د. عمرو عبد الكريم : بتاريخ 28 - 7 - 2009 |
عاش قسم كبير من رموز الظاهرة الإسلامية على مدار أكثر من نصف قرن على أوهام فكرة التقريب بين السنة والشيعة، وبصرف النظر عن كثير من النوايا الحسنة التي كانت وراء تلك الدعوات، إلا أن تجارب الزمن ودروس التاريخ علمتنا أن ما تم من أنشطة ومجالات عمل لم تكن "تقريبًا" بالمعنى المعروف، وهو أن يقدم كل من الطرفين على خطوات ملموسة في سبيل إشاعة نوع من التفاهم والاطلاع على ثقافة الآخر وخلفياته العقائدية والتصوّرية ونظم حياته بما يزكي نوع من التعايش السلمي دون الدخول في صراعات مذهبية أو طائفية؛ إنما ما تم فعلا إنما هو تقريب من طرف واحد هو طرف السنّة حتى يمكن القول بيقين تام أن ما قدم هي تنازلات بلا ثمن، حتى قال الشيخ محب الدين الخطيب: (ومما لا ريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب، ولذلك ضَحّت وبذلت لنشر دعوة التقريب في ديارنا، وأبت وامتنعت أن يرتفع له صوت أوتخطي في سبيله أي خطوة في البلاد الشيعية). ولعل هذا وراء رجوع كثير من دعاة التقريب عن مواقفهم وكشفهم لحقائق القوم وأن دعوات التقريب لا تعدو ممارسة عملية للتقّية ومحاولة مجاراة السنّة لكسب مساحات حركة أوسع وإزكاء نيران التسلل في الديار السنِّية. أقول لعل هذا ما دفع كثير من علماء السنّة إلى التخلي عن أوهام فكرة التقريب بل وتصريحهم علنًا بما ينافيه رغم أنهم ساروا فيه ردحًا من الزمن عل القوم يحركون حكمهم علينا من نواصب كفّار أو مرتدين إلى مسلمين تجوز مآكلتهم ومشاركتهم ولا أقول مناكحتهم فالبون شاسع. (صحيح من حكم برِدّة جميع الصحابة ما عدا خمسة ماذا يفعل بالمسلمين من أهل زماننا؟). وكان من أبرز الذين كشفوا زيف أوهام التقريب علاّمة الشام وعالمها الدكتور مصطفى السباعي، الذي كان موقفه مؤيدًا في كتابه "السنة النبوية" لكن لما تبين له عدم جدية الشيعة في عملية التقريب تراجع وأعلن ذلك. وكذلك الشيخ سعيد حوى الذي اكتشف مكر القوم وخداعهم فعاد محذرًا الأمة في رسالته "الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف". وهو ما فعل أيضا أبرز علماء السنّة المعاصرين فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه وأمده بمدد من عنده وذلك عندما قال: "لقد أيدنا الثورة الإيرانية ضد الجبروت والاستبداد، غير أننا صُدِمنا عندما كشفت الثورة عن وجهها الطائفي ومساعيها للتمدد خارج الأراضي الإيرانية، والعمل علي تشييع السنّة في البلدان المجاورة". وغير هؤلاء الثلاثة كثير من العلماء الذين فطنوا لمخاتلة القوم وخداعهم رغم سيرهم دربًا طويلا في مهاوي دعوة التقريب وأوهامها. ولا زالت أمتنا تعيش مخاض صراع طويل ومرير مع دولة تريد أن تلعب اللعبة السياسية بمفاهيم دينية وتسعى حثيثًا لنشر مذهبها في كثير من بلدان العالم الإسلامي وحيث تختلط الأوراق وتتحول الأقليات المذهبية والعرقية والدينية إلى أوراق ضغط على طاولة المفاوضات للقبول بدور إقليمي معترف به وتسترجع أوهام شرطي المنطقة أو سياسات "الوكيل المعتمد" للتتحول المنطقة إلى رقعة شطرنج كبيرة يحرك كل طرف أدواته وعناصره بما يوسع مساحة دائرته ودوره. وأتصور أن ذلك كله امتداد لمشروعات "تصدير الثورة" في محاولة لتوظيف التشيع العقدي في خدمة التشيع السياسي؛ لكن هيهات. ولا زال نفر من علماء أمتنا ورموزها الدينية والفكرية يرفعون لواء التحذير من النشر المنظم للتشيع واختراق البنية النفسية والدينية لمجتمعاتنا تحت وابل من العناصر المدعومة بأموال – إيرانية نظيفة كما اعترف حسن نصر الله نفسه في لبنان- وكفاءات بشرية مدرّبة ومعدة إعدادًا جيدًا على الجدال والملاحاة ومحاولة إفحام الخصوم والتسلل تحت دثار بعض الدعوات الصوفية وحب أل البيت الكرام المطهرين. ولا زال هؤلاء النفر من أولي البقية الذين ينهون عن الفساد في الأرض: فساد التشرذم السياسي وفساد الانقسام المذهبي وفساد إثارة الاحقاد والإحن وثارات التاريخ، يجاهدون على أهم ثغور الأمة المكشوفة وهي ثغرة التسلل الشيعي في ديار المسلمين من أهل السنة. أقول: يجاهدون في سد تلك الثغرة رغم السعي الحثيث لذوي الأهداف والمصالح في لملمة الأمور ومحاولة تخطي العقبة الكؤود في طريقهم وهي وعي الأمة بأهدافهم ومصالحهم. إن هذا الفريق غفل – رغم زكاء كثير منهم – أن الأمة أعقل وأفهم لتجارب الزمن ودروس التاريخ من كثير ممن يسمون أنفسهم - أو تسمّيهم الألة الإعلامية الجهنمية التي تسلطت على عقول كثير من الناس – مفكرين إسلاميين. وأحسب أننا وهذا الجناح الذي يرى مصلحته في مهادنة نظام ملالي إيران والتحالف معه – بل وفي قضية الشيعة والتشيع عمومًا- كزرقاء اليمامة مع قومها. ورزقاء اليمامة شخصية عربية قديمة، لإمرأة من جديس من أهل اليمامة، وكانت تُبصر الشَعَرةَ البيضاء في اللبن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام (أي مسافة 100ميل تقريبًا) وهي أبصر خلق الله، لذلك ضُرِبَ بها المثل لمن كان بصره حادًا: أبْصَرْ من زرقاء اليمامة. وكانت زرقاء اليمامة تُنذِر قومها الجُيوش إذا غَزَتهم، فلا يأتيهم جيشٌ إلا وقد استعدُّوا لهم، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا شجرًا وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ قالوا لها: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، فصبَّحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم. (القصة كما جاءت في العقد الفريد لابن عبد ربه). ندرك الخطر من بعيد ونستشرف مستقبل أزمة في أوطاننا وبين شعوبنا وليس من الأمانة ولا الديانة ولا المروءة أن نغض الطرف إرضاء لأحد أو رهبة لأحد، ولن نكون كما قال أمل دنقل: قيل ليَ «اخرسْ..» فخرستُ.. وعميت.. وائتممتُ بالخصيانْ! فأمن مجتمعاتنا وسلامة دولنا من المفترض أن تكون عند ذوي العقول والحجا خط أحمر بل خطوط حمراء يحرم تجاوزها أو تعديها أو التهوين من شأنها أو التقليل من خطورة ما يحدق بها من تهديدات. لقد أنذرت زرقاء اليمامة قومها لكنهم لم يسمعوا النصح بل اعتبروها مصدر إزعاج فثملوا أعينها حتى يستريحوا من إزعاج الإنذار المستمر لكن بعد أن صبّحهم جيش الأعداء عضو أصابع الندم لكن ولات حين مندم. أليس ما يحدث في العراق نذير شؤم؟ أليس ما يدور في اليمن ينذر بالخطر؟ – حتى خطر تهديد وحدة اليمن ذاتها - والقوم من مكرهم ذبحونا بسيف وحدة الأمة التي غدت نوعًا من الابتزاز الديني والفكري والنفسي- أليس وضع الأقليات الشيعية في بلدان الخليج ينبئنا عن قابل الأيام ومخبوءها؟ أم علينا أن نسكت حتى نجد القوم بالتفاوض والترتيب مع شرطي العالم وبإذنه فوق رؤسنا يعربدون في شوارعنا ويهدمون مساجدنا. هل يجب أن نسكت حتى نجد ابن العلقمي المعاصر بالتحالف مع التتار الجدد أسياد ديارنا. لقد رأت زرقاء اليمامة شجرًا يتحرّك، وكأنّه يمشي، فقالت لقومها:أرى شجرًا يمشي نحونا. ضحك منها الناس وسخروا، فقالت لهم: لعلّ وراء هذا الشّجر فرسانًا، فقالوا: لكن لقد أزعجتنا يا زرقاء وتريدي أن تكوني داعية فتنة مذهبية بين السنة والشيعة وتثيري أمر تصريحات العلامة القرضاوي عن خطر التمدد الشيعي مرة أخرى أو نخالك تستدركي على علمائنا أو تحسبي نفسك تفهمين أحسن من المفكرين الاسلامين الكبار: صحفيين ومحامين. سبحانك ربي: حتى لو كانت مصالحهم طاغية وحساباتهم مدخولة وأولوياتهم مدسوسة. ولكن كما يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني رحمه الله في كتابه الماتع بصائر المسلم المعاصر: إن شر الأمور ما اجتمع فيه الهوى والمصلحة. |
2009/07/28
أوهام التقريب وزرقاء اليمامة
2009/07/27
الهجوم علي الصحابة.. خطوط حمراء
بقلم د/ طارق الزمر
يخطئ قادة الشيعة و علماؤهم.. إذا تصوروا أن مذهبهم قابل للتمدد في المنطقة الإسلامية.. كما يخطئون إذا تصوروا أن مشروعهم السياسي المقاوم للنفوذ الغربي الإسرائيلي في المنطقة يمكن أن يكون قاعدة لهذا التمدد.
كما يخطئون أكثر حين يتخيلون أن مذهبهم هو المذهب المؤهل لقيادة المنطقة.. وفي ضوء شيوع هذه الأخطاء وتردد هذه المغالطات.
يصبح من الواجب علي أهل الحق و قادة و علماء الصحوة الإسلامية السنية أن يحددوا موقفهم الفقهي و السياسي تجاه المشروع الإيراني الفقهي و السياسي.. وخاصة أنه قد أصبح يمتلك العديد من الأوراق الهامة بالمنطقة.
كما لا يخفي علي قادة المشروع الإسلامي المعاصر أهمية هذا الموقف في إطار بناء رؤية متكاملة لمواجهة كل تحديات المرحلة- الخارجية والداخلية.
كما يجب وضع النقاط علي الحروف.. فيما يمكن أن يقبل من المشروع الإيراني.. و ما يجب أن يرفض بل و يقاوم.
وفي ضوء ذلك أري أن أهم ما يجب أن يرتكز عليه المشروع الإسلامي المعاصر بصدد التحرك الإيراني المذهبي:
أولا ً: يجب أن يكون معلوما ً أن عقيدة أهل السنة والجماعة تقوم علي أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كلهم عدول.. وأنهم أفضل الأمة.. و خير القرون.. و أن أفضل الصحابة هم الخلفاء الراشدون.. ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة.. و أن هذه العقيدة تستند إلي سبق الصحابة بالإيمان، و صحبتهم للنبي - صلي الله عليه وسلم - و نصوص القرآن الدالة علي صدقهم و بذلهم في سبيل نصرة الدين.. و أنه يستحيل علي الله أن يثني كل هذا الثناء علي قوم.. ثم يقع بعد ذلك ما ينافي هذا الثناء.
ومن يعتقد ذلك إنما يطعن في الله- تعالي - هذا إضافة إلي نص الرسول - صلي الله عليه و سلم - علي خيريتهم و فضلهم.. و نهيه عن عدم الخوض فيهم
ثانيا: إذا كان الشيعة صادقين حقا في مقاومة الهجمة الغربية الصهيونية علي المنطقة.. فليوقفوا فورا ً العدوان و الطعن علي صحابة رسول الله - صلي الله عليه و سلم- و لاسيما إذا كان ذلك يصدر من قادتهم و ذلك للآتي:-
1) لأن الطعن علي صحابة رسول الله - صلي الله عليه و سلم- هو عدوان صريح علي عقيدة غالبية العالم الإسلامي.. و استفزاز لا يتصور عاقل أن يمر دون أن يلقي بظلاله علي تماسك هذا العالم فصلا عن تفكيكه.
2) لأنه يستحيل أن يقف العالم الإسلامي في وجه أعدائه.. أو أن يستنهض لذلك.. و هو مدعو إلي معارك داخلية لن تبقي شبرا لمقاومة العدوان الخارجي !!
3) إن إيران التي تدير صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل، بهذا الدهاء و الاحتراف، لن يغيب عنها أن محاولات التمدد المذهبي ستقوض كل ما قامت ببنائه علي مستوي العالم الإسلامي خلال الثلاثين عام الماضية
4) إذا كان الشيعة يبحثون- حقيقة - عن توافق عقلاني ومن ثم سياسي فالأولي أن يتوقفوا هم عن الهجوم علي صحابة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لا أن يكون أهل السنة هم المطالبون بأن ينكروا فضل أئمتهم و أئمة الهدى.. أو أن يتهموا بعضهم حاش لله !!
ثالثا ً: يجب أن يكون معلوما أن عقيدة أهل السنة و الجماعة، هي العقيدة المؤهلة - علميا وعمليا - لإدارة صراع الأمة المركزي مع الثقافة الغربية ولاسيما في هذه الحقبة الهامة من حقب المواجهة مع هذه الثقافة.
فعقيدة أهل السنة هي العقيدة المؤهلة علميا " لهز " و" دك " حصون عقائد الغرب الدينية و الدنيوية.. بينما عقائد الشيعة قد تتلاقي مع بعض هذه العقائد في بعض مناهج الاستدلال.
و بعض قواعد الفهم.. و لا يخفي ذلك التلاقي بين طعن الشيعة في الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - واستناد المستشرقين علي الطعن في الصحابة كأحد أهم معاول هدم الدين الإسلامي ذاته.
يعتبر التوزيع الجغرافي لأهل السنة من الأكثر تأهيلا و الأنسب توظيفا..حال سخونة واشتعال الصراع الإسلامي الغربي.. فضلا عن قيادة هذا الصراع.
رابعا ً: في الوقت الذي يجب فيه علي العالم الإسلامي السني- و لاسيما قادة صحوته المعاصرة- أن يدافعوا عن عقيدة السلف الصالح، فإنه يجب عليهم أن يضعوا هدا الدفاع في موقفة الصحيح و بحجمه المناسب.. و ذلك في إطار الإدراك العام لكل أبعاد صراع الأمة مع أعدائها، الذين يسعون لطمس عقيدتها واقتلاع جذور هويتها.. فهذا الضابط هو الذي يحول دون اضطراب الرؤية أو اختلال الأولويات.
خامسا ً: يجب أن يكون واضحا لدي الطرفين السني و الشيعي.. أن تأجيج الصراع بينهما إنما يخدم بشكل مباشر مخططات الهجمة الغربية الصهيونية علي المنطقة التي تعد الأخطر علي الإطلاق- علي كل منها.
و في الختام فإننا في الوقت الذي لم نستطع فيه أن نخفي إعجابنا بالنموذج الثوري الإيراني ومشروعة السياسي المناهض للمخططات الأمريكية في المنطقة.. لا يمكننا أيضا أن نخفي انزعاجنا من إمكانيات استخدام هذا المشروع لتدمير المنطقة.. و إشعال حروب طائفية داخلها.. تقضي علي حاضرها ومستقبلها.. و تمكن لمخططات أعدائها.. لهذا وجب التحذير.
2009/07/12
اهداء الى أخوي الطيب فاعل خير
أما بعد ...
فقد كنت يوماً في حديث مع أخي عبدالفتاح حول إيمان الصحابة رضي الله عنهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وحبهم إياه وبالأخص صاحبه الصديق " ثاني اثنين إذ هما في الغار " وصاحبه الفاروق الذي " ما طلعت الشمس على خير منه " الخ ... فدخل علينا صديق لنا نحبه ويحبنا ولكنه لا يشاركنا في اتجاهنا الإسلامي وهمنا في الدعوة إلى إقامة الحياة على نظامه ، فدخل معنا في الحديث وبدأ يوجه انتقاداته اللاذعة لأفكارنا ويخصني بأسئلته الدقيقة المحرجة !
وأعترف أنني في ذلك الوقت لم أملك الجواب على كثيرٍ من أسئلته لأنه كان تخصصه في التاريخ ، وكانت معلوماتي في التاريخ والحديث قليلة ، وقد أحرجني عندما خاطبني قائلاً : - أنت تدعو إلى الإسلام ... أنا معك ، لكن بشرط أن تميز لي الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسلام الذي جاء به الصحابة .
فقلت له مستنكراً : إنه إسلام واحدٌ لا اثنين !
قال : نعم هما في رأسك شيء واحد ، ولكن الواقع والجغرافيا والتاريخ غير ما في رأسك !
ثم تابع إلقاء محاضرته علينا ليثبت لنا أن نساء النبي وخلفاءه أدخلوا أصابعهم في الإسلام وأضافوا إليه وحذفوا منه ! وأن الإسلام الذي ورثناه جيلاً عن جيلٍ هو الذي يحمل بصمات هؤلاء !! وأنه ضاعت فيما بينها بصمات النبي وتواقيعه في أكثر الأمور حتى في العقائد والشريعة !!
لقد رفضت أنا وعبد الفتاح محاضرة صديقنا أستاذ التاريخ ، وانتهت الجلسة ، ولكن بقيت بعض كلماته ترن في أذني وأذن عبد الفتاح عندما قال لنا : ـ أرجوكم اقرؤوا ... أرجوكم طالعوا ...
أنا حاضر لأن أكون معكم في إسلام النبي وحده ولكنه مع الأسف مخلوط بإسلام عمر بن الخطاب وابنته حفصة ، وإسلام أبي بكر بن أبي قحافة وابنته عائشة ! ومن الصعب عليكم وعلى خمسين من أمثالكم فك الإشتباك بين الإسلامين !!
وعندما ثرنا في وجهه وقلنا له : إن أفكارك هذه معادية للإسلام ونحن ندينها ونرفضها ! أجابنا بهدوء يشبه هدوء المؤمنين ومنطق يشبه منطق العلماء : ـ ذلك من حقكم .. ورأيكم عندي محترم ! ولكن ثقوا أن السيدة عائشة تقول : عمر أفضل من محمد !! وأبي أفضل من عمر . وثقوا أن عمر يقول : أنا أفضل من محمد !! ومحمد كان يقع في أخطاء قاتلة أنا انقذته منها ! ويقول : وكثيراً ما كنت أختلف معه فينزل الوحي مؤيداً لمواقفي !!
أبوبكر وعمر في حياة النبي ما احترموه ولا أطاعوه حتى نزلت فيهما سورة الحجرات!! وحفصة وعائشة كانتا تدبران عليه المؤامرات حتى نزلت فيها سورة التحريم !! يا ممدوح : الإسلام الذي جاء به النبي أنا حاضر أن أعطيه كل شيء ، أما الإسلام الذي قدمته هاتان العائلتان فأنا لست حاضر لأن أخطو له خطوة ولا أعطيه في سبيله مليم واحد !!
ومضت مناقشتنا الحادة مع ذلك الصديق ، ولكن بقيت كلماته تفعل فعلها في نفسي ونفس عبد الفتاح ، فقررنا أن نبحث ادعاءاته عن سورة الحجرات وسورة التحريم ... وقد شجعتنا على ذلك أفكار الشهيد سيد قطب وتأكيداته على أن الإسلام أهم من الأشخاص مهما كانت مكانتهم في تاريخ الإسلام .. ومهما كانت تصوراتنا التي نشأنا عليها عنهم حبيبة إلينا وعزيزة على قلوبنا !! فالإسلام قائم بالله رب العالمين وبنبيه سيد الأنبياء والمرسلين .. وهو باقٍ بهما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ولا يضره أن نكتشف فساد الحكام ولا تزوير الرواة ولا ضلال المؤلفين ... ولا حتى انحراف الصحابة .. الإسلام كان قبل الصحابة ويبقى إذا اكتشفنا خطأهم أو انحرافهم!!
لمن أراد الاطلاع على باقي هذا القيء والإفرازات القذرة سيجدها في بيئتها الطبيعية شبكة مصر الفاطمية
2009/07/01
ايران = الكيان الصهيوني في تعذيب وقتل الأسرى المصريين
يكتنف الغموض مصير 90 مصريا كانوا محتجزين في سجون إيران من إجمالي 482 اعتقلوا خلال الفترة ما بين 1984 إلى 1988م، إبان الحرب العراقية- الإيرانية، بعدما ادعت السلطات الإيرانية أنهم تخلصوا من حياتهم بالانتحار شنقا.
يأتي ذلك رغم نفي وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر في عام 2003 وجود سجناء مصريين في إيران سواء كانوا أسرى حرب أو مسجونين على ذمة أحكام قضائية، بإعلانه أن إيران قامت بالإفراج عن الأسرى المصريين الذين كانوا يقاتلون في صفوف القوات العراقية بشكل تدريجي حتى عام 2001 .
وكانت إيران أفرجت عن 211 أسيرًا مصريا عام 1989م، بموجب وساطة قامت بها إحدى الدول الأوروبية، ليبقى بعدها 218 مصريا في سجون إيران، وقد تقلص عدد السجناء إلى 90 مصريا، بعد الإفراج عن 181 أسيرًا في عام 1991.
وعندما طالبت السلطات المصرية بالإفراج عن باقي الأسرى، وفقا لاتفاقية الوساطة الأوروبية، ادعت طهران أن باقي الأسرى المصريين انتحروا أثناء احتجازهم بإيران، عبر شنق أنفسهم بملابسهم.
لكن الحكومة المصرية غير مقتنعة حتى الآن برواية الإيرانيين في انتحار الـ 90 أسيرًا مصريا، فهم لا يزال مصيرهم مجهولا، ولم يتم التأكد مما إذا كانوا ماتوا أو مازالوا على قيد الحياة في السجون الإيرانية، خاصة وأن طهران رفضت تسليم رفات الموتى لذويهم في مصر، متذرعة وقتها بأنها ستسلم إلى السلطات العرقية في إطار صفقة تبادل أسرى ورفات بين البلدين.
وقال أسرى مصريون كانوا من بين المحتجزين في إيران، إنهم تعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب والإهانة، حيث تم تعذيبهم بالكهرباء وإغراقهم في أحواض المياه، بالإضافة إلى إجبارهم على اليقظة وعدم النوم في فترات تتراوح ما بين 48 إلى 72، ووضع كل خمسين أسيرًا في حجرة لا تتعدى مساحتها المترين.
ويوجد 25 مصريا معتقلين في السجون الإيرانية منذ عامين، إلا أن السلطات الإيرانية تنفي وجودهم، وهو أحد أسباب تصاعد التوتر بين القاهرة وطهران، وفشل المساعي الرامية إلى إحداث تقارب أو مصالحة بين الطرفين، بعد 30 عاما من قطع العلاقات بين الجانبين، إثر توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل.
قيادي شيعي مصري بارز فرّ إلى سوريا بعد ضبط خلية حزب الله
تفجرت معلومات جديدة في قضية اعتقال الشيخ حسن شحاتة وعشرات المتشيعين من أتباعه في مصر التي انفردت "المصريون" بالكشف عنها، حيث تتركز التحقيقات الجارية حاليا حول وجود صلات مباشرة بين الموقوفين وإيران، والحصول على تمويل منها لنشر الفكر الشيعي في مصر، والتنسيق مع الخلية التابعة لـ "حزب الله" اللبناني التي جرى الكشف عن نشاطها في مصر خلال الشهور الماضية، وتتهمها السلطات المصرية بالتخطيط لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي المصرية.
وكشفت معلومات "المصريون"، أن الدكتور عاصم فهيم، وهو أحد أبرز القيادات التنظيمية للمتشيعين في مصر فرّ منذ شهور إلى سوريا، بعد اكتشاف السلطات المصرية وجود خلية "حزب الله" بقيادة اللبناني سامي شهاب، وذلك خشية إلقاء القبض عليه، بسبب اتصاله المباشر مع زعيم الخلية وأعضائها.
وحسب المعلومات، فإن فهيم وهو من غير المعروفين بنشاطهم العلني بين المتشيعين في مصر، إلا أنه يعد الأكثر تأثيرًا في أوساطهم، وكان يتزعم مجموعة القاهرة، وهي المجموعة الأهم بين المجموعات الشيعية المنتشرة على مستوى مصر، حيث يوجد في كل محافظة مجموعة يقودها شخص ويعمل تحت قيادته العديد من الأفراد.
وفي أعقاب الضجة التي أثيرت خلال الشهور الماضية حول ضبط خلية تابعة لـ "حزب الله" في مصر، غادر فهيم مصر متوجها إلى سوريا حيث تقيم ابنته هناك، بعد أن أوكل قيادة المجموعة التي يتزعمها إلى محام (ل.م.ح)، وهو ليس من بين المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم ضمن مجموعة حسن شحاتة، التي يجرى التحقيق معها حاليا.
وكشفت المعلومات أن شحاتة والذي يعد المرجع الأعلى للمتشيعين المصريين، يعتبر حلقة الوصل المباشرة بينهم وبين إيران التي زارها عدة مرات، كان آخرها في سبتمبر الماضي عن طريق لبنان، حيث كان يلتقي خلال تلك الزيارات بمسئولين ومرجعيات شيعية إيرانية، للحصول على آخر التعليمات، والتي ينقلها بدوره- عبر وسيط- إلى عناصر هذه المجموعات النشطة في مصر.
ورغم توخيه الحذر وتجنبه الظهور في لقاءات عامة في مصر ، خاصة في ظل فرض حالة من التعتيم على وجوده في مصر منذ إلقاء القبض عليه للمرة الأولى في عام 1995، إلا أنه تم رصد لقاءات بينه وبين شخصيات عربية تحمل الجنسية الأمريكية، كما التقى مجموعة من الطلبة البحرينيين الشيعة الدارسين في مصر.
المعلومات ذاتها، كشفت عن عقد اجتماعات تنظيمية بشكل دوري للمجموعات الشيعية النشطة في القاهرة والمحافظات، والتي تركز بشكل أساسي على محاولة استقطاب المصريين، والترويج للفكر الشيعي في مصر، عبر الكتيبات التي تدور موضوعاتها عن الشيعة والتشيع.
وهذه الكتب كان يتم إرسالها بالمجان من إيران إلى أشخاص محددين في مصر، وخاصة في القاهرة والمنصورة، وأبرز عناصر هذه المجموعة القائمة على توزيعها يدعى محمد سليمان، والذي يقوم بتوزيع الكتب بالمجان على المتشيعين، أو من خلال بيعها بأسعار زهيدة لأشخاص محددين.
وكانت العديد من منتديات الإنترنت تداولت نقلا غرفة مصر والشيعة في "البالتوك" أن السلطات المصرية اعتقلت حسن شحاتة، وهو أحد غلاة المتشيعين المعروفين في مصر، والمعروف بخطبه التي يسب فيها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة أم المؤمنين بألفاظ بذيئة.
وتأكدت "المصريون" التي انفردت بنشر هذا النبأ في عدد الأحد من صدقية ذلك، حيث أفادت مصادر أن شحاتة الذي كان يعمل في السابق خطيبا لمسجد كوبري جامعة القاهرة، ومقدما للبرنامج التلفزيوني الشهير "أسماء الله الحسنى" في التلفزيون المصري خلال فترة التسعينات، تم اعتقاله من منزله بالقاهرة في 22 يونيو الماضي، فضلا عن اعتقال أكثر من 300 متشيع من أتباعه، بتهمة زعزعة الأمن القومي المصري وازدراء الأديان.
ويجاهر شحاتة الذي سبق وأن اعتقل عام 1995 بإساءته إلى السيدة عائشة رضي الله عنها التي وصفها من على المنبر بـ "الحميراء" تصغير لكلمة حمارة، وكذا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين يصفهم بأنهم "جهلة كانوا يلجئون إلى أمير المؤمنين (علي ابن طالب) في كل معضلة تشهد على جهلهم".
التصدي للمد الشيعي واجب الدول العربية الكبرى
أكد الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس وشمال لبنان، أن اللبنانيين أسقطوا "حزب الله" و"مشروعه الطائفي" المرتبط بإيران من خلال التصويت ضده في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في يونيو الماضي.
وقال الشعار في تصريح لـ "المصريون"، إن فوز قوى "14 آذار" بقيادة "تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري كان بمثابة تصويت ضد المشروع الإيراني في لبنان، بعد أن لفظ الشعب اللبناني تدخل إيران في لبنان واستغلال الساحة اللبنانية، بغرض "التخديم" على مشروع إيران النووي.
وأضاف أن قوى المعارضة اللبنانية ورغم تلقيها دعما ماليا هائلا من الجانب الإيراني لدعم مرشحيهم، إلا أنها لم تنجح في اجتذاب الشعب اللبناني للتصويت لصالحها، بعدما استطاع اللبنانيون الكشف عن مخططات "حزب الله" وحلفائه، وصوّت لمشروع "الموالاة" الساعي للحفاظ على عروبة لبنان وهويته.
وانتقد الشعار في تصريحه الذي أدلى به على هامش مؤتمر رابطة خريجي الأزهر الذي اختتم في القاهرة أمس، استخدام "حزب الله" لأراض دولة عربية وإسلامية لنشر المذهب الشيعي وإضراره بأمن واستقرار هذه البلدان، لكنه مع ذلك رجح فشل المساعي الرامية إلى نشر في البلدان السنية.
وطالب مفتي طرابلس، الدول العربية الكبرى وفي مقدمتها مصر والسعودية بالتصدي لمحاولات المد الشيعي التي تدعمها إيران بقوة، عبر كل الوسائل ودعم الجهات التي تقوم بالتصدي لمحاولات نشر التشيع في الدول العربية.
وعبر الشعار عن استهجانه لتورط "حزب الله" في تكوين خلايا داخل مصر وغيرها من الدول العربية، في إشارة إلى الخلية التي أعلنت مصر عن ضبطها في وقت سابق هذا العام، معتبرا أن ذلك يوضح بجلاء أن رهانه على المشروع الطائفي والمصالح الإيرانية أسهم في تراجع دوره داخل الساحة اللبنانية وإسقاط مشروعه.