2010/10/03

الشيخ حامد العلي والرد على فتوى خامنئي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فإنَّ المصيبة في هذا المذهب الباطني أنه لايُعتمد على ظاهره في تقرير الأقوال ، لأنه يبيح الكذب في الإعتقاد لمكاتمة المخالفين ـ أي أهل الإسلام ـ بهدف الوصول إلى الأهداف الخبيثة ، وهو ما يسمى ( التقية ) ، وسنشرحها بعد قليل .

ولهذا فما قاله الخامنئي لاقيمة له البتة .
فإن قيل : فكيف يعرف ـ و الحال ما ذكـرت ـ حقيقة مذهب القوم في عائشة رضي الله عنها والصحابة ، فالجواب من مراجع مذهبهم ومصادره التي لاتزال تطبع ، وتباع ، وتدرس في حوزاتهم ، وفيها الطامـّات التي لاتوصف بشاعة عن أمهات المؤمنين ، والصحابة الكرام رضي الله عنهم .
فإن أرادوا أن يطهِّروا إعتقادهم الخبيث في أمهات المؤمنين ، والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ، فالحل سهل جــدّاً ، وهو أن يحرقـوا كلَّ تلك المراجع ، والمصادر ، وأن يلغوا تدريسها في حوزاتهم ،
وأن يستبدلوا بتلك المراجع الخبيثة طبعات جديدة خالية من كلِّ الطعونات بأمهات المؤمنين ، والصحابة الكريم ، ويُوضـع فيها ثناء الله تعالى على الصحابة في القرآن ، وتدريس آيات سورة النور في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهـا .
لأننا نعتقد أنه لايكفي السكوت في شأن الصحابة ، ولا التوقـُّف فيهـم ، بـل من لايثني عليهم ـ وقد أثنى الله عليهم في القرآن وزكّاهـم ـ فهـو ضال ، ومن يكفّرهم فهـو كافـر ، ومن يطعن في عائشة رضي الله عنها بخصوصها فهـو كافر مارق من الدين مكـذِّبٌ بالقـرآن ، طاعنٌ في الرسول صلى الله عليه و سلم .
فإن فعلوا ذلك عرفنا أنَّ فتاواهم في شأن الصحابة وأمّهات المؤمنين ، نابعة من إعتقاد صحيح وليس من التقية ، وحينئذ نتفق معهم سواء في باب الصحابة ، ويزول الإشكال في هذا الباب على الأقـل .
ولايخفـى أنَّ هذا لايقع منهم قط ، إلاّ إن تركوا دينهم ودانوا بدين الإسلام ، لأنهم إذا وقع منهم ما ذكرناه ، فقد تراجعوا عن حقيقة دينهم أصـلا ، ولم يعد له وجـود ، إذ هو قائم على مبارزة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم العداوة والبغضاء ، وكلَّما كان الصحابي أقرب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانوا أشد عداوة له ، ولهذا كانت عداوتهم لأصهارة الثلاث ، ووزرائه في حياته ، وخلفائه من بعـده : الصديق ، والفاروق ، وذي النورين أعظـم من عداوتهـم لغيرهـم ، وكذلك لبنتي الصديق ، والفارق ، عائشة وحفصه ، رضي الله عنهم أجمعين .
هذا والمتأمل في فتوى الخامنئي يلحظ ثلاثـة أمـور :
أحدهـا : أنه ساوى بين شأن الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة ! وكأنه يتحدث ـ بمكـر خفـيِّ ـ عما يُسمَّى ( إحترام الآخر ) فحسـب ، ليخرج المسألة عن خلاف في أصول الدين .
بينما الحال أنَّ شأن الصحابة وأمهات المؤمنين ، هـو من أصول الدين التي يضل المخالف فيها ضلالا مبينـا ، أو يكفر إن كفرهم ،
أما رموز أهل السنة فهم بشر يصيبون ، ويخطئون ، ولا يتعلق بالمسِّ بأحدهم ضلالٌ دينيُّ ، لكنه إن كان تطاولا بغير حق ، فهو من آثام التفريط في حقِّ المسلم ، وتغلَّظ إن كان هذا المسلم من العلماء ، أو من ذوي القدر في الإسلام .
الثاني : أنَّ هدفه من إقحـام رموز السنة في الموضـوع ، هـو حماية رموز دينهم من الهجوم الذي تتعرض له في وسائل الإعلام التي انبرت للدفاع عن عائشة رضي الله عنها ، مثل قناة صفا ، ووصال ، والخليجية ، وغيرهـا .
فكأنَّه يريد أن يقول كفّوا عن رموزنـا نكـفُّ عن أمهات المؤمنين والصحابة ورموزكم !!
الثالث : أنَّ فتواه ـ التي خلت تمامـا من التنويه بتزكية القرآن لأمّ المؤمنين عائشة ووجوب الترضي عنها والثناء عليها كما أثنى القرآن ـ نصَّت على تحريم ( إتهام زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بما يخلّ بشرفها) ولهذا وضع هذا الوصف : ( زوجات الرسل ) وكأنـّه يبيح النيل منها بغير الشـرف !!
ويجب أنْ يعلم أهل هذا الدين المتلاعب بثوابت الأمة ، أنّ المارد قد استيقظ ، وأعني به جسم الأمـّة الإسلامية العظيم الممتدّ من جاكرتا إلى نواكشوط ، وقـد تبيَّن له ما يُحاك في الظلام من مؤامرة خبيثة تستهدف أهل الإسلام ، ورآها بصورة واضحة فيما اقترفوه من جرائم مروّعة في العــراق ، وما يفعلونه من تآمر في عدة بلاد إسلامية في الخليج ، ولبنان ، واليمن ، وبعض البلاد الإفريقيـة ، تحت جنح الظـلام ، مستعملين (التقية) ، والدسائس ، والتخفّي ، تحت سُتُـر خداعة من التمسّح بالوطنية ، والإخوة الإسلامية ، ومواجهة العدوّ المشترك .. إلـخ .
وأنـّه لن يقف في وجه الأمـّة شيءٌ حتى تُطفىء نار هذه الفتنة ، وتُردَّ على أعقابها خاسـرة ،
كما انطفأت فتنة أسلافهم من دول ، وممالك ، قامت وهي تبطن في سـرِّها الشرّ لأمة الإسلام ، فأهلكها الله تعالى ، فولـّت بأحقادهـا ، وأمـّة الإسلام باقيـة.
هذا وأما ( التقية ) التي يدينون بها وفق مصادرهم ، وكتبهـم :
فهم يعرفون التقية بأنها: ( التقيه كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتمة المخالفين ) ـ المخالفون هم أهل السنة ـ تصحيح الاعتقاد للمفيد ص 115 أو : ( المراد بها اظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به) ـ بأهل الخلاف أهل السنة ـ الكشكول للبحراني 1 / 202أو : ( التقيه معناها : أن يقول الانسان قولا مغايرا للواقع ، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعه )كشف الأسرار للخميني 147وبلغ من وجوب التقية لديهم أنّ من ترك التقية عندهم يخرج من الإسلام !( واعتقادنا في التقية أنها واجبه ، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة .... والتقيه واجبه لا يجوز رفعها الى أن يخـرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله ) رسالة الاعتقاد للصدوق ص 104وزعموا في كتبهم أبي عبدالله عليه السلام أنـّه قال : ( من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا ) اثبات الهداه للحر العاملي 3 / 477وقال الشعيري وهو يروي عن الصدوق أنه قال : ( ومن ترك التقيه قبل خروج قائمنا قليس منا ) جامع الأخبار 95وهذه بعض المرويات لديهم عن التقية ـ وننبّه أنهم يكذبون بها على الأئمة ـ عن أبي جعفر أنه قال : ( التقيه من ديني ودين آبائي ، ولادين لمن لا تقية له ) أصولالكافي 2 / 219 والمحاسن للبرقي 255و عن أبي عبدالله أنه قال : ( أن تسعة أعشار الدين التقيه ، ولا دين لمن لا تقية له ) أصول الكافي 2 / 217 والمحاسن 259وعن أبي جعفر أنه قال : ( لا والله ما أحب على وجه الأرض شيء أحب الى الله من التقية ! ) المحاسن 257وعن أبي عبدالله أنه قال : ( ما عبد الله بشيء أحب اليه من الخبء ، قلت وما الخبء ؟ قال التقيه ! ) الكافي 2/219وعن أبي عبدالله أنه قال : ( اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقيه ) أصول الكافي 2 / 218وعن أبو جعفر أنه قال : ( خالطوهم بالبرانيه ! ، وخالفوهم بالجوانيه ! ، ) أصول الكافي 2 / 220وعن الصادق أنه قال : ( ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجية مع من لايأمنه ! ) أمالي الطوسي ص229وعن أبي عبدالله أنه قال : ( التقيه ترس الله بينه وبين خلقه ) الكافي 2/220
وعنه أيضا قال : ( كان أبي عليه السلام يقول : أي شيء أقر لعيني من التقيه ان التقيه جنة المؤمن ) الكافي 2 / 220وعنه ايضا أنه قال : ( ياسليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله !!! ، ومن أذاعه أذله الله ) الكافي 2 / 222والرسائل للخميني 2 / 185وروى الحر العاملي ـ كاذبا ـ عن أمير المؤمنين على رضي الله عنه أنه قال : ( التقيه من أفضل أعمال المؤمنين ) الوسائل 11/473 وعن الصادق قوله : ( ليس منا من لم يلزم التقيه ) الوسائل 11/466 وعن جعفر الصادق أنه قال : ( ليس منا من لم يلزم التقيه ) أمالي الطوسي ص 287وفي الأصول الأصيله ( عن علي ابن محمد من مسائل داود الصرمي قال : قال لي : يا داود لو قلت لك ان تارك التقيه كتارك الصلاة لكنت صادقا ) ص 320وعن الباقر أنه سئل عن أكمل الناس ؟ فقال: (أعلمهم بالتقيه ) الأصول الأصيله ص 324وعنه أيضا أنه قال : ( أشرف أخلاق الأئمه والفاضلين من شيعتنا استعمال التقيه ) الأصول الأصيله ص 320عن أبي عبدالله أنه قال : ( استعمال التقيه في دار التقيه واجب ، ولا حنث ولا كفاره عمن حنث تقيه !! ، يدفع بذلك ظلما عن نفسه ) الأصول الأصيل ص 319هذا وعامة كتبهم فيها تبويب ( لعبادة التقية ) لأنها من أصول دينهم ، وهذه بعض الأمثلة : باب ( وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقيه ) الوسائل 11/472 ، وباب ( باب وجوب عشرة العامه بالتقيه ) يعني بالعامه أهل السنـة ، الوسائل 11 / 470، وباب ( وجوب طاعة السلطان للتقيه ) الوسائل 11 / 471 ،وباب التقية في أصول الكافي: 2/217، وباب الكتمان أصول الكافي 2/221

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا أخي في الله على مدونتك الرائعة
أسأل الله تعالى بمنه و كرمه أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم العرض عليه

abonazzara يقول...

اخي جمال
وجزاك خيرا على زيارتك واهتمامك
وأسأله سبحانه أن يجمعنا وإياكم في مستقر رحمته يوم القيامة
تقبل خالص التحية والاحترام