لسنوات طويلة.
إن الدارس للسياسة العربية سيقف بسهولة على عدد من الحقائق،أولاها: تهاوي اركان النظام الرسمي العربي وعدم قدرته على الخروج ابعد من الطرح القطري الضيق،وثانيها: سقوط مفهوم الامن القومي العربي بعد ان انصرفت الدول العربيه الى تحلفات ثنائيه مع الدول الكبرى، تضمن لها الابقاء على شكل النظام السياسي السائد فيها، وثالثها : ظهور سياسة التحرير بأي ثمن وهذا الطرح لا يبتعد عن مبدأ ميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) حيث أصبحنا نرى في الشارع العربي من يطرح ما يسمى بـ (أحلاف الكراهيه) ،أو احلاف المصالح المشتركه، أو احلاف العداء المشترك .
وقد استغلت كثير من الدول الغربيه والاقليميه هذه الحقائق للدخول بثقة وقوة الى مطبخ السياسه العربيه ، ووصلت الخطوره الى درجة اننا اصبحنا حالة شوهاء وانعكاسا باهتا عن المشاريع التوسيعيه التي تسعى هذه الدول الى تثبيت ركائزها في المنطقه ، ومن هنا يرز المشروع الايراني الذهبي والقومي ، كأحد اهم المشاريع التي تسعى الى صياغة ورسم وجه الانسان العربي بما يتناسب مع افكار ونظريات هذا المشروع.
ولم تدخر إيران جهداً لتحقيق أهداف حلمها ببناء ايران الكبرى (مذهبيا وقوميا) ، وهو بالمناسبه ذات الحلم الذي تسعى اليه اسرائيل لبناء اسرائيل الكبرى (دينيا وقوميا ) ، حيث قامت برصد مواطن ضعف الانسان العربي لتنفذ من خلالها الى مشاعره واحاسيسه ، فحرصت وبترتيب وتنسيق مع عدد من الجهات والتنظيمات الحليفة لها الى استقطاب فئات من الشارع العربي تحمل في قلبها عذاب الفقر والقهر السياسي فأغدقت عليها المال الوفير مغلفا بشعاراتها الكبيرة والطنانه، حتى التبس على هؤلاء أولويات خطواتهم ،هل يصبرون على جوعهم وقهر أنظمتهم السياسيه الى ان تتهيأ الفرصه المواتيه للخلاص؟ ام الارتماء في الحضن الايراني الدافئ مالياً وإعلامياً.
أما الدور الإيراني في أزمة غزة فلا يخفى على الناظر، فايران اعلنت في اليوم الذي سبق العدوان أنها سترسل سفينة محملة بالمساعدات لأهل غزة ، وهذا يجعلنا نفكر لما كانت هذه الخطوه بهذا التوقيت ؟ في الوقت الذي كان هناك متسع لإرسال هذه السفينه في وقت أبكر من هذا،ولعل الجواب على هذا التساؤل أن ايران أرادت أن تحصد كسبا أعلاميا دون أن تضطر إلى الدخول في نزاع حقيقي مع اسرائيل اذا ما وصلت السفينة الى شواطئ غزه، فإعلانها عن إرسال هذه المساعدات في هذا التوقيت يبين لنا أن ايران تدرس الظروف السياسيه بشكل جيد ، وتحرص أن تكون ردود فعلها متساوقه مع اهداف مشروعها الكبير، ولكن هذا لا يمنع من بعض الضجيج الاعلامي لستر وجهها الحقيقي في المنطقه .
ولكن المازق الأكبر ما نراه ونلمسه في موقف أمين عام حزب الله من هذه الأزمة ، فقد أمطرنا ( سماحته) بخطب عنترية وعرمرمية ، مرة يهدد فيها اسرائيل ، ومرة أخرى الأنظمة العربية ، ومرة ثالثة يطلب فيها من العرب أن يطبقوا على اسرائيل والانقضاض عليها ونحن نتمنى ذلك ، ولكن نسي (سماحته) أن حزبه يملك ثلاثين ألف صاروخ لا تبعد عن أكثر مناطق اسرائيل حساسية في الشمال إلا بضع كيلو مترات ، ونسي كذلك أن الفلسطينين لم يدخروا جهدا في إحراج اسرائيل بالرغم من جرحهم النازف آبان حرب تموز 2006 ، التي اعتذر عنها ( سماحة السيد ) قبل أن تتحول إلى نصر إلهي بعد ذلك.
إن أمين عام حزب الله وهو الوكيل الشرعي لمرشد الثورة الايرانية ، سيكون مطالبا أكثر من غيره بتبرير مواقف ايران الضبابية وآخرها فتوى إمامه ومرجعه الأكبر بحظر التطوع للقتال في فلسطين ، والذي حدد فيها الموقف الايراني الحقيقي من القضايا العربية وبالأخص منها القضية الفلسطينية ، وأنها لا تصنف في قاموس السياسة الايرانية إلا مجرد أوراق ضغط وتفاوض لخدمة مشروعها الحلم ... ايران الكبرى
إن الدارس للسياسة العربية سيقف بسهولة على عدد من الحقائق،أولاها: تهاوي اركان النظام الرسمي العربي وعدم قدرته على الخروج ابعد من الطرح القطري الضيق،وثانيها: سقوط مفهوم الامن القومي العربي بعد ان انصرفت الدول العربيه الى تحلفات ثنائيه مع الدول الكبرى، تضمن لها الابقاء على شكل النظام السياسي السائد فيها، وثالثها : ظهور سياسة التحرير بأي ثمن وهذا الطرح لا يبتعد عن مبدأ ميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) حيث أصبحنا نرى في الشارع العربي من يطرح ما يسمى بـ (أحلاف الكراهيه) ،أو احلاف المصالح المشتركه، أو احلاف العداء المشترك .
وقد استغلت كثير من الدول الغربيه والاقليميه هذه الحقائق للدخول بثقة وقوة الى مطبخ السياسه العربيه ، ووصلت الخطوره الى درجة اننا اصبحنا حالة شوهاء وانعكاسا باهتا عن المشاريع التوسيعيه التي تسعى هذه الدول الى تثبيت ركائزها في المنطقه ، ومن هنا يرز المشروع الايراني الذهبي والقومي ، كأحد اهم المشاريع التي تسعى الى صياغة ورسم وجه الانسان العربي بما يتناسب مع افكار ونظريات هذا المشروع.
ولم تدخر إيران جهداً لتحقيق أهداف حلمها ببناء ايران الكبرى (مذهبيا وقوميا) ، وهو بالمناسبه ذات الحلم الذي تسعى اليه اسرائيل لبناء اسرائيل الكبرى (دينيا وقوميا ) ، حيث قامت برصد مواطن ضعف الانسان العربي لتنفذ من خلالها الى مشاعره واحاسيسه ، فحرصت وبترتيب وتنسيق مع عدد من الجهات والتنظيمات الحليفة لها الى استقطاب فئات من الشارع العربي تحمل في قلبها عذاب الفقر والقهر السياسي فأغدقت عليها المال الوفير مغلفا بشعاراتها الكبيرة والطنانه، حتى التبس على هؤلاء أولويات خطواتهم ،هل يصبرون على جوعهم وقهر أنظمتهم السياسيه الى ان تتهيأ الفرصه المواتيه للخلاص؟ ام الارتماء في الحضن الايراني الدافئ مالياً وإعلامياً.
أما الدور الإيراني في أزمة غزة فلا يخفى على الناظر، فايران اعلنت في اليوم الذي سبق العدوان أنها سترسل سفينة محملة بالمساعدات لأهل غزة ، وهذا يجعلنا نفكر لما كانت هذه الخطوه بهذا التوقيت ؟ في الوقت الذي كان هناك متسع لإرسال هذه السفينه في وقت أبكر من هذا،ولعل الجواب على هذا التساؤل أن ايران أرادت أن تحصد كسبا أعلاميا دون أن تضطر إلى الدخول في نزاع حقيقي مع اسرائيل اذا ما وصلت السفينة الى شواطئ غزه، فإعلانها عن إرسال هذه المساعدات في هذا التوقيت يبين لنا أن ايران تدرس الظروف السياسيه بشكل جيد ، وتحرص أن تكون ردود فعلها متساوقه مع اهداف مشروعها الكبير، ولكن هذا لا يمنع من بعض الضجيج الاعلامي لستر وجهها الحقيقي في المنطقه .
ولكن المازق الأكبر ما نراه ونلمسه في موقف أمين عام حزب الله من هذه الأزمة ، فقد أمطرنا ( سماحته) بخطب عنترية وعرمرمية ، مرة يهدد فيها اسرائيل ، ومرة أخرى الأنظمة العربية ، ومرة ثالثة يطلب فيها من العرب أن يطبقوا على اسرائيل والانقضاض عليها ونحن نتمنى ذلك ، ولكن نسي (سماحته) أن حزبه يملك ثلاثين ألف صاروخ لا تبعد عن أكثر مناطق اسرائيل حساسية في الشمال إلا بضع كيلو مترات ، ونسي كذلك أن الفلسطينين لم يدخروا جهدا في إحراج اسرائيل بالرغم من جرحهم النازف آبان حرب تموز 2006 ، التي اعتذر عنها ( سماحة السيد ) قبل أن تتحول إلى نصر إلهي بعد ذلك.
إن أمين عام حزب الله وهو الوكيل الشرعي لمرشد الثورة الايرانية ، سيكون مطالبا أكثر من غيره بتبرير مواقف ايران الضبابية وآخرها فتوى إمامه ومرجعه الأكبر بحظر التطوع للقتال في فلسطين ، والذي حدد فيها الموقف الايراني الحقيقي من القضايا العربية وبالأخص منها القضية الفلسطينية ، وأنها لا تصنف في قاموس السياسة الايرانية إلا مجرد أوراق ضغط وتفاوض لخدمة مشروعها الحلم ... ايران الكبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق