2010/07/19

نجاد يستنجد بالمهدي المنتظر

حازم مبيضين

الملف نت 20-ربيع الأول-1431هـ / 6-مارس-2010م

تؤشر التصريحات التي أطلقها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأن أميركا تشكل أكبر حاجز أمام ظهور المهدي المنتظر، وأن نظام بلاده جزء من الثورة العالمية التي من شأنها التمهيد لمقدمات ظهور الإمام المنتظر، ونظر مذهبياً قائلاً إن أسباب غيبة المهدي ترجع إلى إمكانية تكرار حادثة كربلاء، وبشرنا أن العالم يستعد بسرعة لاستقبال الإمام المهدي، لكن واشنطن تشكل حاجزاً أمام ظهوره وتشكيله الحكومة العالمية.

ونجاد يؤكد علمه – وفوق كل ذي علم عليم - بأن سبب هجوم امريكا العسكري على بعض دول المنطقة هو علمهم بأنه سيظهر رجل في هذه المنطقة ليقضي على جميع الظالمين.

وبأنها تعتقد أن المهدي سوف يظهر في الشرق الأوسط ويجفف منابع الظلم الموجود في العالم، وأن الاميركيين يعلمون أن الأمة الايرانية سوف تساعد في تهيئة الأمور لظهوره وستؤيد حكمه، وهي لهذا السبب، وليس لرغبتها في امتلاك أسلحة دمار شامل تتعرض لمعاداة الغرب، ومدعياً أن لدى بلاده وثائق تثبت ذلك، لكنه لم يشأ إطلاعنا على تلك الوثائق.

الرد المذهبي أتى سريعاً من المرجع الشيعي المتنور آية الله حسين المؤيد واصفاً هذه التصريحات بأنها سفسطة سياسية تستغل الدين، وتأتي في سياق تجيير المفاهيم الدينية والمذهبية لمصالح سياسية، وأنها محاولة من النظام الايراني لتدعيم وضعه شعبياً في الداخل، وكذلك مناغاة الحس الديني لدى المسلمين من أجل الحصول على مكاسب سياسية وتثبيت نفوذ نظام الملالي في العالمين العربي والاسلامي. وطالب المؤيد المؤسسة الدينية بموقف واضح يمنع التلاعب بالقيم والمفاهيم الدينية لمصالح وأغراض سياسية.

كما رد عليه حجة الإسلام غلام رضا مصباحي مقدم قائلا إنه إذا كان احمدي نجاد يريد أن يقول ان الامام الغائب يدعم قرارات الحكومة فهذا ليس صحيحا، ومن المؤكد ان المهدي المنتظر لا يقر التضخم الذي بلغ 20% وغلاء المعيشة والكثير غيرهما من الاخطاء التي ترتكبها الحكومة، واعتبر حجة الاسلام علي اصغري انه من الافضل لاحمدي نجاد الاهتمام بمشاكل المجتمع مثل التضخم والتركيز على الشؤون الدنيوية، وعدم التدخل في الشؤون الدينية والايحاء بأن إدارة البلاد يتولاها الامام الغائب.

نجاد هذا يعتبر أن المهدي المنتظر يتابع خطواته وأن الامام أحاطه بهالة نور لدى إلقاء كلمة له أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما أثار آية الله يوسف سعاني منتقداً اللجوء المتزايد الى الخرافات، والمثير للعجب أن نجاد يعتبر أن ما يوصف بانتصارات بلاده النووية يعود إلى المهدي المنتظر ،وأن يد الإمام تُرى بوضوح في إدارة شؤون البلاد كافة، وانه فوق ذلك يدير العالم، فهل يؤمن نجاد بذلك حقاً أو أنه يرمي على ظهره بالخيبات التي ترزح تحت وطأتها الشعوب الايرانية أو أن الرجل مصاب بهلوسة ناجمة عن مرض نفسي، يصور له أن أحداً غير موجود على أرض الواقع يكلمه، ويرشده. وليكن الله في عون الشعوب الايرانية التي تحكمها مثل هذه العقلية المؤمنة بهذه الخرافات، أو تدعي لاسباب سياسية الايمان بها.

ليست هناك تعليقات: