2009/10/26

جندالله و حرس خميني

صباح الموسوي (المصريون) : بتاريخ 25 - 10 - 2009
لقد جاءت فكرة تشكيل مليشيا الحرس في بداية انتصار الثورة الإيرانية بهدف جمع عدة مجموعات مسلحة كانت قد تشكلت بعد الإطاحة بنظام الشاه و قامت باتخاذ مراكز أمنية ومعسكرات للجيش مقارا لها وأصبح كل منها تعمل منفصلة عن المجموعة الأخرى جاعلة من نفسها سلطة مستقلة " تعتقل وتحاكم و تعدم دون ضابط محدد ينظم عملها " وكانت جميعها تدعي انها تمثل الخط الثوري الأصيل و التزامها بقيادة الخميني. وهذه المجموعات كان اغلبها خليط من عصابات السطو وقطاع الطرق ومجرمون محترفون كانوا قد فروا من السجون عقب سقوط نظام الشاه. ولهذا فقد خشي الخميني وأعوانه من تنامي نفوذ هذه المجموعات ومن إمكانية استغلالها من قبل قوى سياسية منافسة للإطاحة بهم " لذا فقط تقررا دمج كل هذه المجموعات ضمن مليشيا واحدة أطلق عليها اسم " قوات حرس الثورة الإسلامية " وقد عين في بادئ الأمر " جواد منصوري " الذي كان من قادة احد الأحزاب الإسلامية المعارضة للشاه ( أصبح فيما بعد سفيرا لإيران في الصين )" قائدا لهذه المليشيا ولكن سرعان ما تم عزله بسبب الصراع الذي كان دائرا بين قادة هذه المجموعات و عجزه على ضبط الأمور وقد ثم جرى استبداله بـ " عباس آقا زماني" المشهور باسم " أبو شريف " " الذي كان احد أعضا مجموعة " مصطفى شمران " من المعارضين الإيرانيين في لبنان الذين ساهموا في تأسيس حركة " أمل الشيعية " " ولكن سرعان ما تمت إزاحته هو الآخر وجرى نقله الى وزارة الخارجية حيث عين قائما بإعمال السفارة الإيرانية في باكستان و من ثم أرسل الى لبنان للإشراف على تأسيس " حزب الله " و الى الآن مازال باقيا هناك ينظم العمل الأمني والعسكري لهذا الحزب .
ونتيجة لتصاعد الصراع بين قادة المجموعات المؤلفة لمليشيا الحرس الثوري فقد تم وضع هذه المليشيا تحت قيادة مجلس شورى جماعي" و حين قرر الخميني القضاء على شركائه في الثورة للتفرد بالسلطة " فقد تم تعين " محسن رضائي " ( الذي كان احد قادة جماعة " المنصورون " المسلحة التي سبق لها تنفيذ العديد من الجرائم والتفجيرات الدامية في عهد الشاه و التي كان من بينها جريمة إحراق سينما " ركس " في مدينة عبادان سنة 1978م والتي ذهب ضحيتها أكثر من أربعمائة شخص ) " قائدا لهذه المليشيا و دعمه بكل قوة للقضاء على الأحزاب والجماعات السياسية التي رفضت القبول بفكرة نظرية ولاية الفقيه و تولي الملالي السلطة . كما تم تكليف الحرس بمهمة إنشاء المجاميع الإرهابية والحركات الطائفية في عدد البلدان العربية " وذلك في إطار مشروع تصدير الثورة الذي أعلنه الخميني والهادف الى إسقاط أنظمة البلدان العربية المجاورة لإيران من اجل بناء ما عرف باسم" الهلال الشيعي" الرامي الى فرض هيمنة إيران على المنطقة .
ومع نشوب الحرب الإيرانية ضد العراق فقد تحول الحرس الى قوة عسكرية مسلحة أوكلت له مهمة خوض هذه الحرب حيث كان يتوهم الخميني ان قوات الحرس التي استطاعت ان تقضي على المعارضة السياسية وقمع حركات القوميات والشعوب غير الفارسية التي انتفضت مطالبة بحقوقها القومية و السياسية المشروعة " قادرة أيضا من الانتصار على الجيش العراقي و إسقاط نظام حزب البعث" وقد تسبب هذا الوهم في ان تستمر الحرب مدة ثمانية سنوات اُجبر الخميني بعدها على قبول قرار وقف أطلاق النار " متجرعا كأس السم كما قال .
و بعد موت الخميني و تولي علي خامنئي (المرشد الحالي) قيادة النظام " فقد أزداد نفوذ الحرس حيث تولى معظم قادته المناصب السياسية العليا في البلاد و القيام بالاستيلاء على كبرى المؤسسات والدوائر الاقتصادية والتجارية " و المراكز والمؤسسات الثقافية و الإعلامية " إضافة لهيمنته على المؤسسات والدوائر الأمنية و الاستخباراتية" حتى صار الحرس الثوري يعني النظام" والنظام يعني الحرس الثوري .
لقد اعتماد نظام الملالي منذ البداية على العنف والقوة في حسم الخلافات السياسية التي نشبت مع معارضيه وقمع الشعوب والقوميات المطالبة بحقوقها " وقد أصبح هذا منهجا وسلوكا ثابتاً و الوسيلة المفضلة لمواجهة كل صوت مطالب بحقه أو معترض على الوضع السياسي القائم في البلاد " فالاعتقالات و الإعدامات الجماعية كانت منذ انتصار الثورة والى الآن تسير بنفس الوتيرة وعلى نفس النغمة وهذه النغمة هي " محاربة الله والإفساد في الأرض !" أما المفسدون الحقيقيون و المحاربون لله وخلقه " وهم الماسكون بالسلطة من الملالي وقادة الحرس الثوري " فهؤلاء محصنون من أي محاسبة أو عقاب كونهم يحضون برعاية كريمة من الإمام الغائب " فهم جنده الذين يمهدون الأرض والجو والبحار لظهور فرجه " والمعترض على سلطة و سياسة وممارسات جنود الإمام المهدي المنتظر " فهو مرتبط بأمريكا و بريطانيا " وأحياناً مرتبط بإسرائيل " وأم الحركات والتنظيمات المطالبة بحقوق الشعوب والقوميات غير الفارسية " فهي إما سنية وهابية" و إما قومية بعثية " وإما انفصالية لا تريد الخير لإيران!.
تحت هذا الشعار و المبررات دفع نظام الملالي قبل فترة بقوات النخبة من الحرس الثوري للقضاء على حركة المقاومة الشعبية الإيرانية ( جندالله ) المعبرة عن طموح وآمال الشعب البلوشي و باقي الشعوب والقوميات المضطهدة في إيران " وقد عيّن لهذه المهمة نائب قائد القوى البرية في الحرس الجنرال " نور علي شوشتري" الذي لقي حتفه مؤخرا " وكانت أول خطة وضعها هذا الجنرال هي بناء مليشيا موالية للنظام ( على قرار ما سمي بمجالس الصحوة وأختها مجالس الإسناد التي شكلتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ) في بلوشستان لمحاربة جندالله عبر كسب بعض شيوخ العشائر و تجار المخدرات الذين تضرروا كثيرا من وجود حركة جندالله "حيث أخذت هذه الحركة تحارب عصابات التهريب التي دأبت على استغلال فقر وحاجة أبناء المنطقة و تشغيلهم في عمليات التهريب . و كانت خطة الحرس الثوري تقوم على استغلال هذه العصابات وبعض الزعامات العشائرية الموالية للنظام و وضعها في مواجهة حركة جندالله بعد ان عجزت القوات الإيرانية في الوصول لقواعد الحركة في جبال بلوشستان . وقد جاءت عملية التفجير الفدائية التي حدثت يوم الأحد الفائت ( 18تشيرين الاول الجاري ) والتي استهدفت اجتماعا كان يضم العشرات من قادة الحرس و مسؤولين من وزارة الاستخبارات و زعماء عصابات التهريب و بعض شيوخ العشائر في مدينة سرباز " لتحبط مخطط تشكيل المليشيا الجديدة الذي كان مزمع الإعلان عنها في ذلك الاجتماع الذي ادعى النظام الإيراني انه كان اجتماعا لإجراء مصالحة بين السنة والشيعة في المنطقة " وهذا خلاف الحقيقة حيث ان هذه المنطقة ( سرباز) الواقعة على الحدود الباكستانية " فان جميع سكانها هم من أهل السنة وليس فيها شيعة نهائيا " كما ان قائمة أسماء قتلى الانفجار لم تظهر اسم رجل دين شيعي أو سني واحد " أضف الى ذلك انه لايوجد صراعا بين السنة والشيعة في بلوشستان مثل ما يصوره النظام حتى يحتاج الأمر لعقد اجتماع مصالحة حسب ما ادعته السلطات " و إنما الصراع الحقيقي هو بين المقاومة الشعبية الإيرانية المتمثلة بحركة " جندالله " المدافعة عن حقوق أهل السنة والبلوش من جهة " وبين نظام الملالي الكهنوتي من جهة أخرى . كما ان الانفجار قد كشف أيضا عن هشاشة الوضع الأمني الموجود في جهاز الحرس الثوري " و بنفس الوقت اظهر قوة حركة جندالله على اختراق هذا الجهاز .
ولكن كيف استطاعت حركة مثل جندالله حديثة العهد وقليلة الإمكانيات من ان تخترق جهازا امنيا و عسكرياً بحجم الحرس الثوري الإيراني؟.
ان هناك وقائع سابقة عديدة قد أكدت تعرض الحرس الثوري لاختراقات وهزات أمنية كان آخرها قيام احد قادة هذه المليشيا " شهرام أميري " الذي كان مسئولا عن منشأة قم النووية " بالفرار الى فرنسا وكشف تفاصيل هذه المنشأة السرية التي وجه الكشف عنها ضربة سياسية للنظام الإيراني وأدخلته في مأزق حقيقي أجبرته على الركوع والتراجع عن عنترياته السابقة . كما ان الأزمة السياسية التي تعيشها إيران حاليا والتي حدثت عقب مسرحية الانتخابات الرئاسية و دفعت بخروج الصراع بين الأجنحة النظام الى الشارع " قد تسببت في تعميق الشرخ بين جميع مؤسسات النظام ولم يكن الحرس الثوري بمنئى من الشرخ حيث أكدت التقارير ان اغلب ضباط الحرس من حاملي رتبة رائد وما دون قد أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة لمنافسي الحرسي " احمدي نجاد" " إضافة الى ذلك ان إجراءات العزل والإقصاء التي طالت العديد من قادة وأمراء والوحدات في الحرس" قد زادت هي الأخرى من عمق هذا الشرخ" ولهذا لم يكن مستبعدا ان يؤدي هذا الصراع القائم الى توسيع الثغرات أمنية في جهاز الحرس مما ساعد حركة جندالله على استغلالها لتنفيذ ضربتها التي لم يسبق للحرس الثوري ان تعرض لمثلها على يد المعارضة الإيرانية من قبل .
لقد سارع النظام الإيراني وقبل ان يبدأ بجمع أشلاء قتلاه بتوجيه التهم الى أمريكا وبريطانيا وباكستان بالوقوف وراء عملية الانفجار الدامية " و ذلك دون ان يقدم دليلا واحدا يثبت صحة اتهاماته. علما انه ل يوجد جهاز امن في العالم يستطيع اكتشاف الجهة المنفذة لأي عملية مسلحة ومعرفة خطوط الدعم وتفاصيل التنفيذ قبل ان يقوم بإجراء مسح لموقع العملية " أو قبل إعلان الجهة المنفذة مسؤوليتها عن الحادث ؟. كما ان كل من أمريكا وبريطانيا وباكستان قد أدانتا العملية ونعتتها بـ " الإرهابية " " هذا الى جانب ان باكستان تتعاون باستمرار مع الأجهزة الأمنية الإيرانية في محاربة حركة جندالله وقد سبق لها قبل عامين ان قامت بتسليم إيران " عبد الحميد ريغي " شقيق زعيم حركة جندالله "عبدالمالك ريغي " " الذي كان قد جرى اعتقاله عند الحدود الإيرانية - الباكستانية وقد امتدحت إيران مرات عديدة التعاون الأمني الباكستاني معها" وهذا بحد ذاته يظهر تخبط النظام الإيراني في توزيع الاتهامات للآخرين " ويؤكد ان هذه الاتهامات محاولة منه للتغطية على فشله وعجزه في مواجهة حركة مسلحة صغيرة مثل " جندالله " " متناسيا ان سياساته الإجرامية كانت هي السبب الاول و الأخير عن كل ما حدث ويحدث لاحقا.
ان توزيع الاتهامات الإيرانية المضحكة الهادفة للتقليل من فداحة الضربة التي تلقاها حرس خميني على يد حركة جندالله "تؤكد مرة أخرى ان قوة الحق أعظم من حق القوة "و تؤكد كذلك مصداقية القول الشهير للإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام " ان يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم .
كاتب احوازي

2009/10/22

مأزق إيران في بلوشستان

صباح الموسوي (المصريون) : بتاريخ 21 - 10 - 2009
لقد أكدت التجارب والحوادث التاريخية في جميع مناطق العالم ان الظلم لا يولد الخنوع والذل كما يتصور الظلمة والطغاة بل ثبت العكس من ذلك " فالظلم مهما عظم و تعددت أساليبه و وسائله فلا بد من ان يوّلد الانفجار الذي يحرق الظالمين ويرد كيدهم الى نحورهم . فإيران واحدة من المناطق التي مرت بحوادث تاريخية عديدة أثبتت هذه الحقيقة حيث و كما هو معلوم ان الظلم الممارس من قبل السلطة كان السبب في انهيار العديد من الأنظمة والسلالات الملكية التي حكمت هذه البلاد . فعلى سبيل المثال كان ظلم وتعالي الملك " كسرى برويز " سببا في هزيمته سنة 609م أمام العرب في معركة " يوم ذي قار" الخالدة . وكذلك فان ظلم وغطرسة الإمبراطورية الفارسية كان سببا في انهيار هذه الإمبراطورية على يد جيش الفتح الإسلامي في معركة القادسية (17هـ ). كما ان الظلم والطغيان الذي مارسه الصفويون ضد الشعوب والطائف الدينية في بلاد فارس والاحواز والعراق وأفغانستان وغيرها من البلاد الأخرى" كل ذلك كان سببا في احتلال الأفغان "1722م " لأصفهان عاصمة الصفويين وإنهاء دولتهم . وهناك أمثلة عديدة أخرى مرت بها بلاد فارس ليس آخرها سقوط نظام الأسرة البهلوية سنة 1979م بعد ان حكمت إيران مدة خمسين عاما كانت محملة بالظلم والجبروت وقد دفعت بالشعوب والقوميات الإيرانية الى الثورة وإنهاء الحكم البهلوي الظالم وقيام نظام " الجمهورية الإسلامية الإيرانية " التي كان الجميع يأمل منها ان تنهي عهود الظلم والطغيان وتقيم العدل والمساواة بين جميع القوميات وأبناء المذاهب الإسلامية وتحمي حقوق سائر الأقليات الدينية . إلا ان ما حدث كان عكس ذلك تماما " حيث شاهد الإيرانيون بمختلف انتماءاتهم العرقية و الدينية ان عقدة التكبر التي كانت تسيطر على عقلية وفكر ملوك وحكام بلاد فارس السابقون قد انتقلت حكام الجمهورية الإيرانية حيث أصبح كل واحد من هؤلاء الملالي يعادل ألف كسرى وألف سلطان صفوي و شاه بهلوي " بما يمارسوه من ظلم وتجبر على الشعوب الإيرانية التي جاءت بهم الى سدة الحكم حتى أصبحت مصادرة الحقوق الإنسانية والقومية والدينية " وممارسة الاعتقالات وحملات الإعدامات الجماعية و الاغتصاب و هتك الحرمات "جزء متأصل من سلوك حكام إيران" حيث لا يمر يوم دون الإعلان عن إعدام مجموعة جديدة من أبناء الشعوب الإيرانية بدعاوي وحجج مختلفة .
لقد كان الشعب البلوشي كغيره من الشعوب والقوميات الأخرى الواقعة تحت حكم نظام الملالي" من اشد الشعوب تعرضا للظلم وانتهاك للحقوق الإنسانية والقومية والدينية " على الرغم مما اتصف به هذا الشعب من القيم الإنسانية النبيلة و ما عرف عنه من البساطة والطيبة النابذة للعنف والكارهة للاعتداء على حقوق الآخرين " والمناصرة للثورة ضد نظام الشاه البهلوي "وتأييده لقيام نظام الجمهورية الإسلامية . إلا ان كل تلك الخصال الطيبة والمواقف السياسية الايجابية من الثورة والجمهورية الإيرانية لم يشفع له لدى نظام الملالي الذي راح يمارس أبشع أنواع الاضطهاد العرقي والديني ضد أبناء الشعب البلوشي " حيث كان سعي النظام الإيراني ومازال هو تحويل إقليم بلوشستان من أكثرية بلوشية سنية الى إقليم شيعي فارسي بعد تهجير أهله الى خارج مناطقهم ليصبحوا أقلية مشردة تذوب مع السنين في المجتمعات الى هجرت إليها. وهذه نفس الخطة التي كان نظام الشاه البهلوي قد اعتمدها في الأحواز بعد احتلاله للإقليم عام 1925م حيث عمل على تغيير البنية الاجتماعية للإقليم عبر تهجير العشائر والقبائل العربية وبناء المستوطنات وإسكان مئات الآلاف من الأسر الفارسية تزامنا مع تغير أسماء جميع المدن والقرى والمواقع التاريخية الإقليم من العربية الى الفارسية في محاولة منه لإنهاء التواصل الاجتماعي والثقافي القائم بين أبناء هذا الإقليم والبلدان العربية المجاورة لتحوله الى منطقة ذات أغلبية فارسية تشكل حاجزا بشريا بين إيران والعرب . فهذا المخطط العنصري الذي لم يتوقف رغم سقوط النظام البهلوي "عمل نظام الملالي على تطبيقه في الإقليم بلوشستان ليقطع بذلك التواصل الاجتماعي والثقافي بين أبناء هذا الإقليم والدول الإسلامية ( باكستان و أفغانستان ) المجاورة . وطبيعي ان هذه السياسة العنصرية والطائفية لنظام الملالي لم تكن تجري بالوسائل الإنسانية أو بالتراضي وإنما كانت تجري بقمع شديد ليس له مثيل وقد طال جميع فئات الشعب البلوشي وعلى رأسها فئة علماء الدين والنخب المثقفة و زعماء العشائر الوطنيين . وكان السجن و الإعدام احد ابرز الأساليب التي استخدمها النظام الإيراني بحق هذه الشرائح الاجتماعية من أبناء الشعب البلوشي .
إذا في مقابل سياسة الظلم و الاضطهاد والتمييز العنصري والطائفي التي يمارسها النظام الملالي ( نشير الى ان حكومة احمدي نجاد الجديدة التي شكلها من 23 وزيرا ليس فيها و زيرا سنيا واحدا" ولا وزيرا بلوشيا أو عربيا أو كرديا واحدا ) بحق الشعوب الإيرانية عامة والشعب البلوشي خاصة " ماذا يتوقع من هذه الشعوب ان تفعل لردع الظلم والجور الواقع عليها من قبل هذا النظام ؟. أليس من حق أبناء هذه الشعوب المضطهدة ان تواجه النظام الإيراني بذات الوسائل والأساليب التي يستخدمها لقمعهم ؟.
لقد أعلن النظام الإيراني انه اعدم خلال السنة الجارية 336 شخصا بمختلف التهم وكان نصيب إقليم بلوشستان هو الأعلى من بين هذه الإعدامات " هذا ناهيك عن اعتقال الآلاف وتعرضهم لمختلف صنوف التعذيب والاعتداءات الجنسية .وفي كل مرة كان علماء الدين والقوى المدافعة عن حقوق الشعب البلوشي توجه النداءات وتطالب القيادة الإيراني بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات والجرائم التي تمارسها قوات الحرس الثوري الإيراني في بلوشستان و سائر المناطق الأخرى" إلا ان نظام الملالي لم يصغي لهذه النداءات ولم يعير لها اهتماما بل راح يزيد من تعنته وقد أقدم قبل شهرين على تعين نائب قائد القوات البريدية للحرس الثوري العقيد " نور علي تستري " ( الذي قتل يوم الأحد بعملية التفجير التي أودت بحياة العشرات من قادة الحرس في بلوشستان ) إضافة الى مهامه السابقة " قائدا لقاعدة " القدس " التي يقم مقرها في بلوشستان "وقد أوكل له مهام تطبيق سياسة القمع الجارية بحق الشعب البلوشي والإشراف على عمليات تهريب المخدرات من أفغانستان الى بلوشستان حيث يجري شحنها من هناك الى البلدان الخليج العربي والدول الأجنبية "وهذا ما اجبر حركة المقاومة الشعبية الإيرانية " جندالله " التي أخذت على عاتقها منذ عدة سنوات مواجهة ظلم نظام الملالي" على تنفيذ العملية التفجيرية التي حدثت يوم الأحد داخل قاعة اجتماع لقادة وضباط ومسئولين الحرس الثوري والاستخبارات ( الاطلاعات ) في مدينة " سربازي " " احد مدن إقليم بلوشستان على الحدود مع باكستان " حيث أدت هذه العملية الى مقتل وجرح أكثر من ستين قائدا وعنصرا من القيادات الأمنية والعسكرية للنظام الإيرانية في الإقليم الأمر الذي أذهل النظام الإيراني وادخل بمأزق حقيقي في إقليم .
لقد أثبتت هذه العملية ان سياسة القمع والاضطهاد والتمييز العنصري والطائفي الذي اعتمدها الملالي لن تكون قادرة على ثني الشعوب الإيرانية عن المطالبة بحقوقها المشروعة" وبنفس الوقت قد أكدت هذه العملية ان القدرات العسكرية وتطور أدوات القمع التي تستخدمها مليشيا الحرس لا تجدي نفعا في مواجهة من نذروا أنفسهم في سبيل تخليص شعوبهم من الظلم والقهر. فتحميل أمريكا أو أي دولة أو جهة أخرى مسؤولية الوقوف وراء هذا الانفجار " لا تفيد نظام الملالي بشي ولا تخلصه من مأزقه الذي أوجده لنفسه من خلال سياساته الظالمة .
لذا فان عملية التفجير الأخيرة الذي نفذتها حركة " جندالله " مهما قال عنها الملالي فإنها لا تخرج عن كونها عمل طبيعي يأتي في إطار الرد بالمثل . وقد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) . صدق الله العظيم .

2009/10/05

الرئيس الإيراني يهودي الأصل و كان اسمه سابورجيان

المصريون : بتاريخ 5 - 10 - 2009
كشفت صحيفة ديلى تلجراف البريطانية السبت عن صورة ألتقطت للرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد أثناء الإنتخابات الإيرانية فى مارس من العام الماضي حيث أظهرته وهو ممسك ببطاقة هويته الشخصية عام 2008 والتى تثبت أن نجاد كان يهودي الاصل .
الصورة تم إلتقاطها أثناء الإنتخابات الإيرانية حيث يظهر فيها نجاد شديد الفخر بهويته. وكما جاء بالصحيفة أيضا فإن أسرة نجاد كانت منتشرة فى أرجاء إيران وتعمل فى صناعة شالات الصلاة إلا أن السفارة الإيرانية في بريطانيا قد رفضت الرد على تلك الأنباء.
وتؤكد الصحيفة ذلك بأن الرئيس نجاد لم ينفي أن أسرته قد غيرت أسمها بعد انتقالها إلى طهران في الخمسينات من القرن الماضي إلا أنه لم يذكر ما هو الاسم السابق أو ما هو سبب تغيير الاسم .
الصورة كشفت أيضا أن نجاد كان يحمل اسما يهوديا وهو "سابورجيان" وهو اسم شهير عند اليهود الفرس ويعنى صانع رداء الصلاة عند اليهود إلا أن أسرة نجاد قد غيرته لضغوط اقتصادية وسياسية قد تعرضوا لها وذلك بعدما أعتنقت الإسلام وهو فى الرابعة من عمره .
ويرى الخبراء أن سجلات نجاد السابقة التي امتلأت بالكراهية والرغبة في الاعتداء على إسرائيل إنما هي نوع من الإفراط لاخفاء ماضيه .
فكما ذكرت الصحيفة البريطانية فقد قال أحد الخبراء بمركز الدراسات العربية الإيرانية أن هذه الخلفية عن ماضى نجاد قد تفسر الكثير عن تصرفاته فأي أسره تتحول عن ديانتها تكتسب هويتها الجديد بإدانة معتقداتها السابقة. وهو ما يحاول نجاد فعله مع كل تصريح جديد معاد لإسرائيل وذلك لأنه يشعر أنه محل هجوم من مجتمعه الشيعي الأصول.