جمال سلطان | 16-06-2010
حوار الدكتور محمد سليم العوا المطول مع قناة البي بي سي ، والتي شغل نصفه تقريبا بالدفاع عن الشيعة وعن إيران ، والتمجيد العاطفي المثير لبطولات إيران وقادة إيران ، والهجوم على المختلفين مع الشيعة أو مع إيران ووصف الجميع بأنهم ذيول للصهيونية والاستعمار ، هذا الحوار أتى صادما للكثيرين الذين رأوه متجنيا على الحق والحقيقة والمنطق والعقل بقدر ما حمل إساءات غير لائقة للمختلفين مع رؤية العوا ، والدكتور سليم العوا أصبح رمزا على الدفاع عن إيران والشيعة طوال السنوات الماضية ، بمناسبة وبدون مناسبة ، من كثرة ظهوره في الفضائيات والصحف متحدثا في هذا الموضوع ، حتى أن محاوره في البرنامج نفسه أبدى دهشته من هذا الدفاع المستميت منه عن إيران ونفوذها ومواقفها السياسية والطائفية ، العوا قال في الحوار أن الشيعة لا يسبون الصحابة وأن سب الصحابة أو الامتناع عن الترضي عليهم لا يوجد في مذهب الشيعة ، وقد سبق للمئات من الباحثين والمفكرين والأعلام أن نشروا للرد على العوا عشرات النماذج والصفحات الكاملة من أمهات كتب الشيعة والأئمة المعاصرين والقدماء محشوة بسب الصحابة ولعن الصحابة أحيانا بأحقر الكلمات ، ومع ذلك يتجاهل العوا الرد على هذه الأدلة الدامغة ، ومنها ما نشره صديقه المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة ، بالصفحة والكلمة والحرف ، فلصالح من يا دكتور سليم تنكر كل هذه الحقائق وتخفيها عن الناس ، الدكتور العوا نفي نفيا قطيعا أن يكون هناك تغلغل شيعي في المجتمعات السنية ، وخاصة في مصر ، رغم أن زعامات المتشيعين في مصر يباهون علنا وعلى صفحات الصحف والندوات والكتب المنشورة بتشيعهم ويذكرون بأنفسهم اختراقاتهم في دلتا مصر وصعيد مصر ، والأمر لا يحتاج منا إلى دليل إلا إذا كان الدكتور العوا هاجر من مصر من سنوات طويلة ثم عاد فجأة فلم يتابع ما فيها ، وكتابات هؤلاء المتشيعين المنتشرة في سب الصحابة وعلماء المسلمين شهيرة للغاية وعيب أن أقول ذلك للدكتور العوا ، ويمكنه أن يسأل صديقه وحواريه الأخ العزيز المهندس أبو العلا ماضي عن ما سمعه من بعض ضحايا "الاختراق الشيعي" في مصر في ندوة عقدت في صحيفة الأهرام ، حتى خرج أبو العلا يسب ويلعن هذا "المأفون" ، اسأله يا دكتور سليم ولا تسألنا ، العوا قال أن هذا الكلام من ترويج المصادر الصهيونية والاستعمارية ، والحقيقة أن مثل هذه اللغة التي عفى عليها الزمن لا تليق بمفكر جاد وكبير مثل العوا ، دع هذه اللغة الديماجوجية للفضائيات الشيعية المتطرفة المنتشرة بالعشرات أو لرجال الدين المتطرفين في إيران ، وقد اضطر العوا لتحسين الجملة عندما واجهه المذيع بأن الدكتور يوسف القرضاوي نفسه ، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين هو الذي يقول هذا الكلام ، فقال أنه دخل عليه الكلام وزينوه للشيخ ، وهذا كله أسلوب لا يليق أن يتحدث به عن الشيخ يوسف ويصفه بهذه الهشاشة التي تعطي معنى أن البعض يتلاعب بعقله وموقفه الشرعي وفتواه ، وهو ما يقدح في فتاوى الشيخ جميعها وآرائه بدعوى أن البعض ضلله ، ودع عنك القرضاوي والجميع يا دكتور سليم ، أنت الأمين العام للاتحاد ، والاتحاد اتخذ قرارا بالإجماع قبل عدة سنوات بتشكيل لجنة رصد للتغلغل الشيعي في العالم الإسلامي ، وحتى هذه اللحظة لم يصدر عن الاتحاد أي شيء ، لا بنفي ولا بإثبات ، ولا نعرف أصلا ماذا فعلت اللجنة وأين هي اللجنة ، هل يمكن أن تفيدنا بشيء عن لجنتك الموقرة يا دكتور سليم ، هل يمكن أن تطلع العالم ـ من باب المسؤولية والأمانة ـ على تقرير اللجنة إن كان لها تقرير ، أم أنكم خشيتم أن تأخذوا الأمر بجدية فتكون الفضيحة ، من حق العوا أن يتحدث بإكبار وإجلال عظيم عن إيران ودورها في نصرة المقاومة الإسلامية ، لكن ليس من حقه القول بأن خصومها يقفون منها موقف العداء ليس لأنها شيعية ولكن لأنها إسلامية ، هذا تجريح لمخالفيك ـ وأنا منهم ـ يرقى إلى حد التكفير بجعلنا نقف ضد إيران لأنها ممثلة للإسلام ، ما هذا الكلام الغريب والاتهامات التي لا تليق بمثلك ، نحن لسنا ضد إيران لأنها إسلامية ولا حتى لأنها شيعية ، ولكن لأنها امبراطورية توسعية مخربة في العالم الإسلامي تضلل الجميع بعباءة الإسلام وتتحالف حتى مع الشيطان من أجل مصالحها القومية ، إيران المقاومة يا دكتور سليم خدعت الناس بتشكيل "فيلق القدس" الذي سيحرر فلسطين قبل ثلاثين عاما حتى شاخ أعضاؤه الآن وصدئت مدافعهم دون أن يطلقوا رصاصة واحدة تجاه إسرائيل ، أيضا ليس من اللائق يا دكتور سليم أن تدافع عن موقف إيران الفضائحي من الخليج العربي ورفضها الرسمي المتشنج لهذا الاسم والإصرار على أنه "الخليج الفارسي" ، كيف تستقيم العباءة الإسلامية المزعومة مع العصبية العرقية الجاهلية بهذا الشكل ، وكيف تدافع عن ذلك عقلا وشرعا ، ولماذا تنتصر للخليج الفارسي بادعاءات تاريخية لست من فرسانها مع بالغ الاحترام ، لماذا تتجاهل دائما يا دكتور سليم موقف إيران "المقاومة" المزعومة من المقاومة الإسلامية في أفغانستان ومساعدتها للاحتلال الأمريكي وحكومة كرزاي ، لماذا تتجاهل موقف إيران المتحالف مع الأمريكيين في العراق واحتلاله قبل أن يختلفوا على الكعكعة الحقيقة ، وهو الدعم الذي يباهي به القادة الإيرانيون منا على جيش الاحتلال ، ويقولون أنه لولاهم لما استطاع الأمريكيون دخول بغداد ، إن هذا الدفاع العنيف والمستمر والمتكرر والذي لا يترك مناسبة إلا ويكرره الدكتور العوا مؤسف للغاية ، ويحتاج من مفكرنا الكبير إعادة نظر وتروي واحترام الرؤية الأخرى وعدم التسرع باتهامها الجزافي ، كما أن الحقائق التي يراها الناس رأي العين وتزخر بها الكتب والمواقف ، جديرة بأن يتوقف عندها الدكتور سليم بعين الناقد البصير ، وليس بروح التجاوز العاطفي .
حوار الدكتور محمد سليم العوا المطول مع قناة البي بي سي ، والتي شغل نصفه تقريبا بالدفاع عن الشيعة وعن إيران ، والتمجيد العاطفي المثير لبطولات إيران وقادة إيران ، والهجوم على المختلفين مع الشيعة أو مع إيران ووصف الجميع بأنهم ذيول للصهيونية والاستعمار ، هذا الحوار أتى صادما للكثيرين الذين رأوه متجنيا على الحق والحقيقة والمنطق والعقل بقدر ما حمل إساءات غير لائقة للمختلفين مع رؤية العوا ، والدكتور سليم العوا أصبح رمزا على الدفاع عن إيران والشيعة طوال السنوات الماضية ، بمناسبة وبدون مناسبة ، من كثرة ظهوره في الفضائيات والصحف متحدثا في هذا الموضوع ، حتى أن محاوره في البرنامج نفسه أبدى دهشته من هذا الدفاع المستميت منه عن إيران ونفوذها ومواقفها السياسية والطائفية ، العوا قال في الحوار أن الشيعة لا يسبون الصحابة وأن سب الصحابة أو الامتناع عن الترضي عليهم لا يوجد في مذهب الشيعة ، وقد سبق للمئات من الباحثين والمفكرين والأعلام أن نشروا للرد على العوا عشرات النماذج والصفحات الكاملة من أمهات كتب الشيعة والأئمة المعاصرين والقدماء محشوة بسب الصحابة ولعن الصحابة أحيانا بأحقر الكلمات ، ومع ذلك يتجاهل العوا الرد على هذه الأدلة الدامغة ، ومنها ما نشره صديقه المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة ، بالصفحة والكلمة والحرف ، فلصالح من يا دكتور سليم تنكر كل هذه الحقائق وتخفيها عن الناس ، الدكتور العوا نفي نفيا قطيعا أن يكون هناك تغلغل شيعي في المجتمعات السنية ، وخاصة في مصر ، رغم أن زعامات المتشيعين في مصر يباهون علنا وعلى صفحات الصحف والندوات والكتب المنشورة بتشيعهم ويذكرون بأنفسهم اختراقاتهم في دلتا مصر وصعيد مصر ، والأمر لا يحتاج منا إلى دليل إلا إذا كان الدكتور العوا هاجر من مصر من سنوات طويلة ثم عاد فجأة فلم يتابع ما فيها ، وكتابات هؤلاء المتشيعين المنتشرة في سب الصحابة وعلماء المسلمين شهيرة للغاية وعيب أن أقول ذلك للدكتور العوا ، ويمكنه أن يسأل صديقه وحواريه الأخ العزيز المهندس أبو العلا ماضي عن ما سمعه من بعض ضحايا "الاختراق الشيعي" في مصر في ندوة عقدت في صحيفة الأهرام ، حتى خرج أبو العلا يسب ويلعن هذا "المأفون" ، اسأله يا دكتور سليم ولا تسألنا ، العوا قال أن هذا الكلام من ترويج المصادر الصهيونية والاستعمارية ، والحقيقة أن مثل هذه اللغة التي عفى عليها الزمن لا تليق بمفكر جاد وكبير مثل العوا ، دع هذه اللغة الديماجوجية للفضائيات الشيعية المتطرفة المنتشرة بالعشرات أو لرجال الدين المتطرفين في إيران ، وقد اضطر العوا لتحسين الجملة عندما واجهه المذيع بأن الدكتور يوسف القرضاوي نفسه ، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين هو الذي يقول هذا الكلام ، فقال أنه دخل عليه الكلام وزينوه للشيخ ، وهذا كله أسلوب لا يليق أن يتحدث به عن الشيخ يوسف ويصفه بهذه الهشاشة التي تعطي معنى أن البعض يتلاعب بعقله وموقفه الشرعي وفتواه ، وهو ما يقدح في فتاوى الشيخ جميعها وآرائه بدعوى أن البعض ضلله ، ودع عنك القرضاوي والجميع يا دكتور سليم ، أنت الأمين العام للاتحاد ، والاتحاد اتخذ قرارا بالإجماع قبل عدة سنوات بتشكيل لجنة رصد للتغلغل الشيعي في العالم الإسلامي ، وحتى هذه اللحظة لم يصدر عن الاتحاد أي شيء ، لا بنفي ولا بإثبات ، ولا نعرف أصلا ماذا فعلت اللجنة وأين هي اللجنة ، هل يمكن أن تفيدنا بشيء عن لجنتك الموقرة يا دكتور سليم ، هل يمكن أن تطلع العالم ـ من باب المسؤولية والأمانة ـ على تقرير اللجنة إن كان لها تقرير ، أم أنكم خشيتم أن تأخذوا الأمر بجدية فتكون الفضيحة ، من حق العوا أن يتحدث بإكبار وإجلال عظيم عن إيران ودورها في نصرة المقاومة الإسلامية ، لكن ليس من حقه القول بأن خصومها يقفون منها موقف العداء ليس لأنها شيعية ولكن لأنها إسلامية ، هذا تجريح لمخالفيك ـ وأنا منهم ـ يرقى إلى حد التكفير بجعلنا نقف ضد إيران لأنها ممثلة للإسلام ، ما هذا الكلام الغريب والاتهامات التي لا تليق بمثلك ، نحن لسنا ضد إيران لأنها إسلامية ولا حتى لأنها شيعية ، ولكن لأنها امبراطورية توسعية مخربة في العالم الإسلامي تضلل الجميع بعباءة الإسلام وتتحالف حتى مع الشيطان من أجل مصالحها القومية ، إيران المقاومة يا دكتور سليم خدعت الناس بتشكيل "فيلق القدس" الذي سيحرر فلسطين قبل ثلاثين عاما حتى شاخ أعضاؤه الآن وصدئت مدافعهم دون أن يطلقوا رصاصة واحدة تجاه إسرائيل ، أيضا ليس من اللائق يا دكتور سليم أن تدافع عن موقف إيران الفضائحي من الخليج العربي ورفضها الرسمي المتشنج لهذا الاسم والإصرار على أنه "الخليج الفارسي" ، كيف تستقيم العباءة الإسلامية المزعومة مع العصبية العرقية الجاهلية بهذا الشكل ، وكيف تدافع عن ذلك عقلا وشرعا ، ولماذا تنتصر للخليج الفارسي بادعاءات تاريخية لست من فرسانها مع بالغ الاحترام ، لماذا تتجاهل دائما يا دكتور سليم موقف إيران "المقاومة" المزعومة من المقاومة الإسلامية في أفغانستان ومساعدتها للاحتلال الأمريكي وحكومة كرزاي ، لماذا تتجاهل موقف إيران المتحالف مع الأمريكيين في العراق واحتلاله قبل أن يختلفوا على الكعكعة الحقيقة ، وهو الدعم الذي يباهي به القادة الإيرانيون منا على جيش الاحتلال ، ويقولون أنه لولاهم لما استطاع الأمريكيون دخول بغداد ، إن هذا الدفاع العنيف والمستمر والمتكرر والذي لا يترك مناسبة إلا ويكرره الدكتور العوا مؤسف للغاية ، ويحتاج من مفكرنا الكبير إعادة نظر وتروي واحترام الرؤية الأخرى وعدم التسرع باتهامها الجزافي ، كما أن الحقائق التي يراها الناس رأي العين وتزخر بها الكتب والمواقف ، جديرة بأن يتوقف عندها الدكتور سليم بعين الناقد البصير ، وليس بروح التجاوز العاطفي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق