جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 11 - 3 - 2009 |
عندما كنا نتحدث هنا في المصريون عن مخاطر السلوك الإيراني الطائفي العابث بمحاولات نشر المذهب الشيعي في بعض البلاد العربية التي يدين أهلها أجمعون بالمذهب السني استغلالا لظروف اقتصادية وغيرها ، كانوا يقولون أننا نغالي في الأمر ونبالغ في التقديرات ، وهذا الأسبوع أقدمت المملكة المغربية على اتخاذ قرار صارم وعنيف بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران بسبب محاولاتها اختراق المجتمع المغربي وإثارة الاضطراب المذهبي والطائفي فيه ، ولا شك أنه عندما يصل الأمر إلى حدث في مستوى قطع العلاقات الديبلوماسية فإن هذا يعني أن هناك معلومات وتقارير وحقائق خطيرة وضعت أمام أعين أعلى قيادة في الدولة ، ولم يجد حيالها أي حل آخر سوى اتخاذ هذا القرار الذي يمثل أعنف قرار سياسي أو ديبلوماسي تجاه دولة أخرى ، التقارير التي تتداولها جهات مغربية إعلامية وسياسية تتحدث عن نجاح الإيرانيين في استقطاب مائتي ألف مواطن مغربي إلى المذهب الشيعي ، عن طريق استغلال الظروف المادية السيئة في بعض المدن ، وتقديم منح سخية للدراسة في قم بإيران وفي الجنوب اللبناني برعاية تنظيم حزب الله ، وتمتد المنحة عادة إلى أربع سنوات ، وبعض هؤلاء الذين يتم إعادة صياغة عقولهم وأفكارهم ومعتقداتهم يتم إرسالهم إلى مناطق الجاليات المغربية في أوربا حيث نشطت حملة واسعة لنشر التشيع في أوساط العمال والبسطاء المغاربة الذين يعملون في بعض الدول الأوربية ، والقسم الآخر من هؤلاء يعودون إلى المغرب لكي يقوموا بالدور نفسه برعاية ودعم مادي سخي ودعم ثقافي "كتب ومطبوعات" من ديبلوماسيين إيرانيين مقيمين في المغرب ، المسؤولون المغاربة قالوا بأنهم حاولوا وقف هذا العبث مرارا بدون فائدة ، وأنهم أرسلوا رسائل إلى الجهات الإيرانية المعنية لوقف هذه المحاولات مع التهديد بأنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على العلاقات بين الدولتين ، بدون فائدة أيضا ، فكان أن فاجأ المغرب العالم الإسلامي كله بقراره قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران ، كما قرر الملك المغربي تشكيل لجنة من علماء المغرب لدراسة الحالة الجديدة ومحاصرة الاختراق وتصحيح المفاهيم لدى من تم خداعهم ، المؤسف أن يحدث هذا "الاضطراب" الخطير في بلد عربي كبير بحجم المغرب على خلفية الاختراق الطائفي المذهبي ، بينما بعض قادة المؤسسات الدينية الرسمية في مصر يروجون لما يسمونه بالتعاون المذهبي والحوار المذهبي ، ويهاجمون من يتحدث عن "فروق" بين المذهب الإثنا عشري وبين مذهب أهل السنة ، حتى أن فضيلة الدكتور علي جمعة تحدث باستخفاف لم يكن مناسبا أبدا عمن يتحدثون عن خلاف سني شيعي وسخر منهم ، مؤكدا أنه لا يوجد خلاف في الأحكام ، ويقصد بعض الأحكام الفقهية ، بينما يتجاهل الخلافات الصريحة والعميقة في أصول الاعتقاد ، سواء تجاه الأشخاص أو المصادر أو مرجعية التشريع ، وكذلك الكثير من التصورات الاعتقادية التي كتب عنها كثيرون بما لا يناسب تكرارها هنا ولا يتسع له المقام أصلا ، وتعامل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف باستخفاف عجيب وعدم تقدير للمسؤولية مع القضية التي تملك عمق أكثر من ألف عام في تاريخ الإسلام ، متصورا أنه سيحلها في مؤتمر "مجاملات" يعقده في القاهرة هذه الأيام ، حتى أتت له التوجيهات توبخه وتأمره بإلغاء هذا "الهراء" فاضطر صاغرا لإلغائه ، رغم أنه نشره مطبوعا والكترونيا في أوراق وملفات المؤتمر التي تحتوي على محاوره وقضاياه ، بكل تأكيد ليس مطلوبا أبدا أن تكون هذه القضية هي الشغل الشاغل للأمة ، ولكن من الخطير جدا أن يتعامل البعض معها باستخفاف واستهانة وسوء تقدير للمخاطر والعواقب ، ومن لم يكفه الدروس التي يسمعها أو يشاهدها يوميا أو أسبوعيا في العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا وحتى إيران نفسها والدماء التي تسيل في محرقة الفتن الطائفية ، فهو غير جدير بتحمل أي مسؤولية في وطنه |
2009/03/12
لماذا قطع المغرب علاقاته بإيران ؟!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق