د. محمد بن صالح العلي | 28-04-2011 00:20
تلعب إيران دوراً خطيراً في منطقتنا، ومع الأحداث الأخيرة وخاصة أحداث البحرين انفضحت وانكشفت المخططات الصفوية ، وجاءت الخطوة الحكيمة بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، والتي أحبطت المخطط الصفوي، وهذا يفسّر لنا الحنق الشديد على السعودية وقادتها، ويفسّر التهديدات التي صدرت على ألسنة عدد من قادة إيران يهددون ويزبدون ويتوعدون بلادنا وقادتها,
وحينما نتابع الإعلام الإيراني في هذه الفترة نجد تصريحات غريبة ضد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، من هذه التصريحات ما ينطبق عليه المثل القائل " رمتني بدائها وانسلّت" ، وسأضرب لهذا بمثلين فقط، الأول اتهام إيران للدول الخليجية بأنها أنظمة للاستبداد والرجعية، والثاني اتهام أنظمة الخليج بولائها لأمريكا.
أما الاتهام الأول فإنّ الذي يسمع قادة إيران وهم يهذون بهذا الهراء يظنّ إن النظام الإيراني قد بلغ شأواً في الديمقراطية والتقدم، فتعالوا لنتعرف على نظام الاستبداد والرجعية.
فبعد مرور 32 عاما على قيام ما سمي بجمهورية إيران الإسلامية نجد الثمرة المرّة لهذه الثورة، فقد وعد "الخميني" حين انتصار الثورة بأنّ إيران ستكون جنةً على الأرض من الناحية الديمقراطية، والنتيجة هي ما أقرّ به المراقبون أن نظام الجمهورية الإيرانية فشل في أقامة أدني مقومات "الديمقراطية الدينية" التي كان قد وعد بأنها سوف تكون أفضل من الديمقراطية الغربية.
فإيران اليوم من جهة حرية التعبير عن الرأي ‘ وعمل الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و حرية الصحافة والتنظيمات النقابية ‘لا تتمتع بأي ميزة تذكر .
فوضع القيود على المرشحين وتزوير نتائج الانتخابات وسجن وإعدام أو نفي المعترضين ‘بات من ابرز سمات ديمقراطية نظام الدولة الدينية في إيران .
فهذا النظام لم يعد يتحمل حتى المعارضة الدينية التي خرجت من تحت عباءته والتي لا تتجاوز مطالبها سوى بعض الإصلاحات الرمزية .
وقد بات هذا مأزقا محيرا "للديمقراطية الدينية" ولرجال الدين الذين كانوا قبل أكثر من مئة عام مضت رواد المطالبة بنظام المشروطة الدستورية.
ولعل ما تناقلته وكالات الإنباء بتعطيل 23 صحيفة وسجن عشرين صحفيا،وإيقافهم عن الكتابة في إيران هو اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة هناك ، ولعله يعيد إلى من يحاولون استنساخ { النموذج الإيراني} بعض رشدهم السياسي وحّسهم الوطني فيعترفون بلا مكابرة أن { نموذجهم } الذي يحاولون استنساخه وإعادة إنتاجه ويدافعون عنه ويروجون له في خطاباتهم المعلنة وفي راياتهم المرفوعة وصورهم المعروضة هو في النهاية نموذج استبدادي لا يختلف عن إي نموذج استبدادي آخر.
لم يتحدث هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية الإيرانية المزعومة عن الفتاة الإيرانية (ندا سلطان) التي سقطت في وضح النهار في إحدى المظاهرات في قلب طهران ـ وهي تنزف الدم من فمها وصدرها بعد أن تلقت رصاصة غادرة من أحد الحراس المؤيدين لنجاد لمجرد أنها خرجت تعبر عن رأيها وترفض حكم الملالي..
لم يتحدثوا عن كبت الحريات وإغلاق مكاتب الفضائيات التي نقلت علي الهواء مباشرة حقيقة ما يجري في الشارع الإيراني من قهر وقمع وكبت للحريات وقتل للمواطنين.. لم يتحدثوا عن طرد الصحفيين والمراسلين من البلاد بعد أن بعثوا بتقاريرهم من ارض الواقع وكشفوا المستور أمام العالم ليدرك حقيقة ما يجري في إيران..
ولو مضينا نعدّد صور الاستبداد الإيراني الصفوي لطال بنا الحديث ، ولكن نذكر القيادات الإيرانية بألا يستغفلونا فنحن نعلم من هي الأنظمة التي تجسّد الاستبداد والرجعية، وأما اتهام إيران لغيرها بالتعاون مع أمريكا فسنفنّده في مقال قادم.
الجزء الثاني من المقال
ما زالت إيران تحت وقع الصدمة، ومازال قادتها يتخبطون في تصريحاتهم، وقد وعدناكم بتسليط الضوء على اتهامهم لدول الخليج بالعمالة لأمريكا ، فيا ترى من هو العميل؟؟؟.
كثير من المسلمين ينخدع بشعارات الدعايات العدائية والهجومية المتبادلة بين إيران وأمريكا، ويظن أن إيران هي عدو أمريكا الأول في العالم، بل إن هذا الخداع قد انطلي علي كثير من المحللين والمراقبين، مما أوجد قاعدة شعبية لا بأس بها لإيران داخل الدول العربية، كما يجب علينا ألا ننسي دور بعض الأقلام المأجورة ممن أغرتهم خزائن طهران ودولارات الحرس الثوري الذي ينفق ببذخ شديد علي كل من يروج للمشروع الإيراني في منطقتنا العربية والإسلامية، وهذه الأقلام المأجورة والمفتونة أسهمت كثيراً في تضليل الرأي العام، والتعمية علي خطورة المشروع الإيراني علي العالم الإسلامي.
ولنضرب مثالاً نهديه إلي من يقولون أن أمريكا وإيران أعداء عداوة الدم، وإلي المطبلين للبطولات الإيرانية في التصدي للشيطان الأكبر، وإلي جوقة التطبيع الإيراني من مثقفينا من ذوي الأصوات المسموعة والأقلام المقروءة، فقد استضافت واشنطن مؤتمراً ترعاه منظمة شيعية مشبوهة مدعومة مباشرة من إيران، تسمي مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية تحت رياسة مطرود شيعي اسمه "علي اليامي "وحضره العديد الشخصيات المشبوهة مثل" أحمد صبحي منصور" زعيم فرقة القرآنيين المنحرفة والفار إلي أمريكا منذ سنوات، والصحفي" لي سميث " صاحب كتاب الحصان القوي : السلطة والسياسة صراع الحضارات العربية، و"جاك بيرس" المسئول السابق في وزارة العدل، هذه الزمرة المشبوهة اجتمعت لمناقشة موضوع خطر الفكر الوهابي الذي تتبناه المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية علي العالم الحديث، قد عقدت فيه عدة حلقات بحث كان محورها الخطط العملية لإضعاف التطرف الديني السعودي، وفي بيان أصدره المؤتمر ندد فيه بالمملكة السعودية في تصدير إيديولوجيتها الوهابية المفزعة والقاتلة إلي كل ركن من أركان هذا الكوكب علي حد زعم واضعي البيان، مع توصيات خاصة لصانع القرار الأمريكي بخصوص التصدي للتطرف الديني السعودي، وكيفية التعامل مع المملكة السعودية بهذا الشأن.
المشكلة أنّ قليلاً من الناس من يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979 و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب : (رهينة خميني .. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية) حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب الذي ألفه (روبرت كارمن درايفوس) و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخبارتية شغل في أواخر السبعينات.
وعلينا أن لا ننسى أبدا وان نتذكر بوضوح شديد حينما نريد معرفة الطبيعة الحقيقية للعلاقات الأمريكية – الإيرانية ، فضيحة ( ايران جيت ) التي تمت في ذروة الحرب الإعلامية الشرسة بين أمريكا وإيران ، وقدمت من خلالها أمريكا لإيران أسلحة ومعلومات استخبارية عن العراق استخدمت في إنجاح غزو ايران للفاو ! .
ومن حين لآخر نستمع إلى تهديدات أمريكية وصهيونية ضد إيران وما إن تعلو حدة هذه التهديدات حتى ما تلبث أن تخفت وتتلاشى ونبدأ الاستماع إلى كلام حول الحوار والدبلوماسية, لقد صدرت تصريحات نارية من الكيان الصهيوني مؤخرا حتى أن أحد المسئولين أعلن عن ضربة وشيكة لإيران قبل نهاية العام, إلا أن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك صرح فى حديث خاص لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بمناسبة رأس السنة العبرية بأن إيران لا تمثل تهديدًا لوجود "إسرائيل". وردًا على سؤال بشأن برنامج طهران النووي قال باراك: "لست من الذين يعتقدون أن إيران تشكل قضية وجود لإسرائيل".
ومن الأدلة على تعاون إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية: ما نقلته وكالات الأنباء من تصريحات السفير الإيراني في بريطانيا حيث قال: "إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها".
وقال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز:" إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما".
نختم أخيراً بالكتاب القنبلة الذي كشف حقيقة إيران كتاب (التحالف الغادر"التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"
جاء في مقدمة كتابه : "إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدللا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس".
وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.
ويقول الكاتب: "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".
هذا غيض من فيض من فضائح العلاقات الإيرانية الأمريكية وبعد هذا هل يحق لأحد أن يزعم أن إيران وأمريكا عدوّان؟؟، وكلاهما يتحالف ويتعاون ويستضيف وينسق مع الآخر!!!!!!!
تلعب إيران دوراً خطيراً في منطقتنا، ومع الأحداث الأخيرة وخاصة أحداث البحرين انفضحت وانكشفت المخططات الصفوية ، وجاءت الخطوة الحكيمة بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، والتي أحبطت المخطط الصفوي، وهذا يفسّر لنا الحنق الشديد على السعودية وقادتها، ويفسّر التهديدات التي صدرت على ألسنة عدد من قادة إيران يهددون ويزبدون ويتوعدون بلادنا وقادتها,
وحينما نتابع الإعلام الإيراني في هذه الفترة نجد تصريحات غريبة ضد السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، من هذه التصريحات ما ينطبق عليه المثل القائل " رمتني بدائها وانسلّت" ، وسأضرب لهذا بمثلين فقط، الأول اتهام إيران للدول الخليجية بأنها أنظمة للاستبداد والرجعية، والثاني اتهام أنظمة الخليج بولائها لأمريكا.
أما الاتهام الأول فإنّ الذي يسمع قادة إيران وهم يهذون بهذا الهراء يظنّ إن النظام الإيراني قد بلغ شأواً في الديمقراطية والتقدم، فتعالوا لنتعرف على نظام الاستبداد والرجعية.
فبعد مرور 32 عاما على قيام ما سمي بجمهورية إيران الإسلامية نجد الثمرة المرّة لهذه الثورة، فقد وعد "الخميني" حين انتصار الثورة بأنّ إيران ستكون جنةً على الأرض من الناحية الديمقراطية، والنتيجة هي ما أقرّ به المراقبون أن نظام الجمهورية الإيرانية فشل في أقامة أدني مقومات "الديمقراطية الدينية" التي كان قد وعد بأنها سوف تكون أفضل من الديمقراطية الغربية.
فإيران اليوم من جهة حرية التعبير عن الرأي ‘ وعمل الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و حرية الصحافة والتنظيمات النقابية ‘لا تتمتع بأي ميزة تذكر .
فوضع القيود على المرشحين وتزوير نتائج الانتخابات وسجن وإعدام أو نفي المعترضين ‘بات من ابرز سمات ديمقراطية نظام الدولة الدينية في إيران .
فهذا النظام لم يعد يتحمل حتى المعارضة الدينية التي خرجت من تحت عباءته والتي لا تتجاوز مطالبها سوى بعض الإصلاحات الرمزية .
وقد بات هذا مأزقا محيرا "للديمقراطية الدينية" ولرجال الدين الذين كانوا قبل أكثر من مئة عام مضت رواد المطالبة بنظام المشروطة الدستورية.
ولعل ما تناقلته وكالات الإنباء بتعطيل 23 صحيفة وسجن عشرين صحفيا،وإيقافهم عن الكتابة في إيران هو اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة هناك ، ولعله يعيد إلى من يحاولون استنساخ { النموذج الإيراني} بعض رشدهم السياسي وحّسهم الوطني فيعترفون بلا مكابرة أن { نموذجهم } الذي يحاولون استنساخه وإعادة إنتاجه ويدافعون عنه ويروجون له في خطاباتهم المعلنة وفي راياتهم المرفوعة وصورهم المعروضة هو في النهاية نموذج استبدادي لا يختلف عن إي نموذج استبدادي آخر.
لم يتحدث هؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية الإيرانية المزعومة عن الفتاة الإيرانية (ندا سلطان) التي سقطت في وضح النهار في إحدى المظاهرات في قلب طهران ـ وهي تنزف الدم من فمها وصدرها بعد أن تلقت رصاصة غادرة من أحد الحراس المؤيدين لنجاد لمجرد أنها خرجت تعبر عن رأيها وترفض حكم الملالي..
لم يتحدثوا عن كبت الحريات وإغلاق مكاتب الفضائيات التي نقلت علي الهواء مباشرة حقيقة ما يجري في الشارع الإيراني من قهر وقمع وكبت للحريات وقتل للمواطنين.. لم يتحدثوا عن طرد الصحفيين والمراسلين من البلاد بعد أن بعثوا بتقاريرهم من ارض الواقع وكشفوا المستور أمام العالم ليدرك حقيقة ما يجري في إيران..
ولو مضينا نعدّد صور الاستبداد الإيراني الصفوي لطال بنا الحديث ، ولكن نذكر القيادات الإيرانية بألا يستغفلونا فنحن نعلم من هي الأنظمة التي تجسّد الاستبداد والرجعية، وأما اتهام إيران لغيرها بالتعاون مع أمريكا فسنفنّده في مقال قادم.
الجزء الثاني من المقال
ما زالت إيران تحت وقع الصدمة، ومازال قادتها يتخبطون في تصريحاتهم، وقد وعدناكم بتسليط الضوء على اتهامهم لدول الخليج بالعمالة لأمريكا ، فيا ترى من هو العميل؟؟؟.
كثير من المسلمين ينخدع بشعارات الدعايات العدائية والهجومية المتبادلة بين إيران وأمريكا، ويظن أن إيران هي عدو أمريكا الأول في العالم، بل إن هذا الخداع قد انطلي علي كثير من المحللين والمراقبين، مما أوجد قاعدة شعبية لا بأس بها لإيران داخل الدول العربية، كما يجب علينا ألا ننسي دور بعض الأقلام المأجورة ممن أغرتهم خزائن طهران ودولارات الحرس الثوري الذي ينفق ببذخ شديد علي كل من يروج للمشروع الإيراني في منطقتنا العربية والإسلامية، وهذه الأقلام المأجورة والمفتونة أسهمت كثيراً في تضليل الرأي العام، والتعمية علي خطورة المشروع الإيراني علي العالم الإسلامي.
ولنضرب مثالاً نهديه إلي من يقولون أن أمريكا وإيران أعداء عداوة الدم، وإلي المطبلين للبطولات الإيرانية في التصدي للشيطان الأكبر، وإلي جوقة التطبيع الإيراني من مثقفينا من ذوي الأصوات المسموعة والأقلام المقروءة، فقد استضافت واشنطن مؤتمراً ترعاه منظمة شيعية مشبوهة مدعومة مباشرة من إيران، تسمي مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية تحت رياسة مطرود شيعي اسمه "علي اليامي "وحضره العديد الشخصيات المشبوهة مثل" أحمد صبحي منصور" زعيم فرقة القرآنيين المنحرفة والفار إلي أمريكا منذ سنوات، والصحفي" لي سميث " صاحب كتاب الحصان القوي : السلطة والسياسة صراع الحضارات العربية، و"جاك بيرس" المسئول السابق في وزارة العدل، هذه الزمرة المشبوهة اجتمعت لمناقشة موضوع خطر الفكر الوهابي الذي تتبناه المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية علي العالم الحديث، قد عقدت فيه عدة حلقات بحث كان محورها الخطط العملية لإضعاف التطرف الديني السعودي، وفي بيان أصدره المؤتمر ندد فيه بالمملكة السعودية في تصدير إيديولوجيتها الوهابية المفزعة والقاتلة إلي كل ركن من أركان هذا الكوكب علي حد زعم واضعي البيان، مع توصيات خاصة لصانع القرار الأمريكي بخصوص التصدي للتطرف الديني السعودي، وكيفية التعامل مع المملكة السعودية بهذا الشأن.
المشكلة أنّ قليلاً من الناس من يدرك طبيعة العلاقات الخفية بين الثورة الخمينية منذ قيامها عام 1979 و أنه لولا الدعم الأمريكي لها ما كانت أن تنجح و أن تصل إلى حكم إيران و الذي يريد التفصيل فليرجع إلى كتاب : (رهينة خميني .. الثورة الإيرانية والمخابرات الأمريكية البريطانية) حيث لا يمكن فهم العلاقات الإيرانية الأمريكية في الخمسة و العشرين سنة الأخيرة إلا بقراءة هذا الكتاب الذي ألفه (روبرت كارمن درايفوس) و هو باحث فرنسي متخصص في الشئون الإستخبارتية شغل في أواخر السبعينات.
وعلينا أن لا ننسى أبدا وان نتذكر بوضوح شديد حينما نريد معرفة الطبيعة الحقيقية للعلاقات الأمريكية – الإيرانية ، فضيحة ( ايران جيت ) التي تمت في ذروة الحرب الإعلامية الشرسة بين أمريكا وإيران ، وقدمت من خلالها أمريكا لإيران أسلحة ومعلومات استخبارية عن العراق استخدمت في إنجاح غزو ايران للفاو ! .
ومن حين لآخر نستمع إلى تهديدات أمريكية وصهيونية ضد إيران وما إن تعلو حدة هذه التهديدات حتى ما تلبث أن تخفت وتتلاشى ونبدأ الاستماع إلى كلام حول الحوار والدبلوماسية, لقد صدرت تصريحات نارية من الكيان الصهيوني مؤخرا حتى أن أحد المسئولين أعلن عن ضربة وشيكة لإيران قبل نهاية العام, إلا أن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك صرح فى حديث خاص لصحيفة (يديعوت أحرونوت) بمناسبة رأس السنة العبرية بأن إيران لا تمثل تهديدًا لوجود "إسرائيل". وردًا على سؤال بشأن برنامج طهران النووي قال باراك: "لست من الذين يعتقدون أن إيران تشكل قضية وجود لإسرائيل".
ومن الأدلة على تعاون إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية: ما نقلته وكالات الأنباء من تصريحات السفير الإيراني في بريطانيا حيث قال: "إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها".
وقال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز:" إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما".
نختم أخيراً بالكتاب القنبلة الذي كشف حقيقة إيران كتاب (التحالف الغادر"التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"
جاء في مقدمة كتابه : "إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدللا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس".
وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.
ويقول الكاتب: "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".
هذا غيض من فيض من فضائح العلاقات الإيرانية الأمريكية وبعد هذا هل يحق لأحد أن يزعم أن إيران وأمريكا عدوّان؟؟، وكلاهما يتحالف ويتعاون ويستضيف وينسق مع الآخر!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق