2011/11/29
2011/10/11
سفينة "إيران" إلى أين ستأخذ شيعة الخليج
عايض بن سعد الدوسري |المصريون
قبل ما يُقارب خمسة عشر عامًا جمعتني صحبة دراسية بأحد الزملاء الشيعة. لقد كان ذكيًا ومتوقد الإيمان، وكنا نجتمع في أماكن الدراسة العامة نتبادل أطراف الحديث وأحيانًا الحوار الساخن. وبعد فترة ليست طويلة تولد بيننا نوعٌ من الألفة وبدأ يتغير موضوع الحوار من المسائل المذهبية إلى المشتركات الإنسانية. ولا زلتُ أذكر في لحظة مصارحة وصفاء منه أنه قال لي: "كُنا نُحشى بالضغينة والكراهية على وطننا "السعودية" وعلى بقية السعوديين، وفي المقابل نُملأ بالحب العميق والرغبة الجامحة والشوق العظيم إلى إيران وما فيها ومن فيها". ويقول صاحبي: "لقد تخيلت أنَّ إيران هي الدولة المؤمنة الوحيدة، التي توافرت فيها جميع عناصر دولة الهادة المهديـين، ولم يـبق إلا أن يخرج المهدي المنـتظر لتكتمل الدولة الشيعية المثالية". يقول وهو في حماسٍ شديد: "عملتُ المستحيل للسفر إلى إيران إلى درجة أنني زورتُ جوازًا لهذا الغرض". ثم يقول وهو يتنهد عميقًا: "لقد تحطمت تلك الصورة "الطوباوية" عن إيران سريعًا بمجرد وصولي إليها، حيث كَثُرَ على مسمعي ورود كلمة "يا عرب يا أنجاس"، وأنا العربي الأصيل، فتعجبتُ من كراهية الإيرانيين للعرب مع أن العرب هم معدن ومادة الإسلام، وأهل البيت هم سادة العرب. كانت تلك الشتائم الإيرانية المتكررة هي بداية إبصاري بعين العقل لا بعين المذهب والعاطفة". ويواصل مصارحته ويتابع حديثه: "ثم بدأت أبصر حالة الشعب الإيراني كيف كان غارقًا في الفقر والذل والمهانة، وفي نفس الوقت كان الشعب غارقًا في الأحلام والأوهام والوعود بقرب الظهور". يختم صاحبي كلامه بقوله: "والله لأول مرة أشعر وقتها ماذا يعني أن أكون سعوديًا".
وبعد كلام صاحبي هذا بزمنٍ سمعتُ مثل هذا الكلام كثيرًا من أبناء الشيعة العقلاء الذين رجعوا من إيران وهم في حالة صدمة من حجم الكراهية للعرب بشكل عام، ثم زادت الكراهية بعد موت المرجع آية الله "الشيرازي"، أو اغتياله كما يذكر أتباعه، وتعريته ودهس جثته، ثم سرقة جثمانه ودفنها في قارعة الطريق على يد قوات "ولي الفقيه".
كل هذا لا زلتُ أتذكره وأنا أتابع ما يجري حاليًا في مدينة "العوامية" من أحداث، وإن كانت ولله الحمد من قلة حتى الآن، إلا أنها مؤسفة مؤلمة أن تصدر عن شباب ينـتمون في أصلهم إلى هذا الوطن. وأود من مقالي هذا أن أبعث برسالتين إلى جهات عديدة، كما يلي:
أولاً: دعوة إلى شباب الشيعة أن يتعظوا من التاريخ.
أعرف –من خلال تخصصي- أن الدافع للشاب الشيعي –في الغالب- نحو التمرد والشغب يمكن في أمرين: الأول: هو الرواسب "التاريخية-الأيديولوجية" التي يتعمد بعض علماء الشيعة إبرازها على وجه الخصوص، ويتم عرضها في كل لحظة في كثير من المجتمعات الشيعية، ليتم تحويلها من مجتمعات الأصل فيها المسالمة إلى بؤر توتر ودوائر قلقة ومنغلقة تنـتظر الانفجار. أما الثاني: فهو أمر حادث مع ظهور مبدأ "ولاية الفقيه" والذي تُوج عمليًا بزعامة "الخميني" لإيران. ومنذ تأسيس دولة "ولي الفقيه" أصبحت إيران مصدرًا للتوتر والحروب والفتن في دول المنطقة، ومن المفارقات أن أول ضحية لهذه الدولة الطائفية هم أبناء الطائفة الشيعية أنفسهم.
وأصبحت هناك سياسة راسخة عند "ولي الفقيه" من أجل أطماعه التوسعية، وهي استخدام أبناء الشيعة كوقود لسياساته وأطماعه، لا يهتم بمصالحهم ولا بمنافعهم، وفي اللحظة التي يحتاج فيها أبناء الشيعة "ولي الفقيه" يتخلى عنهم بدم بارد إذا تعارض ذلك مع مصلحته. إن "ولي الفقيه" يعتبر جميع أبناء الشيعة من أبناء منطقة الخليج وغيرها مجرد قطيع يجوز التضحية بهم لأجل مصالحه، وهذا ما أكده الأمين السابق لحزب الله في لبنان "صبحي الطفيلي" حيث قال: "الإيرانيون يعتبرون أن الشيعة في لبنان مزرعة لهم"[1]. وهذه الحقيقة ليست في لبنان فقط، بل في كل دولة فيها شيعة.
وسبب الخلاف بين "صبحي الطفيلي" و"ولي الفقيه" في إيران هو اصطدام مصلحة إيران بمصلحة لبنان، حيث رفض "الطفيلي" تقديم المصلحة الإيرانية على بلده وكأنه مجرد عميل. يقول "الطفيلي": "قلت مراراً للإيرانيين لن أكون أبداً عميلاً لإيران ولسياستها"[2]. ثم يـبين أنهم رفضوه بسبب ذلك، وعينوا بدلاً عنه "حسن نصر الله". يقول "الطفيلي": "هم يفضلون الضعفاء الذين يدينون لهم بالولاء الأعمى"[3]. ثم يُعلق على قرارات "حزب الله" في لبنان بقوله: "القرار ليس في بيروت وإنما في طهران"[4].
لم يكن خوف العالم والقائد الشيعي "صبحي الطفيلي" من تبعات الولاء "لولي الفقيه" على حساب الوطن مجرد أوهام أو صراعات حزبية، بل كان عن إدراك لحقيقة مطامع وأهداف الدولة الإيرانية في المنطقة. فالناطق باسم حزب الله "إبراهيم السيد" يؤكد أنَّ مهمتهم كلبنانيين يدينون بالولاء لإيران تتمثل في أن يكون "الأساس في لبنان أن يبقى ساحةً وموقعاً للصراع"، وأن من "مصلحة الإسلام أن يكون لبنان كذلك"[5]. ثم يؤكد أنَّ هذه السياسة هي من تكريس "الأجهزة الإيرانية كافة، من حوزات قم إلى حرس الثورة، ومن الدعاة، إلى وزارة الداخلية"[6].
بل إن الأمين الحالي لحزب الله "حسن نصر الله" يؤكد تلك السياسة الإيرانية في لبنان، ويؤكد فوقها أنهم ليسوا معنيين بمصالح لبنان الاقتصادية بل بإدامة الصراع فيها، وجعل لبنان بؤرة للتدريـبات العسكرية لأبناء الشيعة من كافة الدول العربية والإسلامية، لتصدير الميليشيات لكافة تلك الدول من أجل الخروج المسلح وزعزعت الأمن والسلم الاجتماعي، وزرع الشقاق بين المسلمين. يقول "حسن نصر الله" بالحرف الواحد: "عندما يكون في لبنان مليون جائع، فإن مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية"[7].
وهذا الأمر ليس مستغربًا، لأن هذا الولاء السياسي سُبِقَ بولاء أيديولوجي، "فحسن نصر الله" يقول: "إن المرجعية الدينية في إيران تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا"[8]. ويؤكد "نصر الله" مراراً وتكراراً التزامه بمرجعية الخميني وأنه هو الإمام المطاع، فيقول: "إن الإمام الخميني من وجهة نظرنا هو المرجع الديني والإمام والمرشد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني"[9]. ويؤكد "حسين الموسوي"، وهو مسئول وقيادي بارز في حزب الله، أن مرجعية الخميني ليست روحية فقط، بل سياسية وعقائدية، فيقول: "إننا نتبع الإمام الخميني على مستوى الفكر السياسي والعقائدي والديني"[10].
ولذلك اعتبرت إيران الشيعة في سوريا وفي لبنان مجرد دمى تُديرها حسب مصالحها، ولذلك قام مرشد الثورة "علي خامنئي" بتعيـين "محمد يزبك" -الإيراني الجنسية والذي يعمل مستشارًا لحزب الله ومدرسًا بحوزة الإمام المنتظر ببعلبك- و"حسن نصر الله" وكيلين شرعيين عنه في لبنان، وهما يعينان الوكلاء من قِبَلِهِمَا في بقية المناطق[11].
وأصبحت لبنان وسوريا مرتهنة في يد "ولي الفقيه" يحركهما كيفما شاء نحو مصلحة إيران فقط، ولو على حساب احتراق لبنان وسوريا. وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الإيراني "كمال خرازي" حينما ألمح إلى نظيره السوري "فاروق الشرع" بأن مصير سوريا ولبنان أصبح مترابطًا بمصير إيران السياسي[12].
ولذلك أصبح مفهوم الأعداء أو الأصدقاء لا يُحدد حسب مصلحة لبنان أو سوريا، بل من خلال المفهوم الإيراني، فولي الفقيه هو من بيده تحديد قواعد اللعبة لحزب الله وغيره من المليشيات الشيعية. يقول "نعيم قاسم" -نائب الأمين العام لحزب الله- معترفًا بهذه الحقيقة: "الولي الفقيه يعطي القواعد العامة"، وهو الذي "يحدد الأعداء من الأصدقاء"[13].
من أجل هذا قام "ولي الفقيه" بإعداد مُعسكرات تدريب إرهابية في إيران ولبنان والعراق وسوريا، كنقاط تجمع لأبناء الشيعة المغرر بهم من كل أنحاء العالم الإسلامي، لتنفيذ الأجندة الإيرانية. يقول الجنرال "جورج كايسي"، قائد عسكري أميركي في العراق، ما نصه: "إن الإيرانيين من خلال قوات العمليات الخاصة السرية يقدمون أسلحة وتكنولوجيا قنابل، وتدريب لجماعات شيعية متطرفة في أنحاء جنوب العراق، والتدريب يجري في إيران وفي بعض الحالات في لبنان"[14]. وكذلك أكدت تقرير غربية عن ظهور ميليشيات شيعية وأنها ذات تمويل وإشراف إيرانيين مباشرين[15]. ويؤكد "حسن نصر الله" ذلك، ويقر صراحةً أن إيران هي من تدرب الكوادر الشيعة في لبنان وفي سوريا. يقول ما نصه: "أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا"[16].
كل ما مضى هو محاولة مختصرة لشرح ما عمله "ولي الفقيه" في العراق ولبنان وسوريا، وذلك لأجل أمرين اثنين: الأول كشف حجم الدمار الذي لحق بالبلدان التي خضعت لسياسة التبعية لإيران، فتم تدمريها من خلال سياسة "حرق الأتباع لبقاء المتبوع"، فكل محاولات إيران التدميرية في العراق وسوريا ولبنان، والتي يسمونها مقاومة، هي من أجل الحفاظ على كيان "ولي الفقيه". الثاني: محاولة إعطاء أبناء الشيعة في الخليج العربي الصورة الكاملة للمشهد الحقيقي، وأن بلدانهم الآمنة في الخليج يُريد لها "ولي الفقيه" أن تصبح مواضع جديدة للصراع، كي يـبقى هو المستفيد الوحيد من ذلك، ولن يهتم لو قتل آلاف الشيعة فضلاً عن أهل السنة، فلسان حاله هو: أن تبقى إيران آمنة وسالمة وليذهب أبناء الشيعة وغيرهم بعد ذلك إلى الجحيم.
ولذلك لم يستغرب المحللون والسياسيون والعقلاء ما حدث في "البحرين" وما حدث في "العوامية" وما سيحدث في "الكويت" وفي "قطر"، لا قدر الله، إن استمر تجاهل المشكلة الحقيقية. فقد تنبأ وتوقع المحللون والسياسيون والعقلاء حدوث ذلك منذ سنوات، استشرافًا للمستقبل من خلال قراءة فاحصة للماضي والحاضر، وكانت توقعاتهم أن "ولي الفقيه" سوف يـبدأ بالبحرين لأسبابٍ إستراتيجية، وفعلاً هذا الذي حدث في البحرين تمامًا.
ففي تاريخ 5/5/2006 أعرب "عدد من المثقفين والخبراء الإيرانيين" أن إيران في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية، ستقوم ببعض الخيارات من أجل تشتيت المجتمع الدولي، ومنها: استخدام عمليات الاغتيال والاختطاف، واستخدام "حزب الله" في لبنان، وتخريب الوضع العراقي[17].
وأكد "وليد جنبلاط" بتاريخ 2/5/ 2006 أن الإستراتيجية الإيرانية تقوم على إشعال حروب في المنطقة العربية بعيدة عن حدودها، والهدف من ذلك رسالة للغرب على مدى قدرتها على التحكم في مصير المنطقة. وأكد كذلك أن المشروع الإيراني المتمثل في تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكل خطرًا على السعودية[18].
وذهبت الكاتبة "هدى الحسيني" بتاريخ 12/2/2006 إلى أن إيران سوف تتوقى الضغوط عليها بتفجير الوضع في "البحرين" لأنها الساحة الأخصب لإيران لفتح جبهات أخرى للقتال[19].
إذن، نحن أمام مشروع إيراني واضح المعالم، لضرب المنطقة بكل من فيها وما فيها، لحساب مصلحة إيران الخاصة، ووقودها في ذلك هم بعض أبناء الشيعة الذين ينخرطون بولاء صادق وإيمان عميق "بولي الفقيه" وبالمرجعية الإيرانية.
وهنا أود أن أتوجه إلى أبناء الشيعة في السعودية على وجه الخصوص بهذا السؤال، وهو: هل ترغبون في أن تتحول مناطقكم إلى بؤر صراع وقتل واضطراب دائم كما ترغب إيران؟ هل تقدمون مصلحة إيران على مصلحة بلدانكم وأهلكم؟
إن الولاء لإيران لا يجتمع أبدًا مع الولاء لبلدكم، وإن رفع أعلام "حزب الله" أو صور "ولي الفقيه" تُنافي أقل مقدار من الولاء لبلدكم، لأنه لا يخفى –للأسف الشديد- مدى الكراهية والعداء الذي يُكنه "ولي الفقيه" لبلدانكم، وما حصل من أحداث في "البحرين" أو "العوامية" ليس وليدة اليوم، بل هو مخطط إيراني لزعزعة أمن الخليج بمن فيه شيعة وسنة.
هل تريدون أن تجربوا تجربة سبق وأن قام بها أصحابها سنين طويلة ثم فشلوا وخسروا أرواحهم وأموالهم وأهليهم ظنًا منهم أنهم يقومون بخدمة لدينهم وهم في الحقيقة يُحرقون أنفسهم من أجل أطماع "ولي الفقيه" الفارسي.
وإذا أدرتم أن تتعظوا، فاتعظوا بمن سبقكم، وهو أذكى وأعلم وأعرف منكم، حيث سلك نفس سبيلكم اليوم، وبعد سنوات طويلة لم يجد إلا الخسران والخيانة والنكران. وإذا كنتم قد اغتررتم بما يقوله لكم الآن المرجع آية الله "محمد تقي المدرسي"، فهو الرجل المخادع نفسه الذي غرر بشباب الشيعة قبل سنوات، ولم يجدوا منه إلا الثمار المرة. وكذلك لا تغتروا بخطيبٍ جاهل أرعن يحضكم على الإرهاب والفتنة، وهو أول من يهرب ويختفي عند المواجهة.
إن كنـتم لا تقدرون على أن تتذكروا ما جرى قبل سنوات، فلندع أحد أبناء الشيعة السعوديين يروى لكم قصته وتجربته المرة لكم بكل صدق وصراحة، بعد أن سلك سبيلكم هذا منذ سنوات، ولم يحصد إلا الخيانة والغدر ممن زج به في هذا المعترك الخطير.
فأنتم تعرفون جيدًا الأستاذ "عادل اللباد"، وتذكرون تاريخه بشكل ممتاز، وقد ألف كتابًا مهمًا وهو "الانقلاب: بيع الوهم على الذات" يحكي لكم عن تجربته قبل سنوات.
فقد ذكر "عادل اللباد" أنه في أحداث (1400هـ) في الشرقية كان من الشعارات التي كان يرددها الثوار الشيعة، ما يلي: "نحن جنودك يا إمام، خميني خميني... نحن فداك يا إمام، خميني خميني"[20]. وشعار: "يا خالد شيل إيدك ... ترى الشعب ما يريدك". يقصدون الملك خالد رحمه الله.
ويذكر "عادل اللباد" أن سفير "دولة ما!" لم يسمها، سهل له تزوير جواز سفر، كي يسافر إلى إيران. ثم أخذ "اللباد" يشرح بعد ذلك كيف انتقلوا إلى إيران عبر سوريا، وانضموا لمركز تدريب عسكري تابع للمرجع "محمد تقي المدرسي"، حيث أكد "عادل اللباد" أن "المدرسي" هذا كان هو المسؤول هناك عن الحركات الشيعية في السعودية والكويت[21].
ويواصل "عادل اللباد" سرد ذكرياته فيذكر أن الشيعة المغرر بهم كانت أعمارهم حين نقلوا من سورياً إلى إيران للتدريب تتراوح بين (12-25) سنةً. ويذكر أنهم التحقوا بمعسكر كانت أعمار الأفراد فيه تتراوح بين (12-38)، ويذكر أنه نشأت علاقات غرامية بين بعض أفراد المعسكر[22].
ويؤكد "عادل اللباد" أنه ومن كان معه من الشيعة السعوديين في إيران كانوا يتلقون تدريباً عسكرياً، على استعمال السلاح، وتصنيع المتفجرات، وتكتيكات الاقتحام، واستعمال قذاف (الآر بي جي)، وكذلك على الكاراتيه والتاكوندوا، ويدرسون تاريخ المنظمات الثورية، مثل منظمة بادر ماينهوف، والألوية الحمراء، وعمليات كارلوس في عالم الاختطاف والقتل، ولشدة هذه التدريبات، فقد لقي بعضهم حتفه فيها[23].
ويواصل "عادل اللباد" حديثه فيذكر كيف أن بعضهم فكر في ترك التدريب والعودة للبلد، بعدما رأى المشاق وصعوبة احتمال التدريبات العسكرية الجادة. لكنه يذكر أن نظرة المجتمع لمن يعود نظرة حارقة، فكانوا يسمونه "متراجع"، وينظر إليه أشد من النظرة إلى من يفر يوم الزحف، فيشنع عليه في الأصقاع بطريقة لا يدرك شدتها من لم يجربها[24].
ويذكر "عادل اللباد" كيف كان "هادي المدرسي" -الأخ الأصغر لمحمد تقي المدرسي- يحاضر فيهم ويحرضهم على الإرهاب، وكيف كان يقول: "لا بديل عن السلاح"، "نحن لا نريد إسلام الأرانب، بل إسلام الأسود"[25].
ويـبين "عادل اللباد" طريقة تدريبهم على السمع والطاعة المطلقة للقيادة، وكيف كانت دون نقاش، ويحكي كيف قام مدربهم يوماً بتقسيمهم إلى صفين متقابلين، ثم أمر أحد الصفين أن يصفع كل واحدٍ منهم من يقابله في الصف الآخر بكل ما أوتي من قوةٍ، من غير أن يـبدي الطرف المصفوع أدنى معارضةٍ أو حركةٍ. ثم ينصرف الجميع وقد احمرَّت وجوههم من وقع الصفعات عليها[26].
ويستطرد "عادل اللباد" فيحكي كيف دخل عليهم ثلاثة من المدربين، في ليلة شديدة البرودة، وقالوا لهم: "وقوف يا تنابلة"، ثم أمروهم بخلع ملابسهم، والانبطاح على الأرض، ثم انهالوا عليهم ضرباً بأسلاك كهربائية، فجعلوا يتلوون على الأرض من الألم. ثم بعدما أشبعوهم ضرباً، وبعدما احمرت ظهورهم واسودت، أخبروهم أن هذا العذاب هو ما يلاقيه زملاؤهم في السجون و المعتقلات[27].
ويحكي "عادل اللباد" طائفة من الأهازيج والشعارات التي يرددونها في ذلك الوقت، ومنها: "ياطالب يا ابن المقرودة...بيع كتبك واشتر بارودة"[28]. وقولهم: "عيدي اليوم عيدي...كلاشنكوف بيدي...كلنا رجال مستعدة للقتال وحنا ارجال....يا ابو صالح –المهدي المنتظر- لا تحزن وحنا ارجال"[29]. ومن أناشيدهم في معسكرات إيران هذه المقطوعة:
"يا شعبنا هز البارود يا شعبنا..يا شعبنا
سمِّع الدنيا هذا صوت ارصاصنا..ارصاصنا.
أبداً ما نرمي سلاحنا من يدِّنا...من يدِّنا.
ألا بعد ما نحررك يا بلادنا...يا بلادنا.
إذا جاء يومٌ وقيل السلاح...تهلل وجهي وقلت نعم.
مدرسي مدرسي جهادك رمز لنا.
مدرسي مدرسي جهادك رمز لنا.
مدرسي مدرسي قيادة وقوة لشعبنا.
مدرسي مدرسي قيادة وقوة لشعبنا.
يا صفار عود عود...خلصنا من آل سعود.
يا صفار عود عود ...خلصنا من آل سعود.
القدس تلعن اليهود ... والكعبة تلعن آل سعود"[30].
ويذكر "عادل اللباد" كيف كان "حسن الصفار" يزورهم، ويحثهم على الصبر والاستمرار في التدريب، وطاعة أوامر القيادة[31].
ويحكي "عادل اللباد" كيف كان المسؤولون عن التدريب يأمرون (كميل) أحد المتدربين، ليحكي لهم رؤيا منامٍ كرره عليهم مراتٍ ومراتٍ، رأى فيها الإمام المهدي يحمل سيفاً يقطف به رؤوس من حوله، وكيف كانت العمائم تتهاوي صفاً صفاً من غير أن ينطق أحدٌ ببنت شفة، حتى وصل إلى "المدرسي" فاقترب منه، ثم رفع السيف، وأهوى به على من يليه، فتهلل وجه المدرسي ضياءً ونوراً، في حين استمر الإمام المهدي "في جز الأعناق حتى تكومت كالتلال في بحر من الدم القاني"[32].
ويذكر "عادل اللباد" عن تاريخه في المعسكرات الإيرانية كيف كانوا يتدربون على الرمي، وقد وضعت لهم أهداف من خشب تجسد حكام العرب[33].
ولعل من أخطر ما يذكره "عادل اللباد" هو ما نصَّ عليه من أنهم في تلك البرامج التدريبية، تلقوا "دروساً تدخل في حيز غسل العقول بماء الطاعة والولاء للقيادة الربانية المتمثلة في آية الله محمد تقي المدرسي"[34].
ويحكي "عادل اللباد" فصلاً جديداً من طريقة تدريبهم على الطاعة المطلقة للولي الفقيه، فيذكر كيف أنهم ذات صباح، وحين وضع إفطارهم بعد جوعٍ شديدٍ إثر أداء تمارين الصباح الشاقة، دخل عليهم أحد المدربين قبل أن يشرعوا في تناول طعامهم، فخطب فيهم عن أن أهم ما يميز "المقاتل الرسالي –بعد إيمانه بالله-، هو الطاعة في كل الظروف" ثم بعد حديث عن منزلة الطاعة، وبعدما ذكر لهم قصة طالوت وجنوده، وكيف نهاهم عن شرب الماء، فأطاعته طائفة، وعصته أخرى، بعد ذلك: رفع كيساً كان بيده، ثم استخرج منه ضفدعاً بحجم قبضة اليد، أخضر اللون، مع خطوط سوداء، يتصبب لزوجةً وقذارة، ثم صاح فيهم: "من منكم يمثل الفئة التي لم تشرب الماء؟" ففهم الجميع أنه يريدهم أن يضعوا الضفدع في أفواههم ويمضغوه. فقفز أحد الجنود مبادراً معلناً موافقته، ودون تردد وضع الضفدع في فمه، ثم أخذ يضغط عليه ويلوكه بأسنانه، ثم استوقفه المدرب كي يبقي لزملائه بقية، فأخرج الضفدع من فمه، ودفعه لمن بعده، وهكذا تنقل الضفدع بين الأفواه. ويذكر هنا كيف أن بعضهم تقيأ وتذمر. لكن كل ذلك ذهب أدراج رياح الحماس[35].
وبعد تلك التضحية من بعض أبناء الشيعة السعوديين في سبيل ولائهم "لولي الفقيه" ولدولة إيران، ماذا حدث لهؤلاء المغرر بهم؟
يحكي "عادل اللباد" كيف أن الوضع السياسي تغير عليهم في إيران، بعد صفقة "إيران غيت" والتي تسلمت فيها إيران "أسلحة أمريكية" عن طريق "إسرائيل"، وبعدها تم التضييق على المتدربين في المعسكرات داخل إيران، وتمت تصفية "مهدي الهاشمي" المسؤول عن الجناح الثوري لحركات التحرر في إيران، وابتدأت تصفية مجموعة من المعسكرات التدريبية شيئاً فشيئاً، وكأن هذا كان من "بنود الصفقة"، ثم يحكي كيف أن المتدربين تشردوا ما بين الهند، وسوريا، ثم قطعت عنهم المعونات المالية التي كانت تصرف لهم، فعانوا من الحرمان والعوز إضافة لمشكلة الغربة. ثم يحكي كيف تأثر وضعهم بتوتر العلاقة بين "الخميني" و"الشيرازي"[36].
ثم يحكي "عادل اللباد" كيف أن قياداتهم (توفيق السيف، حمزة الحسن، حسن الصفار، جعفر الشايب، عيسى المزعل، صادق الجبران، محمد المحفوظ، موسى بوخمسين) منذ عام (1404هـ) بدأوا يراجعون أنفسهم، بعدما أدركوا عجزهم وفشل مشروعهم، لكنهم لم يستطيعوا تغيير منهجهم في فورة الثورة الإسلامية والحرب العراقية الإيرانية. لكنهم بعد عام (1408هـ)، وبعد نهاية الحرب، بدأ خطاب قياداتهم يتغير[37].
ثم يواصل "عادل اللباد" حكاية معاناتهم مع قياداتهم الثورية فيذكر كيف وقعت خلافات حول "الأموال التي تجبى من شيعة السعودية"، وكيف اعترض قيادات المعارضة الشيعية السعوديين، على فتح حسينية الإمام علي في البحرين، كغطاء لاستقبال تبرعات الشيعة السعوديين[38]. وينقل "عادل اللباد" أن "حسن الصفار" كان يقول لهم: "لدينا رصيد رهيب في أوروبا"[39].
ويتذكر "عادل اللباد" بحرقة شديدة قرار حل الحركة الذي اتخذته القيادة بطريقة منفردة، والدخول في مفاوضات للعودة إلى وطنهم السعودية. ويذكر "عادل اللباد" بألم كيف ضاعت تضحياته وتضحيات غيره سدى، ويذكر الآلام التي عانها الأفراد في سبيل دعم الحركة، حتى إن منهم من كان يتبرع بنصف دخله لهم، ثم في النهاية تم بيع قضيته نظير صفقة سياسية، بين إيران من طرف وأمريكا وإسرائيل من طرف آخر، ثم بين قيادات الثورة والحكومة السعودية ثانياً. وينقل عن توفيق السيف أمين عام حركتهم قوله بلا مبالاة: "لا يجوز لأحدٍ محاسبتنا"[40].
وأخيرًا ينقل "عادل اللباد" عن "حسن الصفار" قوله: "نحن لا نمانع أن يـبقى أحدٌ في الخارج، وسوف ندعمه. فقد جاء لنا (حزب الله الحجاز)، محتجاً على نزولنا. فقلنا: ابقوا أنتم في الخارج معارضة، ونحن في الداخل، لتتوحد الجهود في سبيل الحصول على حقوقنا. فما هي إلا أيام حتى سبقونا في العودة إلى البلد"[41].
وبعد هذه التضحيات من الشباب المغرر بهم من الشيعة تم بيعهم أو قتلهم من قبل إيران بدم بارد، وكذلك تم التضحية بهم من قبل قيادات الثورة المزعومة مقابل مطامع دنيوية ومبالغ مالية، وتبخرت كل الأحلام بالمهدي ودولته بتعاون إيران مع إسرائيل وأمريكا.
فهل يعيد التاريخ نفسه؟
فالمدعو "محمد تقي المدرسي" هو الشخص نفسه الذي يعيد اليوم لعب دوره بالأمس، من تحريض شباب الشيعة في البحرين والسعودية على الخروج والثورة وتكفير المسلمين. وأنتم أيضًا تشاهدون وتلاحظون أن نفس شعارات الأمس تُردد اليوم لكن الأسماء تغيرت، فقد سمعتُ بأذني في أحداث "العوامية" بعض المغرر بهم من أبناء الشيعة يردد: "ارحل يا محمد بن فهد.. أحنا ما ننذل بهالبلد". وهو نفس الشعار الذي أمركم به آية الله "المدرسي" وسمعتُه بنفسي يقول لكم رددوا هذه الشعارات.
و"محمد تقي المدرسي" هو الشخص المخادع صاحب المعسكرات الإيرانية، الذي يقوم بنفس الدور الإجرامي، فقد سمعتُه بنفسي في هذه الأحداث يصف أسر الحكم في الخليج بأنها "فاجرة فاسقة متخلفة"، ويصف السعوديين على وجه الخصوص بأنهم "أحفاد بني أمية"، وهذه أشارة خطيرة إلى تكفير الشعب السعودي واستباحة دمه، لأن الأمويين عند الشيعة "نواصب" حلال دمهم وعرضهم ومالهم. وقد سمعتُ أيضًا "محمد تقي المدرسي" قبل يومين في بيان على قناة "أهل البيت" يأمر الشيعة بالثورة والتمرد والخروج في وجه القوات السعودية. وقد قرأتُ قبل يومين كذلك البيان الصادر من "المشاغبين" في "العوامية" يصفون أنفسهم ومن قام بالشغب بأنهم "جنود خبير"، وهذا فيه إشارة إلى أنهم في معركة مع اليهود، أي أن الشعب السعودي هم اليهود!
والسؤال: هل سيتعظ أبناء الشيعة في الخليج عمومًا وفي السعودية خصوصًا بما مضى؟ أم أنهم يريدون أن يجربوا الاحتراق بنار إيران والقيادات الثورية بأنفسهم؟
أتمنى من أبناء الشيعة في الخليج العربي أن يتمعنوا في هذا الكلام جيدًا، وأن يتقبلوا الحق بصرف النظر عن قائله هل هو على نفس المذهب أو على خلافه، فالحق أصيل، والرجال يُعرفون بالحق كما رُوي عن علي رضي الله عنه.
ثانياً: دعوة إلى حكام الخليج إلى العمل الفكري.
هذه الرسالة الثانية أخص بها حكام الخليج، وعلى وجه الخصوص ولاة الأمر في السعودية –وفقهم الله لخدمة دينه- وأقول لهم: إن الحلول السريعة أو المؤقتة ليست علاجًا للمرض، بل مسكنات مرحلية، لكن المرض لا يزال يمد جذوره بعمق، حتى يميت الجسد. وكذلك فإن الحلول الأمنية ليست وحدها كافية، خصوصا أننا –ولله الحمد- أمام تجربة ناجحة وفريدة في السعودية في مكافحة الإرهاب تعتمد بعد الله على عمل فريد متوازن بين "الفكر" و"الأمن"، ولولا الله ثم العمل الفكري مع الأمني لما تم القضاء على الإرهاب.
إننا هنا نواجه إرهابًا آخر، وعبثًا آخر، المسكنات غير مجدية، ووضع الرأس في التراب أيضًا غير مجدي، لأن غيرك يعمل ويجند جنوده في كل لحظة. والحل الأمني وحده لا يجدي كذلك، والتنازلات لا تجدي، بل قد تفهم بشكل عكسي، ومن القواعد المهمة في العمل السياسي: "أن الضعف يحرض عليك الآخرين".
إن أخطر أنواع الضعف الذي قد تُصاب به أي دولة هو الضعف الفكري، وهذا بدوره سيحرض جميع أشكال وأنواع الأفكار الأخرى المعادية لاختراق نطاقنا الفكري ومنظومتنا الأمنية، لتفقد المنظومة تماسكها وجوهريتها، وجاذبيتها وقوتها. وكما أن الأحداث الإرهابية التي حدثت في السعودية سُبِقت باختراقٍ فكريٍ خارجي وافد، وتم تجنيد مئات الشباب في هذا المسلك الإرهابي، عن طريق إقناعهم بواسطة الفكر أو "القوة الناعمة للتكفيريين"، ومن ثَمَّ أثاروا القتل والدمار أينما حلُّوا، وكانت بدايتهم مجرد فكرة، كذلك الأحداث اليوم في "العوامية" هي في أساسها فكرية أولاً ثم لما أهمل التعامل معها فكريًا تطورت من فكرة إلى عمل كما يقول ذلك "فرانك أنلو" في كتابه "القيادة والتغيير". وإن إهمال المواجهة الفكرية اليوم يهدد ديننا وأمننا الفكري ووطننا، فبالفكرة وحدها يمكن اختراق أقوى الأنظمة كما يقول "جوزيف ناي" -مدير مجلس المخابرات الوطني الأمريكي- في مؤلفه "القوة الناعمة".
إن الحل هو في عمل فكري كبير ومنظم ومدعوم يواجه العمل الفكري الذي تقوم به "الدولة الأجنبية"، التي تمتلك وتمول وتدعم أكثر من (40) قناة فضائية، وتملك وتدعم مئات المواقع الضخمة على الشبكة العنكبوتية، ولها عشرات الآلاف من المندوبين والمبلغين والمبشرين، وعندها مئات المراكز الناشطة، وعشرات المراكز البحثية، وفي المقابل لا يوجد شيء من ذلك ألبتة في دول الخليج مجتمعة.
إن الأفكار التي تبثها "الدولة الأجنبية" مثل "أحلام المهدي" أو فكرة "313" أو فكرة "مقتل حاكم خليجي"، أو غير ذلك من الأفكار ذات الطابع الثوري أو الانفصالي، أو بث الكراهية والأحقاد في المسيرات الفكرية المعبأة والملغمة، إذا لم يُلتفت إليه فكريًا فسوف تصنع أفعلاً وأحداثًا، لأن جاذبيتها على الطرف المستعد للإيمان بها كبير، ومن ثم يسهل على "الدولة الأجنبية" –كما يقول"جوزيف ناي"- أن تستغل جاذبيتها الفكرية وتسخير ذلك لزيادة إمكانية اختراقها والتأثير عليها.
إن عدم الاهتمام بهذا الجانب وتجاهله يُعد بكل وضوح تضحية بجيل يمكن أن يُغرر به ويفقد ولاءه، والاستهانة بقناة فضائية أو مركز فكري أو عالم ديني يوجه رسائل ثورية؛ خطأ فادح وكبير، لأن"الأفكار الفلسفية التي يطرحها أستاذ من مكتبه الهادئ قادرة على إبادة حضارة بكاملها" كما قال الألماني "هاينه". وحقيقة الأمر كما ذكر ذلك "روبرت رايلي"، مدير إذاعة صوت أمريكا، هي: "أن الحروب تخاض ويتم فيها تحقيق النصر أو الهزيمة في عقول الناس، قبل وقت طويل من بلوغها نهايتها في ميدان قتال بعيد". وإهمال الأفكار المخالفة دون تصدٍّ لها "يكسبها قوة كاسحة، لا يمكن مقاومتها أو كبحها، تفرض على أعداد هائلة من البشر"، كما يقول الباحث الغربي "إيزايا برلين".
فحينما تدعم إيران والمرجعيات الموالية لها عشرات القنوات الفضائية لبث الكراهية والإرهاب، ونشر التشيع، وطباعة الكتب بالآلاف بل بالملايين، وتوزيع الأشرطة، وإقامة المؤتمرات ومراكز البحث العلمي بالعشرات، لا تجد من يقابل مشروعها الفكري بأقل القليل.
وحينما يقوم مركز فكري إيراني متخصص مثل مركز "الدراسات العقدية" بإيران، بنشاطات التجسس في الخليج وتجنيد من يسميهم "المستبصرين" أو "المبلغين"، فإنه لا يوجد مركز خليجي واحد يرصد ذلك ويتابعه فكريًا.
وحينما يقوم في إيران مثل "محمد تقي المدرسي" منذ عقود بعمل مكثف للدعوة إلى الإرهاب والتمرد والخروج المسلح، وفتح معسكرات إرهابية لتدريب المتطوعين على الاغتيالات والقتل والتفجير، ثم هو اليوم من إيران وكربلاء يكرر عمله في أحداث "البحرين" و"العوامية"، ويدعو للإرهاب والفتنة، ويبث أشرطته، ويُلقي كلماته عبر قنوات الشيعة ومنها قناة "أهل البيت"، ويطبع كتبه وأبحاثه، ويوجه دعوات صريحة وتحريضية على العنف، ومع ذلك لم يُتَخَذ بحقه أي إجراء قانوني، بل ولم يتم دراسة مشروعه الفكري وأهدافه من قبل مركز مختص.
وحينما يقوم عالم ديني آخر في إيران وهو "علي الكوراني" ويـبث أفكارًا دينية متطرف يُـبشر فيها بقرب مقتل حاكم خليجي، كما في كتابه (عصر الظهور)، لا يُحاسب قانونيًا ولا يواجه فكريًا، مع أن تلك الأفكار خطيرة جدًا. ويجب أن لا يُستهان بهذه الأفكار التي يروجها القادة في إيران، فعن طريقها تمرر المشاريع السياسية المشبوهة. "فعلي الكوراني" حين يسرد في كتابه بشارات وعلامات خروج مهدي الشيعة، ويسرد مجموعة روايات، منها مقتل شخص اسمه "الملك عبدالله" في الحج وفي عرفات، ماذا يريد، وماذا يقصد، ولأي شيء يهدف؟
ولتتضح الصورة أكثر، فقد ذكر روايات كثيرة منها: ما ينسبون إلى جعفر بن محمد أنه قال: "من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم. ثم قال: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعدة على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله. ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام. فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا". ثم يتحدث "الكوراني" بهذه الأمر على القنوات الشيعية بلغة تحريضية واضحة على الاغتيال والإرهاب، ثم يؤكد في كتابه أنَّ: "عبد الله آخر من يحكم الحجاز"، ثم يقول إن الروايات "تكاد تكون متواترة بأن ظهور المهدي عليه السلام يكون على أثر موت حاكم أو ملك أو خليفة واختلاف على من يكون بعده وحصول أحداث داخلية و فراغ سياسي في الحجاز" [42].
ثم يقوم شيوخ الشيعة بترويج مثل هذه الشائعات الخطرة، مثل الشيخ "فارس فقيه" حيث يقول: "تشير الرواية إلى أن آخر حكام الحجاز هو الملك عبدالله، وأن الأسرة الحاكمة ستختلف من بعده على غرار الخلاف الذي حصل في الكويت"[43]. ويقول الشيخ "ماجد المهدي" ما نصه: "ستكون هناك حالة فراغ سياسي في ذلك الوقت بعد موت ملك و اسمه (عبد الله) ونحن نعرف إن الأمير عبد الله هو ولي العهد في السعودية اليوم وأن مسالة تسلمه الحكم أصبحت مسألة وقت. وقد ذُكر عن الإمام الصادق "من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم المهدي، أما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد" [44].
أقول: إن أخطر ما في هذا الأمر أن زعماء وساسة الشيعة، الموجود معظمهم في إيران، يوظفون تلك الروايات المكذوبة على أرض الواقع، ويحمسون ويشجعون أتباعهم ومن يواليهم على تحقيقها من أجل تعجيل خروج المهدي. وقد ثبت أنه في منتصف عام 2004، وتحديداً في 18 يونيو/ حزيران، حينما اندلعت في اليمن "فتنة الحوثي" بقيادة "حسين الحوثي"، والتي كبدت اليمنيين الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، كان وراءها دعماً إيرانيا لوجستياً، ووجدوا أوراقاً ووثائق إيرانية تثبت ذلك، وقد سبق ذلك بثٌ لأفكارٍ مشابهٍ نص فيها "علي الكوراني" على أن "الحوثي" هو الزعيم اليماني الذي بشر به الأئمة. وهذا اليماني هو من يعتقدون أنه سيساعد المهدي في إسقاط حكام الحجاز.
ويقول مؤلف كتاب "الحرب في صعدة": "لم يظهر التعصب المذهبي إلى أن ذهب حسين الحوثي مع والده إلى إيران وأقاما هناك عدة أشهر، ثم قيامه بزيارة حزب الله في لبنان، ثم قدوم مجموعة من الشيعة العراقيين إلى مراكزه التي أقامها، للتدريس فيها، وقد أدّى ذلك إلى التأثير عليه وعلى أتباعه".
ولذلك، فإن ما تعمله إيران في العراق والبحرين وسوريا ولبنان واليمن والعوامية وغيرها من المناطق هو استهداف بالدرجة الأولى لدول أهل السنة وعلى رأسها السعودية، وطبقاً لقول مسئول رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية، فإن "إيران تعتبر السعودية هي منافسها الرئيسي ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم الإسلامي ككل، ومن ثم فإن عملياتنا في العراق وفي الخليج تمثل وسائلنا الأساسية لموازنة ذلك"[45].
إن إيران لديها الاستعداد أن تحرق جميع أبناء شيعة المنطقة لتحقيق توسعها ونفوذها، وذلك من خلال مشروعها الفكري التبشيري، وقد بذلت لذلك عشرات القنوات والمراكز والصحف ومواقع الإنترنت، واستخدمت علماء الشيعة القابعون عندها لترويج الشائعات والأساطير والخرافات التي تبث الفتن والبلبلة بين أبناء الشيعة أنفسهم وبينهم وبين أهل السنة الذين يعيشون معهم بسلام ووئام في الخليج العربي.
والسؤال الأخير والمهم: هل سيوجد هناك مشروع أو برنامج فكري يواجه المشروع الفكري الإيراني، لحماية أبناء الوطن، سنة وشيعة؟
أتمنى أن لا يطول الانتظار، في وقتٍ يعمل من يريد بالبلاد السوء ليل نهار!
التوثيقات والمراجع:
(1) مقابلة معه في صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م.
(2) مقابلة معه في صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للإنباء تاريخ 25/9/2006م.
(3) نفس المصادر السابقة.
(4) نفس المصادر السابقة.
(5) انظر: دولة حزب الله، ص 336.
(6) انظر: الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، (ص 104) الطبعة الأولى، 1996م
(7) جريدة النهار، 27/1/1986م.
(8) مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15- 16.
(9) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.
(10) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.
(11) جريدة السفير اللبنانية، 18/5/1995م.
(12) جريدة الأنباء- العدد: (8302) 14/2/1420هـ .
(13) مجلة المجلة 29 /4/2006م.
(14) رويترز 23/6/2006م
(15) الوطن العربي - 26/5/2006 م
(16) مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.
(17) الوطن العربي 5/5/2006 م.
(18) جريدة القبس 2/5/2006 م.
(19) صحيفة الشرق الأوسط 12/2/2006م.
(20) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 36 .
(21) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 117 .
(22) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 231 .
(23) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 140، 186، 189، 233.
(24) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 144.
(25) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 145.
(26) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 177.
(27) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 208.
(28) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 180.
(29) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 186.
(30) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 190.
(31) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 213 و223.
(32) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 218.
(33) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 220.
(34) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 226.
(35) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 248.
(36) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 255.
(37) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 356.
(38) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 356.
(39) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 396.
(40) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 370.
(41) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 399.
(42) دراسة أولية لعلامات الظهور- آية الله علي الكوراني.
(43) كتاب العلامات الكبرى لظهور الإمام المهدي تأليف: فارس فقيه -لبنان.
(44) كتاب الإمام المهدي -ماجد المهدي.
(45) بحث نشره مركز الدراسات السياسية والدولية بواشنطن دي سي، وقد ترجمها إلى العربية محمد عباس ناجي.
قبل ما يُقارب خمسة عشر عامًا جمعتني صحبة دراسية بأحد الزملاء الشيعة. لقد كان ذكيًا ومتوقد الإيمان، وكنا نجتمع في أماكن الدراسة العامة نتبادل أطراف الحديث وأحيانًا الحوار الساخن. وبعد فترة ليست طويلة تولد بيننا نوعٌ من الألفة وبدأ يتغير موضوع الحوار من المسائل المذهبية إلى المشتركات الإنسانية. ولا زلتُ أذكر في لحظة مصارحة وصفاء منه أنه قال لي: "كُنا نُحشى بالضغينة والكراهية على وطننا "السعودية" وعلى بقية السعوديين، وفي المقابل نُملأ بالحب العميق والرغبة الجامحة والشوق العظيم إلى إيران وما فيها ومن فيها". ويقول صاحبي: "لقد تخيلت أنَّ إيران هي الدولة المؤمنة الوحيدة، التي توافرت فيها جميع عناصر دولة الهادة المهديـين، ولم يـبق إلا أن يخرج المهدي المنـتظر لتكتمل الدولة الشيعية المثالية". يقول وهو في حماسٍ شديد: "عملتُ المستحيل للسفر إلى إيران إلى درجة أنني زورتُ جوازًا لهذا الغرض". ثم يقول وهو يتنهد عميقًا: "لقد تحطمت تلك الصورة "الطوباوية" عن إيران سريعًا بمجرد وصولي إليها، حيث كَثُرَ على مسمعي ورود كلمة "يا عرب يا أنجاس"، وأنا العربي الأصيل، فتعجبتُ من كراهية الإيرانيين للعرب مع أن العرب هم معدن ومادة الإسلام، وأهل البيت هم سادة العرب. كانت تلك الشتائم الإيرانية المتكررة هي بداية إبصاري بعين العقل لا بعين المذهب والعاطفة". ويواصل مصارحته ويتابع حديثه: "ثم بدأت أبصر حالة الشعب الإيراني كيف كان غارقًا في الفقر والذل والمهانة، وفي نفس الوقت كان الشعب غارقًا في الأحلام والأوهام والوعود بقرب الظهور". يختم صاحبي كلامه بقوله: "والله لأول مرة أشعر وقتها ماذا يعني أن أكون سعوديًا".
وبعد كلام صاحبي هذا بزمنٍ سمعتُ مثل هذا الكلام كثيرًا من أبناء الشيعة العقلاء الذين رجعوا من إيران وهم في حالة صدمة من حجم الكراهية للعرب بشكل عام، ثم زادت الكراهية بعد موت المرجع آية الله "الشيرازي"، أو اغتياله كما يذكر أتباعه، وتعريته ودهس جثته، ثم سرقة جثمانه ودفنها في قارعة الطريق على يد قوات "ولي الفقيه".
كل هذا لا زلتُ أتذكره وأنا أتابع ما يجري حاليًا في مدينة "العوامية" من أحداث، وإن كانت ولله الحمد من قلة حتى الآن، إلا أنها مؤسفة مؤلمة أن تصدر عن شباب ينـتمون في أصلهم إلى هذا الوطن. وأود من مقالي هذا أن أبعث برسالتين إلى جهات عديدة، كما يلي:
أولاً: دعوة إلى شباب الشيعة أن يتعظوا من التاريخ.
أعرف –من خلال تخصصي- أن الدافع للشاب الشيعي –في الغالب- نحو التمرد والشغب يمكن في أمرين: الأول: هو الرواسب "التاريخية-الأيديولوجية" التي يتعمد بعض علماء الشيعة إبرازها على وجه الخصوص، ويتم عرضها في كل لحظة في كثير من المجتمعات الشيعية، ليتم تحويلها من مجتمعات الأصل فيها المسالمة إلى بؤر توتر ودوائر قلقة ومنغلقة تنـتظر الانفجار. أما الثاني: فهو أمر حادث مع ظهور مبدأ "ولاية الفقيه" والذي تُوج عمليًا بزعامة "الخميني" لإيران. ومنذ تأسيس دولة "ولي الفقيه" أصبحت إيران مصدرًا للتوتر والحروب والفتن في دول المنطقة، ومن المفارقات أن أول ضحية لهذه الدولة الطائفية هم أبناء الطائفة الشيعية أنفسهم.
وأصبحت هناك سياسة راسخة عند "ولي الفقيه" من أجل أطماعه التوسعية، وهي استخدام أبناء الشيعة كوقود لسياساته وأطماعه، لا يهتم بمصالحهم ولا بمنافعهم، وفي اللحظة التي يحتاج فيها أبناء الشيعة "ولي الفقيه" يتخلى عنهم بدم بارد إذا تعارض ذلك مع مصلحته. إن "ولي الفقيه" يعتبر جميع أبناء الشيعة من أبناء منطقة الخليج وغيرها مجرد قطيع يجوز التضحية بهم لأجل مصالحه، وهذا ما أكده الأمين السابق لحزب الله في لبنان "صبحي الطفيلي" حيث قال: "الإيرانيون يعتبرون أن الشيعة في لبنان مزرعة لهم"[1]. وهذه الحقيقة ليست في لبنان فقط، بل في كل دولة فيها شيعة.
وسبب الخلاف بين "صبحي الطفيلي" و"ولي الفقيه" في إيران هو اصطدام مصلحة إيران بمصلحة لبنان، حيث رفض "الطفيلي" تقديم المصلحة الإيرانية على بلده وكأنه مجرد عميل. يقول "الطفيلي": "قلت مراراً للإيرانيين لن أكون أبداً عميلاً لإيران ولسياستها"[2]. ثم يـبين أنهم رفضوه بسبب ذلك، وعينوا بدلاً عنه "حسن نصر الله". يقول "الطفيلي": "هم يفضلون الضعفاء الذين يدينون لهم بالولاء الأعمى"[3]. ثم يُعلق على قرارات "حزب الله" في لبنان بقوله: "القرار ليس في بيروت وإنما في طهران"[4].
لم يكن خوف العالم والقائد الشيعي "صبحي الطفيلي" من تبعات الولاء "لولي الفقيه" على حساب الوطن مجرد أوهام أو صراعات حزبية، بل كان عن إدراك لحقيقة مطامع وأهداف الدولة الإيرانية في المنطقة. فالناطق باسم حزب الله "إبراهيم السيد" يؤكد أنَّ مهمتهم كلبنانيين يدينون بالولاء لإيران تتمثل في أن يكون "الأساس في لبنان أن يبقى ساحةً وموقعاً للصراع"، وأن من "مصلحة الإسلام أن يكون لبنان كذلك"[5]. ثم يؤكد أنَّ هذه السياسة هي من تكريس "الأجهزة الإيرانية كافة، من حوزات قم إلى حرس الثورة، ومن الدعاة، إلى وزارة الداخلية"[6].
بل إن الأمين الحالي لحزب الله "حسن نصر الله" يؤكد تلك السياسة الإيرانية في لبنان، ويؤكد فوقها أنهم ليسوا معنيين بمصالح لبنان الاقتصادية بل بإدامة الصراع فيها، وجعل لبنان بؤرة للتدريـبات العسكرية لأبناء الشيعة من كافة الدول العربية والإسلامية، لتصدير الميليشيات لكافة تلك الدول من أجل الخروج المسلح وزعزعت الأمن والسلم الاجتماعي، وزرع الشقاق بين المسلمين. يقول "حسن نصر الله" بالحرف الواحد: "عندما يكون في لبنان مليون جائع، فإن مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية"[7].
وهذا الأمر ليس مستغربًا، لأن هذا الولاء السياسي سُبِقَ بولاء أيديولوجي، "فحسن نصر الله" يقول: "إن المرجعية الدينية في إيران تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا"[8]. ويؤكد "نصر الله" مراراً وتكراراً التزامه بمرجعية الخميني وأنه هو الإمام المطاع، فيقول: "إن الإمام الخميني من وجهة نظرنا هو المرجع الديني والإمام والمرشد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني"[9]. ويؤكد "حسين الموسوي"، وهو مسئول وقيادي بارز في حزب الله، أن مرجعية الخميني ليست روحية فقط، بل سياسية وعقائدية، فيقول: "إننا نتبع الإمام الخميني على مستوى الفكر السياسي والعقائدي والديني"[10].
ولذلك اعتبرت إيران الشيعة في سوريا وفي لبنان مجرد دمى تُديرها حسب مصالحها، ولذلك قام مرشد الثورة "علي خامنئي" بتعيـين "محمد يزبك" -الإيراني الجنسية والذي يعمل مستشارًا لحزب الله ومدرسًا بحوزة الإمام المنتظر ببعلبك- و"حسن نصر الله" وكيلين شرعيين عنه في لبنان، وهما يعينان الوكلاء من قِبَلِهِمَا في بقية المناطق[11].
وأصبحت لبنان وسوريا مرتهنة في يد "ولي الفقيه" يحركهما كيفما شاء نحو مصلحة إيران فقط، ولو على حساب احتراق لبنان وسوريا. وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الإيراني "كمال خرازي" حينما ألمح إلى نظيره السوري "فاروق الشرع" بأن مصير سوريا ولبنان أصبح مترابطًا بمصير إيران السياسي[12].
ولذلك أصبح مفهوم الأعداء أو الأصدقاء لا يُحدد حسب مصلحة لبنان أو سوريا، بل من خلال المفهوم الإيراني، فولي الفقيه هو من بيده تحديد قواعد اللعبة لحزب الله وغيره من المليشيات الشيعية. يقول "نعيم قاسم" -نائب الأمين العام لحزب الله- معترفًا بهذه الحقيقة: "الولي الفقيه يعطي القواعد العامة"، وهو الذي "يحدد الأعداء من الأصدقاء"[13].
من أجل هذا قام "ولي الفقيه" بإعداد مُعسكرات تدريب إرهابية في إيران ولبنان والعراق وسوريا، كنقاط تجمع لأبناء الشيعة المغرر بهم من كل أنحاء العالم الإسلامي، لتنفيذ الأجندة الإيرانية. يقول الجنرال "جورج كايسي"، قائد عسكري أميركي في العراق، ما نصه: "إن الإيرانيين من خلال قوات العمليات الخاصة السرية يقدمون أسلحة وتكنولوجيا قنابل، وتدريب لجماعات شيعية متطرفة في أنحاء جنوب العراق، والتدريب يجري في إيران وفي بعض الحالات في لبنان"[14]. وكذلك أكدت تقرير غربية عن ظهور ميليشيات شيعية وأنها ذات تمويل وإشراف إيرانيين مباشرين[15]. ويؤكد "حسن نصر الله" ذلك، ويقر صراحةً أن إيران هي من تدرب الكوادر الشيعة في لبنان وفي سوريا. يقول ما نصه: "أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا"[16].
كل ما مضى هو محاولة مختصرة لشرح ما عمله "ولي الفقيه" في العراق ولبنان وسوريا، وذلك لأجل أمرين اثنين: الأول كشف حجم الدمار الذي لحق بالبلدان التي خضعت لسياسة التبعية لإيران، فتم تدمريها من خلال سياسة "حرق الأتباع لبقاء المتبوع"، فكل محاولات إيران التدميرية في العراق وسوريا ولبنان، والتي يسمونها مقاومة، هي من أجل الحفاظ على كيان "ولي الفقيه". الثاني: محاولة إعطاء أبناء الشيعة في الخليج العربي الصورة الكاملة للمشهد الحقيقي، وأن بلدانهم الآمنة في الخليج يُريد لها "ولي الفقيه" أن تصبح مواضع جديدة للصراع، كي يـبقى هو المستفيد الوحيد من ذلك، ولن يهتم لو قتل آلاف الشيعة فضلاً عن أهل السنة، فلسان حاله هو: أن تبقى إيران آمنة وسالمة وليذهب أبناء الشيعة وغيرهم بعد ذلك إلى الجحيم.
ولذلك لم يستغرب المحللون والسياسيون والعقلاء ما حدث في "البحرين" وما حدث في "العوامية" وما سيحدث في "الكويت" وفي "قطر"، لا قدر الله، إن استمر تجاهل المشكلة الحقيقية. فقد تنبأ وتوقع المحللون والسياسيون والعقلاء حدوث ذلك منذ سنوات، استشرافًا للمستقبل من خلال قراءة فاحصة للماضي والحاضر، وكانت توقعاتهم أن "ولي الفقيه" سوف يـبدأ بالبحرين لأسبابٍ إستراتيجية، وفعلاً هذا الذي حدث في البحرين تمامًا.
ففي تاريخ 5/5/2006 أعرب "عدد من المثقفين والخبراء الإيرانيين" أن إيران في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية، ستقوم ببعض الخيارات من أجل تشتيت المجتمع الدولي، ومنها: استخدام عمليات الاغتيال والاختطاف، واستخدام "حزب الله" في لبنان، وتخريب الوضع العراقي[17].
وأكد "وليد جنبلاط" بتاريخ 2/5/ 2006 أن الإستراتيجية الإيرانية تقوم على إشعال حروب في المنطقة العربية بعيدة عن حدودها، والهدف من ذلك رسالة للغرب على مدى قدرتها على التحكم في مصير المنطقة. وأكد كذلك أن المشروع الإيراني المتمثل في تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكل خطرًا على السعودية[18].
وذهبت الكاتبة "هدى الحسيني" بتاريخ 12/2/2006 إلى أن إيران سوف تتوقى الضغوط عليها بتفجير الوضع في "البحرين" لأنها الساحة الأخصب لإيران لفتح جبهات أخرى للقتال[19].
إذن، نحن أمام مشروع إيراني واضح المعالم، لضرب المنطقة بكل من فيها وما فيها، لحساب مصلحة إيران الخاصة، ووقودها في ذلك هم بعض أبناء الشيعة الذين ينخرطون بولاء صادق وإيمان عميق "بولي الفقيه" وبالمرجعية الإيرانية.
وهنا أود أن أتوجه إلى أبناء الشيعة في السعودية على وجه الخصوص بهذا السؤال، وهو: هل ترغبون في أن تتحول مناطقكم إلى بؤر صراع وقتل واضطراب دائم كما ترغب إيران؟ هل تقدمون مصلحة إيران على مصلحة بلدانكم وأهلكم؟
إن الولاء لإيران لا يجتمع أبدًا مع الولاء لبلدكم، وإن رفع أعلام "حزب الله" أو صور "ولي الفقيه" تُنافي أقل مقدار من الولاء لبلدكم، لأنه لا يخفى –للأسف الشديد- مدى الكراهية والعداء الذي يُكنه "ولي الفقيه" لبلدانكم، وما حصل من أحداث في "البحرين" أو "العوامية" ليس وليدة اليوم، بل هو مخطط إيراني لزعزعة أمن الخليج بمن فيه شيعة وسنة.
هل تريدون أن تجربوا تجربة سبق وأن قام بها أصحابها سنين طويلة ثم فشلوا وخسروا أرواحهم وأموالهم وأهليهم ظنًا منهم أنهم يقومون بخدمة لدينهم وهم في الحقيقة يُحرقون أنفسهم من أجل أطماع "ولي الفقيه" الفارسي.
وإذا أدرتم أن تتعظوا، فاتعظوا بمن سبقكم، وهو أذكى وأعلم وأعرف منكم، حيث سلك نفس سبيلكم اليوم، وبعد سنوات طويلة لم يجد إلا الخسران والخيانة والنكران. وإذا كنتم قد اغتررتم بما يقوله لكم الآن المرجع آية الله "محمد تقي المدرسي"، فهو الرجل المخادع نفسه الذي غرر بشباب الشيعة قبل سنوات، ولم يجدوا منه إلا الثمار المرة. وكذلك لا تغتروا بخطيبٍ جاهل أرعن يحضكم على الإرهاب والفتنة، وهو أول من يهرب ويختفي عند المواجهة.
إن كنـتم لا تقدرون على أن تتذكروا ما جرى قبل سنوات، فلندع أحد أبناء الشيعة السعوديين يروى لكم قصته وتجربته المرة لكم بكل صدق وصراحة، بعد أن سلك سبيلكم هذا منذ سنوات، ولم يحصد إلا الخيانة والغدر ممن زج به في هذا المعترك الخطير.
فأنتم تعرفون جيدًا الأستاذ "عادل اللباد"، وتذكرون تاريخه بشكل ممتاز، وقد ألف كتابًا مهمًا وهو "الانقلاب: بيع الوهم على الذات" يحكي لكم عن تجربته قبل سنوات.
فقد ذكر "عادل اللباد" أنه في أحداث (1400هـ) في الشرقية كان من الشعارات التي كان يرددها الثوار الشيعة، ما يلي: "نحن جنودك يا إمام، خميني خميني... نحن فداك يا إمام، خميني خميني"[20]. وشعار: "يا خالد شيل إيدك ... ترى الشعب ما يريدك". يقصدون الملك خالد رحمه الله.
ويذكر "عادل اللباد" أن سفير "دولة ما!" لم يسمها، سهل له تزوير جواز سفر، كي يسافر إلى إيران. ثم أخذ "اللباد" يشرح بعد ذلك كيف انتقلوا إلى إيران عبر سوريا، وانضموا لمركز تدريب عسكري تابع للمرجع "محمد تقي المدرسي"، حيث أكد "عادل اللباد" أن "المدرسي" هذا كان هو المسؤول هناك عن الحركات الشيعية في السعودية والكويت[21].
ويواصل "عادل اللباد" سرد ذكرياته فيذكر أن الشيعة المغرر بهم كانت أعمارهم حين نقلوا من سورياً إلى إيران للتدريب تتراوح بين (12-25) سنةً. ويذكر أنهم التحقوا بمعسكر كانت أعمار الأفراد فيه تتراوح بين (12-38)، ويذكر أنه نشأت علاقات غرامية بين بعض أفراد المعسكر[22].
ويؤكد "عادل اللباد" أنه ومن كان معه من الشيعة السعوديين في إيران كانوا يتلقون تدريباً عسكرياً، على استعمال السلاح، وتصنيع المتفجرات، وتكتيكات الاقتحام، واستعمال قذاف (الآر بي جي)، وكذلك على الكاراتيه والتاكوندوا، ويدرسون تاريخ المنظمات الثورية، مثل منظمة بادر ماينهوف، والألوية الحمراء، وعمليات كارلوس في عالم الاختطاف والقتل، ولشدة هذه التدريبات، فقد لقي بعضهم حتفه فيها[23].
ويواصل "عادل اللباد" حديثه فيذكر كيف أن بعضهم فكر في ترك التدريب والعودة للبلد، بعدما رأى المشاق وصعوبة احتمال التدريبات العسكرية الجادة. لكنه يذكر أن نظرة المجتمع لمن يعود نظرة حارقة، فكانوا يسمونه "متراجع"، وينظر إليه أشد من النظرة إلى من يفر يوم الزحف، فيشنع عليه في الأصقاع بطريقة لا يدرك شدتها من لم يجربها[24].
ويذكر "عادل اللباد" كيف كان "هادي المدرسي" -الأخ الأصغر لمحمد تقي المدرسي- يحاضر فيهم ويحرضهم على الإرهاب، وكيف كان يقول: "لا بديل عن السلاح"، "نحن لا نريد إسلام الأرانب، بل إسلام الأسود"[25].
ويـبين "عادل اللباد" طريقة تدريبهم على السمع والطاعة المطلقة للقيادة، وكيف كانت دون نقاش، ويحكي كيف قام مدربهم يوماً بتقسيمهم إلى صفين متقابلين، ثم أمر أحد الصفين أن يصفع كل واحدٍ منهم من يقابله في الصف الآخر بكل ما أوتي من قوةٍ، من غير أن يـبدي الطرف المصفوع أدنى معارضةٍ أو حركةٍ. ثم ينصرف الجميع وقد احمرَّت وجوههم من وقع الصفعات عليها[26].
ويستطرد "عادل اللباد" فيحكي كيف دخل عليهم ثلاثة من المدربين، في ليلة شديدة البرودة، وقالوا لهم: "وقوف يا تنابلة"، ثم أمروهم بخلع ملابسهم، والانبطاح على الأرض، ثم انهالوا عليهم ضرباً بأسلاك كهربائية، فجعلوا يتلوون على الأرض من الألم. ثم بعدما أشبعوهم ضرباً، وبعدما احمرت ظهورهم واسودت، أخبروهم أن هذا العذاب هو ما يلاقيه زملاؤهم في السجون و المعتقلات[27].
ويحكي "عادل اللباد" طائفة من الأهازيج والشعارات التي يرددونها في ذلك الوقت، ومنها: "ياطالب يا ابن المقرودة...بيع كتبك واشتر بارودة"[28]. وقولهم: "عيدي اليوم عيدي...كلاشنكوف بيدي...كلنا رجال مستعدة للقتال وحنا ارجال....يا ابو صالح –المهدي المنتظر- لا تحزن وحنا ارجال"[29]. ومن أناشيدهم في معسكرات إيران هذه المقطوعة:
"يا شعبنا هز البارود يا شعبنا..يا شعبنا
سمِّع الدنيا هذا صوت ارصاصنا..ارصاصنا.
أبداً ما نرمي سلاحنا من يدِّنا...من يدِّنا.
ألا بعد ما نحررك يا بلادنا...يا بلادنا.
إذا جاء يومٌ وقيل السلاح...تهلل وجهي وقلت نعم.
مدرسي مدرسي جهادك رمز لنا.
مدرسي مدرسي جهادك رمز لنا.
مدرسي مدرسي قيادة وقوة لشعبنا.
مدرسي مدرسي قيادة وقوة لشعبنا.
يا صفار عود عود...خلصنا من آل سعود.
يا صفار عود عود ...خلصنا من آل سعود.
القدس تلعن اليهود ... والكعبة تلعن آل سعود"[30].
ويذكر "عادل اللباد" كيف كان "حسن الصفار" يزورهم، ويحثهم على الصبر والاستمرار في التدريب، وطاعة أوامر القيادة[31].
ويحكي "عادل اللباد" كيف كان المسؤولون عن التدريب يأمرون (كميل) أحد المتدربين، ليحكي لهم رؤيا منامٍ كرره عليهم مراتٍ ومراتٍ، رأى فيها الإمام المهدي يحمل سيفاً يقطف به رؤوس من حوله، وكيف كانت العمائم تتهاوي صفاً صفاً من غير أن ينطق أحدٌ ببنت شفة، حتى وصل إلى "المدرسي" فاقترب منه، ثم رفع السيف، وأهوى به على من يليه، فتهلل وجه المدرسي ضياءً ونوراً، في حين استمر الإمام المهدي "في جز الأعناق حتى تكومت كالتلال في بحر من الدم القاني"[32].
ويذكر "عادل اللباد" عن تاريخه في المعسكرات الإيرانية كيف كانوا يتدربون على الرمي، وقد وضعت لهم أهداف من خشب تجسد حكام العرب[33].
ولعل من أخطر ما يذكره "عادل اللباد" هو ما نصَّ عليه من أنهم في تلك البرامج التدريبية، تلقوا "دروساً تدخل في حيز غسل العقول بماء الطاعة والولاء للقيادة الربانية المتمثلة في آية الله محمد تقي المدرسي"[34].
ويحكي "عادل اللباد" فصلاً جديداً من طريقة تدريبهم على الطاعة المطلقة للولي الفقيه، فيذكر كيف أنهم ذات صباح، وحين وضع إفطارهم بعد جوعٍ شديدٍ إثر أداء تمارين الصباح الشاقة، دخل عليهم أحد المدربين قبل أن يشرعوا في تناول طعامهم، فخطب فيهم عن أن أهم ما يميز "المقاتل الرسالي –بعد إيمانه بالله-، هو الطاعة في كل الظروف" ثم بعد حديث عن منزلة الطاعة، وبعدما ذكر لهم قصة طالوت وجنوده، وكيف نهاهم عن شرب الماء، فأطاعته طائفة، وعصته أخرى، بعد ذلك: رفع كيساً كان بيده، ثم استخرج منه ضفدعاً بحجم قبضة اليد، أخضر اللون، مع خطوط سوداء، يتصبب لزوجةً وقذارة، ثم صاح فيهم: "من منكم يمثل الفئة التي لم تشرب الماء؟" ففهم الجميع أنه يريدهم أن يضعوا الضفدع في أفواههم ويمضغوه. فقفز أحد الجنود مبادراً معلناً موافقته، ودون تردد وضع الضفدع في فمه، ثم أخذ يضغط عليه ويلوكه بأسنانه، ثم استوقفه المدرب كي يبقي لزملائه بقية، فأخرج الضفدع من فمه، ودفعه لمن بعده، وهكذا تنقل الضفدع بين الأفواه. ويذكر هنا كيف أن بعضهم تقيأ وتذمر. لكن كل ذلك ذهب أدراج رياح الحماس[35].
وبعد تلك التضحية من بعض أبناء الشيعة السعوديين في سبيل ولائهم "لولي الفقيه" ولدولة إيران، ماذا حدث لهؤلاء المغرر بهم؟
يحكي "عادل اللباد" كيف أن الوضع السياسي تغير عليهم في إيران، بعد صفقة "إيران غيت" والتي تسلمت فيها إيران "أسلحة أمريكية" عن طريق "إسرائيل"، وبعدها تم التضييق على المتدربين في المعسكرات داخل إيران، وتمت تصفية "مهدي الهاشمي" المسؤول عن الجناح الثوري لحركات التحرر في إيران، وابتدأت تصفية مجموعة من المعسكرات التدريبية شيئاً فشيئاً، وكأن هذا كان من "بنود الصفقة"، ثم يحكي كيف أن المتدربين تشردوا ما بين الهند، وسوريا، ثم قطعت عنهم المعونات المالية التي كانت تصرف لهم، فعانوا من الحرمان والعوز إضافة لمشكلة الغربة. ثم يحكي كيف تأثر وضعهم بتوتر العلاقة بين "الخميني" و"الشيرازي"[36].
ثم يحكي "عادل اللباد" كيف أن قياداتهم (توفيق السيف، حمزة الحسن، حسن الصفار، جعفر الشايب، عيسى المزعل، صادق الجبران، محمد المحفوظ، موسى بوخمسين) منذ عام (1404هـ) بدأوا يراجعون أنفسهم، بعدما أدركوا عجزهم وفشل مشروعهم، لكنهم لم يستطيعوا تغيير منهجهم في فورة الثورة الإسلامية والحرب العراقية الإيرانية. لكنهم بعد عام (1408هـ)، وبعد نهاية الحرب، بدأ خطاب قياداتهم يتغير[37].
ثم يواصل "عادل اللباد" حكاية معاناتهم مع قياداتهم الثورية فيذكر كيف وقعت خلافات حول "الأموال التي تجبى من شيعة السعودية"، وكيف اعترض قيادات المعارضة الشيعية السعوديين، على فتح حسينية الإمام علي في البحرين، كغطاء لاستقبال تبرعات الشيعة السعوديين[38]. وينقل "عادل اللباد" أن "حسن الصفار" كان يقول لهم: "لدينا رصيد رهيب في أوروبا"[39].
ويتذكر "عادل اللباد" بحرقة شديدة قرار حل الحركة الذي اتخذته القيادة بطريقة منفردة، والدخول في مفاوضات للعودة إلى وطنهم السعودية. ويذكر "عادل اللباد" بألم كيف ضاعت تضحياته وتضحيات غيره سدى، ويذكر الآلام التي عانها الأفراد في سبيل دعم الحركة، حتى إن منهم من كان يتبرع بنصف دخله لهم، ثم في النهاية تم بيع قضيته نظير صفقة سياسية، بين إيران من طرف وأمريكا وإسرائيل من طرف آخر، ثم بين قيادات الثورة والحكومة السعودية ثانياً. وينقل عن توفيق السيف أمين عام حركتهم قوله بلا مبالاة: "لا يجوز لأحدٍ محاسبتنا"[40].
وأخيرًا ينقل "عادل اللباد" عن "حسن الصفار" قوله: "نحن لا نمانع أن يـبقى أحدٌ في الخارج، وسوف ندعمه. فقد جاء لنا (حزب الله الحجاز)، محتجاً على نزولنا. فقلنا: ابقوا أنتم في الخارج معارضة، ونحن في الداخل، لتتوحد الجهود في سبيل الحصول على حقوقنا. فما هي إلا أيام حتى سبقونا في العودة إلى البلد"[41].
وبعد هذه التضحيات من الشباب المغرر بهم من الشيعة تم بيعهم أو قتلهم من قبل إيران بدم بارد، وكذلك تم التضحية بهم من قبل قيادات الثورة المزعومة مقابل مطامع دنيوية ومبالغ مالية، وتبخرت كل الأحلام بالمهدي ودولته بتعاون إيران مع إسرائيل وأمريكا.
فهل يعيد التاريخ نفسه؟
فالمدعو "محمد تقي المدرسي" هو الشخص نفسه الذي يعيد اليوم لعب دوره بالأمس، من تحريض شباب الشيعة في البحرين والسعودية على الخروج والثورة وتكفير المسلمين. وأنتم أيضًا تشاهدون وتلاحظون أن نفس شعارات الأمس تُردد اليوم لكن الأسماء تغيرت، فقد سمعتُ بأذني في أحداث "العوامية" بعض المغرر بهم من أبناء الشيعة يردد: "ارحل يا محمد بن فهد.. أحنا ما ننذل بهالبلد". وهو نفس الشعار الذي أمركم به آية الله "المدرسي" وسمعتُه بنفسي يقول لكم رددوا هذه الشعارات.
و"محمد تقي المدرسي" هو الشخص المخادع صاحب المعسكرات الإيرانية، الذي يقوم بنفس الدور الإجرامي، فقد سمعتُه بنفسي في هذه الأحداث يصف أسر الحكم في الخليج بأنها "فاجرة فاسقة متخلفة"، ويصف السعوديين على وجه الخصوص بأنهم "أحفاد بني أمية"، وهذه أشارة خطيرة إلى تكفير الشعب السعودي واستباحة دمه، لأن الأمويين عند الشيعة "نواصب" حلال دمهم وعرضهم ومالهم. وقد سمعتُ أيضًا "محمد تقي المدرسي" قبل يومين في بيان على قناة "أهل البيت" يأمر الشيعة بالثورة والتمرد والخروج في وجه القوات السعودية. وقد قرأتُ قبل يومين كذلك البيان الصادر من "المشاغبين" في "العوامية" يصفون أنفسهم ومن قام بالشغب بأنهم "جنود خبير"، وهذا فيه إشارة إلى أنهم في معركة مع اليهود، أي أن الشعب السعودي هم اليهود!
والسؤال: هل سيتعظ أبناء الشيعة في الخليج عمومًا وفي السعودية خصوصًا بما مضى؟ أم أنهم يريدون أن يجربوا الاحتراق بنار إيران والقيادات الثورية بأنفسهم؟
أتمنى من أبناء الشيعة في الخليج العربي أن يتمعنوا في هذا الكلام جيدًا، وأن يتقبلوا الحق بصرف النظر عن قائله هل هو على نفس المذهب أو على خلافه، فالحق أصيل، والرجال يُعرفون بالحق كما رُوي عن علي رضي الله عنه.
ثانياً: دعوة إلى حكام الخليج إلى العمل الفكري.
هذه الرسالة الثانية أخص بها حكام الخليج، وعلى وجه الخصوص ولاة الأمر في السعودية –وفقهم الله لخدمة دينه- وأقول لهم: إن الحلول السريعة أو المؤقتة ليست علاجًا للمرض، بل مسكنات مرحلية، لكن المرض لا يزال يمد جذوره بعمق، حتى يميت الجسد. وكذلك فإن الحلول الأمنية ليست وحدها كافية، خصوصا أننا –ولله الحمد- أمام تجربة ناجحة وفريدة في السعودية في مكافحة الإرهاب تعتمد بعد الله على عمل فريد متوازن بين "الفكر" و"الأمن"، ولولا الله ثم العمل الفكري مع الأمني لما تم القضاء على الإرهاب.
إننا هنا نواجه إرهابًا آخر، وعبثًا آخر، المسكنات غير مجدية، ووضع الرأس في التراب أيضًا غير مجدي، لأن غيرك يعمل ويجند جنوده في كل لحظة. والحل الأمني وحده لا يجدي كذلك، والتنازلات لا تجدي، بل قد تفهم بشكل عكسي، ومن القواعد المهمة في العمل السياسي: "أن الضعف يحرض عليك الآخرين".
إن أخطر أنواع الضعف الذي قد تُصاب به أي دولة هو الضعف الفكري، وهذا بدوره سيحرض جميع أشكال وأنواع الأفكار الأخرى المعادية لاختراق نطاقنا الفكري ومنظومتنا الأمنية، لتفقد المنظومة تماسكها وجوهريتها، وجاذبيتها وقوتها. وكما أن الأحداث الإرهابية التي حدثت في السعودية سُبِقت باختراقٍ فكريٍ خارجي وافد، وتم تجنيد مئات الشباب في هذا المسلك الإرهابي، عن طريق إقناعهم بواسطة الفكر أو "القوة الناعمة للتكفيريين"، ومن ثَمَّ أثاروا القتل والدمار أينما حلُّوا، وكانت بدايتهم مجرد فكرة، كذلك الأحداث اليوم في "العوامية" هي في أساسها فكرية أولاً ثم لما أهمل التعامل معها فكريًا تطورت من فكرة إلى عمل كما يقول ذلك "فرانك أنلو" في كتابه "القيادة والتغيير". وإن إهمال المواجهة الفكرية اليوم يهدد ديننا وأمننا الفكري ووطننا، فبالفكرة وحدها يمكن اختراق أقوى الأنظمة كما يقول "جوزيف ناي" -مدير مجلس المخابرات الوطني الأمريكي- في مؤلفه "القوة الناعمة".
إن الحل هو في عمل فكري كبير ومنظم ومدعوم يواجه العمل الفكري الذي تقوم به "الدولة الأجنبية"، التي تمتلك وتمول وتدعم أكثر من (40) قناة فضائية، وتملك وتدعم مئات المواقع الضخمة على الشبكة العنكبوتية، ولها عشرات الآلاف من المندوبين والمبلغين والمبشرين، وعندها مئات المراكز الناشطة، وعشرات المراكز البحثية، وفي المقابل لا يوجد شيء من ذلك ألبتة في دول الخليج مجتمعة.
إن الأفكار التي تبثها "الدولة الأجنبية" مثل "أحلام المهدي" أو فكرة "313" أو فكرة "مقتل حاكم خليجي"، أو غير ذلك من الأفكار ذات الطابع الثوري أو الانفصالي، أو بث الكراهية والأحقاد في المسيرات الفكرية المعبأة والملغمة، إذا لم يُلتفت إليه فكريًا فسوف تصنع أفعلاً وأحداثًا، لأن جاذبيتها على الطرف المستعد للإيمان بها كبير، ومن ثم يسهل على "الدولة الأجنبية" –كما يقول"جوزيف ناي"- أن تستغل جاذبيتها الفكرية وتسخير ذلك لزيادة إمكانية اختراقها والتأثير عليها.
إن عدم الاهتمام بهذا الجانب وتجاهله يُعد بكل وضوح تضحية بجيل يمكن أن يُغرر به ويفقد ولاءه، والاستهانة بقناة فضائية أو مركز فكري أو عالم ديني يوجه رسائل ثورية؛ خطأ فادح وكبير، لأن"الأفكار الفلسفية التي يطرحها أستاذ من مكتبه الهادئ قادرة على إبادة حضارة بكاملها" كما قال الألماني "هاينه". وحقيقة الأمر كما ذكر ذلك "روبرت رايلي"، مدير إذاعة صوت أمريكا، هي: "أن الحروب تخاض ويتم فيها تحقيق النصر أو الهزيمة في عقول الناس، قبل وقت طويل من بلوغها نهايتها في ميدان قتال بعيد". وإهمال الأفكار المخالفة دون تصدٍّ لها "يكسبها قوة كاسحة، لا يمكن مقاومتها أو كبحها، تفرض على أعداد هائلة من البشر"، كما يقول الباحث الغربي "إيزايا برلين".
فحينما تدعم إيران والمرجعيات الموالية لها عشرات القنوات الفضائية لبث الكراهية والإرهاب، ونشر التشيع، وطباعة الكتب بالآلاف بل بالملايين، وتوزيع الأشرطة، وإقامة المؤتمرات ومراكز البحث العلمي بالعشرات، لا تجد من يقابل مشروعها الفكري بأقل القليل.
وحينما يقوم مركز فكري إيراني متخصص مثل مركز "الدراسات العقدية" بإيران، بنشاطات التجسس في الخليج وتجنيد من يسميهم "المستبصرين" أو "المبلغين"، فإنه لا يوجد مركز خليجي واحد يرصد ذلك ويتابعه فكريًا.
وحينما يقوم في إيران مثل "محمد تقي المدرسي" منذ عقود بعمل مكثف للدعوة إلى الإرهاب والتمرد والخروج المسلح، وفتح معسكرات إرهابية لتدريب المتطوعين على الاغتيالات والقتل والتفجير، ثم هو اليوم من إيران وكربلاء يكرر عمله في أحداث "البحرين" و"العوامية"، ويدعو للإرهاب والفتنة، ويبث أشرطته، ويُلقي كلماته عبر قنوات الشيعة ومنها قناة "أهل البيت"، ويطبع كتبه وأبحاثه، ويوجه دعوات صريحة وتحريضية على العنف، ومع ذلك لم يُتَخَذ بحقه أي إجراء قانوني، بل ولم يتم دراسة مشروعه الفكري وأهدافه من قبل مركز مختص.
وحينما يقوم عالم ديني آخر في إيران وهو "علي الكوراني" ويـبث أفكارًا دينية متطرف يُـبشر فيها بقرب مقتل حاكم خليجي، كما في كتابه (عصر الظهور)، لا يُحاسب قانونيًا ولا يواجه فكريًا، مع أن تلك الأفكار خطيرة جدًا. ويجب أن لا يُستهان بهذه الأفكار التي يروجها القادة في إيران، فعن طريقها تمرر المشاريع السياسية المشبوهة. "فعلي الكوراني" حين يسرد في كتابه بشارات وعلامات خروج مهدي الشيعة، ويسرد مجموعة روايات، منها مقتل شخص اسمه "الملك عبدالله" في الحج وفي عرفات، ماذا يريد، وماذا يقصد، ولأي شيء يهدف؟
ولتتضح الصورة أكثر، فقد ذكر روايات كثيرة منها: ما ينسبون إلى جعفر بن محمد أنه قال: "من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم. ثم قال: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعدة على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله. ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام. فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا". ثم يتحدث "الكوراني" بهذه الأمر على القنوات الشيعية بلغة تحريضية واضحة على الاغتيال والإرهاب، ثم يؤكد في كتابه أنَّ: "عبد الله آخر من يحكم الحجاز"، ثم يقول إن الروايات "تكاد تكون متواترة بأن ظهور المهدي عليه السلام يكون على أثر موت حاكم أو ملك أو خليفة واختلاف على من يكون بعده وحصول أحداث داخلية و فراغ سياسي في الحجاز" [42].
ثم يقوم شيوخ الشيعة بترويج مثل هذه الشائعات الخطرة، مثل الشيخ "فارس فقيه" حيث يقول: "تشير الرواية إلى أن آخر حكام الحجاز هو الملك عبدالله، وأن الأسرة الحاكمة ستختلف من بعده على غرار الخلاف الذي حصل في الكويت"[43]. ويقول الشيخ "ماجد المهدي" ما نصه: "ستكون هناك حالة فراغ سياسي في ذلك الوقت بعد موت ملك و اسمه (عبد الله) ونحن نعرف إن الأمير عبد الله هو ولي العهد في السعودية اليوم وأن مسالة تسلمه الحكم أصبحت مسألة وقت. وقد ذُكر عن الإمام الصادق "من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم المهدي، أما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد" [44].
أقول: إن أخطر ما في هذا الأمر أن زعماء وساسة الشيعة، الموجود معظمهم في إيران، يوظفون تلك الروايات المكذوبة على أرض الواقع، ويحمسون ويشجعون أتباعهم ومن يواليهم على تحقيقها من أجل تعجيل خروج المهدي. وقد ثبت أنه في منتصف عام 2004، وتحديداً في 18 يونيو/ حزيران، حينما اندلعت في اليمن "فتنة الحوثي" بقيادة "حسين الحوثي"، والتي كبدت اليمنيين الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، كان وراءها دعماً إيرانيا لوجستياً، ووجدوا أوراقاً ووثائق إيرانية تثبت ذلك، وقد سبق ذلك بثٌ لأفكارٍ مشابهٍ نص فيها "علي الكوراني" على أن "الحوثي" هو الزعيم اليماني الذي بشر به الأئمة. وهذا اليماني هو من يعتقدون أنه سيساعد المهدي في إسقاط حكام الحجاز.
ويقول مؤلف كتاب "الحرب في صعدة": "لم يظهر التعصب المذهبي إلى أن ذهب حسين الحوثي مع والده إلى إيران وأقاما هناك عدة أشهر، ثم قيامه بزيارة حزب الله في لبنان، ثم قدوم مجموعة من الشيعة العراقيين إلى مراكزه التي أقامها، للتدريس فيها، وقد أدّى ذلك إلى التأثير عليه وعلى أتباعه".
ولذلك، فإن ما تعمله إيران في العراق والبحرين وسوريا ولبنان واليمن والعوامية وغيرها من المناطق هو استهداف بالدرجة الأولى لدول أهل السنة وعلى رأسها السعودية، وطبقاً لقول مسئول رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية، فإن "إيران تعتبر السعودية هي منافسها الرئيسي ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم الإسلامي ككل، ومن ثم فإن عملياتنا في العراق وفي الخليج تمثل وسائلنا الأساسية لموازنة ذلك"[45].
إن إيران لديها الاستعداد أن تحرق جميع أبناء شيعة المنطقة لتحقيق توسعها ونفوذها، وذلك من خلال مشروعها الفكري التبشيري، وقد بذلت لذلك عشرات القنوات والمراكز والصحف ومواقع الإنترنت، واستخدمت علماء الشيعة القابعون عندها لترويج الشائعات والأساطير والخرافات التي تبث الفتن والبلبلة بين أبناء الشيعة أنفسهم وبينهم وبين أهل السنة الذين يعيشون معهم بسلام ووئام في الخليج العربي.
والسؤال الأخير والمهم: هل سيوجد هناك مشروع أو برنامج فكري يواجه المشروع الفكري الإيراني، لحماية أبناء الوطن، سنة وشيعة؟
أتمنى أن لا يطول الانتظار، في وقتٍ يعمل من يريد بالبلاد السوء ليل نهار!
التوثيقات والمراجع:
(1) مقابلة معه في صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م.
(2) مقابلة معه في صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للإنباء تاريخ 25/9/2006م.
(3) نفس المصادر السابقة.
(4) نفس المصادر السابقة.
(5) انظر: دولة حزب الله، ص 336.
(6) انظر: الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، (ص 104) الطبعة الأولى، 1996م
(7) جريدة النهار، 27/1/1986م.
(8) مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15- 16.
(9) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.
(10) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.
(11) جريدة السفير اللبنانية، 18/5/1995م.
(12) جريدة الأنباء- العدد: (8302) 14/2/1420هـ .
(13) مجلة المجلة 29 /4/2006م.
(14) رويترز 23/6/2006م
(15) الوطن العربي - 26/5/2006 م
(16) مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.
(17) الوطن العربي 5/5/2006 م.
(18) جريدة القبس 2/5/2006 م.
(19) صحيفة الشرق الأوسط 12/2/2006م.
(20) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 36 .
(21) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 117 .
(22) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 231 .
(23) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 140، 186، 189، 233.
(24) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 144.
(25) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 145.
(26) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 177.
(27) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 208.
(28) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 180.
(29) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 186.
(30) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 190.
(31) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 213 و223.
(32) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 218.
(33) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 220.
(34) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 226.
(35) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 248.
(36) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 255.
(37) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 356.
(38) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 356.
(39) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 396.
(40) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 370.
(41) الانقلاب بيع الوهم على الذات، ص: 399.
(42) دراسة أولية لعلامات الظهور- آية الله علي الكوراني.
(43) كتاب العلامات الكبرى لظهور الإمام المهدي تأليف: فارس فقيه -لبنان.
(44) كتاب الإمام المهدي -ماجد المهدي.
(45) بحث نشره مركز الدراسات السياسية والدولية بواشنطن دي سي، وقد ترجمها إلى العربية محمد عباس ناجي.
2011/09/11
الإخفاقات التي تواجه الحركة الخضراء الإيرانية
المصريون | صباح الموسوي | 10-09-2011 23:09
أثار الربيع العربي العديد من التساؤلات لدى الشارع العام عن الأسباب التي جعلت الحركة الخضراء الإيرانية تخفق في تحقيق أهدافها في الوقت الذي كانت فيه السبَّاقة في رفع الشعارات المطالبة بالتغيير والإصلاح في المنطقة. المراقبون للشأن الإيراني علَّلوا هذه الإخفاقات بأنهَّا تعود لوجود إشكالات وأخطاء جوهرية داخل الحركة وذكر بعضها، معتقدين أنَّه لولا وجود هذه الإشكالات لكان الربيع الإيراني قد سبق الربيع الذي عطَّر أجواء الوطن العربي.
فمن بين تلك الإشكالات التي عاقت عجلة الحركة الخضراء، أولاً: وجود رؤيتين متضادّتين حول رسالة الحركة. ثانياً : عدم وجود مجلس قيادة يحظى بقبول مشترك. ثالثاً: عدم وجود توافق على بناء الشكل التنظيمي للحركة، حيث إنَّ الحركة تفتقد لهيكل تنظيمي موحّد. رابعاً: تقوقع الحركة على الطبقة الوسطى من سكان المدن الكبرى وخاصة طلبة الجامعات، والشباب عامة، وعدم انفتاحها على الفئات المعدومة والقوميات غير الفارسية. لكن يبدو أنَّ الإشكالية الكبرى أو الخطأ الأكبر الذي واجه الحركة الخضراء وتسبب في أصابتها بالشلل، كان وجود الرؤى المتضادّة داخلها، والتي تختلف حول رسالة الحركة وحدود مهامّها. فأصحاب الرؤية الأولى يعتقدون أنَّ الحركة الخضراء مجرَّد وسيلة لإجبار النظام على الالتزام بالدستور من أجل الحفاظ على النظام الإسلامي بالعودة إلى مرحلة عهد الخميني، حيث كانت تعد مرحلة ذهبية من وجهة نظرهم، ولكن بشرط إشراك التيّار الإصلاحي في الحُكم .
أمّا أصحاب الرؤية الثانية فيذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يعتقدون أنَّ رسالة الحركة تكمن في رفض الاستبداد الديني، وتحجيم دور مؤسسة ولاية الفقيه، وذلك بهدف تحقيق الحرّية، وإنجاز المكتسبات الوطنية، ووضع أُسس لبناء مجتمع قائم على قواعد الديمقراطية والعلمانية، عبر إنشاء المؤسسات المدنيّة، وسائر القواعد المجتمعية المتطابقة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لكن بعد السجن المنزلي الذي فُرِض على اثنين من أبرز قادة الحركة الخضراء؛ وهما السيد مير حسين موسوي، والشيخ مهدي كروبي، على خلفية رفضهما لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي باتت تُعرف بعملية الانتخابات الانقلابية، وتصدِّيهم لسلطة ولاية الفقيه المطلقة، وجد التيّار الإصلاحي بقيادة الرئيس السابق محمد خاتمي -الجناح المُهادن الذي يمثل الرؤية الأولى في الحركة الخضراء- في اشتداد الخلاف الناشب بين جناح خامنئي وجناح الرئيس أحمدي نجاد فرصة للقيام بإجراء مصالحة مع جناح المرشد خامنئي عبر طرح مشروع العفو عن الطرفين مقابل المصالحة مع النظام. جاء هذا الاقتراح من قِبَل ''جوقة'' المنظّرين للتيار الإصلاحي القابعين في السجون، وعلى رأسهم مصطفى تاج زادة (وكيل وزارة الداخليّة في عهد خاتمي)، وعباس عبادي أحد قادة اتحاد الطلبة السائرين على خط الإمام سابقاً، إضافةً إلى عدد من أعضاء الحركة الخضراء المقيمين خارج البلاد من أمثال عطاء الله مهاجراني (وزير الثقافة في عهد رئاسة رفسنجاني)، وغيرهم، فهؤلاء ابتعدوا عن شعار ''الموت للديكتاتور'' ودعموا مقترح حوار المناصحة للولي الفقيه والمصالحة مع النظام، وقد رأى أصحاب الرؤية الثانية أن هذا الاقتراح هو بمثابة قلب ظهر المجن للجماهير والتنازل عن حقوقها المشروعة، ويعتقد أصحاب هذه الرؤية أنَّ عطاء الله مهاجراني كان أوّل من منح المرشد علي خامنئي شهادة النزاهة وبرَّأه من تُهمة الفساد، كما إنَّ الناطق باسم ''منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية'' في الخارج والوزير السابق علي مزروعي -المحسوب على الجناح الإصلاحي في الحركة الخضراء- هو الآخر حمَّل كلَّ ما جرى من أحداث على عاتق الرئيس أحمدي نجاد، وقال بإمكانية إجراء المصالحة لكن مع جناح المرشد فقط وليس مع نجاد، وهذا ما تسبَّب في تعميق الفجوة بين أصحاب الرؤى المختلفة داخل الحركة الخضراء. لقد توجَّه مَنْ يُسمون بصقور الحركة الخضراء بالسؤال لِمَنْ وقَّعوا على اقتراح المصالحة مع النظام عن كيفية التوافق بين تعظيم ميراث الخميني والحنين إلى ما يسمّونه العهد الذهبي للإمام الراحل، وتطبيق الدستور المبني أصلاً على نظرية ولاية الفقيه من دون أيِّ تنازل، وجعله مخرجاً مشتركاً مع القوى التي تنازلت عن حياتها وخرجت إلى شوارع المدن الكبرى طوال العامين الماضيين تهتف بشعارات الموت للديكتاتورية، والموت لنظرية ولاية الفقيه، ونادتْ برحيل المُرشد على غرار رحيل مبارك وبن علي؟. المتابعون للشأن الإيراني يرون أنَّ مُشكلة الحركة الخضراء تكمن في استمرار مجلس ''تنسيق طريق الأمل الأخضر'' باحتكار الزعامة لنفسه وعدم سعيه لإيجاد تعاون مشترك مع جميع القوى والتيارات المنضوية في الحركة الخضراء، وهذا سوف يؤدي بالحركة في نهاية المطاف إلى التمزّق، فجملة الخلافات الناشبة حالياً بين تيارات الحركة، سواءً حول مقولة فصل الدين عن الدولة، أو الخلاف حول أساليب الكفاح ما إذا يجب أن يكون سلمياً أو غير سلمي (تسيير المظاهرات والاحتجاجات الصامتة، أو استخدام أساليب حرب الشوارع، أو عدم النزول إلى الشارع)، أو مَنْ هم الممثلون الحقيقيون للحركة؟، لا يُمكن حلُّ جميع هذه الخلافات دون تشكيل مجلس قيادة يكون ممثلاً لجميع تيارات الحركة، فقد أثبتت أدبيات علم السياسة أنَّ في أيِّ حركة أو ائتلاف سياسي متنوع الاتجاهات والأفكار، فإنَّ القيادة التي تمثل جميع المشاركين في هذه الحركة أو الائتلاف وتحظى بإجماع عام هي وحدها المهيَّأة لإيجاد مخرج مشترك للأزمة، كما إنَّ الحركة الخضراء لا يُمكنها أن تنجح في تحقيق هدفها ما لم تنفتح على أبناء الشعوب والقوميات غير الفارسية وتشرك ممثلين عنهم في مجلس القيادة المطلوب تشكيلها .
أثار الربيع العربي العديد من التساؤلات لدى الشارع العام عن الأسباب التي جعلت الحركة الخضراء الإيرانية تخفق في تحقيق أهدافها في الوقت الذي كانت فيه السبَّاقة في رفع الشعارات المطالبة بالتغيير والإصلاح في المنطقة. المراقبون للشأن الإيراني علَّلوا هذه الإخفاقات بأنهَّا تعود لوجود إشكالات وأخطاء جوهرية داخل الحركة وذكر بعضها، معتقدين أنَّه لولا وجود هذه الإشكالات لكان الربيع الإيراني قد سبق الربيع الذي عطَّر أجواء الوطن العربي.
فمن بين تلك الإشكالات التي عاقت عجلة الحركة الخضراء، أولاً: وجود رؤيتين متضادّتين حول رسالة الحركة. ثانياً : عدم وجود مجلس قيادة يحظى بقبول مشترك. ثالثاً: عدم وجود توافق على بناء الشكل التنظيمي للحركة، حيث إنَّ الحركة تفتقد لهيكل تنظيمي موحّد. رابعاً: تقوقع الحركة على الطبقة الوسطى من سكان المدن الكبرى وخاصة طلبة الجامعات، والشباب عامة، وعدم انفتاحها على الفئات المعدومة والقوميات غير الفارسية. لكن يبدو أنَّ الإشكالية الكبرى أو الخطأ الأكبر الذي واجه الحركة الخضراء وتسبب في أصابتها بالشلل، كان وجود الرؤى المتضادّة داخلها، والتي تختلف حول رسالة الحركة وحدود مهامّها. فأصحاب الرؤية الأولى يعتقدون أنَّ الحركة الخضراء مجرَّد وسيلة لإجبار النظام على الالتزام بالدستور من أجل الحفاظ على النظام الإسلامي بالعودة إلى مرحلة عهد الخميني، حيث كانت تعد مرحلة ذهبية من وجهة نظرهم، ولكن بشرط إشراك التيّار الإصلاحي في الحُكم .
أمّا أصحاب الرؤية الثانية فيذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يعتقدون أنَّ رسالة الحركة تكمن في رفض الاستبداد الديني، وتحجيم دور مؤسسة ولاية الفقيه، وذلك بهدف تحقيق الحرّية، وإنجاز المكتسبات الوطنية، ووضع أُسس لبناء مجتمع قائم على قواعد الديمقراطية والعلمانية، عبر إنشاء المؤسسات المدنيّة، وسائر القواعد المجتمعية المتطابقة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لكن بعد السجن المنزلي الذي فُرِض على اثنين من أبرز قادة الحركة الخضراء؛ وهما السيد مير حسين موسوي، والشيخ مهدي كروبي، على خلفية رفضهما لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي باتت تُعرف بعملية الانتخابات الانقلابية، وتصدِّيهم لسلطة ولاية الفقيه المطلقة، وجد التيّار الإصلاحي بقيادة الرئيس السابق محمد خاتمي -الجناح المُهادن الذي يمثل الرؤية الأولى في الحركة الخضراء- في اشتداد الخلاف الناشب بين جناح خامنئي وجناح الرئيس أحمدي نجاد فرصة للقيام بإجراء مصالحة مع جناح المرشد خامنئي عبر طرح مشروع العفو عن الطرفين مقابل المصالحة مع النظام. جاء هذا الاقتراح من قِبَل ''جوقة'' المنظّرين للتيار الإصلاحي القابعين في السجون، وعلى رأسهم مصطفى تاج زادة (وكيل وزارة الداخليّة في عهد خاتمي)، وعباس عبادي أحد قادة اتحاد الطلبة السائرين على خط الإمام سابقاً، إضافةً إلى عدد من أعضاء الحركة الخضراء المقيمين خارج البلاد من أمثال عطاء الله مهاجراني (وزير الثقافة في عهد رئاسة رفسنجاني)، وغيرهم، فهؤلاء ابتعدوا عن شعار ''الموت للديكتاتور'' ودعموا مقترح حوار المناصحة للولي الفقيه والمصالحة مع النظام، وقد رأى أصحاب الرؤية الثانية أن هذا الاقتراح هو بمثابة قلب ظهر المجن للجماهير والتنازل عن حقوقها المشروعة، ويعتقد أصحاب هذه الرؤية أنَّ عطاء الله مهاجراني كان أوّل من منح المرشد علي خامنئي شهادة النزاهة وبرَّأه من تُهمة الفساد، كما إنَّ الناطق باسم ''منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية'' في الخارج والوزير السابق علي مزروعي -المحسوب على الجناح الإصلاحي في الحركة الخضراء- هو الآخر حمَّل كلَّ ما جرى من أحداث على عاتق الرئيس أحمدي نجاد، وقال بإمكانية إجراء المصالحة لكن مع جناح المرشد فقط وليس مع نجاد، وهذا ما تسبَّب في تعميق الفجوة بين أصحاب الرؤى المختلفة داخل الحركة الخضراء. لقد توجَّه مَنْ يُسمون بصقور الحركة الخضراء بالسؤال لِمَنْ وقَّعوا على اقتراح المصالحة مع النظام عن كيفية التوافق بين تعظيم ميراث الخميني والحنين إلى ما يسمّونه العهد الذهبي للإمام الراحل، وتطبيق الدستور المبني أصلاً على نظرية ولاية الفقيه من دون أيِّ تنازل، وجعله مخرجاً مشتركاً مع القوى التي تنازلت عن حياتها وخرجت إلى شوارع المدن الكبرى طوال العامين الماضيين تهتف بشعارات الموت للديكتاتورية، والموت لنظرية ولاية الفقيه، ونادتْ برحيل المُرشد على غرار رحيل مبارك وبن علي؟. المتابعون للشأن الإيراني يرون أنَّ مُشكلة الحركة الخضراء تكمن في استمرار مجلس ''تنسيق طريق الأمل الأخضر'' باحتكار الزعامة لنفسه وعدم سعيه لإيجاد تعاون مشترك مع جميع القوى والتيارات المنضوية في الحركة الخضراء، وهذا سوف يؤدي بالحركة في نهاية المطاف إلى التمزّق، فجملة الخلافات الناشبة حالياً بين تيارات الحركة، سواءً حول مقولة فصل الدين عن الدولة، أو الخلاف حول أساليب الكفاح ما إذا يجب أن يكون سلمياً أو غير سلمي (تسيير المظاهرات والاحتجاجات الصامتة، أو استخدام أساليب حرب الشوارع، أو عدم النزول إلى الشارع)، أو مَنْ هم الممثلون الحقيقيون للحركة؟، لا يُمكن حلُّ جميع هذه الخلافات دون تشكيل مجلس قيادة يكون ممثلاً لجميع تيارات الحركة، فقد أثبتت أدبيات علم السياسة أنَّ في أيِّ حركة أو ائتلاف سياسي متنوع الاتجاهات والأفكار، فإنَّ القيادة التي تمثل جميع المشاركين في هذه الحركة أو الائتلاف وتحظى بإجماع عام هي وحدها المهيَّأة لإيجاد مخرج مشترك للأزمة، كما إنَّ الحركة الخضراء لا يُمكنها أن تنجح في تحقيق هدفها ما لم تنفتح على أبناء الشعوب والقوميات غير الفارسية وتشرك ممثلين عنهم في مجلس القيادة المطلوب تشكيلها .
2011/08/28
حنجرة نصر الله وحنجرة القاشوش
أمير سعيد |المصريون | 28-08-2011 02:15
انتفخت أوداج نصر الله، بدت عليه علامات الغضب والتوتر.. رسمت الثورة السورية النقية على قسمات وجهه انكسار الهزيمة، وبكل ما وافته حنجرته من صوت صرخ في وجه مستمعيه مستميتاً في الدفاع عن النظام الصهيوني في دمشق.
تحدث طويلاً "سيد المقاومة" في "مكلمة يوم القدس"، ذاك اليوم الذي ابتدعته طهران لستر خيبة أمل الأمة الإسلامية جميعاً في موقفها الهزيل من القضية الفلسطينية التي مضت عقود الثورة الإيرانية الثلاثة دون أن يطلق "جيش القدس" طلقة واحدة باتجاه "إسرائيل"، واكتفى بتوجيه رصاصات غدره إلى فلسطينيي مخيم الرمل باللاذقية في رمضان الحالي، استكمالاً لمهمة تتبع الفلسطينيين واستهدافهم من مخيم إلى آخر منذ أن "بزغت فجر المقاومة الطائفية" بلبنان، وحتى "انتصار أتباع المهدي" في العراق.
أغرقنا "السيد" بسيل عرمرم من العبارات الخشبية عن المؤامرات الخارجية التي تحاك على سوريا لغرض إلغاء دورها "الممانع"، والمتمثل في رعاية المقاومة الفلسطينية، وهي المؤامرات التي تريد شطب سوريا المقاومة من الخارطة، باستخدام "حزمة من الإجراءات" تذكرنا بـ"حزمة الإصلاحات" التي وعد بها بشار الفاشي والتي صارت محل سخرية من نشطاء الثورة السورية، ومجموعة من الأدوات التي تعمل على كسر شوكة سوريا، لكن لم يذكر معها ماذا تمثل حنجرة إبراهيم القاشوش في كل هذا، اللهم إلا لو كانت تمثل أحد أسلحة الدمار الشامل التي تخشاها فرقة الطائفي ماهر الأسد، وجيش القدس الإيراني وميليشيا "حزب الله"، فرميت جميعها بكل ما أوتيت من قوة وخسة لاستئصالها من عنق الشهيد!
رفض زعيم الحزب التسويق والمسوقين للطائفية في سوريا، وهو القائم بأعمالها في ربوع الشام، وما دخلت عناصره إلى سوريا إلا لترسيخها، وحيث تحدث عن ليبيا بعد انتصار الثورة نسي كل سيئات نظام القذافي الدموي سوى خطفه للزعيم الإيراني موسى الصدر (منح الجنسية اللبنانية بلا تفسير مقبول) الذي أسس "أفواج المقاومة اللبنانية" ( منظمة أمل)، والتي صارت مسؤولة فيما بعد اختفائه بأعوام عن ارتكاب أحد أكبر المجازر بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا ومستديرة شاتيلا (في العام 1985)، والتي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف فلسطيني.
مثلهم من الضحايا كان قد قتلهم نظام يستحي نصر الله في حديثه عن ذكر "مساندته وكم قدم للمقاومة الفلسطينية لكيلا أحرج أحداً"، على حد قوله، ومن تلك المساندة ما كان في مخيم تل الزعتر قبل تلك الجريمة بعشرة أعوام، حين أمطر المخيم الفلسطيني بـ55 ألف قذيفة عبر وسطائه في لبنان.
لا داعي للحرج يا "زعيم المقاومة" فكل فلسطيني يحتفظ بتاريخه يدرك "أفضال" نظام الأسد الأب والابن على كل مخيم فلسطيني في الشتات، حتى تلك التي تخرج ـ قليلاً ـ عن مناطق نفوذه كمجمع البلديات الفلسطيني في بغداد، الذي شهد بدوره مذبحة قبل خمس سنوات على أيدي طائفيين؛ فلواءا الذئب والعقرب في الداخلية العراقية التي كان يقودها حينها الإيراني جبر صولاغ، هما اللذان غطيا ودعما مجزرة البلديات في بغداد التي نفذتها ميليشيا بدر، وتحديداً "سرايا الحساب" فيها والتي وزعت منشوراً قبل المذبحة يتوجه "إلى الخونة منالفلسطينيين الوهابيين التكفيريين النواصب الصداميين البعثيين الساكنين في منطقةالشؤون في مدينة الحرية عليكم مغادرة أماكنكم خلال 10 أيام وإلا سنقوم بتصفيتكم". التوقيع "سرايا يوم الحساب" [الشرق الأوسط 27/3/2006]..
تماماً مثلما فعل اللواءان السادس والثامن الطائفيان في الجيش اللبناني في صبرا وشاتيلا الثانية للتغطية على جرائم ميليشيا أمل (التي انبثق عنها فيما بعد "حزب الله" ومنظمة أمل بوضعها الحالي بعد توزيع الأدوار بشكل جيد داخل المنظومة الطائفية الحاكمة).. وهو عينه ما فعلته الفرقة الرابعة بالجيش السوري الآن (الطائفية أيضاً)، للتغطية على جرائم الشبيحة (جيش القدس و"حزب الله" والميليشيات الطائفية البعثية) في مخيم الرمل..
لا يريد نصر الله أن يحرج أحداً بذكر هذه المآثر التي قدمها النظام السوري الطائفي (الذي يخشى قائد "حزب الله" أن يجره الثوار إلى طائفيتهم!) للشعب الفلسطيني، لا يريد أن ينعش ذاكرتهم بتكرار هتاف أنصار "أمل" الطائفية وهم يصرخون في بيروت الغربية إثر مجزرة صبرا وشاتيلا الثانية "لا إله إلا الله والعرب أعداء الله", محتفلينبمجزرتهم في مخيم صبرا الفلسطيني [صحيفة الوطن الكويتية 3/6/1985]..كما لا يحب أن يعيد على أسماعهم عبارة "لا إله إلا بشار" التي يلقنها طائفيو قرينه بشار للمستضعفين من المأسورين المعذبين في سوريا.
ولا يحبذ أن يكثر من ذكر المناقب لتفضيله "صدقة السر على العلن"، ولا يقبل أبداً بأن يدلنا على طريق الممانعة الذي اتخذه نظام الأسد أباً ووريثاً لئلا نحسده على ممانعته الفريدة التي مكنته من ضبط النفس طوال أربعين عاماً، وجعلته يحتفظ لنفسه دوماً بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين على أي اعتداء صهيوني، لأنهذا النظام وهو في عقده الخامس من الاستبداد يراهن على جهوزيته للرد بعد نصف قرن أخرى من الزمان!
يبيع لنا "السيد" الهواء.. يردد "يريدون من سوريا تنازلات لا إصلاحات"! أي تنازلات يمكن أن يقدمها نظام عارٍ من كل سيادة، وأي مطلب سيساومونه عليه إذا كان أول إجراء فعلته "إسرائيل" وهي ترى الحليف السوري يوشك على الانهيار هو بناء جدار حول الجولان، لأنه لن تعود آمنة كما كانت خلال ما يقارب نصف القرن، كان خلالها الأب والابن "نعم الحارس الأمين". والمضحك أنه يلمز من قناة بعض الدول الخليجية في مجالات الحريات العامة والشخصية أيضاً كما لو كان بيت رفيقه من حديد، وبيوتهم من زجاج!
لم تعد تلك الجعجعات تسحر أحداً، ولا حنجرتها الصارخة تطربنا، صراخها المزعج سيذهب سدى، وسيظل السوريون يرددون خلف بلبل الثورة إبراهيم القاشوش، الذي اقتلعتم حنجرته، لكيلا يسمعكم "ارحل ارحل يا بشار".. سيظل تلاميذه ينشدون أهازيجه، سترن في آذانكم، سيجلجل رجع صداها يزلزل أركان الطائفية التي بنيتموها على فراغ وأسستموها على شفا جرف هارٍ.. وسيعود الشام يوماً قريباً حراً فسيحاً لا يضيق بتنوعاته ولا يظلم أيا من مكوناته جميعاً.
انتفخت أوداج نصر الله، بدت عليه علامات الغضب والتوتر.. رسمت الثورة السورية النقية على قسمات وجهه انكسار الهزيمة، وبكل ما وافته حنجرته من صوت صرخ في وجه مستمعيه مستميتاً في الدفاع عن النظام الصهيوني في دمشق.
تحدث طويلاً "سيد المقاومة" في "مكلمة يوم القدس"، ذاك اليوم الذي ابتدعته طهران لستر خيبة أمل الأمة الإسلامية جميعاً في موقفها الهزيل من القضية الفلسطينية التي مضت عقود الثورة الإيرانية الثلاثة دون أن يطلق "جيش القدس" طلقة واحدة باتجاه "إسرائيل"، واكتفى بتوجيه رصاصات غدره إلى فلسطينيي مخيم الرمل باللاذقية في رمضان الحالي، استكمالاً لمهمة تتبع الفلسطينيين واستهدافهم من مخيم إلى آخر منذ أن "بزغت فجر المقاومة الطائفية" بلبنان، وحتى "انتصار أتباع المهدي" في العراق.
أغرقنا "السيد" بسيل عرمرم من العبارات الخشبية عن المؤامرات الخارجية التي تحاك على سوريا لغرض إلغاء دورها "الممانع"، والمتمثل في رعاية المقاومة الفلسطينية، وهي المؤامرات التي تريد شطب سوريا المقاومة من الخارطة، باستخدام "حزمة من الإجراءات" تذكرنا بـ"حزمة الإصلاحات" التي وعد بها بشار الفاشي والتي صارت محل سخرية من نشطاء الثورة السورية، ومجموعة من الأدوات التي تعمل على كسر شوكة سوريا، لكن لم يذكر معها ماذا تمثل حنجرة إبراهيم القاشوش في كل هذا، اللهم إلا لو كانت تمثل أحد أسلحة الدمار الشامل التي تخشاها فرقة الطائفي ماهر الأسد، وجيش القدس الإيراني وميليشيا "حزب الله"، فرميت جميعها بكل ما أوتيت من قوة وخسة لاستئصالها من عنق الشهيد!
رفض زعيم الحزب التسويق والمسوقين للطائفية في سوريا، وهو القائم بأعمالها في ربوع الشام، وما دخلت عناصره إلى سوريا إلا لترسيخها، وحيث تحدث عن ليبيا بعد انتصار الثورة نسي كل سيئات نظام القذافي الدموي سوى خطفه للزعيم الإيراني موسى الصدر (منح الجنسية اللبنانية بلا تفسير مقبول) الذي أسس "أفواج المقاومة اللبنانية" ( منظمة أمل)، والتي صارت مسؤولة فيما بعد اختفائه بأعوام عن ارتكاب أحد أكبر المجازر بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا ومستديرة شاتيلا (في العام 1985)، والتي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف فلسطيني.
مثلهم من الضحايا كان قد قتلهم نظام يستحي نصر الله في حديثه عن ذكر "مساندته وكم قدم للمقاومة الفلسطينية لكيلا أحرج أحداً"، على حد قوله، ومن تلك المساندة ما كان في مخيم تل الزعتر قبل تلك الجريمة بعشرة أعوام، حين أمطر المخيم الفلسطيني بـ55 ألف قذيفة عبر وسطائه في لبنان.
لا داعي للحرج يا "زعيم المقاومة" فكل فلسطيني يحتفظ بتاريخه يدرك "أفضال" نظام الأسد الأب والابن على كل مخيم فلسطيني في الشتات، حتى تلك التي تخرج ـ قليلاً ـ عن مناطق نفوذه كمجمع البلديات الفلسطيني في بغداد، الذي شهد بدوره مذبحة قبل خمس سنوات على أيدي طائفيين؛ فلواءا الذئب والعقرب في الداخلية العراقية التي كان يقودها حينها الإيراني جبر صولاغ، هما اللذان غطيا ودعما مجزرة البلديات في بغداد التي نفذتها ميليشيا بدر، وتحديداً "سرايا الحساب" فيها والتي وزعت منشوراً قبل المذبحة يتوجه "إلى الخونة منالفلسطينيين الوهابيين التكفيريين النواصب الصداميين البعثيين الساكنين في منطقةالشؤون في مدينة الحرية عليكم مغادرة أماكنكم خلال 10 أيام وإلا سنقوم بتصفيتكم". التوقيع "سرايا يوم الحساب" [الشرق الأوسط 27/3/2006]..
تماماً مثلما فعل اللواءان السادس والثامن الطائفيان في الجيش اللبناني في صبرا وشاتيلا الثانية للتغطية على جرائم ميليشيا أمل (التي انبثق عنها فيما بعد "حزب الله" ومنظمة أمل بوضعها الحالي بعد توزيع الأدوار بشكل جيد داخل المنظومة الطائفية الحاكمة).. وهو عينه ما فعلته الفرقة الرابعة بالجيش السوري الآن (الطائفية أيضاً)، للتغطية على جرائم الشبيحة (جيش القدس و"حزب الله" والميليشيات الطائفية البعثية) في مخيم الرمل..
لا يريد نصر الله أن يحرج أحداً بذكر هذه المآثر التي قدمها النظام السوري الطائفي (الذي يخشى قائد "حزب الله" أن يجره الثوار إلى طائفيتهم!) للشعب الفلسطيني، لا يريد أن ينعش ذاكرتهم بتكرار هتاف أنصار "أمل" الطائفية وهم يصرخون في بيروت الغربية إثر مجزرة صبرا وشاتيلا الثانية "لا إله إلا الله والعرب أعداء الله", محتفلينبمجزرتهم في مخيم صبرا الفلسطيني [صحيفة الوطن الكويتية 3/6/1985]..كما لا يحب أن يعيد على أسماعهم عبارة "لا إله إلا بشار" التي يلقنها طائفيو قرينه بشار للمستضعفين من المأسورين المعذبين في سوريا.
ولا يحبذ أن يكثر من ذكر المناقب لتفضيله "صدقة السر على العلن"، ولا يقبل أبداً بأن يدلنا على طريق الممانعة الذي اتخذه نظام الأسد أباً ووريثاً لئلا نحسده على ممانعته الفريدة التي مكنته من ضبط النفس طوال أربعين عاماً، وجعلته يحتفظ لنفسه دوماً بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين على أي اعتداء صهيوني، لأنهذا النظام وهو في عقده الخامس من الاستبداد يراهن على جهوزيته للرد بعد نصف قرن أخرى من الزمان!
يبيع لنا "السيد" الهواء.. يردد "يريدون من سوريا تنازلات لا إصلاحات"! أي تنازلات يمكن أن يقدمها نظام عارٍ من كل سيادة، وأي مطلب سيساومونه عليه إذا كان أول إجراء فعلته "إسرائيل" وهي ترى الحليف السوري يوشك على الانهيار هو بناء جدار حول الجولان، لأنه لن تعود آمنة كما كانت خلال ما يقارب نصف القرن، كان خلالها الأب والابن "نعم الحارس الأمين". والمضحك أنه يلمز من قناة بعض الدول الخليجية في مجالات الحريات العامة والشخصية أيضاً كما لو كان بيت رفيقه من حديد، وبيوتهم من زجاج!
لم تعد تلك الجعجعات تسحر أحداً، ولا حنجرتها الصارخة تطربنا، صراخها المزعج سيذهب سدى، وسيظل السوريون يرددون خلف بلبل الثورة إبراهيم القاشوش، الذي اقتلعتم حنجرته، لكيلا يسمعكم "ارحل ارحل يا بشار".. سيظل تلاميذه ينشدون أهازيجه، سترن في آذانكم، سيجلجل رجع صداها يزلزل أركان الطائفية التي بنيتموها على فراغ وأسستموها على شفا جرف هارٍ.. وسيعود الشام يوماً قريباً حراً فسيحاً لا يضيق بتنوعاته ولا يظلم أيا من مكوناته جميعاً.
القضية الفلسطينية أُلعوبة بيد نصر الله
ممدوح إسماعيل |المصريون | 28-08-2011 02:13
بداية كنت أتمنى أن أكتب مقالى عن العيد والثورة ولكن وجدت خبراً جعلنى أترك كل شىء وأكتب عنه والخبر جاء فى تصريح لزعيم شيعة لبنان حسن نصر الله لوكالة انباء مهر الايرانية حيث ذكر كلمات خطيرة ضآلة كضلال بن سلول فقد قال بكل وقاحة إن إضعاف النظام السورى إضعاف للقضية الفلسطينية
وقال بالنص لوضعفت القيادة السورية لضاعت القضية الفلسطينية ثم يستمر فى استغفاله قائلاً أن القيادة السورية لها فضل فى صيانة القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها وكأنه نسى مذابح تل الزعتر التى تم فيها ذبح ثلاثة آلاف فلسطينى بواسطة المليشيات الصليبية بمساعدة السوريين
ويستطرد فى ضلاله ويقول أن بقاء بشار شرط لبقاء القضية الفلسطينية مما يعنى أن استباحة دم الشعب السورى مباح للسفاح لأنه هو الضامن للقضية الفلسطينية
حقاً اذا لم تستحى فقل ماشئت
ويمضى فى غيه وتضليله و يشير الى قادة المقاومة ويقول إنهم يعرفون فضل القيادة السورية على حركات المقاومة بمايعنى تهديد مبطن وإذلال علنى لوجودهم فى سوريا
حقيقة لم أرى وأسمع استغفال وكذب وتضليل ونفاق مثل ماقاله زعيم روافض لبنان فقد ربط بطريقة ضآلة بين القضية الفلسطينية ونظام السفاح بشار
وأعتقد أنه قد حان وقت الحسم فى هذا الخلط الرهيب الذى يعتمده الروافض فى اللعب بالقضية الفلسطينية وإستغلالها
والحسم مطلوب أولاً من قادة المقاومة الفلسطينية المتواجدين فى سوريا الذين استغل النظام السورى حاجتهم الى مكان فوفر لهم المكان مقابل إستغلال القضية الفلسطينية كستار لإستبداده وظلمه لشعبه وسفكه دماء الشعب السورى وسجن الشعب فى سجن كبير تحت زعم القضية الفلسطينية (وفلسطين لن تنصر إلا برجال مسلمين أحرار) وعلى خالد مشعل قائد حماس ورمضان شلح قائد الجهاد الإسلامى ونحسبهم من الرجال الأحرار أن يتحررا من قيود النظام السورى وعلاقتهما بإيران وأن يحسما أمرهما فى سوريا فالسكوت على الظلم تواطؤ والسكوت على اللعب بالقضية الفلسطينية والنفاق بإسمها خطأ كبيرو إستغفال للشعوب المتحمسة لتحرير فلسطين والقدس والأقصى
ومعلوم أن النظام السورى لم يطلق طلقة واحدة منذ حرب 73 على العدو الصهيونى وأنه يستنزف عقل الجماهير والنظم العربية تحت زعم القضية الفلسطينية
فأرجومن قادة المقاومة وقف تزييف الوعى العربى من أبواق الراوفض المستغفلين للشعوب المسلمة
وإنى أحسبكم كنتم مضطرين للبقاء فى سوريا وقت أن حاصركم عملاء اسرائيل فى مصر وتونس وليبيا وغيرهما أما وقد تحررت مصر من أكبر عميل صهيونى فوجب عليكم ترك سوريا التى يحكمها سفاح يقتل شعبه بلاهوادة
أما ما جاء فى تصريح الكذاب حسن نصر الله فأقول له ولمن تبعه من المرتزقة العرب والمصريين من قال أن إضعاف النظام السورى اضعاف للقضية الفلسطينية ؟وهل تنصر فلسطين والأقصى بالنصيريين العلويين وهل يتحرر الأقصى بالروافض لاوالله ماقال الله ذلك فى كتابه حيث قال عز وجل (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) والشيعة الراوفض خانوا الله ورسوله بمعاداة صاحبيه الكريمين ابو بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما من أصحاب رسول الله بل قاموا بسب أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى( الطيبون للطيبات )وهم طعنوا فى السيدة عائشة رضى الله عنها
والكلام لاينتهى عن خيانتهم فى التاريخ للمسلمين فقد تحالفوا مع التتار والصليبيين
والآن تحالفوا مع الأمريكان فى العراق ضد المسلمين أهل السنة فكيف ينصرهم الله وهم يتحالفون من وراء الستار مع اليهود الصهاينة
وكيف يكون اسقاط السفاح بشار ونظامه إضعاف للقضية الفلسطينية بل هو النصر كل النصر للقضية الفلسطينية أن تتحرر من شوائب المنافقين الذين أضروها والمستبدين والعملاء الظلمة لشعوبهم المحاربين للأبرار الأحرار المحاربين للإسلام
ويبقى أن فلسطين جزء غالى عزيز من أمتنا الإسلامية احتله الصهاينة ولن يحرر إلا على يد عباد الله المسلمين أصحاب العقيدة السليمة وأما الراوفض فهم شوكة فى ظهر الأمة وظهر القضية الفلسطينية لابد من خلعها بموقف حاسم من الفلسطينيين أنفسهم أولاً
وأخيرا ً الراوفض يتخوفون ويقاتلون من أجل عدم سقوط نظام بشار لآن سقوط النظام السورى يكشفهم ويحاصرهم ويقلص من مطامع امبراطوريتهم ومشروعهم الشيعى
وكل مسلم مخلص يعلم أن إسقاط النظام السورى المستبد هو أكبر دعم ونصر للقضية الفلسطينية وأسأل الله أن يسقط قريباً ليلحق بصديقه السفاح الليبى
ممدوح اسماعيل محام وكاتب
بداية كنت أتمنى أن أكتب مقالى عن العيد والثورة ولكن وجدت خبراً جعلنى أترك كل شىء وأكتب عنه والخبر جاء فى تصريح لزعيم شيعة لبنان حسن نصر الله لوكالة انباء مهر الايرانية حيث ذكر كلمات خطيرة ضآلة كضلال بن سلول فقد قال بكل وقاحة إن إضعاف النظام السورى إضعاف للقضية الفلسطينية
وقال بالنص لوضعفت القيادة السورية لضاعت القضية الفلسطينية ثم يستمر فى استغفاله قائلاً أن القيادة السورية لها فضل فى صيانة القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها وكأنه نسى مذابح تل الزعتر التى تم فيها ذبح ثلاثة آلاف فلسطينى بواسطة المليشيات الصليبية بمساعدة السوريين
ويستطرد فى ضلاله ويقول أن بقاء بشار شرط لبقاء القضية الفلسطينية مما يعنى أن استباحة دم الشعب السورى مباح للسفاح لأنه هو الضامن للقضية الفلسطينية
حقاً اذا لم تستحى فقل ماشئت
ويمضى فى غيه وتضليله و يشير الى قادة المقاومة ويقول إنهم يعرفون فضل القيادة السورية على حركات المقاومة بمايعنى تهديد مبطن وإذلال علنى لوجودهم فى سوريا
حقيقة لم أرى وأسمع استغفال وكذب وتضليل ونفاق مثل ماقاله زعيم روافض لبنان فقد ربط بطريقة ضآلة بين القضية الفلسطينية ونظام السفاح بشار
وأعتقد أنه قد حان وقت الحسم فى هذا الخلط الرهيب الذى يعتمده الروافض فى اللعب بالقضية الفلسطينية وإستغلالها
والحسم مطلوب أولاً من قادة المقاومة الفلسطينية المتواجدين فى سوريا الذين استغل النظام السورى حاجتهم الى مكان فوفر لهم المكان مقابل إستغلال القضية الفلسطينية كستار لإستبداده وظلمه لشعبه وسفكه دماء الشعب السورى وسجن الشعب فى سجن كبير تحت زعم القضية الفلسطينية (وفلسطين لن تنصر إلا برجال مسلمين أحرار) وعلى خالد مشعل قائد حماس ورمضان شلح قائد الجهاد الإسلامى ونحسبهم من الرجال الأحرار أن يتحررا من قيود النظام السورى وعلاقتهما بإيران وأن يحسما أمرهما فى سوريا فالسكوت على الظلم تواطؤ والسكوت على اللعب بالقضية الفلسطينية والنفاق بإسمها خطأ كبيرو إستغفال للشعوب المتحمسة لتحرير فلسطين والقدس والأقصى
ومعلوم أن النظام السورى لم يطلق طلقة واحدة منذ حرب 73 على العدو الصهيونى وأنه يستنزف عقل الجماهير والنظم العربية تحت زعم القضية الفلسطينية
فأرجومن قادة المقاومة وقف تزييف الوعى العربى من أبواق الراوفض المستغفلين للشعوب المسلمة
وإنى أحسبكم كنتم مضطرين للبقاء فى سوريا وقت أن حاصركم عملاء اسرائيل فى مصر وتونس وليبيا وغيرهما أما وقد تحررت مصر من أكبر عميل صهيونى فوجب عليكم ترك سوريا التى يحكمها سفاح يقتل شعبه بلاهوادة
أما ما جاء فى تصريح الكذاب حسن نصر الله فأقول له ولمن تبعه من المرتزقة العرب والمصريين من قال أن إضعاف النظام السورى اضعاف للقضية الفلسطينية ؟وهل تنصر فلسطين والأقصى بالنصيريين العلويين وهل يتحرر الأقصى بالروافض لاوالله ماقال الله ذلك فى كتابه حيث قال عز وجل (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) والشيعة الراوفض خانوا الله ورسوله بمعاداة صاحبيه الكريمين ابو بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما من أصحاب رسول الله بل قاموا بسب أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى( الطيبون للطيبات )وهم طعنوا فى السيدة عائشة رضى الله عنها
والكلام لاينتهى عن خيانتهم فى التاريخ للمسلمين فقد تحالفوا مع التتار والصليبيين
والآن تحالفوا مع الأمريكان فى العراق ضد المسلمين أهل السنة فكيف ينصرهم الله وهم يتحالفون من وراء الستار مع اليهود الصهاينة
وكيف يكون اسقاط السفاح بشار ونظامه إضعاف للقضية الفلسطينية بل هو النصر كل النصر للقضية الفلسطينية أن تتحرر من شوائب المنافقين الذين أضروها والمستبدين والعملاء الظلمة لشعوبهم المحاربين للأبرار الأحرار المحاربين للإسلام
ويبقى أن فلسطين جزء غالى عزيز من أمتنا الإسلامية احتله الصهاينة ولن يحرر إلا على يد عباد الله المسلمين أصحاب العقيدة السليمة وأما الراوفض فهم شوكة فى ظهر الأمة وظهر القضية الفلسطينية لابد من خلعها بموقف حاسم من الفلسطينيين أنفسهم أولاً
وأخيرا ً الراوفض يتخوفون ويقاتلون من أجل عدم سقوط نظام بشار لآن سقوط النظام السورى يكشفهم ويحاصرهم ويقلص من مطامع امبراطوريتهم ومشروعهم الشيعى
وكل مسلم مخلص يعلم أن إسقاط النظام السورى المستبد هو أكبر دعم ونصر للقضية الفلسطينية وأسأل الله أن يسقط قريباً ليلحق بصديقه السفاح الليبى
ممدوح اسماعيل محام وكاتب
2011/07/26
شيخ الأزهر: لن نسمح بالتبشير الشيعي
كتب حسين أحمد (المصريون): | 26-07-2011
طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كبار مراجع الشيعة بإبداء الفتاوى الصريحة والواضحة، الملزمة لكافة الشيعة بضرورة احترام وتوقير أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) وجميع الصحابة الكرام وتجريم كل الأقوال التي تنتقص من قدرهم.
جاء ذلك خلاله استقباله وفدا لبنانيا يضم علماء من السنة والشيعة برئاسة الشيخ حسان محمود عبد الله رئيس تجمع علماء المسلمين بلبنان، محذرًا من أن المساس بجميع الصحابة خط أحمر لا يمكن التساهل فيه.
وأكد الطيب أن الأزهر الحصن الحصين لأهل السنة والجماعة في العالم كله لن يسمح باختراق المجتمعات السنية من طرف أي مذهب كان ولا يمكن للوحدة الإسلامية أن تقوم إلا بالاحترام المتبادل والتعددية المذهبية وأن التبشير التشييع لا مكان له بالمجتمعات السنية والأزهر سيقف بالمرصاد لكل هذه الدعوات.
وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل العلاقات بين السنة والشيعة، تمنى شيخ الأزهر العمل سويًا لنصرة الإسلام ودعم المسلمين في جميع أرجاء الأرض بالتعاون بين كافة المذاهب الإسلامية واستكمال مسيرة الأزهر في التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية.
وحدد شيخ الأزهر خلال اللقاء خطوطا حمراء أكد أنه لا يمكن تجاوزها في حوارنا الذي يرجى معه الوحدة في المواقف المصيرية للمسلمين. وشدد على ضرورة التخلي عن ثقافة الحقد التي نراها في كثير من الكتابات والفضائيات. وأوضح أعضاء الوفد لشيخ الأزهر منهجهم في تجمعهم القائم على التسامح المذهبي في لبنان.
--------------
تعليق لم أستطع منع نفسي من كتابته
يقولون "التسامح المذهبي في لبنان"
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
لبنان بالذات تتكلم عن التسامح المذهبي
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
شر البلية
طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كبار مراجع الشيعة بإبداء الفتاوى الصريحة والواضحة، الملزمة لكافة الشيعة بضرورة احترام وتوقير أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) وجميع الصحابة الكرام وتجريم كل الأقوال التي تنتقص من قدرهم.
جاء ذلك خلاله استقباله وفدا لبنانيا يضم علماء من السنة والشيعة برئاسة الشيخ حسان محمود عبد الله رئيس تجمع علماء المسلمين بلبنان، محذرًا من أن المساس بجميع الصحابة خط أحمر لا يمكن التساهل فيه.
وأكد الطيب أن الأزهر الحصن الحصين لأهل السنة والجماعة في العالم كله لن يسمح باختراق المجتمعات السنية من طرف أي مذهب كان ولا يمكن للوحدة الإسلامية أن تقوم إلا بالاحترام المتبادل والتعددية المذهبية وأن التبشير التشييع لا مكان له بالمجتمعات السنية والأزهر سيقف بالمرصاد لكل هذه الدعوات.
وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل العلاقات بين السنة والشيعة، تمنى شيخ الأزهر العمل سويًا لنصرة الإسلام ودعم المسلمين في جميع أرجاء الأرض بالتعاون بين كافة المذاهب الإسلامية واستكمال مسيرة الأزهر في التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية.
وحدد شيخ الأزهر خلال اللقاء خطوطا حمراء أكد أنه لا يمكن تجاوزها في حوارنا الذي يرجى معه الوحدة في المواقف المصيرية للمسلمين. وشدد على ضرورة التخلي عن ثقافة الحقد التي نراها في كثير من الكتابات والفضائيات. وأوضح أعضاء الوفد لشيخ الأزهر منهجهم في تجمعهم القائم على التسامح المذهبي في لبنان.
--------------
تعليق لم أستطع منع نفسي من كتابته
يقولون "التسامح المذهبي في لبنان"
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
لبنان بالذات تتكلم عن التسامح المذهبي
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
شر البلية
2011/06/23
السياحة الدينية الإيرانية
المصريون | أسامة شحادة | 23-06-2011 01:47
استوقفني الأسبوع الماضي موقف د.عبدالله الأشعل، المرشح لرئاسة مصر، في مقابلته مع د.وسام عبد الوراث على قناة الحكمة يوم 15/6/2011 من خطر السياحة الدينية التي تضغط إيران بوسائل متعددة للاتفاق عليها مع مصر بأسرع وقت، ولذلك كان من العروض الإيرانية لدعم الثورة المصرية التي قدمت للوفد الشعبي المصري الذي زار طهران مؤخراً، تشجيع الإيرانيين على السياحة الدينية في مصر.
وهذا الموقف المتساهل من الأطماع والخطط الإيرانية يشترك فيه عدد من المرشحين لمنصب الرئاسة مثل: د.محمد العوا، د.مصطفى الفقي، حمدين صباحي، وقد يكون بعد مصر عن إيران سبباً في ضعف معرفتهم بحقيقة السياسات الإيرانية، فلذلك أحببت أن أشرح للمهتمين جانب من حقيقة السياسات الإيرانية والمتعلق بالسياحة الدينية.
والسياحة الدينية مع مصر مطلب إيراني قديم ومتكرر، فقد أُعلن في 13/10/2010 عن توقيع مذكرة تفاهم بالأحرف الأولى بين رئيس هيئة الطيران المدني المصرية ومساعد رئيس الشركة الوطنية الإيرانية للطيران المدني لإعادة الرحلات الجوية بين القاهرة وطهران بواقع 28 رحلة أسبوعياً!! وحضر مراسم التوقيع وزير الطيران المدني المصري أحمد شفيق ونائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة السياحة حميد باغاي، ولم يتم التنفيذ.
وقبل أن نستعرض تجارب السياحة الدينية الإيرانية وأخطارها على الدول العربية، دعونا نقرأ الخبر الذي بثته وكالة التقريب الإيرانية يوم 11/6/2011 عن التصورات الإيرانية للسياحة الدينية في مصر، يقول الخبر: قال هشام زعزوع، مساعد وزير السياحة المصري في تصريح له بالقاهرة إن وزارة السياحة المصرية تهدف إلى فتح أسواق جديدة للمقصد السياحي المصري، ولكنه نوه إلى أن ملف السياحة الإيرانية له وضع خاص، قائلا إن الملف موزع بين وزارة الخارجية وأجهزة الأمن، ووفقا للرؤية المشتركة يتم اتخاذ قرار في ذلك الشأن.
من جهته أشار سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة المصرية، أن الهيئة لديها دراسات حول السوق الإيراني تشير تقديراتها المبدئية إلى أن السوق الإيراني يمكنه مد مصر بنصف مليون سائح في السنة الأولى إلى جانب أن متوسط الليالي للسائح الإيراني يبلغ من ٥-٦ ليالي وبمتوسط ٣٠ مليون ليلة سياحية.
من جانبه قال أبو العزايم إنه تقدم خلال لقاءاته مع الوفد الشعبي المصري بإيران، باقتراح للمسؤولين الإيرانيين لتوجيه أفواج من السائحين الإيرانيين نحو مصر، وأضاف أن الدكتور علي رضا ذاكر، محافظ أصفهان، وعد بتوجيه ٣ ملايين إيراني سنويا لمصر في حالة موافقة الحكومة المصرية على مشروع تعاون في مجال السياحة الدينية.
وتابع أن ١٠ شركات إيرانية أكدت أن الإيرانيين متشوقون لزيارة مراقد آل البيت بمصر، وأنها تستطيع عمل وفود مكونة من ١٠٠ ألف إيراني شهريا. أ.ه ( ).
ونلاحظ في الخبر الإيراني أن هذا اقتراح مصري من خلال أبو العزائم وهو أحد القيادات الصوفية المعروفة بعلاقاتها الإيرانية على المستوى التجاري والفكري، مما يتوجب معه البحث في خفايا الاقتراح وما يمكن أن يمهد له مستقبلاً من علاقات وصلات، خاصة مع طموح أبو العزائم زعيم الطريقة العزمية الصوفية في السيطرة على المجلس الصوفي الأعلى والحصول على منصب شيخ مشايخ الصوفية، وهو ما يذكّر بتصريحات الشيخ يوسف القرضاوى من قيام إيران بنشر التشيع في مصر عبر الطرق الصوفية!!
ومن الواضح في الخبر أن الحكومة الإيرانية هي التي تتحكم بعملية السياحة وليست الرغبة الشعبية الفردية، مما يؤكد أن هذه الأفواج التي قد تبلغ 100 ألف إيراني شهرياً هي أفواج مسيّرة لغايات سياسية وليست لغايات سياحية فحسب!!
وحتى تتضح الصورة دعونا نستعرض بعض النماذج من السياحة الدينية الإيرانية، حتى ندرك شيئاً من حقيقة هذه السياحة وأنها في الحقيقة استراتيجية معتمدة من النظام الإيراني ومؤسساته الشيعية لاختراق المجتمعات والدول العربية.
1- نموذج رحلات الحج والعمرة:
الجميع يعلم كيف استغلت إيران الحجاج الإيرانيين والشيعة في أعوام 1986، 1987، 1989م، لتدس فيهم عناصر الحرس الثوري وأعضاء حزب الله الكويتي وبين أمتعتهم المتفجرات والقنابل.
ثم محاولة الخميني لتحويل الحج إلى مناسبة سياسية لخدمة أجندته الدعائية باسم "مسيرة البراءة من المشركين".
وفيما بعد تخلت إيران عن التفجيرات، وركزت على جعل مخيمات الحج في منى والفنادق في مكة والمدينة التي يقيم بها الإيرانيون بؤراً للالتقاء بالشيعة السعوديين والشيعة من مختلف دول العالم، ويكفي أن تطالع في موسم الحج المواقع الشخصية للمراجع الشيعة والإيرانيين وتتابع لقاءاته في موسم الحج لتعرف حجم النشاط الذي يقوم به من خلال السياحة الدينية!!
كما أن هناك تعليمات وتوجيهات لأعضاء بعثات الحج والعمرة بالقيام بنشاطات لبث التشيع من خلال الاتصال بالحجاج والمعتمرين وتوزيع الكتب والنشرات عليهم وزيارة مخيماتهم، من خلال مقراتهم الخاصة والتي تجهز بما يلزم للقيام بتلك النشاطات، وكان موقع مفكرة الإسلام في موسم حج عام 1427هـ/2006م قد نشر تقريراً مفصلاً عن ذلك بعنوان "مخطط إيراني لاستغلال الحج في الدعوة للتشيع"، بعد حصولها على كتاب بالفارسية من إصدار "إدارة أمور الدعـاة" ببعثة الزعامة الإيرانيـة، وزع على الحجاج الإيرانيين بعنوان "أهداف الحج في هذا العام".
2- نموذج السياحة الدينية في سوريا:
لم تعرف دمشق حتى سنة 1981 إلا حوزتين شيعيتين هما: حوزة السيدة زينب عام 1976 وحوزة الامام الخميني عام 1981، لكن تطور العلاقات الإيرانية السورية سنة 1988 وانتقالها لمجالات جديدة جعل إيران تطلب السماح لها برعاية وترميم بعض المقامات في سوريا والسماح بقيام الإيرانيين بزيارات سياحية دينية لسوريا، فتمت الموافقة، وكانت البداية من مقام عمار بن ياسر بمدينة الرقة، فتحول القبر إلى مركز شيعي كبير استولى على المقبرة السنية لسكان المدينة وطردهم وطرد موتاهم !! واستمر المسلسل بالبحث عن أي مقام قد يكون له صلة بالتاريخ الشيعي والاستيلاء عليه، وفي عام 1999 شيد مقام للسيدة سكينة في مدينة داريا، ومقام السيدة رقية في حي العمار الجوانية، ومن ثم تم الاستيلاء بالكامل على مقام السيدة زينب بدمشق بعد أن بدأ المشوار بالحوزة الزينبية سنة 1976 على يد حسن الشيرازي.
فتحولت منطقة السيدة زينب إلى مستعمرة شيعية أو قم الصغري، وخاصة بعد قدوم العراقيين الشيعة لسوريا في التسعينيات!! فانتشرت فيها الحوزات الشيعية سنة 1995 حيث شهدت نشأة خمس حوزات جديدة وجمعيات شيعية ثقافية ومكاتب سياحة دينية وفنادق مخصصة للزوار الشيعة ومطاعم شيعية وأسواق توفر مستلزمات الزوار الشيعة، وأصبحت اللغة الفارسية مسموعة في المنطقة وتظهر على لوحات المحال التجارية!! ونتج عن هذا تشييع قطاعات سورية بسبب الاحتكاك والعمل المشترك والولائم والدعوات والمناسبات التي تستقطب الفضوليين.
3- نموذج السياحة الدينية في العراق:
فتحْت غطاء السياحة الدينية للعتبات المقدسة بالنجف وكربلاء تم دخول آلاف العناصر من الحرس الثوري الإيرانى للعراق، للقيام بالعديد من الأنشطة العسكرية والسياسية التي مكنت إيران من السيطرة على العراق من تحت أرجل القوات الأمريكية.
وقد شهد بداية عام 2011 صدور قرار لوزارة الداخلية العراقية بالسماح للشركات الإيرانية العامة في مجال الحماية بمرافقة قوافل السياحة الدينية لتكون غطاءً قانونياً لوجود المسلحين الإيرانيين علناً في العراق!!
4- نموذج السياحة الدينية في الأردن:
رغم المحاولات الإيرانية المتكررة لفتح الباب أمام السياحة الدينية الشيعية في الأردن، إلا أن السلطات الأردنية لا تزال ترفض ذلك، لعدم توفر هذه السياحة في الأردن، الذي يخلو من مقامات لآل البيت.
لكن حين تواجد آلاف العراقيين الشيعة في الأردن في حقبة التسعينيات، تفتقت العبقرية الشيعية عن محاولة استغلال قبر جعفر بن أبي طالب بمنطقة المزار بمحافظة الكرك لجعله نقطة تجمع لهم، وفعلا أصبح موسم عاشوراء يشهد تجمعاً شيعياً عراقياً ينمو مع الأعوام، وبدأ يكبر ويستقطب بعض الشيعة الأردنيين من أصول لبنانية، وبعض الفضوليين، وبدأ يستوطن بعض الشيعة العراقيين حول المكان!!
وبدأ نوع من التأثير يظهر على سكان المنطقة المحيطة من خلال الاحتكاك مع الشيعة، لكن احتلال العراق بدّل مذهب العراقيين المتواجدين في الأردن، فأصبح غالبية العراقيين بعد الاحتلال من السنة بعد أن كانوا من الشيعة، وخمد موسم عاشوراء في الكرك.
وبعد:
فهذه نماذج من تجارب السياحة الدينية الإيرانية، والتي تتميز بـ:
1- السيطرة الحكومية عليها، لنشر الهيمنة الإيرانية عبر القيام بأنشطة عسكرية أو تجسسية بفضل هذا الغطاء القانوني والضخم (100 ألف سائح شهرياً) والذي يخفي في طياته الكثير.
2- القيام بالتبشير الشيعي من خلال الاحتكاك بالناس وتوزيع المنشورات عليهم، ودعم المتشيعين المحليين من خلال تشغيلهم في المرافق اللازمة للسياحة، والتي يحرصون على أن تكون خاصة بهم كالفنادق، والمطاعم والمحال التجارية الأساسية (حلاقة، كي، نقل...).
3- ايجاد نقطة انطلاق للتوسع منها مستقبلاً، مثل ترميم البُهرة لقبر الحسين زمن جمال عبد الناصر وثم مسجد الحاكم بأمر الله ومن ثم السكن في المسجد والسيطرة على الحي المجاور وهكذا.
وأختم بمقارنة بين حرص الإيرانيين على السياحة في مصر، وبين استقبال إيران للوفد الشعبي المصري مؤخراً، لنعرف حقيقة العقلية الإيرانية السياحية!!
تقول نشوى الحوفي عضوة الوفد الشعبي والصحفية بجريدة المصري اليوم في 5/6/2011: "وصلنا المطار وطلب مرافقونا من رجال الأمن جوازات السفر لإنهاء إجراءات حجز الغرف، وهو ما تم فى دقائق لكن دون عودة جوازات السفر إلينا. وحين طلبناها قيل لنا إنها ستظل بالفندق لحين انتهاء رحلتنا، وهو ما أثار دهشتنا جميعاً، وتساءلنا: كيف نتنقل فى بلد غريب دون إثباتات هوية، فاصطحبونا لغرفة فى الفندق تم تصويرنا فيها كما يحدث عندما نتوجه لاستخراج الرقم القومي، ثم منحونا بطاقات عليها صورتنا واسم كل منا وطلبوا منا ألا نخرج دونها.
ورغم تعب الرحلة إلا أن فكرة الاحتفاظ بجواز السفر أثارت داخلي إحساس الدولة المخابراتية، التى يسيطر الإحساس الأمني فيها على كل شيء وكل فرد، حتى لو كنا ضيوفاً ضمن وفد شعبي مصري يزور طهران للمرة الأولى.
لا أخفي سراً أنني عند دخولي غرفتي انتابني إحساس يراودني حين أشاهد مسلسلات الجاسوسية التى دأبنا على مشاهدتها صغارا مثل «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة». وإذا كانوا أخذوا منا جوازات السفر فلماذا لا تكون بالغرف عدسات مراقبة، خاصة أن أفراد الأمن المصاحبين لنا كانت لهم غرف فى نفس الفندق بجوارنا.. يا الله ما أوسع خيال الإنسان ويا لكثرة هواجسه!".
ولا تعليق على التقاليد العريقة للسياحة الإيرانية مع وفد شعبي يزور إيران بهدف تطبيع العلاقات!!
استوقفني الأسبوع الماضي موقف د.عبدالله الأشعل، المرشح لرئاسة مصر، في مقابلته مع د.وسام عبد الوراث على قناة الحكمة يوم 15/6/2011 من خطر السياحة الدينية التي تضغط إيران بوسائل متعددة للاتفاق عليها مع مصر بأسرع وقت، ولذلك كان من العروض الإيرانية لدعم الثورة المصرية التي قدمت للوفد الشعبي المصري الذي زار طهران مؤخراً، تشجيع الإيرانيين على السياحة الدينية في مصر.
وهذا الموقف المتساهل من الأطماع والخطط الإيرانية يشترك فيه عدد من المرشحين لمنصب الرئاسة مثل: د.محمد العوا، د.مصطفى الفقي، حمدين صباحي، وقد يكون بعد مصر عن إيران سبباً في ضعف معرفتهم بحقيقة السياسات الإيرانية، فلذلك أحببت أن أشرح للمهتمين جانب من حقيقة السياسات الإيرانية والمتعلق بالسياحة الدينية.
والسياحة الدينية مع مصر مطلب إيراني قديم ومتكرر، فقد أُعلن في 13/10/2010 عن توقيع مذكرة تفاهم بالأحرف الأولى بين رئيس هيئة الطيران المدني المصرية ومساعد رئيس الشركة الوطنية الإيرانية للطيران المدني لإعادة الرحلات الجوية بين القاهرة وطهران بواقع 28 رحلة أسبوعياً!! وحضر مراسم التوقيع وزير الطيران المدني المصري أحمد شفيق ونائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة السياحة حميد باغاي، ولم يتم التنفيذ.
وقبل أن نستعرض تجارب السياحة الدينية الإيرانية وأخطارها على الدول العربية، دعونا نقرأ الخبر الذي بثته وكالة التقريب الإيرانية يوم 11/6/2011 عن التصورات الإيرانية للسياحة الدينية في مصر، يقول الخبر: قال هشام زعزوع، مساعد وزير السياحة المصري في تصريح له بالقاهرة إن وزارة السياحة المصرية تهدف إلى فتح أسواق جديدة للمقصد السياحي المصري، ولكنه نوه إلى أن ملف السياحة الإيرانية له وضع خاص، قائلا إن الملف موزع بين وزارة الخارجية وأجهزة الأمن، ووفقا للرؤية المشتركة يتم اتخاذ قرار في ذلك الشأن.
من جهته أشار سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة المصرية، أن الهيئة لديها دراسات حول السوق الإيراني تشير تقديراتها المبدئية إلى أن السوق الإيراني يمكنه مد مصر بنصف مليون سائح في السنة الأولى إلى جانب أن متوسط الليالي للسائح الإيراني يبلغ من ٥-٦ ليالي وبمتوسط ٣٠ مليون ليلة سياحية.
من جانبه قال أبو العزايم إنه تقدم خلال لقاءاته مع الوفد الشعبي المصري بإيران، باقتراح للمسؤولين الإيرانيين لتوجيه أفواج من السائحين الإيرانيين نحو مصر، وأضاف أن الدكتور علي رضا ذاكر، محافظ أصفهان، وعد بتوجيه ٣ ملايين إيراني سنويا لمصر في حالة موافقة الحكومة المصرية على مشروع تعاون في مجال السياحة الدينية.
وتابع أن ١٠ شركات إيرانية أكدت أن الإيرانيين متشوقون لزيارة مراقد آل البيت بمصر، وأنها تستطيع عمل وفود مكونة من ١٠٠ ألف إيراني شهريا. أ.ه ( ).
ونلاحظ في الخبر الإيراني أن هذا اقتراح مصري من خلال أبو العزائم وهو أحد القيادات الصوفية المعروفة بعلاقاتها الإيرانية على المستوى التجاري والفكري، مما يتوجب معه البحث في خفايا الاقتراح وما يمكن أن يمهد له مستقبلاً من علاقات وصلات، خاصة مع طموح أبو العزائم زعيم الطريقة العزمية الصوفية في السيطرة على المجلس الصوفي الأعلى والحصول على منصب شيخ مشايخ الصوفية، وهو ما يذكّر بتصريحات الشيخ يوسف القرضاوى من قيام إيران بنشر التشيع في مصر عبر الطرق الصوفية!!
ومن الواضح في الخبر أن الحكومة الإيرانية هي التي تتحكم بعملية السياحة وليست الرغبة الشعبية الفردية، مما يؤكد أن هذه الأفواج التي قد تبلغ 100 ألف إيراني شهرياً هي أفواج مسيّرة لغايات سياسية وليست لغايات سياحية فحسب!!
وحتى تتضح الصورة دعونا نستعرض بعض النماذج من السياحة الدينية الإيرانية، حتى ندرك شيئاً من حقيقة هذه السياحة وأنها في الحقيقة استراتيجية معتمدة من النظام الإيراني ومؤسساته الشيعية لاختراق المجتمعات والدول العربية.
1- نموذج رحلات الحج والعمرة:
الجميع يعلم كيف استغلت إيران الحجاج الإيرانيين والشيعة في أعوام 1986، 1987، 1989م، لتدس فيهم عناصر الحرس الثوري وأعضاء حزب الله الكويتي وبين أمتعتهم المتفجرات والقنابل.
ثم محاولة الخميني لتحويل الحج إلى مناسبة سياسية لخدمة أجندته الدعائية باسم "مسيرة البراءة من المشركين".
وفيما بعد تخلت إيران عن التفجيرات، وركزت على جعل مخيمات الحج في منى والفنادق في مكة والمدينة التي يقيم بها الإيرانيون بؤراً للالتقاء بالشيعة السعوديين والشيعة من مختلف دول العالم، ويكفي أن تطالع في موسم الحج المواقع الشخصية للمراجع الشيعة والإيرانيين وتتابع لقاءاته في موسم الحج لتعرف حجم النشاط الذي يقوم به من خلال السياحة الدينية!!
كما أن هناك تعليمات وتوجيهات لأعضاء بعثات الحج والعمرة بالقيام بنشاطات لبث التشيع من خلال الاتصال بالحجاج والمعتمرين وتوزيع الكتب والنشرات عليهم وزيارة مخيماتهم، من خلال مقراتهم الخاصة والتي تجهز بما يلزم للقيام بتلك النشاطات، وكان موقع مفكرة الإسلام في موسم حج عام 1427هـ/2006م قد نشر تقريراً مفصلاً عن ذلك بعنوان "مخطط إيراني لاستغلال الحج في الدعوة للتشيع"، بعد حصولها على كتاب بالفارسية من إصدار "إدارة أمور الدعـاة" ببعثة الزعامة الإيرانيـة، وزع على الحجاج الإيرانيين بعنوان "أهداف الحج في هذا العام".
2- نموذج السياحة الدينية في سوريا:
لم تعرف دمشق حتى سنة 1981 إلا حوزتين شيعيتين هما: حوزة السيدة زينب عام 1976 وحوزة الامام الخميني عام 1981، لكن تطور العلاقات الإيرانية السورية سنة 1988 وانتقالها لمجالات جديدة جعل إيران تطلب السماح لها برعاية وترميم بعض المقامات في سوريا والسماح بقيام الإيرانيين بزيارات سياحية دينية لسوريا، فتمت الموافقة، وكانت البداية من مقام عمار بن ياسر بمدينة الرقة، فتحول القبر إلى مركز شيعي كبير استولى على المقبرة السنية لسكان المدينة وطردهم وطرد موتاهم !! واستمر المسلسل بالبحث عن أي مقام قد يكون له صلة بالتاريخ الشيعي والاستيلاء عليه، وفي عام 1999 شيد مقام للسيدة سكينة في مدينة داريا، ومقام السيدة رقية في حي العمار الجوانية، ومن ثم تم الاستيلاء بالكامل على مقام السيدة زينب بدمشق بعد أن بدأ المشوار بالحوزة الزينبية سنة 1976 على يد حسن الشيرازي.
فتحولت منطقة السيدة زينب إلى مستعمرة شيعية أو قم الصغري، وخاصة بعد قدوم العراقيين الشيعة لسوريا في التسعينيات!! فانتشرت فيها الحوزات الشيعية سنة 1995 حيث شهدت نشأة خمس حوزات جديدة وجمعيات شيعية ثقافية ومكاتب سياحة دينية وفنادق مخصصة للزوار الشيعة ومطاعم شيعية وأسواق توفر مستلزمات الزوار الشيعة، وأصبحت اللغة الفارسية مسموعة في المنطقة وتظهر على لوحات المحال التجارية!! ونتج عن هذا تشييع قطاعات سورية بسبب الاحتكاك والعمل المشترك والولائم والدعوات والمناسبات التي تستقطب الفضوليين.
3- نموذج السياحة الدينية في العراق:
فتحْت غطاء السياحة الدينية للعتبات المقدسة بالنجف وكربلاء تم دخول آلاف العناصر من الحرس الثوري الإيرانى للعراق، للقيام بالعديد من الأنشطة العسكرية والسياسية التي مكنت إيران من السيطرة على العراق من تحت أرجل القوات الأمريكية.
وقد شهد بداية عام 2011 صدور قرار لوزارة الداخلية العراقية بالسماح للشركات الإيرانية العامة في مجال الحماية بمرافقة قوافل السياحة الدينية لتكون غطاءً قانونياً لوجود المسلحين الإيرانيين علناً في العراق!!
4- نموذج السياحة الدينية في الأردن:
رغم المحاولات الإيرانية المتكررة لفتح الباب أمام السياحة الدينية الشيعية في الأردن، إلا أن السلطات الأردنية لا تزال ترفض ذلك، لعدم توفر هذه السياحة في الأردن، الذي يخلو من مقامات لآل البيت.
لكن حين تواجد آلاف العراقيين الشيعة في الأردن في حقبة التسعينيات، تفتقت العبقرية الشيعية عن محاولة استغلال قبر جعفر بن أبي طالب بمنطقة المزار بمحافظة الكرك لجعله نقطة تجمع لهم، وفعلا أصبح موسم عاشوراء يشهد تجمعاً شيعياً عراقياً ينمو مع الأعوام، وبدأ يكبر ويستقطب بعض الشيعة الأردنيين من أصول لبنانية، وبعض الفضوليين، وبدأ يستوطن بعض الشيعة العراقيين حول المكان!!
وبدأ نوع من التأثير يظهر على سكان المنطقة المحيطة من خلال الاحتكاك مع الشيعة، لكن احتلال العراق بدّل مذهب العراقيين المتواجدين في الأردن، فأصبح غالبية العراقيين بعد الاحتلال من السنة بعد أن كانوا من الشيعة، وخمد موسم عاشوراء في الكرك.
وبعد:
فهذه نماذج من تجارب السياحة الدينية الإيرانية، والتي تتميز بـ:
1- السيطرة الحكومية عليها، لنشر الهيمنة الإيرانية عبر القيام بأنشطة عسكرية أو تجسسية بفضل هذا الغطاء القانوني والضخم (100 ألف سائح شهرياً) والذي يخفي في طياته الكثير.
2- القيام بالتبشير الشيعي من خلال الاحتكاك بالناس وتوزيع المنشورات عليهم، ودعم المتشيعين المحليين من خلال تشغيلهم في المرافق اللازمة للسياحة، والتي يحرصون على أن تكون خاصة بهم كالفنادق، والمطاعم والمحال التجارية الأساسية (حلاقة، كي، نقل...).
3- ايجاد نقطة انطلاق للتوسع منها مستقبلاً، مثل ترميم البُهرة لقبر الحسين زمن جمال عبد الناصر وثم مسجد الحاكم بأمر الله ومن ثم السكن في المسجد والسيطرة على الحي المجاور وهكذا.
وأختم بمقارنة بين حرص الإيرانيين على السياحة في مصر، وبين استقبال إيران للوفد الشعبي المصري مؤخراً، لنعرف حقيقة العقلية الإيرانية السياحية!!
تقول نشوى الحوفي عضوة الوفد الشعبي والصحفية بجريدة المصري اليوم في 5/6/2011: "وصلنا المطار وطلب مرافقونا من رجال الأمن جوازات السفر لإنهاء إجراءات حجز الغرف، وهو ما تم فى دقائق لكن دون عودة جوازات السفر إلينا. وحين طلبناها قيل لنا إنها ستظل بالفندق لحين انتهاء رحلتنا، وهو ما أثار دهشتنا جميعاً، وتساءلنا: كيف نتنقل فى بلد غريب دون إثباتات هوية، فاصطحبونا لغرفة فى الفندق تم تصويرنا فيها كما يحدث عندما نتوجه لاستخراج الرقم القومي، ثم منحونا بطاقات عليها صورتنا واسم كل منا وطلبوا منا ألا نخرج دونها.
ورغم تعب الرحلة إلا أن فكرة الاحتفاظ بجواز السفر أثارت داخلي إحساس الدولة المخابراتية، التى يسيطر الإحساس الأمني فيها على كل شيء وكل فرد، حتى لو كنا ضيوفاً ضمن وفد شعبي مصري يزور طهران للمرة الأولى.
لا أخفي سراً أنني عند دخولي غرفتي انتابني إحساس يراودني حين أشاهد مسلسلات الجاسوسية التى دأبنا على مشاهدتها صغارا مثل «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة». وإذا كانوا أخذوا منا جوازات السفر فلماذا لا تكون بالغرف عدسات مراقبة، خاصة أن أفراد الأمن المصاحبين لنا كانت لهم غرف فى نفس الفندق بجوارنا.. يا الله ما أوسع خيال الإنسان ويا لكثرة هواجسه!".
ولا تعليق على التقاليد العريقة للسياحة الإيرانية مع وفد شعبي يزور إيران بهدف تطبيع العلاقات!!
2011/06/07
رجعوا بخفي حنين الإيراني
سافر الوفد المصري بثورته إلى إيران وعاد بخفي حنين وعومل معاملة لا تليق- حسب مراسلة المصري اليوم- بعد سفره دون تفويض من أحد,وقال الوفد: لأُرجعن العلاقات ولأُعلنن على الملأ في طهران أن ما فات مات ,ففوجيء وفد الأعراب بمحاضرة أحمدي نجاد عن أن الثورة المصرية هي امتداد تأخر لأختها الخومينية ,وأن إيران على استعداد لحل مشاكل مصر بكل ما تملك وأولها يمكنها إرسال مائة ألف طن قمح و نصف مليون سائح للمزارات وأن مصر وإيران يد واحدة,وكان الوفد مندهشا ومتأثرا إلا فتاة كالذهب هي الزميلة نشوى الحوفي وحدها-مع وائل الإبراشي- رفضا الوصاية ونقلت لنا نشوى أجواء الجاسوسية وقالت :"لا أخفى سراً أننى عند دخولى غرفتى انتابنى إحساس يراودنى حين أشاهد مسلسلات الجاسوسية التى دأبنا على مشاهدتها صغارا مثل «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة». وإذا كانوا أخذوا منا جوازات السفر فلماذا لا تكون بالغرف عدسات مراقبة، خاصة أن أفراد الأمن المصاحبين لنا كانت لهم غرف فى نفس الفندق بجوارنا".
وبينما راح أعضاء الوفد ينتشرون كالإعلانات على الفضائيات كان الجاسوس الإيراني الذي اصطحبوه معهم أو اصطحبهم معه على الطائرة الإيرانية ناعما مستمتعا مخرجا لنا لسانه العريض كأحد خفي حنين,بينما يبدو أن الوفد ربما عاد بالخف الثاني وربما –من يدري- على نفس الطائرة,مقابل ترك مصر ميدانا لكل عابث يسرق أخبارها وينقلها لطهران ومنها إلى تل أبيب,والشاتمون يمتنعون عن التعليق فنحن نبع ثورتنا بخفي حنين.
2011/05/29
ليلة سقوط حسن نصر الله
المصريون | مصطفى كمشيش | 29-05-2011 01:35
صرح حسن نصر الله في احتفال أقامه في مقر حزبه ، أبدى فيه دعمه للثورة في البحرين وقال ان هذا الدعم بعيدا عن أي خلفية إقليمية أو طائفية, ولعل بعضنا صدقه, واعتبره ثائرا يؤيد الثوار في كل مكان اقتداء بالحسين رضي الله عنه, لكنه دعا يوم الأربعاء الماضي 25/5 فى احتفال بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان، السوريين إلى "الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع " ( على حد تعبيره), وهنا انكشف الأمر بجلاء واضح عن ازدواجية المعايير, وكشف عن طائفية بغيضة, فالرجل أيد حركة البحرين لأنها حركة شيعية,ورفضها في سوريا لأن الحكم السوري طائفي علوي, وهنا نحاكمه بما يعتقده ( أو كما يقول المثل : من فمك نُدينك), ولعلنا نعقد مقارنة بين أسباب ودوافع ثورة الحسين ونرى مدى تطابقها مع ثورة أهلنا في سوريا:
1/ أليس ما حدث في سوريا هو ثورة على القهر والظلم والاستبداد ؟ أم أن الحكم في سوريا يا سيد نصر الله عادل وديمقراطي ؟
2/ هل تعلم أن سوريا تُحكم بقانون الطوارئ منذ انقلاب البعثيين في الثامن من مارس 1963 ؟
3/ ألا تعلم أن حزب البعث طبقا للدستور السوري البغيض هو حزب احتكاري اقصائي يحتكر السلطة, ويحتكر رجاله كل أجهزة الدولة؟
4/ ألا تعلم طبيعة الحكم الدموي في سوريا, وأن ما فعله ( الأب) في حماة 1982, يسير( الأبن ) على نهجه في ( درعا ) وغيرها ؟
5/ ألا تعلم أيها الثائر ما يتم ارتكابه من جرائم داخل المعتقلات السورية, ألا تعلم كم من جنين في بطن أمه, ولد في السجن "بسبب اعتقال أمه", فلم ير في حياته إلا جدران السجن ؟
6/ ألا تعلم يا سيد نصر الله أن النظام العلوي الطائفي البغيض, وحزب البعث الحاكم, يحكمان بنظام علماني يعادي الإسلام , ويحكم بالإعدام على المنتمين للحركة الإسلامية (مجرد الانتماء)؟ , وأنه يمنع أي مُعلم قد يكون له أي خلفية اسلامية من التدريس للطلاب في أي موقع تعليمي ؟
7/ ألا تعلم أيها المسلم أن ( والد بشار ) قد قام بمنع الحجاب قبل أن تفعلها فرنسا ؟ لقد قصّ علىَّ رجل سوري بعثي "كنا نعمل معا في السعودية في شركة واحدة", أنه حضر يوما دورة في احدى مقار حزب البعث بالشام ( يقصد "دمشق" كما يسميها السوريون), كما يُطلق أهل الأقاليم أسم (مصر) على القاهرة, إذ قال لهم لهم المحاضر: أتعلمون ماهو أكبر عائق أمام نهضة سوريا؟ فأجاب الحضور بإجابات متعددة منها " الاحتلال الصهيوني" و"التخلف العلمي" وغير ذلك, لكن المحاضر العلوي البعثي الوقح الغبي الظالم الجاهل الحقير قال : إن أكبر عائق أمام نهضة سوريا ليس الاحتلال أو التخلف العلمي أو غير ذلك, لكنه الحجاب !!, ثم دعاهم لإجراء عملي سريع على طريق النهضة بأن أمرهم بالخروج الى الشوارع والطرقات لينزعون الحجاب عن الحرائر, دون استثناء حتى للمُسنّات اللواتي يرتدين الحجاب عادة لا عبادة !!
8/ ألا تعلم أن نظام الأسد ( الأب) هو من سلم الجولان لاسرائيل؟ ثم تصفه بالنظام المقاوم والممانع؟ لقد أقسم لي أحد الإخوة السوريين في الرياض, أنه كان على هضبة الجولان ممسكا بسلاحه ومذياعه ( كما هي عادة السوريين لشغفهم بمتابعة الأخبار), وإذا به يسمع من المذياع عن سقوط القُنيطرة وهضبة الجولان, ويقسم لي أنه سمع ذلك وهو بنفسه مع إخوانه الجنود كانوا لايزالون على هضبة الجولان يسيطرون عليها, ولم يستطع الصهاينة الاستيلاء على القُنيطرة إلا بعد يومين من إذاعة هذا الخبر بعد أن دب الوهن واليأس في نفوس من سمع بالخبر!!
9/ ألا تعلم أيها المقاوم أن نظام البعث العلوي البغيض لم يطلق طلقة واحدة لاسترداد الجولان المحتلة منذ 1973, بل أصابه صمت الخراف حين قام الصهاينة بشن هجوم على سورية في 6 سبتمبر 2007 وتم قصف موقع نووي مشتبه فيه, ولعل النظام البعثي العلوي البغيض أكثر حفظا لحدود الصهاينة بأكثر من الدول الموقعة على اتفاقيات سلام؟
10/ ألا تعلم أيها المقاوم الممانع أن استضافة بشار لقادة المقاومة الفلسطينية هي مجرد ورقة سياسية, قد يتخلى عنها في أي وقت حين يبدأ التفاوض؟
11/ ألا تعلم أيها المقاوم الممانع أن النظام السوري الذي يتظاهر بمعارضته لأمريكا قد قدم لها ( كما أعلنته الصحف والدوائر الأمريكية ) معلومات استخباراتية قيّمة عن ما يسمونه الإرهاب ( تزامنا مع الحرب الأمريكية على أفغانستان), والا تعلم أيها المُمانع أن بوش ( الابن ) إبان سعيه لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط إثر أحداث سبتمبر 2001 م , وبدأ ضغوطه على النظامين المصري والسوري, فكان الصهاينة هم الأسرع نجدة للنظامين الحليفين (مبارك وبشار), فقد كان أحدهما حليفا علنيا, والأخر كان حليفا سريا.
12/ ألا تعلم أيها المسلم حجم الفساد والرشوة والتضييق على المساجد والعلماء والدعاة في سوريا؟
13/ ألم تعلم أن بشار يؤيد نظام القذافي المستبد الظالم بالسلاح والعتاد, لقمع أهلنا في ليبيا وقتلهم ؟ وهل نسيت ما فعله القذافي مع موسى الصدر الذي اختفى بعد زيارته لليبيا في 25 أغسطس 1978 ؟
وفي الختام : ألا يتسق ما يفعله ثوار سوريا الثائرين ضد الظلم والطغيان مع ما فعله الحسين رضي الله عنه في ثورته ضد الظلم والطغيان ؟ أم إنها الطائفية والمصلحة والتحالف ,حتى ولو كانت ضد قيم الدين بل ولو كانت ضد مبادئ إنسانية عامة وعظيمة كقيم الحرية والخير والحق والعدل؟
صرح حسن نصر الله في احتفال أقامه في مقر حزبه ، أبدى فيه دعمه للثورة في البحرين وقال ان هذا الدعم بعيدا عن أي خلفية إقليمية أو طائفية, ولعل بعضنا صدقه, واعتبره ثائرا يؤيد الثوار في كل مكان اقتداء بالحسين رضي الله عنه, لكنه دعا يوم الأربعاء الماضي 25/5 فى احتفال بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان، السوريين إلى "الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع " ( على حد تعبيره), وهنا انكشف الأمر بجلاء واضح عن ازدواجية المعايير, وكشف عن طائفية بغيضة, فالرجل أيد حركة البحرين لأنها حركة شيعية,ورفضها في سوريا لأن الحكم السوري طائفي علوي, وهنا نحاكمه بما يعتقده ( أو كما يقول المثل : من فمك نُدينك), ولعلنا نعقد مقارنة بين أسباب ودوافع ثورة الحسين ونرى مدى تطابقها مع ثورة أهلنا في سوريا:
1/ أليس ما حدث في سوريا هو ثورة على القهر والظلم والاستبداد ؟ أم أن الحكم في سوريا يا سيد نصر الله عادل وديمقراطي ؟
2/ هل تعلم أن سوريا تُحكم بقانون الطوارئ منذ انقلاب البعثيين في الثامن من مارس 1963 ؟
3/ ألا تعلم أن حزب البعث طبقا للدستور السوري البغيض هو حزب احتكاري اقصائي يحتكر السلطة, ويحتكر رجاله كل أجهزة الدولة؟
4/ ألا تعلم طبيعة الحكم الدموي في سوريا, وأن ما فعله ( الأب) في حماة 1982, يسير( الأبن ) على نهجه في ( درعا ) وغيرها ؟
5/ ألا تعلم أيها الثائر ما يتم ارتكابه من جرائم داخل المعتقلات السورية, ألا تعلم كم من جنين في بطن أمه, ولد في السجن "بسبب اعتقال أمه", فلم ير في حياته إلا جدران السجن ؟
6/ ألا تعلم يا سيد نصر الله أن النظام العلوي الطائفي البغيض, وحزب البعث الحاكم, يحكمان بنظام علماني يعادي الإسلام , ويحكم بالإعدام على المنتمين للحركة الإسلامية (مجرد الانتماء)؟ , وأنه يمنع أي مُعلم قد يكون له أي خلفية اسلامية من التدريس للطلاب في أي موقع تعليمي ؟
7/ ألا تعلم أيها المسلم أن ( والد بشار ) قد قام بمنع الحجاب قبل أن تفعلها فرنسا ؟ لقد قصّ علىَّ رجل سوري بعثي "كنا نعمل معا في السعودية في شركة واحدة", أنه حضر يوما دورة في احدى مقار حزب البعث بالشام ( يقصد "دمشق" كما يسميها السوريون), كما يُطلق أهل الأقاليم أسم (مصر) على القاهرة, إذ قال لهم لهم المحاضر: أتعلمون ماهو أكبر عائق أمام نهضة سوريا؟ فأجاب الحضور بإجابات متعددة منها " الاحتلال الصهيوني" و"التخلف العلمي" وغير ذلك, لكن المحاضر العلوي البعثي الوقح الغبي الظالم الجاهل الحقير قال : إن أكبر عائق أمام نهضة سوريا ليس الاحتلال أو التخلف العلمي أو غير ذلك, لكنه الحجاب !!, ثم دعاهم لإجراء عملي سريع على طريق النهضة بأن أمرهم بالخروج الى الشوارع والطرقات لينزعون الحجاب عن الحرائر, دون استثناء حتى للمُسنّات اللواتي يرتدين الحجاب عادة لا عبادة !!
8/ ألا تعلم أن نظام الأسد ( الأب) هو من سلم الجولان لاسرائيل؟ ثم تصفه بالنظام المقاوم والممانع؟ لقد أقسم لي أحد الإخوة السوريين في الرياض, أنه كان على هضبة الجولان ممسكا بسلاحه ومذياعه ( كما هي عادة السوريين لشغفهم بمتابعة الأخبار), وإذا به يسمع من المذياع عن سقوط القُنيطرة وهضبة الجولان, ويقسم لي أنه سمع ذلك وهو بنفسه مع إخوانه الجنود كانوا لايزالون على هضبة الجولان يسيطرون عليها, ولم يستطع الصهاينة الاستيلاء على القُنيطرة إلا بعد يومين من إذاعة هذا الخبر بعد أن دب الوهن واليأس في نفوس من سمع بالخبر!!
9/ ألا تعلم أيها المقاوم أن نظام البعث العلوي البغيض لم يطلق طلقة واحدة لاسترداد الجولان المحتلة منذ 1973, بل أصابه صمت الخراف حين قام الصهاينة بشن هجوم على سورية في 6 سبتمبر 2007 وتم قصف موقع نووي مشتبه فيه, ولعل النظام البعثي العلوي البغيض أكثر حفظا لحدود الصهاينة بأكثر من الدول الموقعة على اتفاقيات سلام؟
10/ ألا تعلم أيها المقاوم الممانع أن استضافة بشار لقادة المقاومة الفلسطينية هي مجرد ورقة سياسية, قد يتخلى عنها في أي وقت حين يبدأ التفاوض؟
11/ ألا تعلم أيها المقاوم الممانع أن النظام السوري الذي يتظاهر بمعارضته لأمريكا قد قدم لها ( كما أعلنته الصحف والدوائر الأمريكية ) معلومات استخباراتية قيّمة عن ما يسمونه الإرهاب ( تزامنا مع الحرب الأمريكية على أفغانستان), والا تعلم أيها المُمانع أن بوش ( الابن ) إبان سعيه لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط إثر أحداث سبتمبر 2001 م , وبدأ ضغوطه على النظامين المصري والسوري, فكان الصهاينة هم الأسرع نجدة للنظامين الحليفين (مبارك وبشار), فقد كان أحدهما حليفا علنيا, والأخر كان حليفا سريا.
12/ ألا تعلم أيها المسلم حجم الفساد والرشوة والتضييق على المساجد والعلماء والدعاة في سوريا؟
13/ ألم تعلم أن بشار يؤيد نظام القذافي المستبد الظالم بالسلاح والعتاد, لقمع أهلنا في ليبيا وقتلهم ؟ وهل نسيت ما فعله القذافي مع موسى الصدر الذي اختفى بعد زيارته لليبيا في 25 أغسطس 1978 ؟
وفي الختام : ألا يتسق ما يفعله ثوار سوريا الثائرين ضد الظلم والطغيان مع ما فعله الحسين رضي الله عنه في ثورته ضد الظلم والطغيان ؟ أم إنها الطائفية والمصلحة والتحالف ,حتى ولو كانت ضد قيم الدين بل ولو كانت ضد مبادئ إنسانية عامة وعظيمة كقيم الحرية والخير والحق والعدل؟
2011/05/22
محمد سليم العوا ظاهرة وليس شخصاً
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الدكتور محمد سليم العوا من مواليد 1942م، ومن الحاصلين على شهادة الدكتوراه في (الفلسفة في القانون المقارن) من جامعة لندن عام 1972م.
يتواجد الدكتور العوا على (الحدود الدينية) الداخلية والخارجية، بين الفِرَق والمذاهب الإسلامية وبين الإسلام وغيره من (الأديان) السماوية وخاصة النصرانية، يتبين هذا من المناصب التي يشغلها الدكتور العوا، ومنها ـ حسب موقعه الرسمي ـ (رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار)، (عضو الفريق العربي للحوار المسيحي)، (المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية)، عضو لجنة استشارية لإحدى المجلات التي تتكلم عن الدين والقانون من الولايات المتحدة الأمريكية وهي مجلة (Law & Religion) التي تصدرها كلية الحقوق بجامعة Hamline في ولاية Minnesota الأمريكية.
الدكتور العوا خرج على الساحة الفكرية الإسلامية بين عشية وضحاها، كان محامياً يعمل في مجال المحاماة، ثم انتشر فجأة في وسائل الإعلام كمفكر ومنظر لعددٍ من القضايا الفكرية المثيرة للجدل، ولم يُعرف عن الدكتور العوا قبل ذلك مجالسته للعلماء ولا لطلاب العلم، لم يكن له تواجد في الساحة الدعوية لا بقليل ولا بكثير، ثم خرج علينا يتكلم بكلامٍ قاله معاصرون له، خرج علينا يزعم أنه بعد بحث استمر أربعة وعشرين عاماً توصل لعدد من الأفكار تحوم حول السنة النبوية وتحاول تفريغها من حجيتها بزعم أن بعضها تشريعي وبعضها غير تشريعي.
وذات الأفكار التي تكلم بها العوا.. ذات الأفكار بأم عينها... تكلم بها من قبله شيخ الأزهر محمود شلتوت في كتابه (الإسلام شريعة وعقيدة)، وحين واجهه أحدهم في حوارٍ بهذا الكلام، قال إنه من باب المصادفة!!... وهذا عجيب...
من باب المصادفة أن يتطابق بحثان الأول منهما مشهور جداً؟!!
من باب المصادفة أن يبحث (مفكر) ربع قرن من الزمان ولا يعثر على ما قاله مؤسس التيار الذي يسير هو فيه؟!!
الشيخ محمود شلتوت كان يحمل أعلى الألقاب في زمانه (الإمام الأكبر) ويترأس المؤسسة الدينية الأعلى صوتاً في العالم الإسلامي يومها (الأزهر)، وكانت شخصيته مثيرة للجدل والتساؤلات بما طرح من أطروحات فكرية تتعلق بتقسيم السنة النبوية إلى تشريعية وغير تشريعية، عجيب أن يكون هذا حال الشيخ شلتوت، ثم ينقل عنه العوا ويقول أنه تطابق معه من باب المصادفة. حقيقة أنا لا أصدق الدكتور العوا في دعواه لأسبابٍ ثلاث:
الأول: شهرة من تكلم بكلامه قبله، وهو الشيخ محمود شلتوت.
الثاني: لأن العوا لم تظهر عليه أعراض التفكير والتجديد إلا في سن الشيخوخة، ومن أمحل المحال عند العارفين أن ينشغل المرء بقضيةٍ ما ثم لا تظهر أعراضها عليه. فإن اللسان ينطق بما يحتويه الجنان، شاء المرء أم أبى، ويؤكد ما أذهب إليه السببُ الثالث وهو:
الثالث: أن الدكتور العوا ليس له نتاج فكري مضطرد، وحال المفكرين أنهم يفكرون.. وينتجون.. يطرحون.. ويتفاعلون مع من يقف على أطروحاتهم مؤيداً أو معارضاً، وهذا ما لا نجده في شخص العوا، وإنما مؤتمرات ومحاضرات وفضائيات يسوق فيها بعض المفاهيم المشبوهة، نعم... المفاهيم المشبوهة.
في إحدى الفضائيات المصرية، وفي برنامج القاهرة اليوم، وفي مطلع شهر نوفمبر من عام 2007 تحديداً في الحلقة التي خصصت لمناقشة أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس كان سليم العوا هو ضيف البرنامج وقال نصاً: "الإسلام والنصرانية يسيران في خطين متوازيين"، وشرح ذلك بأنهما لا يتضادان، وربي يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 72]، وربي يقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، ومن أصدق من الله قيلاًُ؟، ومن أصدق من الله حديثاً؟
كذب العوا وخان أمته ومن يثق برأيه.
والشيعة يسبون أمهات المؤمنين وصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويقفون في صف أعداء الدين ضد الموحدين، والعوا بيننا وبينهم، يحاول أن يعطي للناس صورة جيدة عن الشيعة، ويدفع عنهم من يتطاول عليهم. في هذا سعية... ردم الفجوات بين الكفر والإيمان، ردم الفجوات بين أهل الهدى وأهل الضلال، ليصير الكل سواء، ليكون الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، ويكون المتقين كالفجار، وهيهات هيهات.
الحقيقة أن العوا ظاهرة تتكرر كثيراً في الساحة الفكرية الإسلامية يُدفع بعدد من الأشخاص ممن يحملون ألقاباً علمية ويزاد لهم بعض الألقاب المهنية (أمين عام.. رئيس.. مستشار.. الخ)، مما يكبر صورتهم في عين العوام، ثم يتكلمون للناس، يتكلمون بكلام يبدوا جميلاً في ظاهرة، مثل (التقريب)، و (السلام)، و (الحوار).. الخ، وهم في حقيقة الأمر عقبة على طريق السائرين إلى ربهم، وهذه بعض الأمثلة السريعة غير العوا:
- أبكار السقاف (1913م ـ 1989م) في عام 1945 صدرت موسوعة ضخمة بعنوان (نحو آفاق أوسع) تحمل اسمها، و(أبكار السقاف) من المعاصرين ومن المعمرين (١٩١٣ م ١٩٨٩ م) ولا يعرف عنها التاريخ سوى أنها إحدى الحسناوات ربيبة القصور وزوجة الأمراء والأثرياء، كان عمرها حين صدرت هذه الموسوعة التي تحمل اسمها اثنين وثلاثين عامًا والكتاب موسوعة ضخمة في أربع مجلدات ويشبه التحقيق الكبير الذي لم تُسبق إليه!!، وكان حينها وقبلها مشغولة.. تخطب ويفسخ خطبتها.. تتزوج ويموت زوجها.. ولم تكتب بعده شيئاً يُذكر، مع أنها عمَّرت، وكانت متفرغة، لا زوج ولا أولاد، وكانت مصاحبة لأهل (العلم) في زمانها، ولو حلف غيري على أنه كتب لها فلا أشك أنه يحنث في يمينه.
- ومحمد شحرور الذي أباح الزنا إن تراضى الزانيان، وجعل حجاب المرأة هو لباس البحر المكون من قطعتين، بدعوى أن هذا منصوص عليه في القرآن الكريم، خرج شحرور هذا بموسوعته الفقهية بعد أن اشتعلت رأسه شيباً، وألقاها بين الناس دون أن يرعاها، كبنت الحرام التي لا يعرف لها نسب ولا يرفعها حسب، لم يدافع عنها ضد من اعترض عليها، وقد اعترض عليها كثيرون وأكدوا عدم صحة نسبها للدين الإسلامي وأنه عوراء عرجاء سوداء صلعاء منبتة لا يعرف لها أب ولا أم بيننا، وما دافع الرجل بشيء، اكتفى بالاستمرار في طرح أفكاره المستفزة.
- ومن قبل هؤلاء قاسم أمين خرج يتكلم في الفقه وهو صفر اليدين من الفقه، ثم بان للناس بعد ذلك أنه كُتبَ له.
- ومثل هذا خليل عبد الكريم، الذي تكلم بأن هناك فترة تكوين للصادق الأمين على يد السيدة خديجة رضي الله عنها، قال قولاً عظيما، نَسَبَ النبوة للبشر، ففضحه رب البشر الذي أرسل محمداً للناس رسولاً، بانَ بعد ذلك أنه قطع غلاف كتابٍ لقس نصراني لبناني ماروني يدعى جوزيف قذى (أبو موسى الحريري)، وأبدله بغلافٍ آخر مع تعديل بسيط في النص، أثار البلبلة في الساحة، يقول باحث، ويقول مفكر، وفضحه ربك، فقد بان أنه كُتب له. والعجيب أن النصارى يسوقون أفكار هذا الشقي الخاطئ على أنها من بنات أفكاره هو، وعلى أنه مسلم يتكلم عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
كتبوا هم بأيديهم ودفعوا بما كتبوه للساحة الفكرية على يد أحد (المسلمين) هذا هو المقصود.
- ومثله سيد القمني ـ ولا زال حياً ـ يحاضر في الكنيسة يوم الجمعة وقت الصلاة، يشرح لهم الإسلام (الحقيقي) يقول لهم أنتم أهدى من الذين آمنوا سبيلا، وهو (مسلم) وهو (مفكر) وهم الذين يشيعون كلامه بيننا، وهم الذين ينصبون له المنابر ليتكلم من عليها.
والأمثلة كثيرة، ولكني فقط أردت أن أبين أننا لا زلنا حيث يريد الآخر، لا زالت الساحة الفكرية الإسلامية يلعب بها (الآخر) بأمثال العوا وشحرور والسقاف وخليل عبد الكريم وسيد القمني، وهذه النماذج الشاذة فكراً وتفكيراً وسلوكاً بين المؤمنين. ولابد أن نصحو ونعلم الناصح للأمة من الغاش لها.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الدكتور محمد سليم العوا من مواليد 1942م، ومن الحاصلين على شهادة الدكتوراه في (الفلسفة في القانون المقارن) من جامعة لندن عام 1972م.
يتواجد الدكتور العوا على (الحدود الدينية) الداخلية والخارجية، بين الفِرَق والمذاهب الإسلامية وبين الإسلام وغيره من (الأديان) السماوية وخاصة النصرانية، يتبين هذا من المناصب التي يشغلها الدكتور العوا، ومنها ـ حسب موقعه الرسمي ـ (رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار)، (عضو الفريق العربي للحوار المسيحي)، (المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية)، عضو لجنة استشارية لإحدى المجلات التي تتكلم عن الدين والقانون من الولايات المتحدة الأمريكية وهي مجلة (Law & Religion) التي تصدرها كلية الحقوق بجامعة Hamline في ولاية Minnesota الأمريكية.
الدكتور العوا خرج على الساحة الفكرية الإسلامية بين عشية وضحاها، كان محامياً يعمل في مجال المحاماة، ثم انتشر فجأة في وسائل الإعلام كمفكر ومنظر لعددٍ من القضايا الفكرية المثيرة للجدل، ولم يُعرف عن الدكتور العوا قبل ذلك مجالسته للعلماء ولا لطلاب العلم، لم يكن له تواجد في الساحة الدعوية لا بقليل ولا بكثير، ثم خرج علينا يتكلم بكلامٍ قاله معاصرون له، خرج علينا يزعم أنه بعد بحث استمر أربعة وعشرين عاماً توصل لعدد من الأفكار تحوم حول السنة النبوية وتحاول تفريغها من حجيتها بزعم أن بعضها تشريعي وبعضها غير تشريعي.
وذات الأفكار التي تكلم بها العوا.. ذات الأفكار بأم عينها... تكلم بها من قبله شيخ الأزهر محمود شلتوت في كتابه (الإسلام شريعة وعقيدة)، وحين واجهه أحدهم في حوارٍ بهذا الكلام، قال إنه من باب المصادفة!!... وهذا عجيب...
من باب المصادفة أن يتطابق بحثان الأول منهما مشهور جداً؟!!
من باب المصادفة أن يبحث (مفكر) ربع قرن من الزمان ولا يعثر على ما قاله مؤسس التيار الذي يسير هو فيه؟!!
الشيخ محمود شلتوت كان يحمل أعلى الألقاب في زمانه (الإمام الأكبر) ويترأس المؤسسة الدينية الأعلى صوتاً في العالم الإسلامي يومها (الأزهر)، وكانت شخصيته مثيرة للجدل والتساؤلات بما طرح من أطروحات فكرية تتعلق بتقسيم السنة النبوية إلى تشريعية وغير تشريعية، عجيب أن يكون هذا حال الشيخ شلتوت، ثم ينقل عنه العوا ويقول أنه تطابق معه من باب المصادفة. حقيقة أنا لا أصدق الدكتور العوا في دعواه لأسبابٍ ثلاث:
الأول: شهرة من تكلم بكلامه قبله، وهو الشيخ محمود شلتوت.
الثاني: لأن العوا لم تظهر عليه أعراض التفكير والتجديد إلا في سن الشيخوخة، ومن أمحل المحال عند العارفين أن ينشغل المرء بقضيةٍ ما ثم لا تظهر أعراضها عليه. فإن اللسان ينطق بما يحتويه الجنان، شاء المرء أم أبى، ويؤكد ما أذهب إليه السببُ الثالث وهو:
الثالث: أن الدكتور العوا ليس له نتاج فكري مضطرد، وحال المفكرين أنهم يفكرون.. وينتجون.. يطرحون.. ويتفاعلون مع من يقف على أطروحاتهم مؤيداً أو معارضاً، وهذا ما لا نجده في شخص العوا، وإنما مؤتمرات ومحاضرات وفضائيات يسوق فيها بعض المفاهيم المشبوهة، نعم... المفاهيم المشبوهة.
في إحدى الفضائيات المصرية، وفي برنامج القاهرة اليوم، وفي مطلع شهر نوفمبر من عام 2007 تحديداً في الحلقة التي خصصت لمناقشة أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس كان سليم العوا هو ضيف البرنامج وقال نصاً: "الإسلام والنصرانية يسيران في خطين متوازيين"، وشرح ذلك بأنهما لا يتضادان، وربي يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 72]، وربي يقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، ومن أصدق من الله قيلاًُ؟، ومن أصدق من الله حديثاً؟
كذب العوا وخان أمته ومن يثق برأيه.
والشيعة يسبون أمهات المؤمنين وصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويقفون في صف أعداء الدين ضد الموحدين، والعوا بيننا وبينهم، يحاول أن يعطي للناس صورة جيدة عن الشيعة، ويدفع عنهم من يتطاول عليهم. في هذا سعية... ردم الفجوات بين الكفر والإيمان، ردم الفجوات بين أهل الهدى وأهل الضلال، ليصير الكل سواء، ليكون الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، ويكون المتقين كالفجار، وهيهات هيهات.
الحقيقة أن العوا ظاهرة تتكرر كثيراً في الساحة الفكرية الإسلامية يُدفع بعدد من الأشخاص ممن يحملون ألقاباً علمية ويزاد لهم بعض الألقاب المهنية (أمين عام.. رئيس.. مستشار.. الخ)، مما يكبر صورتهم في عين العوام، ثم يتكلمون للناس، يتكلمون بكلام يبدوا جميلاً في ظاهرة، مثل (التقريب)، و (السلام)، و (الحوار).. الخ، وهم في حقيقة الأمر عقبة على طريق السائرين إلى ربهم، وهذه بعض الأمثلة السريعة غير العوا:
- أبكار السقاف (1913م ـ 1989م) في عام 1945 صدرت موسوعة ضخمة بعنوان (نحو آفاق أوسع) تحمل اسمها، و(أبكار السقاف) من المعاصرين ومن المعمرين (١٩١٣ م ١٩٨٩ م) ولا يعرف عنها التاريخ سوى أنها إحدى الحسناوات ربيبة القصور وزوجة الأمراء والأثرياء، كان عمرها حين صدرت هذه الموسوعة التي تحمل اسمها اثنين وثلاثين عامًا والكتاب موسوعة ضخمة في أربع مجلدات ويشبه التحقيق الكبير الذي لم تُسبق إليه!!، وكان حينها وقبلها مشغولة.. تخطب ويفسخ خطبتها.. تتزوج ويموت زوجها.. ولم تكتب بعده شيئاً يُذكر، مع أنها عمَّرت، وكانت متفرغة، لا زوج ولا أولاد، وكانت مصاحبة لأهل (العلم) في زمانها، ولو حلف غيري على أنه كتب لها فلا أشك أنه يحنث في يمينه.
- ومحمد شحرور الذي أباح الزنا إن تراضى الزانيان، وجعل حجاب المرأة هو لباس البحر المكون من قطعتين، بدعوى أن هذا منصوص عليه في القرآن الكريم، خرج شحرور هذا بموسوعته الفقهية بعد أن اشتعلت رأسه شيباً، وألقاها بين الناس دون أن يرعاها، كبنت الحرام التي لا يعرف لها نسب ولا يرفعها حسب، لم يدافع عنها ضد من اعترض عليها، وقد اعترض عليها كثيرون وأكدوا عدم صحة نسبها للدين الإسلامي وأنه عوراء عرجاء سوداء صلعاء منبتة لا يعرف لها أب ولا أم بيننا، وما دافع الرجل بشيء، اكتفى بالاستمرار في طرح أفكاره المستفزة.
- ومن قبل هؤلاء قاسم أمين خرج يتكلم في الفقه وهو صفر اليدين من الفقه، ثم بان للناس بعد ذلك أنه كُتبَ له.
- ومثل هذا خليل عبد الكريم، الذي تكلم بأن هناك فترة تكوين للصادق الأمين على يد السيدة خديجة رضي الله عنها، قال قولاً عظيما، نَسَبَ النبوة للبشر، ففضحه رب البشر الذي أرسل محمداً للناس رسولاً، بانَ بعد ذلك أنه قطع غلاف كتابٍ لقس نصراني لبناني ماروني يدعى جوزيف قذى (أبو موسى الحريري)، وأبدله بغلافٍ آخر مع تعديل بسيط في النص، أثار البلبلة في الساحة، يقول باحث، ويقول مفكر، وفضحه ربك، فقد بان أنه كُتب له. والعجيب أن النصارى يسوقون أفكار هذا الشقي الخاطئ على أنها من بنات أفكاره هو، وعلى أنه مسلم يتكلم عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
كتبوا هم بأيديهم ودفعوا بما كتبوه للساحة الفكرية على يد أحد (المسلمين) هذا هو المقصود.
- ومثله سيد القمني ـ ولا زال حياً ـ يحاضر في الكنيسة يوم الجمعة وقت الصلاة، يشرح لهم الإسلام (الحقيقي) يقول لهم أنتم أهدى من الذين آمنوا سبيلا، وهو (مسلم) وهو (مفكر) وهم الذين يشيعون كلامه بيننا، وهم الذين ينصبون له المنابر ليتكلم من عليها.
والأمثلة كثيرة، ولكني فقط أردت أن أبين أننا لا زلنا حيث يريد الآخر، لا زالت الساحة الفكرية الإسلامية يلعب بها (الآخر) بأمثال العوا وشحرور والسقاف وخليل عبد الكريم وسيد القمني، وهذه النماذج الشاذة فكراً وتفكيراً وسلوكاً بين المؤمنين. ولابد أن نصحو ونعلم الناصح للأمة من الغاش لها.
2011/05/19
هل نهوّل فعلا خطر إيران أيها السادة؟
المصريون | عبد العزيز محمد قاسم | 19-05-2011 01:45
"ما يحدث من إيران خطير، ومن حق دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة الحليف الأمريكي بالاطلاع على بنود هذا التفاهم مع إيران، للنظر في مصالحها"
أزال تصريح الجنرال حسن فيروزبادي رئيس أركان الجيش الإيراني قبل أسبوعين، عناء الردّ على أولئك الزملاء الذين يرون أننا نهوّل من موضوع إيران، فالتصريح أكدّ ـ بشكل فاقع لا لبس فيه ـ صحّة ما كان يردّده بعض المحللين السياسين الخليجيين من أن لإيران أطماعها في دول الخليج، حيث دان الجنرال الإيراني الدول العربية في الخليج، واعتبرها معادية لإيران، مؤكداً أن "هذه المنطقة كانت دائماً ملك إيران، وأن الأنظمة العربية في الخليج الفارسي غير قادرة على منع الانتفاضات الشعبية"، وأضاف الجنرال ـ هو أيضاً عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي بإيران ـ بقوله "بدلاً من فتح جبهة لا يمكن الدفاع عنها مع إيران، على هذه الدكتاتوريات أن تتخلى عن الحكم، ووضع حدّ لجرائمها الوحشية وترك شعوبها تقرّر مستقبلها بحرّية"، وشدّد الجنرال الإيراني في بيانه بأن "الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران".
تصريحات هذا الجنرال الخطيرة أكدت صحّة المخاوف من الصفوية الإيرانية حيال دول الخليج، وأن المسألة جدّ لا هزل، وأن هذا الجنرال بعقليته العسكرية لم يتجاسر على هذا التصريح بشكل سافر، إلا وراء الأكمة ما وراءها، والحقيقة تستغرب من الردّ السلبي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأضمّ صوتي هنا لصوت أستاذ القانون الدولي الدكتور محمود المبارك، وهو يتعجّب ـ في مداخلة فضائية ـ من عدم لجوء دول الخليج إلى مجلس الأمن لإدانة أمثال هذه التصريحات وغيرها، من تلك التي مثلت فرصاً كبيرة، كان يمكن لدول الخليج اهتبالها دولياً، وتفعيلها عبر مجلس الأمن، لاستصدار إدانة، بما تحاول إيران أن تفعله دوماً.
ولعل أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي من أوائل المفكرين والشخصيات الخليجية التي صرّحت بأن ثمة أطماعا لإيران في الخليج، بل إنّ له رؤية تتجاوز ذلك وتقول بأن هناك تفاهماً سرياً بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
ويعزز الدكتور النفيسي وغيره ممن يفترضون إبرام الصفقة، تأكيدهم بالاستشهاد بالرؤية التي قدمها "تريتا بارسي" المختص في تدريس العلاقات الدولية في جامعة هوبكنز الأمريكية في كتابه (التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية)، والتي خلص فيها إلى أن قادة الثورة الإيرانية يتعاملون مع أمريكا وإسرائيل وفق منطق برغماتي ُيقدِم مصالح إيران كدولة ـ الجيواستراتيجي ـ وفق ما تمليه ضرورات الجغرافية السياسية على مصالحها المذهبية ـ الأيديولوجية ـ التي تستحوذ على رسم صورة إيران في وسائل الإعلام.
حرّي بالنخب الخليجية المهتمة بموضوع إيران والخليج؛ مطالعة الكتاب ـ متوافر في مواقع الإنترنت المتخصصة ـ الذي يستند عليه كثير ممن يرون وجود اتفاق استراتيجي في مراحل متقدمة بين أميركا وإيران حول مصالحهما، ولا يستبعد الكثيرون أن تتركز أهداف إيران من هذا الاتفاق على فرض هيمنتها على دول الخليج، وتأتي أهمية الكتاب ـ طبقا لرؤية أحد الباحثين له ـ من خلال كمّ المعلومات الدقيقة التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل ـ إيران ـ أمريكا) خلف الكواليس شارحاً الآليات وطرق الاتصال والتواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الإعلامية الشعبوية والموجّهة. يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومن أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثائق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذاً أكاديمياً، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيراني ـ الأمريكي.
وعودة للدكتور النفيسي، فهو يستشهد بسكوت الولايات المتحدة الأمريكية على تصريح رئيس الأركان الإيراني الخطير للتدليل على صحة رؤيته حيال التفاهم السري، والعادة أن تهبّ الخارجية الأمركية للتعليق على أقل من هذه التصريحات، بينما لاذت بالصمت، وهو ما يعيد ـ برأيه ـ أجواء استدراج صدام حسين لغزو الكويت.
الحقيقة أن استقراء التأريخ بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة؛ ليشي بأنها دولة براغماتية، تبحث عن مصالحها أينما كانت، فهي كانت تقيم علاقات استراتيجية مع إيران في زمن الشاه. وعند اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وما واكبها من تفاقم لأزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، قطعت العلاقات بين البلدين، وصار العداء مستحكماً بينهما، الأمر الذي دفع أميركا إلى تعزيز قدرات صدام حسين في حربه مع إيران.
لم تكن الولايات المتحدة عاجزة عقب انهيار نظام الشاه، عن الحفاظ على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، بالنظر إلى حلفائها الكثيرين في المنطقة، ورغم العداء بين الدولتين فهناك من يعتقد بأن التعاون لم ينقطع بينهما على مستوى المصالح، لا الأيديولوجيات، ومن ثم فالإمكانية كانت دائما موجودة، لعقد اتفاق مصالح بين أميركا وإيران في أي وقت، حتى لو بلغت العلاقات السياسية بينهما مداها من التدهور، والواقعة المعروفة بعملية (إيران كونترا) استدلال قوى على رجاحة هذا الرأي، ففي عزّ أزمة الحرب مع العراق، عقدت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران الماسة لأنواع متطورة منها أثناء حربها، وذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان.
ما يحدث من إيران خطير، ومن حق دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة الحليف الأمريكي بالاطلاع على بنود هذا التفاهم مع إيران، للنظر في مصالحها، فمن المعيب حقا أن نتلبس اللامبالاة، وأن ندفن رؤوسنا في الرمل، والقوم يتفاهمون علينا.
"ما يحدث من إيران خطير، ومن حق دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة الحليف الأمريكي بالاطلاع على بنود هذا التفاهم مع إيران، للنظر في مصالحها"
أزال تصريح الجنرال حسن فيروزبادي رئيس أركان الجيش الإيراني قبل أسبوعين، عناء الردّ على أولئك الزملاء الذين يرون أننا نهوّل من موضوع إيران، فالتصريح أكدّ ـ بشكل فاقع لا لبس فيه ـ صحّة ما كان يردّده بعض المحللين السياسين الخليجيين من أن لإيران أطماعها في دول الخليج، حيث دان الجنرال الإيراني الدول العربية في الخليج، واعتبرها معادية لإيران، مؤكداً أن "هذه المنطقة كانت دائماً ملك إيران، وأن الأنظمة العربية في الخليج الفارسي غير قادرة على منع الانتفاضات الشعبية"، وأضاف الجنرال ـ هو أيضاً عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي بإيران ـ بقوله "بدلاً من فتح جبهة لا يمكن الدفاع عنها مع إيران، على هذه الدكتاتوريات أن تتخلى عن الحكم، ووضع حدّ لجرائمها الوحشية وترك شعوبها تقرّر مستقبلها بحرّية"، وشدّد الجنرال الإيراني في بيانه بأن "الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران".
تصريحات هذا الجنرال الخطيرة أكدت صحّة المخاوف من الصفوية الإيرانية حيال دول الخليج، وأن المسألة جدّ لا هزل، وأن هذا الجنرال بعقليته العسكرية لم يتجاسر على هذا التصريح بشكل سافر، إلا وراء الأكمة ما وراءها، والحقيقة تستغرب من الردّ السلبي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأضمّ صوتي هنا لصوت أستاذ القانون الدولي الدكتور محمود المبارك، وهو يتعجّب ـ في مداخلة فضائية ـ من عدم لجوء دول الخليج إلى مجلس الأمن لإدانة أمثال هذه التصريحات وغيرها، من تلك التي مثلت فرصاً كبيرة، كان يمكن لدول الخليج اهتبالها دولياً، وتفعيلها عبر مجلس الأمن، لاستصدار إدانة، بما تحاول إيران أن تفعله دوماً.
ولعل أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي من أوائل المفكرين والشخصيات الخليجية التي صرّحت بأن ثمة أطماعا لإيران في الخليج، بل إنّ له رؤية تتجاوز ذلك وتقول بأن هناك تفاهماً سرياً بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
ويعزز الدكتور النفيسي وغيره ممن يفترضون إبرام الصفقة، تأكيدهم بالاستشهاد بالرؤية التي قدمها "تريتا بارسي" المختص في تدريس العلاقات الدولية في جامعة هوبكنز الأمريكية في كتابه (التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية)، والتي خلص فيها إلى أن قادة الثورة الإيرانية يتعاملون مع أمريكا وإسرائيل وفق منطق برغماتي ُيقدِم مصالح إيران كدولة ـ الجيواستراتيجي ـ وفق ما تمليه ضرورات الجغرافية السياسية على مصالحها المذهبية ـ الأيديولوجية ـ التي تستحوذ على رسم صورة إيران في وسائل الإعلام.
حرّي بالنخب الخليجية المهتمة بموضوع إيران والخليج؛ مطالعة الكتاب ـ متوافر في مواقع الإنترنت المتخصصة ـ الذي يستند عليه كثير ممن يرون وجود اتفاق استراتيجي في مراحل متقدمة بين أميركا وإيران حول مصالحهما، ولا يستبعد الكثيرون أن تتركز أهداف إيران من هذا الاتفاق على فرض هيمنتها على دول الخليج، وتأتي أهمية الكتاب ـ طبقا لرؤية أحد الباحثين له ـ من خلال كمّ المعلومات الدقيقة التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل ـ إيران ـ أمريكا) خلف الكواليس شارحاً الآليات وطرق الاتصال والتواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الإعلامية الشعبوية والموجّهة. يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومن أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثائق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذاً أكاديمياً، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيراني ـ الأمريكي.
وعودة للدكتور النفيسي، فهو يستشهد بسكوت الولايات المتحدة الأمريكية على تصريح رئيس الأركان الإيراني الخطير للتدليل على صحة رؤيته حيال التفاهم السري، والعادة أن تهبّ الخارجية الأمركية للتعليق على أقل من هذه التصريحات، بينما لاذت بالصمت، وهو ما يعيد ـ برأيه ـ أجواء استدراج صدام حسين لغزو الكويت.
الحقيقة أن استقراء التأريخ بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة؛ ليشي بأنها دولة براغماتية، تبحث عن مصالحها أينما كانت، فهي كانت تقيم علاقات استراتيجية مع إيران في زمن الشاه. وعند اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وما واكبها من تفاقم لأزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، قطعت العلاقات بين البلدين، وصار العداء مستحكماً بينهما، الأمر الذي دفع أميركا إلى تعزيز قدرات صدام حسين في حربه مع إيران.
لم تكن الولايات المتحدة عاجزة عقب انهيار نظام الشاه، عن الحفاظ على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، بالنظر إلى حلفائها الكثيرين في المنطقة، ورغم العداء بين الدولتين فهناك من يعتقد بأن التعاون لم ينقطع بينهما على مستوى المصالح، لا الأيديولوجيات، ومن ثم فالإمكانية كانت دائما موجودة، لعقد اتفاق مصالح بين أميركا وإيران في أي وقت، حتى لو بلغت العلاقات السياسية بينهما مداها من التدهور، والواقعة المعروفة بعملية (إيران كونترا) استدلال قوى على رجاحة هذا الرأي، ففي عزّ أزمة الحرب مع العراق، عقدت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران الماسة لأنواع متطورة منها أثناء حربها، وذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان.
ما يحدث من إيران خطير، ومن حق دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة الحليف الأمريكي بالاطلاع على بنود هذا التفاهم مع إيران، للنظر في مصالحها، فمن المعيب حقا أن نتلبس اللامبالاة، وأن ندفن رؤوسنا في الرمل، والقوم يتفاهمون علينا.
2011/05/05
رمتني بدائها وانسّلت
د. محمد بن صالح العلي | 28-04-2011 00:20
تلعب إيران دوراً خطيراً في منطقتنا، ومع الأحداث الأخيرة وخاصة أحداث البحرين انفضحت وانكشفت المخططات الصفوية ، وجاءت الخطوة الحكيمة بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، والتي أحبطت المخطط الصفوي، وهذا يفسّر لنا الحنق الشديد على السعودية وقادتها، ويفسّر التهديدات التي صدرت على ألسنة عدد من قادة إيران يهددون ويزبدون ويتوعدون بلادنا وقادتها,
وحينما نتابع الإعلام الإيراني في هذه الفترة نجد تصريحات غريبة ضد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، من هذه التصريحات ما ينطبق عليه المثل القائل " رمتني بدائها وانسلّت" ، وسأضرب لهذا بمثلين فقط، الأول اتهام إيران للدول الخليجية بأنها أنظمة للاستبداد والرجعية، والثاني اتهام أنظمة الخليج بولائها لأمريكا.
أما الاتهام الأول فإنّ الذي يسمع قادة إيران وهم يهذون بهذا الهراء يظنّ إن النظام الإيراني قد بلغ شأواً في الديمقراطية والتقدم، فتعالوا لنتعرف على نظام الاستبداد والرجعية.
فبعد مرور 32 عاما على قيام ما سمي بجمهورية إيران الإسلامية نجد الثمرة المرّة لهذه الثورة، فقد وعد "الخميني" حين انتصار الثورة بأنّ إيران ستكون جنةً على الأرض من الناحية الديمقراطية، والنتيجة هي ما أقرّ به المراقبون أن نظام الجمهورية الإيرانية فشل في أقامة أدني مقومات "الديمقراطية الدينية" التي كان قد وعد بأنها سوف تكون أفضل من الديمقراطية الغربية.
فإيران اليوم من جهة حرية التعبير عن الرأي ‘ وعمل الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و حرية الصحافة والتنظيمات النقابية ‘لا تتمتع بأي ميزة تذكر .
فوضع القيود على المرشحين وتزوير نتائج الانتخابات وسجن وإعدام أو نفي المعترضين ‘بات من ابرز سمات ديمقراطية نظام الدولة الدينية في إيران .
فهذا النظام لم يعد يتحمل حتى المعارضة الدينية التي خرجت من تحت عباءته والتي لا تتجاوز مطالبها سوى بعض الإصلاحات الرمزية .
وقد بات هذا مأزقا محيرا "للديمقراطية الدينية" ولرجال الدين الذين كانوا قبل أكثر من مئة عام مضت رواد المطالبة بنظام المشروطة الدستورية.
ولعل ما تناقلته وكالات الإنباء بتعطيل 23 صحيفة وسجن عشرين صحفيا،وإيقافهم عن الكتابة في إيران هو اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة هناك ، ولعله يعيد إلى من يحاولون استنساخ { النموذج الإيراني} بعض رشدهم السياسي وحّسهم الوطني فيعترفون بلا مكابرة أن { نموذجهم } الذي يحاولون استنساخه وإعادة إنتاجه ويدافعون عنه ويروجون له في خطاباتهم المعلنة وفي راياتهم المرفوعة وصورهم المعروضة هو في النهاية نموذج استبدادي لا يختلف عن إي نموذج استبدادي آخر.
لم يتحدث هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية الإيرانية المزعومة عن الفتاة الإيرانية (ندا سلطان) التي سقطت في وضح النهار في إحدى المظاهرات في قلب طهران ـ وهي تنزف الدم من فمها وصدرها بعد أن تلقت رصاصة غادرة من أحد الحراس المؤيدين لنجاد لمجرد أنها خرجت تعبر عن رأيها وترفض حكم الملالي..
لم يتحدثوا عن كبت الحريات وإغلاق مكاتب الفضائيات التي نقلت علي الهواء مباشرة حقيقة ما يجري في الشارع الإيراني من قهر وقمع وكبت للحريات وقتل للمواطنين.. لم يتحدثوا عن طرد الصحفيين والمراسلين من البلاد بعد أن بعثوا بتقاريرهم من ارض الواقع وكشفوا المستور أمام العالم ليدرك حقيقة ما يجري في إيران..
ولو مضينا نعدّد صور الاستبداد الإيراني الصفوي لطال بنا الحديث ، ولكن نذكر القيادات الإيرانية بألا يستغفلونا فنحن نعلم من هي الأنظمة التي تجسّد الاستبداد والرجعية، وأما اتهام إيران لغيرها بالتعاون مع أمريكا فسنفنّده في مقال قادم.
الجزء الثاني من المقال
ما زالت إيران تحت وقع الصدمة، ومازال قادتها يتخبطون في تصريحاتهم، وقد وعدناكم بتسليط الضوء على اتهامهم لدول الخليج بالعمالة لأمريكا ، فيا ترى من هو العميل؟؟؟.
كثير من المسلمين ينخدع بشعارات الدعايات العدائية والهجومية المتبادلة بين إيران وأمريكا، ويظن أن إيران هي عدو أمريكا الأول في العالم، بل إن هذا الخداع قد انطلي علي كثير من المحللين والمراقبين، مما أوجد قاعدة شعبية لا بأس بها لإيران داخل الدول العربية، كما يجب علينا ألا ننسي دور بعض الأقلام المأجورة ممن أغرتهم خزائن طهران ودولارات الحرس الثوري الذي ينفق ببذخ شديد علي كل من يروج للمشروع الإيراني في منطقتنا العربية والإسلامية، وهذه الأقلام المأجورة والمفتونة أسهمت كثيراً في تضليل الرأي العام، والتعمية علي خطورة المشروع الإيراني علي العالم الإسلامي.
ولنضرب مثالاً نهديه إلي من يقولون أن أمريكا وإيران أعداء عداوة الدم، وإلي المطبلين للبطولات الإيرانية في التصدي للشيطان الأكبر، وإلي جوقة التطبيع الإيراني من مثقفينا من ذوي الأصوات المسموعة والأقلام المقروءة، فقد استضافت واشنطن مؤتمراً ترعاه منظمة شيعية مشبوهة مدعومة مباشرة من إيران، تسمي مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية تحت رياسة مطرود شيعي اسمه "علي اليامي "وحضره العديد الشخصيات المشبوهة مثل" أحمد صبحي منصور" زعيم فرقة القرآنيين المنحرفة والفار إلي أمريكا منذ سنوات، والصحفي" لي سميث " صاحب كتاب الحصان القوي : السلطة والسياسة صراع الحضارات العربية، و"جاك بيرس" المسئول السابق في وزارة العدل، هذه الزمرة المشبوهة اجتمعت لمناقشة موضوع خطر الفكر الوهابي الذي تتبناه المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية علي العالم الحديث، قد عقدت فيه عدة حلقات بحث كان محورها الخطط العملية لإضعاف التطرف الديني السعودي، وفي بيان أصدره المؤتمر ندد فيه بالمملكة السعودية في تصدير إيديولوجيتها الوهابية المفزعة والقاتلة إلي كل ركن من أركان هذا الكوكب علي حد زعم واضعي البيان، مع توصيات خاصة لصانع القرار الأمريكي بخصوص التصدي للتطرف الديني السعودي، وكيفية التعامل مع المملكة السعودية بهذا الشأن.
المشكلة أنّ قليلاً من الناس من يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979 و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب : (رهينة خميني .. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية) حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب الذي ألفه (روبرت كارمن درايفوس) و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخبارتية شغل في أواخر السبعينات.
وعلينا أن لا ننسى أبدا وان نتذكر بوضوح شديد حينما نريد معرفة الطبيعة الحقيقية للعلاقات الأمريكية – الإيرانية ، فضيحة ( ايران جيت ) التي تمت في ذروة الحرب الإعلامية الشرسة بين أمريكا وإيران ، وقدمت من خلالها أمريكا لإيران أسلحة ومعلومات استخبارية عن العراق استخدمت في إنجاح غزو ايران للفاو ! .
ومن حين لآخر نستمع إلى تهديدات أمريكية وصهيونية ضد إيران وما إن تعلو حدة هذه التهديدات حتى ما تلبث أن تخفت وتتلاشى ونبدأ الاستماع إلى كلام حول الحوار والدبلوماسية, لقد صدرت تصريحات نارية من الكيان الصهيوني مؤخرا حتى أن أحد المسئولين أعلن عن ضربة وشيكة لإيران قبل نهاية العام, إلا أن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك صرح فى حديث خاص لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بمناسبة رأس السنة العبرية بأن إيران لا تمثل تهديدًا لوجود "إسرائيل". وردًا على سؤال بشأن برنامج طهران النووي قال باراك: "لست من الذين يعتقدون أن إيران تشكل قضية وجود لإسرائيل".
ومن الأدلة على تعاون إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية: ما نقلته وكالات الأنباء من تصريحات السفير الإيراني في بريطانيا حيث قال: "إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها".
وقال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز:" إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما".
نختم أخيراً بالكتاب القنبلة الذي كشف حقيقة إيران كتاب (التحالف الغادر"التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"
جاء في مقدمة كتابه : "إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدللا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس".
وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.
ويقول الكاتب: "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".
هذا غيض من فيض من فضائح العلاقات الإيرانية الأمريكية وبعد هذا هل يحق لأحد أن يزعم أن إيران وأمريكا عدوّان؟؟، وكلاهما يتحالف ويتعاون ويستضيف وينسق مع الآخر!!!!!!!
تلعب إيران دوراً خطيراً في منطقتنا، ومع الأحداث الأخيرة وخاصة أحداث البحرين انفضحت وانكشفت المخططات الصفوية ، وجاءت الخطوة الحكيمة بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، والتي أحبطت المخطط الصفوي، وهذا يفسّر لنا الحنق الشديد على السعودية وقادتها، ويفسّر التهديدات التي صدرت على ألسنة عدد من قادة إيران يهددون ويزبدون ويتوعدون بلادنا وقادتها,
وحينما نتابع الإعلام الإيراني في هذه الفترة نجد تصريحات غريبة ضد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، من هذه التصريحات ما ينطبق عليه المثل القائل " رمتني بدائها وانسلّت" ، وسأضرب لهذا بمثلين فقط، الأول اتهام إيران للدول الخليجية بأنها أنظمة للاستبداد والرجعية، والثاني اتهام أنظمة الخليج بولائها لأمريكا.
أما الاتهام الأول فإنّ الذي يسمع قادة إيران وهم يهذون بهذا الهراء يظنّ إن النظام الإيراني قد بلغ شأواً في الديمقراطية والتقدم، فتعالوا لنتعرف على نظام الاستبداد والرجعية.
فبعد مرور 32 عاما على قيام ما سمي بجمهورية إيران الإسلامية نجد الثمرة المرّة لهذه الثورة، فقد وعد "الخميني" حين انتصار الثورة بأنّ إيران ستكون جنةً على الأرض من الناحية الديمقراطية، والنتيجة هي ما أقرّ به المراقبون أن نظام الجمهورية الإيرانية فشل في أقامة أدني مقومات "الديمقراطية الدينية" التي كان قد وعد بأنها سوف تكون أفضل من الديمقراطية الغربية.
فإيران اليوم من جهة حرية التعبير عن الرأي ‘ وعمل الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و حرية الصحافة والتنظيمات النقابية ‘لا تتمتع بأي ميزة تذكر .
فوضع القيود على المرشحين وتزوير نتائج الانتخابات وسجن وإعدام أو نفي المعترضين ‘بات من ابرز سمات ديمقراطية نظام الدولة الدينية في إيران .
فهذا النظام لم يعد يتحمل حتى المعارضة الدينية التي خرجت من تحت عباءته والتي لا تتجاوز مطالبها سوى بعض الإصلاحات الرمزية .
وقد بات هذا مأزقا محيرا "للديمقراطية الدينية" ولرجال الدين الذين كانوا قبل أكثر من مئة عام مضت رواد المطالبة بنظام المشروطة الدستورية.
ولعل ما تناقلته وكالات الإنباء بتعطيل 23 صحيفة وسجن عشرين صحفيا،وإيقافهم عن الكتابة في إيران هو اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة هناك ، ولعله يعيد إلى من يحاولون استنساخ { النموذج الإيراني} بعض رشدهم السياسي وحّسهم الوطني فيعترفون بلا مكابرة أن { نموذجهم } الذي يحاولون استنساخه وإعادة إنتاجه ويدافعون عنه ويروجون له في خطاباتهم المعلنة وفي راياتهم المرفوعة وصورهم المعروضة هو في النهاية نموذج استبدادي لا يختلف عن إي نموذج استبدادي آخر.
لم يتحدث هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية الإيرانية المزعومة عن الفتاة الإيرانية (ندا سلطان) التي سقطت في وضح النهار في إحدى المظاهرات في قلب طهران ـ وهي تنزف الدم من فمها وصدرها بعد أن تلقت رصاصة غادرة من أحد الحراس المؤيدين لنجاد لمجرد أنها خرجت تعبر عن رأيها وترفض حكم الملالي..
لم يتحدثوا عن كبت الحريات وإغلاق مكاتب الفضائيات التي نقلت علي الهواء مباشرة حقيقة ما يجري في الشارع الإيراني من قهر وقمع وكبت للحريات وقتل للمواطنين.. لم يتحدثوا عن طرد الصحفيين والمراسلين من البلاد بعد أن بعثوا بتقاريرهم من ارض الواقع وكشفوا المستور أمام العالم ليدرك حقيقة ما يجري في إيران..
ولو مضينا نعدّد صور الاستبداد الإيراني الصفوي لطال بنا الحديث ، ولكن نذكر القيادات الإيرانية بألا يستغفلونا فنحن نعلم من هي الأنظمة التي تجسّد الاستبداد والرجعية، وأما اتهام إيران لغيرها بالتعاون مع أمريكا فسنفنّده في مقال قادم.
الجزء الثاني من المقال
ما زالت إيران تحت وقع الصدمة، ومازال قادتها يتخبطون في تصريحاتهم، وقد وعدناكم بتسليط الضوء على اتهامهم لدول الخليج بالعمالة لأمريكا ، فيا ترى من هو العميل؟؟؟.
كثير من المسلمين ينخدع بشعارات الدعايات العدائية والهجومية المتبادلة بين إيران وأمريكا، ويظن أن إيران هي عدو أمريكا الأول في العالم، بل إن هذا الخداع قد انطلي علي كثير من المحللين والمراقبين، مما أوجد قاعدة شعبية لا بأس بها لإيران داخل الدول العربية، كما يجب علينا ألا ننسي دور بعض الأقلام المأجورة ممن أغرتهم خزائن طهران ودولارات الحرس الثوري الذي ينفق ببذخ شديد علي كل من يروج للمشروع الإيراني في منطقتنا العربية والإسلامية، وهذه الأقلام المأجورة والمفتونة أسهمت كثيراً في تضليل الرأي العام، والتعمية علي خطورة المشروع الإيراني علي العالم الإسلامي.
ولنضرب مثالاً نهديه إلي من يقولون أن أمريكا وإيران أعداء عداوة الدم، وإلي المطبلين للبطولات الإيرانية في التصدي للشيطان الأكبر، وإلي جوقة التطبيع الإيراني من مثقفينا من ذوي الأصوات المسموعة والأقلام المقروءة، فقد استضافت واشنطن مؤتمراً ترعاه منظمة شيعية مشبوهة مدعومة مباشرة من إيران، تسمي مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية تحت رياسة مطرود شيعي اسمه "علي اليامي "وحضره العديد الشخصيات المشبوهة مثل" أحمد صبحي منصور" زعيم فرقة القرآنيين المنحرفة والفار إلي أمريكا منذ سنوات، والصحفي" لي سميث " صاحب كتاب الحصان القوي : السلطة والسياسة صراع الحضارات العربية، و"جاك بيرس" المسئول السابق في وزارة العدل، هذه الزمرة المشبوهة اجتمعت لمناقشة موضوع خطر الفكر الوهابي الذي تتبناه المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية علي العالم الحديث، قد عقدت فيه عدة حلقات بحث كان محورها الخطط العملية لإضعاف التطرف الديني السعودي، وفي بيان أصدره المؤتمر ندد فيه بالمملكة السعودية في تصدير إيديولوجيتها الوهابية المفزعة والقاتلة إلي كل ركن من أركان هذا الكوكب علي حد زعم واضعي البيان، مع توصيات خاصة لصانع القرار الأمريكي بخصوص التصدي للتطرف الديني السعودي، وكيفية التعامل مع المملكة السعودية بهذا الشأن.
المشكلة أنّ قليلاً من الناس من يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979 و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب : (رهينة خميني .. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية) حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب الذي ألفه (روبرت كارمن درايفوس) و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخبارتية شغل في أواخر السبعينات.
وعلينا أن لا ننسى أبدا وان نتذكر بوضوح شديد حينما نريد معرفة الطبيعة الحقيقية للعلاقات الأمريكية – الإيرانية ، فضيحة ( ايران جيت ) التي تمت في ذروة الحرب الإعلامية الشرسة بين أمريكا وإيران ، وقدمت من خلالها أمريكا لإيران أسلحة ومعلومات استخبارية عن العراق استخدمت في إنجاح غزو ايران للفاو ! .
ومن حين لآخر نستمع إلى تهديدات أمريكية وصهيونية ضد إيران وما إن تعلو حدة هذه التهديدات حتى ما تلبث أن تخفت وتتلاشى ونبدأ الاستماع إلى كلام حول الحوار والدبلوماسية, لقد صدرت تصريحات نارية من الكيان الصهيوني مؤخرا حتى أن أحد المسئولين أعلن عن ضربة وشيكة لإيران قبل نهاية العام, إلا أن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك صرح فى حديث خاص لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بمناسبة رأس السنة العبرية بأن إيران لا تمثل تهديدًا لوجود "إسرائيل". وردًا على سؤال بشأن برنامج طهران النووي قال باراك: "لست من الذين يعتقدون أن إيران تشكل قضية وجود لإسرائيل".
ومن الأدلة على تعاون إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية: ما نقلته وكالات الأنباء من تصريحات السفير الإيراني في بريطانيا حيث قال: "إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها".
وقال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز:" إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما".
نختم أخيراً بالكتاب القنبلة الذي كشف حقيقة إيران كتاب (التحالف الغادر"التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"
جاء في مقدمة كتابه : "إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدللا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس".
وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.
ويقول الكاتب: "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".
هذا غيض من فيض من فضائح العلاقات الإيرانية الأمريكية وبعد هذا هل يحق لأحد أن يزعم أن إيران وأمريكا عدوّان؟؟، وكلاهما يتحالف ويتعاون ويستضيف وينسق مع الآخر!!!!!!!
2011/04/21
صرخة الأحواز في الوادي السحيق
صحيفة المصريون | 21-04-2011 00:15
خالد روشه
إهمال إعلامي ملحوظ قد غمر الانتفاضة الأحوازية , التي أعلنها عرب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني .
الانتفاضة التي بدأها الأحوازيون أول أمس الجمعة قوبلت – كالعادة – بأقصى صور القمع الممكن ضد أبناء ما يعلن عنه في الإعلام الرسمي الإيراني ب" أبناء الشعب الواحد " فالنظام الإيراني الشيعي الإثنى عشري لايزال يُغرق في التعتيم الإعلامي على حقائق الإقليم المحتل وكل ما يحدث فيه من مواقف معارضة تهدف إلى رفض عملية ( الفرسنة ) الديموجرافية التي يتعرضون لها لتغيير البنية البشرية للإقليم وإلغاء الهوية الأحوازية .
لقد أعلنت السلطات حالة الطوارىء في الإقليم المحتل وتوقفت المدارس ، و الشركات ،ونشرت آلاف من عناصر الأمن للمواجهة .
قوات الباسينج لم تتردد في فتح نيرانها المباشرة في مدن كالحميدية وغيرها ليسقط في تلك المدينة وحدها ستة من القتلى مع عشرات الجرحى في ساعات معدودات .
وبينما القتلى والجرحى في الطرقات إذا بأبواق الإعلام المضلل يدعي أن تلك التظاهرات قد اندلعت تأييدا لشيعة البحرين !
لقد خرقت آذان كثير من المتابعين من بعض وسائل الإعلام النابهة – وهي نادرة في تلك القضية – ما صرخ به عرب الأحواز باللغة العربية " الأحواز حرة والإيراني يخرج بره "
غضب عارم قد تراكم عبر ما يزيد عن ثمانين عاما في نفوس الأحوازيين لايزال ينفجر من حناجرهم وقلوبهم وصرخاتهم , وإعلامنا يبدو أنه قد أصابه الصمم تجاهه .
الأحوازيون الذين يربو عدد سكانهم على خمسة ملايين نسمة ، وينتشرون على أرض مليئة بالثروات الطبيعية أهمها البترول - الذي يخرج منه ما يزيد على ثلاثة أرباع إنتاج إيران منه حيث يستخرج من نفط الأحوازي يوميا أكثر من 5 ملايين برميل، يصدر منه للخارج نصف هذا المقدار عن طريق جزيرة خرج العربية، ويستغل النصف الثاني في إيران، كذلك الغاز فهو الآخر ثروة هائلة في الأحواز ويغطي كل حاجات إيران بالإضافة الى التصدير , والبتروكيماويات التي شكلت صادراتها مايزيد 6مليارات دولار سنويا , ، حتى إنـَّه بات يُطلـق عليه : أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم , وفي 20 نيسان 1925 ميلادية تم اغتصاب هذا الإقليم ، ومنذ ذلك الحين ، يقعون تحت احتلال فارسي ، حرم الشعب من حقوقه ، حتى حظر اللغة العربية في المدارس ، وما يميّز اللباس العربي ، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية !
يمثل قمع الانتفاضة الأحوازية عدة تساؤلات من أظهرها ما يتعلق بالريبة والشك الكبيرين فيما يفعله الشيعة في مناطق مختلفة كالبحرين وأمثالها , وما بدا من الدولة الإيرانية من غضب وتأييد قد تعدى المسموح به سياسيا لما يفعله الشيعة هناك .
كذلك يدعونا إلى تساؤل آخر حول ذاك الحقد الفارسي ضد كل ما يمت بصلة إلى العرب عامة والسنة بالخصوص , فبرغم وجود أعداد من الأحوازيين يتمذهبون بالمذهب الشيعي - ( ظهر في السنوات الأخيرة تحول لكثير من الأحوازيين الشيعة إلى المذهب السني ) - , فإذا بهم يتعرضون لذلك النوع من القمع , فكيف نتصور ما يمكن أن يحدث للسنة من هذا الشعب المحتل ؟!
هذا الذي يحدث في الأحـواز يجري مثلـه على عمـوم أهـل السنة في إيران كما يوجد قرابة مليون ونصف سني في منطقة (تركمن صحرا) مضطهدون هم الآخرون , ويتعرّضون لصور العنصرية ، ومثلهم قرابة مليون سنّي في خراسان كذلك.إننا بحاجة إلى إعلام متيقظ فاعل , ومن غير البعيد أن يتخصص بعضه في قضية ذلك الشعب وما يتعلق به من تعاطف شعبي عربي سني يحيط به - (هناك ارتباط جغرافي طوله ما يزيد عن 1400 كيلومتر مع سبعة دول عربية، ومن الحدود الأحوازية مع العالم العربي السني بين 450 إلى 500 كيلومتر من أم القصر العراقية إلى محافظة ميسان وواسط العراقيتين، ومنها أكثر من 900 كيلو متر على ساحل الخليج العربي في العراق والكويت و السعودية والبحرين وقطر والإمارات و عمان ) -
المرجو إذن من هذا الإعلام العربي السني المتخصص أن يتابع القضية ويُظهر كذب تلك المزاعم الفارسية المبثوثة على عشرات الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام حول الشعب الأحوازي وما يتعلق بملفات الاضطهاد السني واضطهاد المعارضة الإيرانية .
أمر آخر وهي لفتة لا تقل أهمية عما سبق وهو ما يتعلق بالمواطن العربي السني في شتى الدول الإسلامية المحيطة بالمنطقة وإدراكه الحقيقي والفعلي للموقف الحالي ورؤيته التي ينبغي أن تكون شاملة وحاذقة لما يحاك من حوله .
إن حدثا ملفتا قد يدعونا لكثير من التساؤلات عندما نرى العالم الغربي والأمم المتحدة يتابع بكل دقة كل ما يحدث في العالم الإسلامي والعربي لكنهم تصيبهم السكتة اللسانية والصمت المطبق تجاه قضية الأحواز التي تنادي في واد سحيق
خالد روشه
إهمال إعلامي ملحوظ قد غمر الانتفاضة الأحوازية , التي أعلنها عرب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني .
الانتفاضة التي بدأها الأحوازيون أول أمس الجمعة قوبلت – كالعادة – بأقصى صور القمع الممكن ضد أبناء ما يعلن عنه في الإعلام الرسمي الإيراني ب" أبناء الشعب الواحد " فالنظام الإيراني الشيعي الإثنى عشري لايزال يُغرق في التعتيم الإعلامي على حقائق الإقليم المحتل وكل ما يحدث فيه من مواقف معارضة تهدف إلى رفض عملية ( الفرسنة ) الديموجرافية التي يتعرضون لها لتغيير البنية البشرية للإقليم وإلغاء الهوية الأحوازية .
لقد أعلنت السلطات حالة الطوارىء في الإقليم المحتل وتوقفت المدارس ، و الشركات ،ونشرت آلاف من عناصر الأمن للمواجهة .
قوات الباسينج لم تتردد في فتح نيرانها المباشرة في مدن كالحميدية وغيرها ليسقط في تلك المدينة وحدها ستة من القتلى مع عشرات الجرحى في ساعات معدودات .
وبينما القتلى والجرحى في الطرقات إذا بأبواق الإعلام المضلل يدعي أن تلك التظاهرات قد اندلعت تأييدا لشيعة البحرين !
لقد خرقت آذان كثير من المتابعين من بعض وسائل الإعلام النابهة – وهي نادرة في تلك القضية – ما صرخ به عرب الأحواز باللغة العربية " الأحواز حرة والإيراني يخرج بره "
غضب عارم قد تراكم عبر ما يزيد عن ثمانين عاما في نفوس الأحوازيين لايزال ينفجر من حناجرهم وقلوبهم وصرخاتهم , وإعلامنا يبدو أنه قد أصابه الصمم تجاهه .
الأحوازيون الذين يربو عدد سكانهم على خمسة ملايين نسمة ، وينتشرون على أرض مليئة بالثروات الطبيعية أهمها البترول - الذي يخرج منه ما يزيد على ثلاثة أرباع إنتاج إيران منه حيث يستخرج من نفط الأحوازي يوميا أكثر من 5 ملايين برميل، يصدر منه للخارج نصف هذا المقدار عن طريق جزيرة خرج العربية، ويستغل النصف الثاني في إيران، كذلك الغاز فهو الآخر ثروة هائلة في الأحواز ويغطي كل حاجات إيران بالإضافة الى التصدير , والبتروكيماويات التي شكلت صادراتها مايزيد 6مليارات دولار سنويا , ، حتى إنـَّه بات يُطلـق عليه : أفقر شعب على أغنى بقعة في العالم , وفي 20 نيسان 1925 ميلادية تم اغتصاب هذا الإقليم ، ومنذ ذلك الحين ، يقعون تحت احتلال فارسي ، حرم الشعب من حقوقه ، حتى حظر اللغة العربية في المدارس ، وما يميّز اللباس العربي ، وتسمية الأولاد ببعض الأسماء العربية !
يمثل قمع الانتفاضة الأحوازية عدة تساؤلات من أظهرها ما يتعلق بالريبة والشك الكبيرين فيما يفعله الشيعة في مناطق مختلفة كالبحرين وأمثالها , وما بدا من الدولة الإيرانية من غضب وتأييد قد تعدى المسموح به سياسيا لما يفعله الشيعة هناك .
كذلك يدعونا إلى تساؤل آخر حول ذاك الحقد الفارسي ضد كل ما يمت بصلة إلى العرب عامة والسنة بالخصوص , فبرغم وجود أعداد من الأحوازيين يتمذهبون بالمذهب الشيعي - ( ظهر في السنوات الأخيرة تحول لكثير من الأحوازيين الشيعة إلى المذهب السني ) - , فإذا بهم يتعرضون لذلك النوع من القمع , فكيف نتصور ما يمكن أن يحدث للسنة من هذا الشعب المحتل ؟!
هذا الذي يحدث في الأحـواز يجري مثلـه على عمـوم أهـل السنة في إيران كما يوجد قرابة مليون ونصف سني في منطقة (تركمن صحرا) مضطهدون هم الآخرون , ويتعرّضون لصور العنصرية ، ومثلهم قرابة مليون سنّي في خراسان كذلك.إننا بحاجة إلى إعلام متيقظ فاعل , ومن غير البعيد أن يتخصص بعضه في قضية ذلك الشعب وما يتعلق به من تعاطف شعبي عربي سني يحيط به - (هناك ارتباط جغرافي طوله ما يزيد عن 1400 كيلومتر مع سبعة دول عربية، ومن الحدود الأحوازية مع العالم العربي السني بين 450 إلى 500 كيلومتر من أم القصر العراقية إلى محافظة ميسان وواسط العراقيتين، ومنها أكثر من 900 كيلو متر على ساحل الخليج العربي في العراق والكويت و السعودية والبحرين وقطر والإمارات و عمان ) -
المرجو إذن من هذا الإعلام العربي السني المتخصص أن يتابع القضية ويُظهر كذب تلك المزاعم الفارسية المبثوثة على عشرات الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام حول الشعب الأحوازي وما يتعلق بملفات الاضطهاد السني واضطهاد المعارضة الإيرانية .
أمر آخر وهي لفتة لا تقل أهمية عما سبق وهو ما يتعلق بالمواطن العربي السني في شتى الدول الإسلامية المحيطة بالمنطقة وإدراكه الحقيقي والفعلي للموقف الحالي ورؤيته التي ينبغي أن تكون شاملة وحاذقة لما يحاك من حوله .
إن حدثا ملفتا قد يدعونا لكثير من التساؤلات عندما نرى العالم الغربي والأمم المتحدة يتابع بكل دقة كل ما يحدث في العالم الإسلامي والعربي لكنهم تصيبهم السكتة اللسانية والصمت المطبق تجاه قضية الأحواز التي تنادي في واد سحيق
2011/04/18
سوريا والبحرين يكشفان المخطط الإيراني المشبوه
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى | 6/5/1432 هـ
أيدت إيران وبقوة الثورة التي اندلعت في مصر وأطاحت بالرئيس حسني مبارك واعتبرت طهران أن الثورة جاءت لتلبي طموحات الشعب المصري, وعندما خرجت مظاهرات في إيران تشيد بثورة مصر وتونس وتطالب بما طالب به المحتجون هناك من حرية وعدالة, قابلتها إيران بالقمع والاعتقالات..
لم تكن العلاقة بين إيران والنظام في مصر تحديدا على ما يرام فقد خرج الرئيس المخلوع حسني مبارك ذات يوم بعد أن شعر بالمخططات الإيرانية وإمكانية تأثيرها على حكمه, وقال: إن الشيعة في البلاد العربية ولاؤهم لطهران وليس لبلادهم, وذلك بعد أن تزايد تدخل إيران في العراق ولبنان وبدأت ترمي بعناصرها في بلاد أخرى مثل مصر, وهنا شنت إيران والمراجع الشيعية حملة شديدة على مبارك واتهموه "بالطائفية" رغم أن مبارك لا تفرق معه هذه الامور من قريب أو بعيد, والمهم عنده الكرسي وعندما شعر بأن إيران تريد العبث به جاء تصريحه الذي يترجم الواقع في حقيقة الامر, وعندما بدأت الاحتجاجات الشيعية في البحرين في محاولة لركوب موجة الثورات الشعبية بالعالم العربي تدخل النظام الإيراني بقوة مؤيدا لها وحشد أجهزة إعلامه لخدمتها وإدانة النظام البحريني وتمادى النظام الإيراني في تدخله عندما طلبت المنامة مساعدة درع الجزيرة ـ وفقا لاتفاقية الدفاع الخليجي المشترك ـ لحماية الحدود والمواقع الاستراتيجية بعد أن تجاوزت الاحتجاجات حد التظاهر السلمي وبدأ المتظاهرون يعتدون على رجال الامن ويخربون المنشآت, كما رفعوا شعارات طائفية وحملوا صور الخميني وخامنئي وهتفوا للنظام الإيراني, وهي سابقة ليس لها مثيل في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها وتشهدها عدة دول عربية مؤخرا...
لقد انتقدت إيران بشكل رسمي تدخل ما أسمته بـ "دول سنية ضد الاحتجاجات الشيعية ", في توصيف طائفي بحت للأمور بل وتعدى ذلك إلى دخول حزب الله اللبناني الشيعي على الخط ليدين أيضا ما أسماه بـ "الحرب السنية على الشيعة" وهدد بحرب طائفية, كما صدرت إدانات مشابهة وتهديدات من رئيس الوزراء العراقي الشيعي الموالي لإيران نوري المالكي...
لقد ظهر للعيان أن هناك تحالفا شيعيا يبرز على الساحة ليشكل منظومة جديدة في المنطقة يدين ويشيد بناءا على توجهات طائفية وهو ما كانت تعمل من أجله إيران طوال السنوات الماضية وتم التحذير منه مرارا وتكرارا, فعندما تحركت المنامة في اتجاه طلب المساعدة من دول الخليج كان تحركا سياسيا ينطلق من معاهدة نشأت لوجود روابط جغرافية وثقافية وسياسية بين دول التعاون الخليجي وليس على أساس طائفي, أما الموقف الإيراني والذي جر معه بقية التابعين له فهو موقف طائفي بامتياز يتكلم عن حرب ضد الشيعة ويريد تأجيج الفتنة, وما يؤكد ذلك الصمت الرهيب الذي تبديه إيران تجاه احتجاجات سوريا ذات النظام النصيري الباطني الموالي لإيران, والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى وهي احتجاجات شعبية تهدف إلى مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية وبعيدة عن الطائفية ولم ترفع علم أي دولة سنية أو غير سنية كما حدث في البحرين, فلماذا لم تؤيدها إيران كما أيدت احتجاجات مصر وتونس؟! ولماذا لم تنفعل معها بشدة كما انفعلت مع احتجاجات البحرين؟!
الإجابة ببساطة أن زوال نظام الأسد في سوريا قد يؤدي إلى انتهاء حكم النصيريين المقربين من الشيعة وحكم الأغلبية السنية للبلاد وهو ما لا ترضى عنه طهران الطائفية أما في تونس ومصر فكانت أنظمة معادية لها تمنعها من نشر التشيع, والبحرين المعارضة شيعية وتسعى لإقامة نظام طائفي يخدم مخطط إيران لتكوين إمبراطورية شيعية تحقق لها حلم السيطرة على المنطقة وتلاعب بها الغرب في الملفات الخلافية بينهما والتي تدور معظمها على تقسيم مناطق النفوذ والمصالح وليس لأسباب عقدية كما توهم طهران البسطاء من المسلمين الذين يعتقدون أن إيران تقف في وجه أمريكا لأنها "الشيطان الأكبر", وليسأل هؤلاء أنفسهم لماذا تحالفت إيران مع "الشيطان الأكبر" خلال غزو العراق وأفغانستان؟ أليس للقضاء على الانظمة السنية المعارضة لها والتي تعوق وصولها لأغراضها.
أيدت إيران وبقوة الثورة التي اندلعت في مصر وأطاحت بالرئيس حسني مبارك واعتبرت طهران أن الثورة جاءت لتلبي طموحات الشعب المصري, وعندما خرجت مظاهرات في إيران تشيد بثورة مصر وتونس وتطالب بما طالب به المحتجون هناك من حرية وعدالة, قابلتها إيران بالقمع والاعتقالات..
لم تكن العلاقة بين إيران والنظام في مصر تحديدا على ما يرام فقد خرج الرئيس المخلوع حسني مبارك ذات يوم بعد أن شعر بالمخططات الإيرانية وإمكانية تأثيرها على حكمه, وقال: إن الشيعة في البلاد العربية ولاؤهم لطهران وليس لبلادهم, وذلك بعد أن تزايد تدخل إيران في العراق ولبنان وبدأت ترمي بعناصرها في بلاد أخرى مثل مصر, وهنا شنت إيران والمراجع الشيعية حملة شديدة على مبارك واتهموه "بالطائفية" رغم أن مبارك لا تفرق معه هذه الامور من قريب أو بعيد, والمهم عنده الكرسي وعندما شعر بأن إيران تريد العبث به جاء تصريحه الذي يترجم الواقع في حقيقة الامر, وعندما بدأت الاحتجاجات الشيعية في البحرين في محاولة لركوب موجة الثورات الشعبية بالعالم العربي تدخل النظام الإيراني بقوة مؤيدا لها وحشد أجهزة إعلامه لخدمتها وإدانة النظام البحريني وتمادى النظام الإيراني في تدخله عندما طلبت المنامة مساعدة درع الجزيرة ـ وفقا لاتفاقية الدفاع الخليجي المشترك ـ لحماية الحدود والمواقع الاستراتيجية بعد أن تجاوزت الاحتجاجات حد التظاهر السلمي وبدأ المتظاهرون يعتدون على رجال الامن ويخربون المنشآت, كما رفعوا شعارات طائفية وحملوا صور الخميني وخامنئي وهتفوا للنظام الإيراني, وهي سابقة ليس لها مثيل في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها وتشهدها عدة دول عربية مؤخرا...
لقد انتقدت إيران بشكل رسمي تدخل ما أسمته بـ "دول سنية ضد الاحتجاجات الشيعية ", في توصيف طائفي بحت للأمور بل وتعدى ذلك إلى دخول حزب الله اللبناني الشيعي على الخط ليدين أيضا ما أسماه بـ "الحرب السنية على الشيعة" وهدد بحرب طائفية, كما صدرت إدانات مشابهة وتهديدات من رئيس الوزراء العراقي الشيعي الموالي لإيران نوري المالكي...
لقد ظهر للعيان أن هناك تحالفا شيعيا يبرز على الساحة ليشكل منظومة جديدة في المنطقة يدين ويشيد بناءا على توجهات طائفية وهو ما كانت تعمل من أجله إيران طوال السنوات الماضية وتم التحذير منه مرارا وتكرارا, فعندما تحركت المنامة في اتجاه طلب المساعدة من دول الخليج كان تحركا سياسيا ينطلق من معاهدة نشأت لوجود روابط جغرافية وثقافية وسياسية بين دول التعاون الخليجي وليس على أساس طائفي, أما الموقف الإيراني والذي جر معه بقية التابعين له فهو موقف طائفي بامتياز يتكلم عن حرب ضد الشيعة ويريد تأجيج الفتنة, وما يؤكد ذلك الصمت الرهيب الذي تبديه إيران تجاه احتجاجات سوريا ذات النظام النصيري الباطني الموالي لإيران, والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى وهي احتجاجات شعبية تهدف إلى مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية وبعيدة عن الطائفية ولم ترفع علم أي دولة سنية أو غير سنية كما حدث في البحرين, فلماذا لم تؤيدها إيران كما أيدت احتجاجات مصر وتونس؟! ولماذا لم تنفعل معها بشدة كما انفعلت مع احتجاجات البحرين؟!
الإجابة ببساطة أن زوال نظام الأسد في سوريا قد يؤدي إلى انتهاء حكم النصيريين المقربين من الشيعة وحكم الأغلبية السنية للبلاد وهو ما لا ترضى عنه طهران الطائفية أما في تونس ومصر فكانت أنظمة معادية لها تمنعها من نشر التشيع, والبحرين المعارضة شيعية وتسعى لإقامة نظام طائفي يخدم مخطط إيران لتكوين إمبراطورية شيعية تحقق لها حلم السيطرة على المنطقة وتلاعب بها الغرب في الملفات الخلافية بينهما والتي تدور معظمها على تقسيم مناطق النفوذ والمصالح وليس لأسباب عقدية كما توهم طهران البسطاء من المسلمين الذين يعتقدون أن إيران تقف في وجه أمريكا لأنها "الشيطان الأكبر", وليسأل هؤلاء أنفسهم لماذا تحالفت إيران مع "الشيطان الأكبر" خلال غزو العراق وأفغانستان؟ أليس للقضاء على الانظمة السنية المعارضة لها والتي تعوق وصولها لأغراضها.
القضية الأحوازية.. مأزقٌ لإيران وللحكام العرب
موقع المسلم | 15/5/1432 هـ
يوم الجمعة الماضي الموافق للـ 15/4/2011م كان يوماً تأريخياً عند عرب الأحواز التي تحتلها إيران منذ 86سنة، إذ صمم الأحوازيون على الانتفاض مجدداً على الاحتلال الفارسي المجوسي الشوفيني الحاقد على العرب حتى لو كانوا شركاء له في الدين والمذهب!!
وسقط المناضلون الشجعان برصاص الولي الفقيه الغادر، لكنهم أطلقوا ثورة جديدة ضده، وجددوا ذاكرة شعبهم الذي يعاني الأمرّين على أيدي شرذمة الكراهية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.
ويكفيهم فخراً أنهم أشعلوا النار اليوم في إيران ذاتها بعد أن نجحت في نشر النيران في الخارج بعامة وفي دول الجوار العربي والإسلامي بخاصة :العراق-أفغانستان-باكستان-لبنان-سوريا-الخليج-اليمن....
وليس سراً أن للأحواز أهمية إستراتيجية مفصلية فلولاها لما كان للمجوسيين الجدد أن يطلوا على الخليج العربي الذي يصرون على رفض اسمه حقداً على عروبته الراسخة على الشاطئين الغربي والشرقي، فالأحواز مصدر 80% من نفط دولة الملالي العدوانية التوسعية، والأشد خطورة من ذلك كله أن سياستها العنصرية في الإقليم السليب تُسْقِط كثيراً من الأكاذيب المحورية التي تمثل العمود الفقري للصورة المفتراة للإمبراطورية الصفوية الجديدة، فأهل الأحواز شيعة في أكثريتهم لكن انتماءهم المذهبي لم يشفع لهم عند أدعياء التشيع، فهم موضع مقت متأصل وموروث لأنهم عرب فحسب..
ولقد حرص القوم دائماً على حجب قمعهم المستمر لأهل السنة في إيران لخدمة تقيتهم التي سهلت لهم التسلل إلى بيئات إسلامية غافلة تجهل هوية الرفض عقدياً ولا تعلم شيئاً عن مظالم أشقائهم في جمهورية الخوف.فلا ريب في أن يكون حرص دولة الملالي أشد على طمس معالم البطش المجوسي بالأحوازيين شركائهم في التشيع الاثني عشري؟فافتضاحه يضر إضراراً فادحاً بمشروع التمدد الصفوي أمام السنة والشيعة العرب على حد سواء، فأهل السنة سوف يقولون في أنفسهم:إذا كان ظلم الرافضة الصفويين لإخوتهم في المذهب بهذه القسوة فلا بد أن كراهيتهم لنا أشد وأعنف.والشيعة العرب المنخدعون بكون طهران فاتيكان الرفض في العالم سوف يقفون حائرين وعاجزين عن استيعاب التناقض الإيراني بين حماية التشيع في الخارج والظلم البشع لشيعة تحت حكمهم!!
صحيح أن تسنن كثير من الأحوازيين في السنوات الأخيرة قد يستفز أتباع الملالي في البلدان العربية باعتبارهم "ضالين" و"مارقين"و"نواصب" لكن ذلك سوف يدفع الشرائح الأكثر وعياً واستقلالية إلى طرح تساؤلات شائكة عن أسباب تمرد الأحوازيين الآن على التشيع الذي ظلوا يعتنقونه منذ قرون؟
فكيف يفر هؤلاء من "جنة"التشيع ويرفضون مزاياه ويختارون التحول إلى أهل السنة والجماعة المظلومين ظلماً جذرياً؟ولكن للمسألة وجهاً آخر، إذ إن تسنن الأحوازيين يزيد من الاحتضان العربي الشعبي لقضيتهم العادلة .
وتسليط الضوء على مظلمة الأحوازيين يسهم في إسقاط الرداء الثوري الزائف الذي تشبع به نظام خامنئي إعلامياً على مدى سنوات بادعائه نصرة المستضعَفِين في كل مكان وزمان...
كما أن له أثراً لا يقل أهمية في الجهة الغربية من الخليج حيث يغدو عامل ضغط هائلاً من الشعوب العربية على نظمها السياسية التي أدارت ظهرها لمأساة الأحوازيين بصورة مزرية حتى إنها لم تستعملها على الأقل كسلاح في مواجهة الاستفزازات الصفوية المتوالية ضدها!!
ناهيك عن تسديد صفعة قوية لتجار القومية العربية المتآمرين مع طهران ضد أمتهم الأمر الذي تجلى بتخلي هؤلاء عن مؤازرة الأحوازيين منذ تسلط خميني على إيران!!بل إن أحد أشد النظم العربية تشدقاً بالعروبة انتقل من احتضان الأحوازيين إلى مطاردتهم وتزويد أجهزة القمع الصفوية بملفات لأبرز الناشطين في الدفاع عن شعبهم المظلوم.
وعلينا التأكيد هنا أن نصرة القضية الأحوازية العادلة لا تتطلب منا سوى تأسيس قناة فضائية تدافع عنها بمنطق سديد ولغة علمية تعززها الوقائع والوثائق وتبنيها في المحافل السياسية والحقوقية الإقليمية والدولية وإعادتها إلى خريطة الوطن العربي وبخاصة أنها حُذِفَتْ منها بصورة غامضة لا يدري مخلوق كيف تم الحذف المريب ولماذا؟
وختاماً، فإننا نتمنى على عرب الأحواز ممارسة الذكاء في طرح قضيتهم العادلة، بحيث تصبح جزءاً من مطالب الشعوب الأخرى التي يقهرها الصفويون من كرد وبلوش وتركمان بل وفرس مغلوبين على أمرهم.إذ يمكن المطالبة في المرحلة الحاضرة بحرياتهم الدينية وحقوقهم القومية في صيغة حكم ذاتي موسع مثلاً، ثم يمكن البناء عليها لمطالب أكبر في مرحلة لاحقة.
يوم الجمعة الماضي الموافق للـ 15/4/2011م كان يوماً تأريخياً عند عرب الأحواز التي تحتلها إيران منذ 86سنة، إذ صمم الأحوازيون على الانتفاض مجدداً على الاحتلال الفارسي المجوسي الشوفيني الحاقد على العرب حتى لو كانوا شركاء له في الدين والمذهب!!
وسقط المناضلون الشجعان برصاص الولي الفقيه الغادر، لكنهم أطلقوا ثورة جديدة ضده، وجددوا ذاكرة شعبهم الذي يعاني الأمرّين على أيدي شرذمة الكراهية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.
ويكفيهم فخراً أنهم أشعلوا النار اليوم في إيران ذاتها بعد أن نجحت في نشر النيران في الخارج بعامة وفي دول الجوار العربي والإسلامي بخاصة :العراق-أفغانستان-باكستان-لبنان-سوريا-الخليج-اليمن....
وليس سراً أن للأحواز أهمية إستراتيجية مفصلية فلولاها لما كان للمجوسيين الجدد أن يطلوا على الخليج العربي الذي يصرون على رفض اسمه حقداً على عروبته الراسخة على الشاطئين الغربي والشرقي، فالأحواز مصدر 80% من نفط دولة الملالي العدوانية التوسعية، والأشد خطورة من ذلك كله أن سياستها العنصرية في الإقليم السليب تُسْقِط كثيراً من الأكاذيب المحورية التي تمثل العمود الفقري للصورة المفتراة للإمبراطورية الصفوية الجديدة، فأهل الأحواز شيعة في أكثريتهم لكن انتماءهم المذهبي لم يشفع لهم عند أدعياء التشيع، فهم موضع مقت متأصل وموروث لأنهم عرب فحسب..
ولقد حرص القوم دائماً على حجب قمعهم المستمر لأهل السنة في إيران لخدمة تقيتهم التي سهلت لهم التسلل إلى بيئات إسلامية غافلة تجهل هوية الرفض عقدياً ولا تعلم شيئاً عن مظالم أشقائهم في جمهورية الخوف.فلا ريب في أن يكون حرص دولة الملالي أشد على طمس معالم البطش المجوسي بالأحوازيين شركائهم في التشيع الاثني عشري؟فافتضاحه يضر إضراراً فادحاً بمشروع التمدد الصفوي أمام السنة والشيعة العرب على حد سواء، فأهل السنة سوف يقولون في أنفسهم:إذا كان ظلم الرافضة الصفويين لإخوتهم في المذهب بهذه القسوة فلا بد أن كراهيتهم لنا أشد وأعنف.والشيعة العرب المنخدعون بكون طهران فاتيكان الرفض في العالم سوف يقفون حائرين وعاجزين عن استيعاب التناقض الإيراني بين حماية التشيع في الخارج والظلم البشع لشيعة تحت حكمهم!!
صحيح أن تسنن كثير من الأحوازيين في السنوات الأخيرة قد يستفز أتباع الملالي في البلدان العربية باعتبارهم "ضالين" و"مارقين"و"نواصب" لكن ذلك سوف يدفع الشرائح الأكثر وعياً واستقلالية إلى طرح تساؤلات شائكة عن أسباب تمرد الأحوازيين الآن على التشيع الذي ظلوا يعتنقونه منذ قرون؟
فكيف يفر هؤلاء من "جنة"التشيع ويرفضون مزاياه ويختارون التحول إلى أهل السنة والجماعة المظلومين ظلماً جذرياً؟ولكن للمسألة وجهاً آخر، إذ إن تسنن الأحوازيين يزيد من الاحتضان العربي الشعبي لقضيتهم العادلة .
وتسليط الضوء على مظلمة الأحوازيين يسهم في إسقاط الرداء الثوري الزائف الذي تشبع به نظام خامنئي إعلامياً على مدى سنوات بادعائه نصرة المستضعَفِين في كل مكان وزمان...
كما أن له أثراً لا يقل أهمية في الجهة الغربية من الخليج حيث يغدو عامل ضغط هائلاً من الشعوب العربية على نظمها السياسية التي أدارت ظهرها لمأساة الأحوازيين بصورة مزرية حتى إنها لم تستعملها على الأقل كسلاح في مواجهة الاستفزازات الصفوية المتوالية ضدها!!
ناهيك عن تسديد صفعة قوية لتجار القومية العربية المتآمرين مع طهران ضد أمتهم الأمر الذي تجلى بتخلي هؤلاء عن مؤازرة الأحوازيين منذ تسلط خميني على إيران!!بل إن أحد أشد النظم العربية تشدقاً بالعروبة انتقل من احتضان الأحوازيين إلى مطاردتهم وتزويد أجهزة القمع الصفوية بملفات لأبرز الناشطين في الدفاع عن شعبهم المظلوم.
وعلينا التأكيد هنا أن نصرة القضية الأحوازية العادلة لا تتطلب منا سوى تأسيس قناة فضائية تدافع عنها بمنطق سديد ولغة علمية تعززها الوقائع والوثائق وتبنيها في المحافل السياسية والحقوقية الإقليمية والدولية وإعادتها إلى خريطة الوطن العربي وبخاصة أنها حُذِفَتْ منها بصورة غامضة لا يدري مخلوق كيف تم الحذف المريب ولماذا؟
وختاماً، فإننا نتمنى على عرب الأحواز ممارسة الذكاء في طرح قضيتهم العادلة، بحيث تصبح جزءاً من مطالب الشعوب الأخرى التي يقهرها الصفويون من كرد وبلوش وتركمان بل وفرس مغلوبين على أمرهم.إذ يمكن المطالبة في المرحلة الحاضرة بحرياتهم الدينية وحقوقهم القومية في صيغة حكم ذاتي موسع مثلاً، ثم يمكن البناء عليها لمطالب أكبر في مرحلة لاحقة.
جمعة الأحواز الثائرة
موقع المسلم | 11/5/1432 هـ
ارتعبت السلطات الأمنية الإيرانية من احتمالات اندلاع ثورة قوميات لديها، بعدما تكاثرت الدعوات المنادية بجمعة "الغضب الأحوازي" إضافة إلى دعوات أخرى في أكثر من إقليم غير فارسي مهمش في إيران، وشرعت في توجيه ضربات استباقية تهدف إلى وأد الانتفاضة الأحوازية في مهدها كخزان أضخم للثورة في إيران، حيث تتوفر لديه كل حوافز الثورة على الأوضاع الجائرة في الإقليم الذي يعاني من احتلال مزمن استمر لما يقرب من تسعة عقود، ذاق خلالها الشعب الأحوازي العربي الأمرين من السلطات الإيرانية المحتلة المتعاقبة.
ونقول كل حوافز الثورة، لأن هذا القطر المحتل لا يجمعه بالإيرانيين أي شيء تقريباً، فلا القومية ولا "طريقة التدين" بين طائفته الشيعية، أو الاختلاف الجذري الديني مع أكثريته السنية، ولا الثقافات أو العادات متشابهة مع أكبر القوميات الإيرانية (الفرس)، علاوة على شعور أهله بالتهميش والاضطهاد والحرمان، حيث تغتصب السلطات الإيرانية ثروات دولة الأحواز المحتلة التي تزود إيران بـ90% من إنتاجها من النفط، في حين تعيش الأحواز في حالة إفقار اقتصادي، ومحاولة تغييب سياسي ممنهج.
يلملم الأحوازيون جراحاتهم وآلامهم ويبدؤون في إطلاق شرارة انتفاضتهم التي تتزامن مع ذكرى انتفاضتهم السابقة قبل ستة أعوام، وعلى أعتاب ذكرى احتلال الأحواز في العشرين من إبريل من العام 1925، وكل الأمل يحدوهم أن تكون انتفاضتهم اليوم مختلفة، حيث الزخم العربي الرافد لكل أحوازي عربي يرى الطموح مبرراً ومنطقياً، وليس حالماً خيالياً.
الاستعدادات بدأت مبكرة، والاعتقالات أيضاً رافقتها، فغيبت السلطات العشرات في الأيام القليلة الماضية في غياهب سجونها، وسقف التطلعات عالية، والمؤشرات توحي بأن شرارة الانتفاضة ربما وصل أثرها إلى أقاليم الكرد والبلوش والآذريين وغيرهم.
تتوعد السلطات الأمنية والاستخبارية والسياسية الأحوازيين من الخروج بعد صلاة الجمعة، وعينها ترمق الثورة السورية المتحدية لكل ألوان البطش الأمني وأدواته القاهرة، حيث تتحسب طهران من تكرار الفشل السوري في التعتيم على الأحداث الجارية في سوريا والجرائم الفضائحية الأمنية التي تمكن الثوار من توثيقها، وإعادة تدويرها لتنتج وقوداً إضافياً للثورة ينضح في كل محافظة سورية بالنضال والفداء.
اللاعبان الأساسيان في هذا المحور الطائفي ربما يعالجان موقفاً فريداً في حال نجحت الانتفاضة الأحوازية في حفز الأقاليم الأخرى مثلما نجحت درعا في تشجيع المحافظات السورية الأخرى، وربما يجدان نفسيهما في حالة لا تسمح لأحدهما بمساعدة الآخر، والاعتماد كليهما على ميليشيا لبنانية تُدعي "حزب الله".
لا نسبق أحداثاً لم تجر كلها بعد، لكننا قد نتصور أحوازاً جديدة، وتعاملاً مختلفاً من السلطات الأمنية الإيرانية، ربما يدعوها في الأخير إلى إعادة النظر في سياستها الإقصائية للأقلية السنية الكبيرة، أو القوميات الأخرى المهمشة لاسيما العرب والبلوش والكرد، وإذا كانت القومية الأخيرة قد حصلت على بعض المكتسبات المحدودة في سوريا بعد مشاركتهم في ثورتها، فربما يحفز ذلك إخوانهم في إيران على انتزاع حقوقهم من بين فكي الأسد الإيراني.
ارتعبت السلطات الأمنية الإيرانية من احتمالات اندلاع ثورة قوميات لديها، بعدما تكاثرت الدعوات المنادية بجمعة "الغضب الأحوازي" إضافة إلى دعوات أخرى في أكثر من إقليم غير فارسي مهمش في إيران، وشرعت في توجيه ضربات استباقية تهدف إلى وأد الانتفاضة الأحوازية في مهدها كخزان أضخم للثورة في إيران، حيث تتوفر لديه كل حوافز الثورة على الأوضاع الجائرة في الإقليم الذي يعاني من احتلال مزمن استمر لما يقرب من تسعة عقود، ذاق خلالها الشعب الأحوازي العربي الأمرين من السلطات الإيرانية المحتلة المتعاقبة.
ونقول كل حوافز الثورة، لأن هذا القطر المحتل لا يجمعه بالإيرانيين أي شيء تقريباً، فلا القومية ولا "طريقة التدين" بين طائفته الشيعية، أو الاختلاف الجذري الديني مع أكثريته السنية، ولا الثقافات أو العادات متشابهة مع أكبر القوميات الإيرانية (الفرس)، علاوة على شعور أهله بالتهميش والاضطهاد والحرمان، حيث تغتصب السلطات الإيرانية ثروات دولة الأحواز المحتلة التي تزود إيران بـ90% من إنتاجها من النفط، في حين تعيش الأحواز في حالة إفقار اقتصادي، ومحاولة تغييب سياسي ممنهج.
يلملم الأحوازيون جراحاتهم وآلامهم ويبدؤون في إطلاق شرارة انتفاضتهم التي تتزامن مع ذكرى انتفاضتهم السابقة قبل ستة أعوام، وعلى أعتاب ذكرى احتلال الأحواز في العشرين من إبريل من العام 1925، وكل الأمل يحدوهم أن تكون انتفاضتهم اليوم مختلفة، حيث الزخم العربي الرافد لكل أحوازي عربي يرى الطموح مبرراً ومنطقياً، وليس حالماً خيالياً.
الاستعدادات بدأت مبكرة، والاعتقالات أيضاً رافقتها، فغيبت السلطات العشرات في الأيام القليلة الماضية في غياهب سجونها، وسقف التطلعات عالية، والمؤشرات توحي بأن شرارة الانتفاضة ربما وصل أثرها إلى أقاليم الكرد والبلوش والآذريين وغيرهم.
تتوعد السلطات الأمنية والاستخبارية والسياسية الأحوازيين من الخروج بعد صلاة الجمعة، وعينها ترمق الثورة السورية المتحدية لكل ألوان البطش الأمني وأدواته القاهرة، حيث تتحسب طهران من تكرار الفشل السوري في التعتيم على الأحداث الجارية في سوريا والجرائم الفضائحية الأمنية التي تمكن الثوار من توثيقها، وإعادة تدويرها لتنتج وقوداً إضافياً للثورة ينضح في كل محافظة سورية بالنضال والفداء.
اللاعبان الأساسيان في هذا المحور الطائفي ربما يعالجان موقفاً فريداً في حال نجحت الانتفاضة الأحوازية في حفز الأقاليم الأخرى مثلما نجحت درعا في تشجيع المحافظات السورية الأخرى، وربما يجدان نفسيهما في حالة لا تسمح لأحدهما بمساعدة الآخر، والاعتماد كليهما على ميليشيا لبنانية تُدعي "حزب الله".
لا نسبق أحداثاً لم تجر كلها بعد، لكننا قد نتصور أحوازاً جديدة، وتعاملاً مختلفاً من السلطات الأمنية الإيرانية، ربما يدعوها في الأخير إلى إعادة النظر في سياستها الإقصائية للأقلية السنية الكبيرة، أو القوميات الأخرى المهمشة لاسيما العرب والبلوش والكرد، وإذا كانت القومية الأخيرة قد حصلت على بعض المكتسبات المحدودة في سوريا بعد مشاركتهم في ثورتها، فربما يحفز ذلك إخوانهم في إيران على انتزاع حقوقهم من بين فكي الأسد الإيراني.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)