داود البصري
السياسة الكويتية 15-رجب-1431هـ / 27-يونيو-2010م
من يحتل أجزاء غالية من العالم العربي كالأحواز والجزر الإماراتية لا يمكن أن يتحول إلى محرر.
قلنا سابقًا ونؤكدها حاليًا بأن سياسة "العنطزة" الثورية الإيرانية تجاه العالم العربي لا تقابلها أبدا سياسة مشابهة موجهة للكيان الصهيوني!, وممارسات النظام الإيراني المثيرة للسخرية تفضح كل المخبوء.
فتراجع الإيرانيون عن تسيير سفن مساعداتهم لكسر حصار غزة هوتعبير حقيقي عن حالة الخيبة الإيرانية وعن انكشاف الوجه المخادع والمرائي للسياسة الإيرانية التي تعيش اليوم أحلك لحظاتها المصيرية, من يستمع للخطابات الثورية الإيرانية , ومن يتابع حالة الإسهال العسكري الإيرانية في تدبير وإدارة المناورات في مياه الخليج العربي أوفي العمق الإيراني يتصور بأن إيران ستهجم على إسرائيل وتبيدها من خارطة الدنيا في ظل التوجيهات والعناية المقدسة التي يحظى بها الرئيس محمود أحمدي نجاد وبركاته التاريخية التي ستودي الشعب الإيراني في "ستين داهية"!
من يتابع تصريحات قادة الحرس الثوري و"تعبئة المستضعفين" والخطاب التعبوي الإعلامي الإيراني سيعتقد بأن نهاية إسرائيل ليست سوى مسألة أسابيع أو أشهر قليلة يرفع الإيرانيون بعدها راية "بيروزي" "النصر" على قبة المسجد الأقصى ويتحقق الوعد "النجادي" بإبادة الصهاينة, وتسود الراية الإيرانية المقدسة فوق الأرض المقدسة! ولكنها أوهام الحالمين والمراهقين والعصافير الذين يجرون خلفهم من أحزاب الارتزاق والهمبكة و"شفط المساعدات", فقد أعلن الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني السيد حسين شيخ الإسلام وهو أحد رجال وزارة الخارجية الإيرانية المخضرمين, خبر إلغاء إرسال سفينة المساعدات الإيرانية لكسر حصار غزة! متعللا بالعدوانية الإسرائيلية! وكأنه يكتشف سرا جديدا وغير معروف, فهل كان الإيرانيون يتصورون مثلا إن الإسرائيليين كانوا يقاتلون العرب بأصابع الشيكولاته? أو بقنابل الموز والبطيخ ? أم أنهم شاهدوا على الطبيعة طبيعة الرد الإسرائيلي على أصدقائهم الأتراك كما شاهدوا ما فعل الإسرائيليون وارتكبوا من جرائم حرب شنيعة ضد العالم العربي منذ عام 1948 حتى اليوم ? لماذا لا يجرب الإيرانيون صواريخهم"شهاب" أو"ابابيل"! أوغيرها ضد الإسرائيليين ? ولماذا لا يعلنوا مركز عمليات كربلاء ينطلق من "حي السيدة زينب" في دمشق ومن قواعد "الحجيرة" في ريف دمشق لاجتياح الجولان والنزول على بحيرة طبريا واكتساح الجليل الأعلى ومن ثم يكون اللقاء في القدس وحيث يطلق الإيرانيون صرخات النصر الأخيرة ويقولون:
"خدايا تا انقلاب مهدي خامنئي را نكهدار"!
ثم تنتهي الحكاية ويعود الأمن والسلام والوئام ويهرب الاستعمار للغار وتكون عصر السيادة الإيرانية المطلقة!, ألا يخجل النظام الإيراني العاجز عن المواجهة حتى بشكلها الإعلامي والدعائي ضد إسرائيل بينما يرسل رسائل التهديد والوعيد والحقد لضرب دول الخليج العربي التي لحم أكتاف الشعوب الإيرانية من خيراتها!, ألا يخجل الإيرانيون من الأكاذيب الرخيصة التي أضحت بضاعة مكشوفة ?
لماذا لا يهجم الحرس الثوري متسلحا بقيادة حسن نصر الله على إسرائيل ليريح منها العالمين إن كانوا قادرين فعلا وليس اعتبار القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني بمثابة مسمار جحا? لقد سقط التهافت الإيراني الفضائحي في وقائع العجز والفشل والخيبة وأعلن حسين شيخ الإسلام عن تهافت وعجز المشروع الإيراني الذي هو في النهاية للاستهلاك والتحريض , فمن يحتل اجزاء غالية وعزيزة من العالم العربي كالأحواز السليبة والجزر الإماراتية الثلاث لا يمكن أن يتحول لمحرر!..
ألم نقل لكم بأن التبجحات الإيرانية ليست سوى "عنطزة" خالية من أي مضمون? لقد فضحهم الله وكانت فضيحتهم بجلاجل وأجراس.. "أحوال شما خوبي"!
• كاتب عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق