2010/06/06

لماذا لم تتظاهر إيران مع قافلة الحرية



د.أحمد موفق زيدان

السؤال المطروح حاليا لماذا لم تتظاهر إيران تأييدا لقافلة الحرية التركية والتزمت الصمت تماما حيث خلت الشوارع الإيرانية من أي مظاهر احتجاجية أو تظاهرية في الوقت الذي تحرك العالم الغربي مع العالم العربي والإسلامي نصرة لغزة وقافلة الحرية، وبدا رجب طيب أردوغان وكأنه يجدد سيرة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني حين أعلن أن حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة مقاومة وطنية وليست حركة إرهابية..

البعض فسّر الصمت الإيراني على أنه قد يعود إلى خشية النظام من أن تتحول هذه المظاهرات والاحتجاجات في حال خروجها إلى مظاهرات معادية للنظام الإيراني سيما بعد الشواهد والسوابق التاريخية التي خرجت محتجة على نتائج الانتخابات وتزويرها، والبعض الآخر يعزوها إلى حسبة البازار الإيراني التي لم تنته بعد ولم يتم التوصل إليها بشكل نهائي فيما يتعلق بالعقوبات الدولية على إيران بسبب المشروع النووي الإيراني، والبعض الآخر يعزوها إلى أن طهران ستفتقد بذلك إلى ترياق إسلامي عربي مهم في سياستها الراهنة مع الغرب إن تم فك ورفع الحصار عن غزة ، سيما وأن العثمانيين الجدد بدوا وكأنهم يقودون الأمة من جديد في الوقت الذي اكتفى الإيراني وحزب الله في لبنان بمطالبة الأمة بكسر الحصار ونحو ذلك وكأنهم ليسوا جزءا من الأمة حتى يقوموا هم بأنفسهم بهذا الدور، وينبري أحمدي نجاد إلى القول إن إعصار الشعوب هو الذي سيقتلع دولة إسرائيل، لكن لم يحدثنا نجاد عن إعصاره ودور هذا الإعصار في اقتلاع دولة إسرائيل ..

الظاهر والواضح أن كل من فلسطين وغزة وغيرها من القضايا الإسلامية إنما هي وسائل تكتيكية خدمية للمشروع الإيراني، وحين تلتقي مصالح الاستراتيجي الإيراني وفقا لحساب البازار مع التكتيكي للقضايا العربية والإسلامية فإنه لا مانع لقادة إيران حينها من رفع شعارات التأييد والممانعة ونحوها، وجاء فتح معبر رفح من قبل الحكومة المصرية ليُسقط الورقة التي كان يتاجر بها النظام الإيراني، مما أخّره عن قطار هموم الأمة وتقدم عليه العثماني التركي الذي ظهر بجلاء صدقه وحرصه على فلسطين، التي هي بالنسبة له تاريخيا وحاضرا ومستقبلا أرض لا يمكن المساومة عليها ..

ليست هناك تعليقات: