بقلم الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي
في سابقة خطيرة تجرأ كلب الشيعة ومجرم المحمودية(1) بهاء الأعرجي فقال: \"إن المذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبو بكر لحين حزب أحمد حسن البكر\".
نعم قال الأولون: (لا يضر السحاب نبح الكلاب). وقالوا أيضاً: (القافلة تسير والكلاب تنبح). ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (إن السب يؤذي الحي ولا يبلغ الميت). وإذا كان السب لا يبلغ الميت فلأنه ميت، وهو يؤذي الحي لإنه حي. وعلى قدر حياة الحي يكون إحساسه بالأذى، وعلى قدر هذا الإحساس تكون ردة الفعل (والموتى يبعثهم الله).
وإزاء هذا السب - والحق يقال - لم أجد إلا الحزب الإسلامي العراقي و(قناة بغداد) الناطقة باسمه استجابت الاستجابة التي يمكن أن تقارن الحدث، وتقترب من مستواه. لقد كفتنا القناة المذكورة مشكورة عناء الاستنكار والرد المفصل والمطالبة بمعاقبة الجاني بما ينبغي لمثله من الأفاكين عملاء إيران وخدم الأمريكان، وأنجس من قاءته طرقات حي الثورة القذرة، ممن لا ندري عن أي بيضة ماذرة انفلق، ولا من أي عش موشوب درج. والذي نأمله أن لا تكتفي القناة والحزب الإسلامي والإخوة الآخرون الذي ارتفعت أصواتهم بالنكير بهذا القدر، وإنما يخطون إلى الأمام الخطوة الأهم، ويطورون الاستنكار إلى الإصرار على تقديمه للمحاكمة، وهذا أقل ما ينبغي في حقه. وليعتبروا بما فعله الشيعة إزاء فتوى الشيخ ابن جبرين رحمه الله بتكفيرهم، وما قاله الشيخ محمد العريفي من شتم السيستاني ووصفه بالزندقة.
وتثنية على موقف الحزب الإسلامي وقناة بغداد الناطقة باسمه والإخوة الذين رفعوا أصواتهم بإنكار هذا المنكر العظيم أقول:
· ليعلم المسلمون أن من سب شيخ الإسلام وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كافر زنديق؛ فقد أجمع علماء الأمة في جميع عصورهم على كفر من سب جمهور الصحابة رضوان الله عليهم. وما من شك في أن ساب الصديق رضي الله عنه مستحل لسب من هو دونه؛ إذ هو أفضل الأمة بعد نبيها. ولا يهولنكم يا أهل السنة أن تصرحوا بهذه الحقيقة، فمن اعترض عليكم لذلك فقولوا له: ما تقول فيمن سب علياً؟ فبأي جواب أجاب يكون جوابكم، ومن باب أولى؛ فأبو بكر أفضل من علي رضي الله عن الجميع.
· هل لاحظتم كيف تراجع هذا الكلب عن تصريحاته، وصار يتنصل عنها أمام الهجوم الذي ناله من بعض أهل السنة؟ إن هذا يقدم دليلاً ملموساً على أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يفهمه هؤلاء الأقزام، وأن أسلوب الدفاع، والخطاب اللين، والتوسط في القول إنما هي وسائل عتيقة بالية على أهل السنة أن يحثوا الخطى للتخلي عما تخلف منها بأسرع وقت، وأن يعلموا، فإن لم يعلموا فليتعلموا، أن هذه الأساليب لا تزيد الشيعة إلا عتواً ونفوراً، وتكبراً وجحوداً، واستهانة واستخفافاً بمن جاملهم واتبع معهم اسلوب التقرب والملاينة والمداهنة. هذا ما نبهنا عليه من زمن بعيد، وقلنا: إن الشيعة لا يستجيبون إلا للخطاب القوي، ولا يحترمون من الناس إلا الأقوياء.
إن الهجوم هو أحد المرتكزات الخمسة في منهج المواجهة ضد التشيع الفارسي وأصحابه؛ فأسلوب الهجوم المنظم، والخطاب العالي، المبني على الشعور بالعزة الإيمانية، والتصريح الواثق الجازم بأننا أهل الحق، وأنهم أهل الباطل. والبعد عن اتباع مبدأ الدفاع، والأساليب التقريبية الترضوية الضعيفة: هو الحل الوحيد في معركتنا المركزية. فالمطلوب إذن أن نهاجم مرتكزات الخصم، فإذا انهارت سهل علينا بعدها إقناعهم بالبديل. وإلا فإن الاستمرار على موقف الدفاع سيجعلنا في النهاية نخسر المعركة ونخرج منها منهزمين. وليس هو أكثر من تعبير عن الهزيمة النفسية التي يعاني منها المدافعون(2).
إن الواقع السني ما زال يرزح تحت رذيلة الدفاع وليس الهجوم تجاه الشيعة. فمثلاً حين يهجم الشيعي متهماً السنة بكره (أهل البيت) تجدهم يتوقفون عند دفع التهمة، ولا يدعون هذا دون التظاهر بالحب الطاغي لهم من خلال العبارات الترضوية الزائدة عن الحد في مدحهم والثناء عليهم. ولا يتجاوزون ذلك إلى الهجوم باتهام الشيعة بكره الصحابة وتكفيرهم، بل الإساءة إلى أهل البيت أنفسهم، وجعل هذا هو محور المشكلة، وليس هو كره أهل البيت الذي هو مجرد أسطورة ليس عليها أثارة من دليل أو ما يقاربه. لقد نجح الشيعة في اختلاق قضية من العدم، بينما فشلنا في تثبيت قضية تشهد لها كل معطيات الواقع والتاريخ!
في يوم مذبحة حي الجهاد تكلم أحد الإسلاميين السنة في مجلس النواب يدعو إلى وقف المجزرة، فانبرى له أحد الطائفيين يهاجمه بقوة قائلاً: هذا خطاب طائفي! وانتظرت أن يرد عليه الأول بما يخرسه ويلقمه حذاء، فإذا به يسكت ويلوذ بصمت أهل القبور!
ولو رد له صاحبنا الصاع صاعين وصرخ في وجهه قائلاً: لعن الله من ليس طائفياً تحت هذه القبة، ولعنك اللاعنون إن لم تكن أنت كذلك، أنا أتكلم عن مجزرة بشرية وإبادة جماعية يتعرض لها أهلنا في وضح النهار، ثم أنت لا ترضى منا حتى مجرد رفع الصوت بإنكارها، والمطالبة بمعاقبة مرتكبها! ولا نجد أحداً منكم يرفع صوته معنا ويشاركنا مصابنا؛ فأي طائفية أكبر؟! لو قال هذا أو ما يقاربه لأخرس ذلك المجرم. ولكن من أين نأتي برجال يقولون مثل هذا؟
وهكذا طمع فينا الطامعون.
والآن أرأيتم كيف تراجع هذا الدعي وصار يتنكر لأقواله، ويرمم مقاصده حين واجهه بعض أهل السنة بالهجوم؟! هذا هو المطلوب.
· ساءني صمت بقية الفضائيات السنية: العراقية وغيرها، وموقف بعضها البارد من هذا الحدث! كما آلمني موقف الجماعات والهيئات الدينية - سيما تلك التي خارج العراق - وعدم تفاعلها مع الموضوع.
لم تبدُ - مثلاً - قناة الرافدين الناطقة باسم الهيئة مكترثة بالحدث، ولم أجدها تناولته البتة، أو لربما مسته - وأنا لا أدري - برفق. والشريط الإخباري المتحرك كان باهتاً ضعيفاً. وعندما قرأت بيان الهيئة أصابني الأسى؛ فقد كان السكوت خيراً منه! إن بعض الكلام تخذيل، وبعض المواقف خذلان. فالذي ينظر إلى عدوه يضرب أخاه، ثم ينادي الضارب من بعيد: \"لا لا تضربه؛ إنه أخي\"! ويكتفي بالتفرج على الحدث الجاري أمامه ريثما تنجلي المعركة، غير معذور. ولو وضع هذا يده بينه وبين أخيه وانسل دون أن يراه من أحد لكان خيراً له من أن ينظر إليه الناس وهو على هذه الحال التي لا تغيظ عدواً ولا تسر صديقاً! أما الخط العام للبيان فينحى منحى التقرب من الشيعة، يقدم علياً وأهل بيته على الصديق والصحابة إيحاءً وإيماءً، وترضوي يغرس الهزيمة في نفوس السنة.
فلماذا؟! وإلى متى؟
وإذا تركنا ناحية المتفرجين، والمتحدثين على استحياء، والتفتنا إلى الناحية الثانية فأقول: كل الذي أتمناه وأرجوه أن يستمروا على هذا الموقف ويزيدوه ترصيناً وتمتيناً، وأن لا يعودوا بعد انتهاء الانتخابات إلى ما كانوا عليه من ملاذات الموتى. فإن كتب الشيعة ينتشر فيها السب والتكفير الصريح للصحابة ولأهل السنة، وحسينياتهم اليوم تعلن من مكبرات الصوت في بغداد وغيرها من المدن بسب الصحابة ولعن أمهات المؤمنين، لكننا لم نجد أحداً ينكر ذلك ويطالب الشيعة بالتبرؤ منه. ولهذا من حقنا أن نتساءل: لماذا ذلك السكوت إزاء هذه المنكرات بالأمس؟ وما السبب وراء هذا الكلام اليوم؟ وهل سيقاطعون هذا الأعرجي ويقولون له كما قال موسى عليه السلام للسامري: (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ) (طـه:97)؟ أم سنراهم بعد انتهاء الانتخابات يعودون يؤاكلونه ويشاربونه ويقاعدونه، وكأنه لم يكن من شيء؟!
هذا ما ستكشفه الأيام. وعندها سنعرف الصادقين من المزايدين.
---------------------------------------------------
(1)- الذي قاد مليشيات جيش المهدي يوم 18/7/2006 وهاجم المحمودية وقتل العديد من أبناء السنة على الهوية. 17/2/2010
في سابقة خطيرة تجرأ كلب الشيعة ومجرم المحمودية(1) بهاء الأعرجي فقال: \"إن المذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبو بكر لحين حزب أحمد حسن البكر\".
نعم قال الأولون: (لا يضر السحاب نبح الكلاب). وقالوا أيضاً: (القافلة تسير والكلاب تنبح). ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (إن السب يؤذي الحي ولا يبلغ الميت). وإذا كان السب لا يبلغ الميت فلأنه ميت، وهو يؤذي الحي لإنه حي. وعلى قدر حياة الحي يكون إحساسه بالأذى، وعلى قدر هذا الإحساس تكون ردة الفعل (والموتى يبعثهم الله).
وإزاء هذا السب - والحق يقال - لم أجد إلا الحزب الإسلامي العراقي و(قناة بغداد) الناطقة باسمه استجابت الاستجابة التي يمكن أن تقارن الحدث، وتقترب من مستواه. لقد كفتنا القناة المذكورة مشكورة عناء الاستنكار والرد المفصل والمطالبة بمعاقبة الجاني بما ينبغي لمثله من الأفاكين عملاء إيران وخدم الأمريكان، وأنجس من قاءته طرقات حي الثورة القذرة، ممن لا ندري عن أي بيضة ماذرة انفلق، ولا من أي عش موشوب درج. والذي نأمله أن لا تكتفي القناة والحزب الإسلامي والإخوة الآخرون الذي ارتفعت أصواتهم بالنكير بهذا القدر، وإنما يخطون إلى الأمام الخطوة الأهم، ويطورون الاستنكار إلى الإصرار على تقديمه للمحاكمة، وهذا أقل ما ينبغي في حقه. وليعتبروا بما فعله الشيعة إزاء فتوى الشيخ ابن جبرين رحمه الله بتكفيرهم، وما قاله الشيخ محمد العريفي من شتم السيستاني ووصفه بالزندقة.
وتثنية على موقف الحزب الإسلامي وقناة بغداد الناطقة باسمه والإخوة الذين رفعوا أصواتهم بإنكار هذا المنكر العظيم أقول:
· ليعلم المسلمون أن من سب شيخ الإسلام وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كافر زنديق؛ فقد أجمع علماء الأمة في جميع عصورهم على كفر من سب جمهور الصحابة رضوان الله عليهم. وما من شك في أن ساب الصديق رضي الله عنه مستحل لسب من هو دونه؛ إذ هو أفضل الأمة بعد نبيها. ولا يهولنكم يا أهل السنة أن تصرحوا بهذه الحقيقة، فمن اعترض عليكم لذلك فقولوا له: ما تقول فيمن سب علياً؟ فبأي جواب أجاب يكون جوابكم، ومن باب أولى؛ فأبو بكر أفضل من علي رضي الله عن الجميع.
· هل لاحظتم كيف تراجع هذا الكلب عن تصريحاته، وصار يتنصل عنها أمام الهجوم الذي ناله من بعض أهل السنة؟ إن هذا يقدم دليلاً ملموساً على أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يفهمه هؤلاء الأقزام، وأن أسلوب الدفاع، والخطاب اللين، والتوسط في القول إنما هي وسائل عتيقة بالية على أهل السنة أن يحثوا الخطى للتخلي عما تخلف منها بأسرع وقت، وأن يعلموا، فإن لم يعلموا فليتعلموا، أن هذه الأساليب لا تزيد الشيعة إلا عتواً ونفوراً، وتكبراً وجحوداً، واستهانة واستخفافاً بمن جاملهم واتبع معهم اسلوب التقرب والملاينة والمداهنة. هذا ما نبهنا عليه من زمن بعيد، وقلنا: إن الشيعة لا يستجيبون إلا للخطاب القوي، ولا يحترمون من الناس إلا الأقوياء.
إن الهجوم هو أحد المرتكزات الخمسة في منهج المواجهة ضد التشيع الفارسي وأصحابه؛ فأسلوب الهجوم المنظم، والخطاب العالي، المبني على الشعور بالعزة الإيمانية، والتصريح الواثق الجازم بأننا أهل الحق، وأنهم أهل الباطل. والبعد عن اتباع مبدأ الدفاع، والأساليب التقريبية الترضوية الضعيفة: هو الحل الوحيد في معركتنا المركزية. فالمطلوب إذن أن نهاجم مرتكزات الخصم، فإذا انهارت سهل علينا بعدها إقناعهم بالبديل. وإلا فإن الاستمرار على موقف الدفاع سيجعلنا في النهاية نخسر المعركة ونخرج منها منهزمين. وليس هو أكثر من تعبير عن الهزيمة النفسية التي يعاني منها المدافعون(2).
إن الواقع السني ما زال يرزح تحت رذيلة الدفاع وليس الهجوم تجاه الشيعة. فمثلاً حين يهجم الشيعي متهماً السنة بكره (أهل البيت) تجدهم يتوقفون عند دفع التهمة، ولا يدعون هذا دون التظاهر بالحب الطاغي لهم من خلال العبارات الترضوية الزائدة عن الحد في مدحهم والثناء عليهم. ولا يتجاوزون ذلك إلى الهجوم باتهام الشيعة بكره الصحابة وتكفيرهم، بل الإساءة إلى أهل البيت أنفسهم، وجعل هذا هو محور المشكلة، وليس هو كره أهل البيت الذي هو مجرد أسطورة ليس عليها أثارة من دليل أو ما يقاربه. لقد نجح الشيعة في اختلاق قضية من العدم، بينما فشلنا في تثبيت قضية تشهد لها كل معطيات الواقع والتاريخ!
في يوم مذبحة حي الجهاد تكلم أحد الإسلاميين السنة في مجلس النواب يدعو إلى وقف المجزرة، فانبرى له أحد الطائفيين يهاجمه بقوة قائلاً: هذا خطاب طائفي! وانتظرت أن يرد عليه الأول بما يخرسه ويلقمه حذاء، فإذا به يسكت ويلوذ بصمت أهل القبور!
ولو رد له صاحبنا الصاع صاعين وصرخ في وجهه قائلاً: لعن الله من ليس طائفياً تحت هذه القبة، ولعنك اللاعنون إن لم تكن أنت كذلك، أنا أتكلم عن مجزرة بشرية وإبادة جماعية يتعرض لها أهلنا في وضح النهار، ثم أنت لا ترضى منا حتى مجرد رفع الصوت بإنكارها، والمطالبة بمعاقبة مرتكبها! ولا نجد أحداً منكم يرفع صوته معنا ويشاركنا مصابنا؛ فأي طائفية أكبر؟! لو قال هذا أو ما يقاربه لأخرس ذلك المجرم. ولكن من أين نأتي برجال يقولون مثل هذا؟
وهكذا طمع فينا الطامعون.
والآن أرأيتم كيف تراجع هذا الدعي وصار يتنكر لأقواله، ويرمم مقاصده حين واجهه بعض أهل السنة بالهجوم؟! هذا هو المطلوب.
· ساءني صمت بقية الفضائيات السنية: العراقية وغيرها، وموقف بعضها البارد من هذا الحدث! كما آلمني موقف الجماعات والهيئات الدينية - سيما تلك التي خارج العراق - وعدم تفاعلها مع الموضوع.
لم تبدُ - مثلاً - قناة الرافدين الناطقة باسم الهيئة مكترثة بالحدث، ولم أجدها تناولته البتة، أو لربما مسته - وأنا لا أدري - برفق. والشريط الإخباري المتحرك كان باهتاً ضعيفاً. وعندما قرأت بيان الهيئة أصابني الأسى؛ فقد كان السكوت خيراً منه! إن بعض الكلام تخذيل، وبعض المواقف خذلان. فالذي ينظر إلى عدوه يضرب أخاه، ثم ينادي الضارب من بعيد: \"لا لا تضربه؛ إنه أخي\"! ويكتفي بالتفرج على الحدث الجاري أمامه ريثما تنجلي المعركة، غير معذور. ولو وضع هذا يده بينه وبين أخيه وانسل دون أن يراه من أحد لكان خيراً له من أن ينظر إليه الناس وهو على هذه الحال التي لا تغيظ عدواً ولا تسر صديقاً! أما الخط العام للبيان فينحى منحى التقرب من الشيعة، يقدم علياً وأهل بيته على الصديق والصحابة إيحاءً وإيماءً، وترضوي يغرس الهزيمة في نفوس السنة.
فلماذا؟! وإلى متى؟
وإذا تركنا ناحية المتفرجين، والمتحدثين على استحياء، والتفتنا إلى الناحية الثانية فأقول: كل الذي أتمناه وأرجوه أن يستمروا على هذا الموقف ويزيدوه ترصيناً وتمتيناً، وأن لا يعودوا بعد انتهاء الانتخابات إلى ما كانوا عليه من ملاذات الموتى. فإن كتب الشيعة ينتشر فيها السب والتكفير الصريح للصحابة ولأهل السنة، وحسينياتهم اليوم تعلن من مكبرات الصوت في بغداد وغيرها من المدن بسب الصحابة ولعن أمهات المؤمنين، لكننا لم نجد أحداً ينكر ذلك ويطالب الشيعة بالتبرؤ منه. ولهذا من حقنا أن نتساءل: لماذا ذلك السكوت إزاء هذه المنكرات بالأمس؟ وما السبب وراء هذا الكلام اليوم؟ وهل سيقاطعون هذا الأعرجي ويقولون له كما قال موسى عليه السلام للسامري: (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ) (طـه:97)؟ أم سنراهم بعد انتهاء الانتخابات يعودون يؤاكلونه ويشاربونه ويقاعدونه، وكأنه لم يكن من شيء؟!
هذا ما ستكشفه الأيام. وعندها سنعرف الصادقين من المزايدين.
---------------------------------------------------
(1)- الذي قاد مليشيات جيش المهدي يوم 18/7/2006 وهاجم المحمودية وقتل العديد من أبناء السنة على الهوية. 17/2/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق