2009/03/29

مشروع لإزالة الأضرحة "المزيفة" والاستفادة من مواقعها

كتب حسين البربري (المصريون): بتاريخ 28 - 3 - 2009
انتهت هيئة الآثار من إعداد مشروع سيتم إحالته لمجلس الوزراء قريبا، بهدف إزالة الأضرحة "المزيفة"، والمنتشرة في مختلف المحافظات المصرية، على أن تؤول ملكيتها للمحافظة التابع لها، بغرض الاستفادة من موقعها، خاصة وأن هناك عددا منها يقع في مناطق مميزة، حيث تقدر الأرض المقامة عليها بملايين الجنيهات، وذك في محافظات القاهرة والشرقية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ.
وقال المهندس إبراهيم أبو النجا، الخبير في ترميم الآثار الإسلامية لـ "المصريون"، إن أكثر من 50 في المائة من الأضرحة المنتشرة في محافظات مصر "مزيفة"، وليست لرفات أولياء كما يُزعم، وهو ما قال إنه ينطبق عليها المثل القائل "هو فاكر تحت القبة شيخ" والذي يعود أصله، عندما اتفق اثنان على إقامة ضريح فوق جثة حمار وفوق الضريح قبة ونصباه وليا يزوره المريدون، "فكانت سبوبة للشريكين الذين اختلفا فأراد أحدهما أن ينبه الآخر فقال: إحنا دفنينو سوا".
وأشار إلى أن هناك عددا من الأضرحة التي هي لأناس عاديين لا يملكون كرامات، مدللا على ذلك بالضريح الذي يوجد على يسار بوابة الفتوح في شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي يقال إن بأسفله قبر "محب القاهرة حسن الذوق"، وهو مغربي الأصل هاجر من بلاده إلى القاهرة الفاطمية ولما تقدمت به السن أراد أبناؤه أعادته لبلاده، ولكنه رفض فأجبروه فمات على مدخل القاهرة ودفن بها فكان المثل الشهير: "الذوق ما خرجش من مصر" إلا أن أهل الحي جعلوا منه شيخا ووليا من أولياء الله فصنعوا فتحة في القبة لإلقاء النقود ومن ثم الحصول على البركة منه.
ومن العجائب، كما يقول أبو النجا أن يتم تنصيب طفلا أو مجذوبا أو مصابا بالتخلف العقلي وليا، لأنه في الاعتقاد شخص مبروك ودعوته مجابة، ومن أهم القرى المصرية التي اشتهرت بهذه الظاهرة قرية سيف الدين مركز الزرقا بمحافظة دمياط، وفيها قبة الشيخ عصام وهو طفل ولد مجذوبا لأب من مواليد 1901 يعمل مفتشا بإحدى المعاهد الأزهرية.
كما هناك الشيخ ياسر مواليد أبريل 1971، والذي يعاني من تخلف عقلي لأب نجار وأم خياطة، والشيخة سناء تبلغ من العمر 30 عاما ولدت بالتخلف العقلي، وهناك ضريح باسم سيدي عباطة مقام بمقابر سيد جلال نسبه إلى جلال الدين السيوطي بحي السيدة عائشة، ويقام له مولد سنوي، رغم عدم معرفة أي من الباحثين والمؤرخين به.
وهناك زروق المغربي الذي ادعى انه أحيا حمارا بعد موته بثلاثة عشر يوما، ويشير إلى أن منطقة بولاق عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أبو محمد يوسف عبد الله التكروري وكان رجلا تقيا ونصبه الناس وليا يمتلك من الكرامات الكثير.
وذكر أبو النجا، إن العالم القرشي جومار في موسوعة وصف مصر، قال إن الدراويش فئة من المجانين الذين يرسلون شعورهم، ويؤمن بهم العامة في تبجيل أعمى وخارق للمألوف، وأحد هؤلاء ممن رأيتهم بالقاهرة، أُشيع أنه يوحى إليه من محمد، وكانت لديه عادة التجول في شارع المدينة عاريا تماما، وكانت النساء حتى ذوات الوضع المتميز فيهن يقفن ويقتربن منه لتقبيل يده بدلا من أن يتراجعن إزاء هيئته.
وأكد أن الواقع التاريخي يشير إن بداية ذيوع خرافات الأولياء تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني فقد ولدت الخزعبلات على أيدي الدراويش الذين خرجوا من خانقاوات المتصوفة وهى كلمة فارسية، ومعناها "بيت" ثم أطلقها العامة على مستشفى المجانين وحرفت إلى كلمة "خانكة".
وكانت عند بداية إنشائها على يد صلاح الدين الأيوبي بيوتا للعلم، إلا أن سلاطين المماليك أعطوها للدراويش والصوفية، وكان كل صوفي يصرف له في اليوم رطل من اللحم الضان المطبوخ وأربعة أرطال من الخبز، علاوة على أربعين درهما ورطل من الحلوى ورطلان من زيت الزيتون ومثلها من الصابون.
وفسر ذلك بأنه ربما كان واقعا لفرار الكثير من قسوة الحياة والرغبة في بسطة العيش دون عناء الدخول في الصوفية، وهؤلاء انصرفوا عن الذكر والعبادة إلى البحث عن المال والمتاع وهؤلاء يقول عنهم المقريزي "لا ينسبون إلى علم ولا ديانة وإلى الله المشتكي".
ونتيجة لذلك، تحولت الخانقاوات إلى أوكار تنابلة السلطان فادعوا الزهد في حين امتنعوا عن أداء شعائر الصلاة، مدعين أنهم يقومون بها في ألاماكن المقدسة، ومن هؤلاء عبد القادر الدشطوطي وإبراهيم المتبول، وكان للسلاطين دور كبير في مساندة هؤلاء "المجاذيب" فقد تحول التصوف إلى وظيفة لخدمة السلطان.

أسرار التنسيق الإيراني ـ الأميركي

أحمد موفق زيدان (المصريون) : بتاريخ 28 - 3 - 2009
أتابع الذكريات التي يرويها رئيس المؤتمر العراقي أحمد الجلبي للزميل غسان شربل في صحيفة الحياة ، والتي يكشف فيها مدى عمق وطول وعرض تخابر المجموعات العراقية مع المخابرات المركزية الأميركية ضد العراق أيام حكم الرئيس السابق صدام حسين، كما تكشف مدى الكذب والدجل الإيراني في الإدعاء بأنهم ضد الإمبريالية و الشيطان الأكبر، في حين كان عملاؤها من الأحزاب الموالية لها تنسق بكل صغيرة وكبيرة مع المخابرات المركزية الأميركية وبالعلم الإيراني حتى لا يُزاود علينا عملاء إيران من ذراري السنة في أن طهران لم تكن تعلم ذلك، والدليل ذكريات لشخصية بحجم الجلبي المعروف بولائه لإيران أكثر من ولائه ربما للعراق ...
أحمد الجلبي إيراني الهوى والمشاعر والأحاسيس ... يقول في الحلقة الخامسة:".... اتصلت بالسيد محمد باقر الحكيم في طهران، وقلت أريد أن ترسل لي مندوبين رفيعي المستوى من عندك. فسألني عن الذي يحصل. وأجبته بأنني لن أتحدث عبر الهاتف، فالقضية خطيرة. جاء مندوبان من عنده، أذكر انهما كانا الشيخ همام حمودي والشيخ أبو علي المولى، واجتمعا ببوب بير وبالوفد الذي كان معه. دام أول اجتماع سبع ساعات. همام بقي، وقال: «اقتنعنا ونحن سنتحرك». اصدروا توصية الى السيد الحكيم بأنهم سيتحركون عندما نتحرك نحن. الإيرانيون صاروا يتراسلون في ما بينهم بأن هناك خطة يتم تنفيذها، أسموها خطة بوب. هذا ما عرفناه لاحقا."
في الحلقة السادسة يقول الجلبي نحن أعلنا ونقول بأننا في المؤتمر العراقي كنا نحصل على 320 ألف دولار شهريا من المخابرات الأميركية، وكان غيرنا يحصل أيضا ، ويذكر الجلبي أن هذه المساعدات استمرت من 1992 -1996 ، بالطبع كل هذه الجماعات العراقية الشيعية موالية ومدعومة من قبل إيران، التي تغض الطرف تماما عن كل هذا، بينما إن رأت هي أو غيرها من حركة غير متفقة معها وهي تقوم بلقاء مع الأميركيين فهي عميلة باعت الأرض والعرض والدين والدنيا، فلا يحق لأحد أن يبيع إلا هي وعملاءها، والموالين لها كون خراجه سيأتيها لوحدها ..
حين كان السفير الأميركي في لبنان فيلتمان يلتقي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة كانت الأصوات تتعالى من نصر الله وغيره أن هذه الحكومة حكومة فيلتمان، لكن حين يلتقي فيلتمان الآن معهم ومع حلفائهم وعملائهم فهذا حقهم الطبيعي الذي ورثوه منذ أسلافهم ابن العلقمي ....

2009/03/26

الشيعة يسطون على العلماء العرب وينسبونهم إلى الفُرس

كتب فتحي مجدي (المصريون): : بتاريخ 25 - 3 - 2009
تشهد الشبكة العنكبوتية، "حربًا معلوماتية" بين العرب والإيرانيين يدور رحاها على موسوعة "ويكيبديا" الشهيرة منذ شهور، حول أصول وجذور العلماء المسلمين الذين تركوا بصمات واضحة في مجالات العلوم الشرعية والاجتماعية والطبيعية، بعد اكتشاف وجود معلومات مغلوطة تنفي الهوية العربية عن هؤلاء العلماء الأفذاذ.
البداية كانت عندما تفاجئ معنيون بالتاريخ العربي والعراقي بوجود أخطاء تاريخية في النسخة الإنجليزية من الموسوعة الحرة، تتعلق بنسب وأصل كثير من العلماء العرب، من خلال الإشارة إليهم على أنهم من أصول فارسية، وهو ما رأوا فيه محاولة للسطو على التاريخ العربي.
وتأكد ذلك بعد مبادرة المدونين العرب بتصحيح المعلومات الخاطئة في السير الذاتية للعلماء المشاهير، إلا أنه سرعان ما كان يتم شطبها في غضون أربعة وعشرين ساعة من قبل مجموعة محرري وأوصياء "ويكيبديا".
فجميع العلماء ذوي الأصول العربية المُثبتة يتم ذكرهم على أنهم إيرانيون، ومن أبرز هؤلاء الذي ورد في سيرهم الذاتية على أنهم من الفرس رغم أصولهم العربية، الإمام الحسن البصري، الذي ورد في الموسوعة على أنه فارسي مع أنه كان عربيًا مولودًا في البصرة جنوبي العراق (http://en.wikipedia.org/wiki/Hasan_al-Basri).
وأيضًا عالم الرياضيات والبصريات الشهير الحسن بن الهيثم، الذي دونته الموسوعة على أنه فارسي رغم الإجماع على أصله العربي ( http://en.wikipedia.org/wiki/Ibn_al-Haytham)، والشاعر والأديب والفقيه الصوفي جلال الدين الرومي الذي ولد في بلخ بأفغناستان، وكان أبوه عربيًا، ومع ذلك تم تسجيله على الموسوعة كفارسي (http://en.wikipedia.org/wiki/Jalal_ad-(Din_Muhammad_Rumi).
حتى عند الإشارة إلى الهوية العربية لعالم ما يتم التشديد على مذهبه الشيعي، مثل جابر بن حيان؛ العالم العربي الذي كان أول من اشتغل بالكيمياء القديمة ونبغ فيها، وهو مولود في جنوبي العراق، والذي تذكر موسوعة "ويكيبديا" أنه شيعي، رغم أنها لم تستخدم التصنيف المذهبي في تدوين شخصيات الأديان الأخرى، (http://en.wikipedia.org/wiki/Geber).
أما العلماء ذوي الأصول غير المعروفة أو من أصول هندية أو تركية مثلاً، فتشير إليهم الموسوعة على أنهم إيرانيون، مثل عالم الطب والفلسفة الشهير "ابن سينا"، فرغم أنه مولود ببخاره في أوزبكستان وكل أعماله بالعربية، إلا أنه مع ذلك يتم الإصرار على أن أصله فارسي.
وتكرر ذلك مع العالم والفيلسوف "الفارابي"، فرغم أنه مولود بأفغانستان، إلا أن "ويكيبديا" تدونه بأنه كان يعمل في بلاط الإمبراطورية الفارسية وتنعته بالفارسي على الرغم من أنه لم يكن هناك إمبراطورية فارسية في ذلك الوقت (: http://en.wikipedia.org/wiki/Al-Farabi).
بينما دونت الموسوعة "الإمام الرازي" المعروف بـ "أبو الطب العربي" على أن أصله فارسي بناءً على ولادته في مدينة راي بإيران http://en.wikipedia.org/wiki/Muhammad_ibn_Zakar%C4%ABya_R%C4%81zi).
أما من كان من أصول فارسية، فيتم ذكره كإيراني أو فارسي وليس كمسلم، بينما العلماء العرب وذوي العرقيات الأخرى يتم ذكرهم فقط كمسلمين دون الإشارة إلى قوميتهم، كما لا يتم الإشارة إلى هوية الإيرانيين السُّنة، علمًا بأن أغلبية الشعب الإيراني كان مذهب سنيًا إلى أن احتل الأتراك الصفويون إيران في القرن السادس عشر وقاموا بذبح السنة وأرغموا الإيرانيين على التشيع.
وأكد المهندس عمرو الأبيض، وهو أحد أعضاء المجموعة، أنهم قاموا بتصحيح الأخطاء المشار إليها أربع مرات، وذلك بإزالة كلمة الإمبراطورية الفارسية والمذهب، سواء كان سنيا أو شيعيا وذكر الأصل العربي لوالد الرومي، لكن مع ذلك تدخل منقحو "ويكيبديا" في كل هذه المرات وأرجعوا تدوين المذهب مرة أخرى.
واتهم "ويكيبديا" بالتحيز والتغاضي عن إجراءات فض النزاعات الموجودة على موقعها عن طريق اللجوء للمجالس التي يتم فيها الجدال والنزاعات، وقيامها بحذف حسابات الأعضاء الذين تصدوا لتلك التعديلات المغلوطة.
وإلى جانب ما سبق، أشار الأبيض إلى أن المجموعة العربية لاحظت من خلال مراقبة موسوعة "ويكيبديا" قطع الصلة بين التاريخ العربي القديم واللاحق للفتح الإسلامي بمحاولة دمج حضارة ما بين النهرين بالفارسية، بالرغم من أن الثقافة والحضارة الفارسية هي تقليد للحضارة الأم السامية العربية البابلية القديمة.
كما لاحظت أيضًا التقليل من شأن العرب وإبداعاتهم لصالح العناصر الفارسية الآرية والهندية، والتشكيك في الهوية العربية للبلاد العربية، ومحاولة تقديم الأعذار للعدوان الغربي على الشرق العربي بالعراق وفلسطين.

2009/03/17

المغرب: التشيع يعود للواجهة ورسائل غاضبة لإيران

الاثنين 19 ربيع الأول 1430 الموافق 16 مارس 2009
الرباط/ إدريس الكنبوري
فتحت الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإيران، في الأسبوع الماضي، مِلَفًّا ظل راقدًا لمدةٍ طويلةٍ ما بين رفوف وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، ووزارة الداخلية، والإدارة العامة للدراسات والمستندات، المكلفة بالاستخبار الخارجي (لادجيد) ، وهو "التشيع" في المغرب.
وإذا كانت وزارة الخارجية هي التي تَصَدَّرَتِ الواجهة في الأزمة الأخيرة بين الرباط وطهران على خلفية قضية البحرين، وتصريحات مسئول إيراني، فإن الكرة دخلت مرمى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، ثم تدحرجت لتصل إلى شباك ياسين المنصوري؛ لتطرح بكيفية جديدة أسئلةً قديمةً تَهُمُّ الشأن الديني في المملكة، طُرِحَتْ بحدةٍ غداة تفجيرات الدار البيضاء عام 2003، من بوابة التيار السلفي، ثم أُعِيدَ تجديدها هذا العام، من بوابة التيار الشيعي، بالرغم من أن الحالة الشيعية بالمغرب لا ترقى إلى أن تكون تيارًا.
فالأزمة الديبلوماسية الطارئة مع إيران أظهرتْ أن خِطَّةَ إعادة هيكلة الحقل الديني، التي باشَرَتْهَا الدولة عام 2004، لم تأخُذْ بعين الاعتبار جميعَ الْمُعْطَيَاتِ في المشهد الديني بالمغرب، وكان ضروريًّا أن تحدث هذه الأزمة؛ لكي تفكر الدولة بشكل علني في المذهب الشيعي المتواجد في المغرب.
فطيلة الأعوام الماضية غَطَّى ملف "السلفية الجهادية" على باقي العناصر الدينية الأخرى المنتشرةِ في البلاد، وعلى رأسها التَّشَيُّع، فقد حسم المغرب مع ذلك التَّوَجُّهِ بشكلٍ شبهِ نهائي، عبر اتِّبَاع آليَّتَيْنِ متزامِنَتَيْنِ، هما:
الآلية الأمنية، من خلال اعتقال المئات من أتباع التيار، والتي لا زال النقاش حولها مُسْتَمِرًّا، وخاصةً بالنسبة لبعض التجاوزات التي شابَتْ تلك الاعتقالات.
وآلية الضَّبْطِ، من خلال إعادة التركيز مُجَدَّدًا على المذهب المالكي والتصوف السني، مُمَثَّلًا في تصوف الجُنَيْدِ والعقيدة الأشعرية، بينما بقي المذهب الشيعي غيرَ مطروحٍ، بسبب الاهتمام الكبير الذي مُنِحَ للتيار السلفي، واعتباره الخطرَ الأكبرَ في هذه المرحلة.
وربما يبدو أن الدولة فكَّرَتْ مرتين قبل أن تطرح قضية التشيع في المغرب بشكل علني وصريح، ففَكُّ الارتباط مع التيار السلفي لم يكن مُكَلِّفًا من حيث الثمن؛ بل كان مُيَسَّرًا، دون أنْ يُخَلِّفَ اصطداما بين بلدين على المستوى الديبلوماسي، بينما المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة في إيران، ويلقى رعايةً على أعلى مستويات الدولة في الداخل والخارج، لذا فإن أي مواجهة مع التشيع بالمغرب قد تقود، ربما بطريقة آلية، إلى المواجهة الديبلوماسية مع إيران.
وما قد يجعل الصعوبةَ أكبرَ أنّ إيران ظلَّتْ تعتبر المغرب دائمًا "ساحة خلفية" لتصدير المذهب الشيعي، ذلك أنّ استراتيجية إيران في المشرق تَجِدُ لها سُبُلًا مُمَهَّدَةً، بسبب الامتدادات الشيعية في بلدان الجوار، بينما يتعَذَّرُ ذلك في المغرب العربي؛ حيث يُعْتَبَرُ المغربُ البلدَ الوحيدَ في المنطقة الذي يعتقد الإيرانيون أنه يمكن أن يكون مسرحًا لنشر التشيع، بسبب تاريخه، وطبيعة ثقافته الدينية، التي ترتبط بحب آل البيت لدى المغاربة؛ إذ يعتقد شيعة إيران أنّ المغرب "بلدٌ شيعِيٌّ في عَبَاءَةٍ سُنِّيَّة"، فالمذهب السني المالكي تطَوَّرَ داخل ثقافةٍ تُمَجِّدُ آل البيت، وتحتفي بمقتل الحسين، من خلال عاشوراء ورمزية الماء، الذي يشير إلى ذكرى مقتل الحسين بجانب نهر الفرات، وانتشار ثقافة جلد الذات لدى بعض الطُّرُق والزوايا الصوفية، التي تُعْتَبَرُ، من وجهة نظرهم، مطابقةً لثقافة "اللَّطْم، والتَّطْبِير، والنياحة"، واحتفالات الحسينيات لدى الشِّيعة.
رسائل سياسية إلى إيران وفي هذا الإطار تزامَنَ إحياء ذكرى المولد النبوي في المغرب مع قطع العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإيران، وهو الأمر الذي استدعى أنْ تُرَكِّزَ كلمة وزير الأوقاف أحمد التوفيق أمام الملك، خلال تَرَؤُّسِه لحفل ديني بالعاصمة، على التذكير ببديهيات خطة الدولة، التي دخلت فيها منذ أربع سنوات، مُذَكِّرًا في نفس الوقت على الثوابت الدينية التي ظلت المملكة تعتمد عليها في تدبير مجالها الديني، حيث أوضح بأن التاريخ في المغرب يشهد بأن المملكة المغربية لم تترك في يوم من الأيام الشأن الديني "لأيِّ عابثٍ في الداخل، أو أيِّ مُتَرَبِّصٍ من الخارج"، ولذلك جاء التنظيم الهيكلي المؤسساتي الحالي للعلماء، مَبْنِيًّا على نفس المحتوى الرمزي، والشروط الاعتبارية لمشيخة العلماء، وجاءت كلمة "الخارج" لكي لا يُخْطِئَ المراقبون؛ ماذا تعني في هذا التوقيت بالذات.
فبيان وزارة الخارجية المغربية حول قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران، لم يَتَرَدَّدْ في توجيه أصبع الاتهام مباشرةً إلى السلطات الإيرانية، وبعثتها الديبلوماسية بالرباط، بـ"الإساءة للمُقَوِّمَاتِ الدينية الجوهرية للمملكة، والْمَسّ بالهوية الراسخة للشعب المغربي، ووَحْدَةِ عقيدته ومذهبه السُّنِّي المالكي".
وأبرز التوفيق أنّ مشيخة علماء المغرب، المتمثلةَ اليومَ في المجالس العلمية مشيخةٌ ذاتُ مجدٍ عريقٍ في النضال عبر القرون، وذلك "بفضل التزامها وتلاحُمِهَا مع إمارة المؤمنين تَلَاحُمًا تحققَّتْ به خصوصية المغرب، وهي أمانةُ الحِرْصِ على البلد الخالِصِ لمذهب السُّنَّةِ والجماعة المتمسكِ دون أي خلط أو شائبة بالمذهب المالكي داخل مذهب السنة والجماعة.
إنه انتماءٌ راسِخٌ ازدانت المشاعر بالالتزام به، والنضال من أجل صيانته عبر القرون، بهذا الحبِّ الشريف الذي يُعَبِّرُ عنه المغاربة لِبَيْتِكُمُ الطاهِرِ، بيت آل النبي الكريم".
كما أكَّدَ على أن العلماء يشتغلون "لأداء أمانتهم، وهم مُدْرِكُون أنهم ينْخَرِطُون في نموذجٍ مُتَأَصِّلٍ، تنزل إلينا التوافُقُ حوله من أعماق التاريخ، وصدَّقَتْ نجاعَتَه مقتضياتُ الاختصاص بعصرنا هذا. نَمُوذجٌ مَبْنِيٌّ على أن الدين تحميهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا، مُتَمَثِّلَةً في أمير المؤمنين، تحميه من الجمود الْمُفْضِي إلى التطرف، كما تحميه من الجحود الْمُفْضِي إلى التَّحَلُّل من القيم التي انْبَنَتْ عليها حياة الأمة، ويحميها الدستور". التَّشَيُّع يعود للواجهة والملحوظ أنه طوال السنوات الماضية التي تلتْ تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو 2003، ظلَّتِ الدولة تُرَكِّزُ في جميع الاعتقالات، التي طالتْ عشرات الخلايا المتهمة بالإرهاب، ومئات الأشخاص، على التيار السلفي الجهادي، ولم يتِمَّ الحديث في أي مَرَّةٍ عن التشيع.
ولم ينطلق الحديث عن التشيع في المغرب، في ضوء سياسةِ محاربة الإرهاب، إلا مع الاعتقالات التي طالتْ جماعة"أنصار المهدي" في صيف عام 2006، بزعامة حسن الخَطَّاب؛ حيث أُثِيرَ موضوع الشيعة في المغرب، على خلفية تسميةِ تلك المجموعة التي تُحِيلُ على الشيعة؛ لأن فكرة المهدي المنتظر تُشَكِّلُ فكرةً مركزيةً في العقيدة الشيعية.
وما أثار الحديثَ عن التشيع في تلك الفترة هو تزامُنُ اعتقالِ الخلية مع حرب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، التي استمرتْ 34 يومًا، وقد سارع وزير الداخلية شكيب بن موسى إلى نَفْيِ أي علاقة لأفراد المجموعة المعتقلة، التي تتشَكَّلُ من جنودٍ يعملون في القاعدة العسكرية بـ سلا ، وأشخاص سلفيين، بعضهم سبَقَ اعتقاله إِثْرَ تفجيرات 16 مايو، بالتَشَيُّع، أو بأي تَوَجُّهٍ شيعي في المغرب.
وفي فبراير 2008، بعد اعتقال خلية عبد القادر بلعيرج، والمعتقلين السياسيين الستة المنتمين إلى حزبي"البديل الحضاري"، و"الحركة من أجل الأمة"، اللَّذَيْن تم حظرهما لاحقًا، عاد الحديث مُجَدَّدًا عن التشيع في المغرب، خاصةً وأن تلك الاعتقالات شَمِلَتْ مراسل قناة"المنار" التابعة لحزب الله؛ عبد الحفيظ السريتي، مما دفع إلى طرح تساؤلاتٍ حول احتمال وجود أجندة إيرانية خَفِيَّةٍ بالمغرب، وذلك في ضوء الحديث عن أن بلعيرج؛ أبرزَ وجوه الخلية، سَبَقَ له أن بعثَ بأشخاصٍ لتلقي تدريباتٍ ميدانيةٍ مع حزب الله في لبنان.
وقد تزامَنَتْ تلك الاعتقالات مع تطورات سياسيةٍ شهدتها لبنان وحزب الله، ومعلوماتٍ عن توَجُّه ستةِ شبان مغاربة إلى إيران، في نهاية عام 2007، للدراسة في الحوزة العلمية بمدينة (قُمّ) الإيرانية، بعد اعتناقهم للمذهب الشيعي، وهي معلوماتٌ لم يتمَّ نَفْيُهَا أو تأكيدُهَا رَسْمِيًّا
المصدر : الإسلام اليوم

2009/03/12

لماذا قطع المغرب علاقاته بإيران ؟!


جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 11 - 3 - 2009
عندما كنا نتحدث هنا في المصريون عن مخاطر السلوك الإيراني الطائفي العابث بمحاولات نشر المذهب الشيعي في بعض البلاد العربية التي يدين أهلها أجمعون بالمذهب السني استغلالا لظروف اقتصادية وغيرها ، كانوا يقولون أننا نغالي في الأمر ونبالغ في التقديرات ، وهذا الأسبوع أقدمت المملكة المغربية على اتخاذ قرار صارم وعنيف بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران بسبب محاولاتها اختراق المجتمع المغربي وإثارة الاضطراب المذهبي والطائفي فيه ، ولا شك أنه عندما يصل الأمر إلى حدث في مستوى قطع العلاقات الديبلوماسية فإن هذا يعني أن هناك معلومات وتقارير وحقائق خطيرة وضعت أمام أعين أعلى قيادة في الدولة ، ولم يجد حيالها أي حل آخر سوى اتخاذ هذا القرار الذي يمثل أعنف قرار سياسي أو ديبلوماسي تجاه دولة أخرى ، التقارير التي تتداولها جهات مغربية إعلامية وسياسية تتحدث عن نجاح الإيرانيين في استقطاب مائتي ألف مواطن مغربي إلى المذهب الشيعي ، عن طريق استغلال الظروف المادية السيئة في بعض المدن ، وتقديم منح سخية للدراسة في قم بإيران وفي الجنوب اللبناني برعاية تنظيم حزب الله ، وتمتد المنحة عادة إلى أربع سنوات ، وبعض هؤلاء الذين يتم إعادة صياغة عقولهم وأفكارهم ومعتقداتهم يتم إرسالهم إلى مناطق الجاليات المغربية في أوربا حيث نشطت حملة واسعة لنشر التشيع في أوساط العمال والبسطاء المغاربة الذين يعملون في بعض الدول الأوربية ، والقسم الآخر من هؤلاء يعودون إلى المغرب لكي يقوموا بالدور نفسه برعاية ودعم مادي سخي ودعم ثقافي "كتب ومطبوعات" من ديبلوماسيين إيرانيين مقيمين في المغرب ، المسؤولون المغاربة قالوا بأنهم حاولوا وقف هذا العبث مرارا بدون فائدة ، وأنهم أرسلوا رسائل إلى الجهات الإيرانية المعنية لوقف هذه المحاولات مع التهديد بأنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على العلاقات بين الدولتين ، بدون فائدة أيضا ، فكان أن فاجأ المغرب العالم الإسلامي كله بقراره قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران ، كما قرر الملك المغربي تشكيل لجنة من علماء المغرب لدراسة الحالة الجديدة ومحاصرة الاختراق وتصحيح المفاهيم لدى من تم خداعهم ، المؤسف أن يحدث هذا "الاضطراب" الخطير في بلد عربي كبير بحجم المغرب على خلفية الاختراق الطائفي المذهبي ، بينما بعض قادة المؤسسات الدينية الرسمية في مصر يروجون لما يسمونه بالتعاون المذهبي والحوار المذهبي ، ويهاجمون من يتحدث عن "فروق" بين المذهب الإثنا عشري وبين مذهب أهل السنة ، حتى أن فضيلة الدكتور علي جمعة تحدث باستخفاف لم يكن مناسبا أبدا عمن يتحدثون عن خلاف سني شيعي وسخر منهم ، مؤكدا أنه لا يوجد خلاف في الأحكام ، ويقصد بعض الأحكام الفقهية ، بينما يتجاهل الخلافات الصريحة والعميقة في أصول الاعتقاد ، سواء تجاه الأشخاص أو المصادر أو مرجعية التشريع ، وكذلك الكثير من التصورات الاعتقادية التي كتب عنها كثيرون بما لا يناسب تكرارها هنا ولا يتسع له المقام أصلا ، وتعامل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف باستخفاف عجيب وعدم تقدير للمسؤولية مع القضية التي تملك عمق أكثر من ألف عام في تاريخ الإسلام ، متصورا أنه سيحلها في مؤتمر "مجاملات" يعقده في القاهرة هذه الأيام ، حتى أتت له التوجيهات توبخه وتأمره بإلغاء هذا "الهراء" فاضطر صاغرا لإلغائه ، رغم أنه نشره مطبوعا والكترونيا في أوراق وملفات المؤتمر التي تحتوي على محاوره وقضاياه ، بكل تأكيد ليس مطلوبا أبدا أن تكون هذه القضية هي الشغل الشاغل للأمة ، ولكن من الخطير جدا أن يتعامل البعض معها باستخفاف واستهانة وسوء تقدير للمخاطر والعواقب ، ومن لم يكفه الدروس التي يسمعها أو يشاهدها يوميا أو أسبوعيا في العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا وحتى إيران نفسها والدماء التي تسيل في محرقة الفتن الطائفية ، فهو غير جدير بتحمل أي مسؤولية في وطنه

2009/03/11

الرافضة يطالبون بوضع مكة والمدينة تحت إدارة الأمم المتحدة





هكذا هم الرافضة حمير اليهود كما قال عنهم ابن تيميه رحمه الله يطالبون بتحرير مكة والمدينة من السعودية
الرافضة يطالبون ان تكون مكة المكرمة والمدينة المنورة تحت وصاية الأمم المتحدة
يريدون ان نسلم مقدساتنا للأمم المتحدة
يوماً بعد يوم يثبت لنا أن الرافضة أشد اعدائنا واشد عداوة من اليهود والنصارى
مظاهرة قام بها حفنة كلاب الرافضة ويتقدمهم الزنديق ياسر الحبيب الذي يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل نأمن الرافضة بعد هذه المظاهرات وبعد احداث البقيع ؟
البعض يعتقد اننا نتحامل عليهم ولكن هم يثبتون هذا الشي وانهم أشد عداوة من اليهود والنصارى

صور مفزعة للروافض وقد احتلوا حرم المدينة

هذه مراسم إحياء البدعة الشركية (دعاء كميل) لدى الرافضة المجوس بين ظهراني أهل السنة والجماعة وبين قبر محمد صلى الله عليه وسلم وبقيع المسلمين !! وفي بلاد يقال أنها تطبق الشريعة الإسلامية ! أو كما يقال قلعة المسلمين وأهل السنة والجماعة على وجه التحديد !!
فأين أهل الغيرة من هذا العبث بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
والله ان القلب ليتفطر وان العين لتدمع من هذا الإنتهاك المهين لهذا الحرم العزيز ..
والله ثم والله ثم والله لن تفلحوا وقد جثم الروافض فوق طيبة الطيبة ودنسوا حرمها وآذوا نبيها وأغضبوا ربها .. وإن غداً لناظره لقريب








في ايران 76 كنيسا لـ 25 ألف يهودي


تنقسم الدول الى نوعين: دول مكونة من امة واحدة, أي متجانسة في العرق والدين والمذهب, ودول تتكون من امم وقوميات ومذاهب عدة وهذه حال غالبية دول العالم وذلك إما بسبب الهجرات المتزايدة وإما بسبب الاحتلالات وضم الاقاليم الى اراضي دولة ما.

وايران من المجموعة الثانية حيث أن تشكيلة المجتمع الايراني تتكون من عدة قوميات واقليات دينية ومذهبية , وقد بلغ عدد سكان إيران 70 مليون و49 الف و262 نسمة في يونيو,2006 ويتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهمها (وفقا لبيان رسمي صادر عن وكالة الأنباء الإيرانية): الفارسي 51 في المئة , والاذري 24 في المئة, والجيلكي والمازندراني 8 في المئة, والكردي 7 في المئةوالعربي3 في المئة, واللور2 في المئة, والبلوش 2 في المئة, والترك2 في المئة , وعناصر اخرى1 في المئة, كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين : الشيعة 80 في المئة السنة15 في المئة, والبقية من الطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية.
وسنحاول تسليط الضوء على بعض شؤون هذه الاقليات وذلك من خلال ثلاثة اقسام: اولا: الاقليات العرقية, ثانيا: الاقليات المذهبية, ثالثا: الاقليات الدينية, وذلك بذكر مثال واحد من كل قسم.
بداية, تجدر الاشارة الى مواد الدستور الايراني المتعلقة بحقوق هذه الاقليات واهمها المادتان الخامسة عشر والتاسعة عشرة, حيث تؤكد مشروعية تدريس لغات القوميات غير الفارسية بجانب اللغة الفارسية في المدارس اضافة الى حرية استخدام لغات القوميات الخاصة في وسائل الاتصال الجماعي كقنوات التلفزة والصحف وغيرها. وتؤكد المادة ال¯ 19 على المساواة في الحقوق والواجبات لمختلف الشرائح الايرانية اضافة الى المادة 12 التي تؤكد ان دين الدولة هوالاسلام والمذهب هو الشيعي الاثنى عشري كما تؤكد على ان المذاهب المسلمة الاخرى لها كل الحقوق في اقامة شعائرها الدينية وحرية القضاء حسب عقائدها وقوانينها (في مختلف المجالات كالاحوال الشخصية و...) واقامة مراكز للعبادة بحرية تامة وايضا تؤكد المادتان 13 و14 حرية بقية الاديان والاعتراف بثلاثة اديان كالمسيحية واليهودية والزرادشتية وتنصان على واجب المعاملة الانسانية من قبل المسلمين لهم وحقهم في اقامة دور للعبادة .

الاقليات العرقية: القومية العربية في الاهواز نموذجا
يضم اقليم الاهواز المتاخم للحدود العراقية والذي تفصله سلسلة جبال زاغروس عن المناطق الداخلية لايران نحو 5 ملايين نسمة من العرب ويتميز عرب الاهواز بتاريخهم الادبي ومخزونهم الثقافي الخاص بهم,وبلغت النهضة الثقافية والادبية الاهوازية ذروتها ابان حكم المشعشعين والكعبيين اواخر القرن السابع عشر وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وقد ضم الاقليم للسيادة الايرانية عام 1925 بمعزل عن ارادة شعبه بعد ان قضى الشاه رضا بهلوي على آخر امير عربي في الاقليم الشيخ خزعل بن جابر المرداو.
وتعود جذور المجتمع العربي الأهوازي الى ست قبائل كبرى: بنوكعب, وبنوطرف وبنولام وبنوربيعة وبنوتميم وآل كثير اضافة الى القبائل الصغيرة الاخرى, ومعظم العرب الاهوازيين يعتنقون المذهب الشيعي الاثنى عشري. كما توجد في الاهواز اقليات دينية عربية مثل الصابئة والنصارى واليهود.
وتؤكد المصادر الرسمية الايرانية ان القومية العربية في ايران تشكل 3 في المئة من اجمالي عدد السكان في ايران أي ما يقارب مليوني و100 الف نسمة بينما يؤكد الاهوازيون ان هذا العدد ليس صحيحا وتعداد العرب في ايران يتراوح بين 4 و5 ملايين نسمة.
ويعتبر بعض الايرانيين ان العرب في الأهواز ما هم الا عرب اللسان او كما يقال بالفارسية (عرب زبان ) أي انهم ليسوا شعبا عربيا بينما ينفي الاهوازيون ذلك فكما يكتب يوسف عزيزي بني طرف احد القادة الفكريين لهم بانهم يتمتعون بالمقومات الاربعة للشعب وهي التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة كما يؤكد علماء الاجتماع ولهذه الاسباب يجب ان نصف العرب في جنوب غرب ايران بالشعب العربي الاهوازي اوما يسمي ب"مردم عرب خوزستان" بالفارسية وAhwazian Arab people بالانكليزية.
فالزائر للاهواز سيرى أن الشعب الأهوازي يتحدث العربية ويرتدي الزي الشعبي العربي المتمثل بالدشداشة والكوفية للرجال والعباءة والشيلة للنساء وتربطه مع شعوب المنطقة العربية الاخرى ذاكرة تاريخية عميقة.
ويعتبر الاهوازيون عيد الفطر عيدا وطنيا ودينيا في الوقت نفسه حيث يحاول الاهوازيون من خلال اقامة مراسم مكثفة في ايام عيدالفطر التأكيد على ثقافتهم العربية وترابطهم مع الشعوب العربية في حين ان الجمهورية الاسلامية لا تمنحهم الا عطلة ليوم واحد بينما تكون العطلة في ايام عيد نوروز - الذي ليس له اي اساس ديني وهو عيد مجوسي 15 يوما لانه عيد يعبر عن جذور القومية الفارسية

الانتهاكات بحق الأهوازيين

يعاني الاهوازيون من مشاكل عدة وانتهاكات مختلفة لحقوقهم التي يكفل الحد الادنى منها الدستور الايراني فمثلا رغم وجود المادة 15 من الدستور الايراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية, لم تطبق السلطة الايرانية هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها, اي ان العرب في اقليم الاهواز مضطرون للتعلم باللغة الفارسية فقط. مما يتسبب بارتفاع معدلات الامية في الاقليم وذلك لصعوبة التعلم باللغة الفارسية للطلبة العرب لأنها مختلفة عن لغتهم الأم التي تربوا عليها منذ الولادة وهي مزروعة في ثقافتهم وتاريخهم. فهناك من لا يدخل المدارس وهناك من يترك التعليم في المراحل الابتدائية ومن يتركه في المراحل المتوسطة وبالنسبة للتعليم الجامعي فأن بين كل 10 الاف طالب جامعي في ايران 30 فقط هم من عرب الاهواز وهذه نسبة متدنية جدا مقارنة بتعداد الاهوازيين.
ويدعي الاهوازيون ان التحدث بالعربية ممنوع في الدوائر الرسمية ومن بين 25 منصبا مفصليا في اقليم الاهواز لم يحتل العرب الاهوازيون الا 5 في المئة من هذه المناصب فمازال منصب محافظ الاقليم حكرا على غير العرب من المهاجرين وبالرغم من ان الجنرال علي شمخاني عربي الاصل من الاهواز- كان وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس خاتمي الا ان الاهوازيين يعتبرون حصوله على المنصب كان بفضل قربه من النظام الايراني وابتعاده عن الشعب الاهوازي.
كذلك فان اكثر من 80 في المئة من عائدات ايران النفطية مصدرها الاهواز, ويدعي الاهوازيون انه لا يصرف من هذه العائدات على الاقليم الا القليل القليل في حين ان مجلس الشورى صدق على قرار منح الاقليم 2 بالالف من عائدات الاقليم ولكن بقي هذا القرار حبرا على ورق.
ويطالب الاهوازيون باعطائهم التراخيص للصحف الصادرة بالعربية وذلك طبقا للدستور الايراني.غير ان هذا الامر غير ممكن حتى الصحيفة الوحيدة التي كانت تصدر باللغتين العربية والفارسية تم حظرها.
وبالنسبة للنشاط السياسي في هذا الاقليم فهو معدوم تقريبا باستثناء تجربة حزبية يتيمة فقد شكل الاهوازيون »لجنة الوفاق« التي كانت بمثابة حزب سياسي غير انها لم تكن مرخصة وكان مسموح لها العمل في المجال الثقافي اكثر من المجال السياسي وهذه اللجنة ايضا تم حظرها في الآونة الاخيرة. ولكن هناك احزابا سياسية تعمل خارج ايران خوفا من مطاردة النظام لها فبذلك يعد النشاط السياسي ضئيل جدا في اوساط القوميات مقارنة بالنشاط السياسي للقومية الفارسية.
ويتهم الاهوازيون ايران بمصادرة اراضيهم وذلك بحجة مشاريع عدة مثل »مشروع قصب السكر الاستيطاني« وما شابه ذلك, فحسب ما جاء في رسالة للنائب السابق للاهواز "جاسم التميمي" وجهها للرئيس خاتمي فان هناك 20 الف هكتار من اراضي المواطنين العرب صودرت لمشروع قصب السكر اضافة الى 47 الف هكتار لمشروع فدائيي الحرب العراقية - الايرانية, اضافة الى مشروع انشاء مستوطنة "شيرين شهر" التي تستوعب 500 الف نسمة ستجلبهم الحكومة الايرانية من المناطق الشمالية لايران لاسكانهم في اقليم الاهواز.
ومن الانتهاكات الاخرى بحق الشعب الاهوازي ان النظام الايراني يحاول »تفريس« المدن من خلال تغيير اسمائها الاصلية مثل الحويزة الى هويزة والخفاجية الى »سوسنكرد« ويسعى النظام لتسهيل نشر المخدرات في الاقليم وذلك لتدمير الشباب العرب,حيث تباع المخدرات باسعار رخيصة جدا مقارنة باسعارها في الاقاليم الاخرى. هذا فضلا عن تحويل الاهواز الى ثكنة عسكرية والسياسات المتبعة لتعزيز النعرة القبلية لدى العرب و..الخ.
انتفاضة ابريل 2005:
اندلعت في 15 ابريل 2005 انتفاضة الشعب العربي الاهوازي وكانت الشرارة لهذه الانتفاضة هي وثيقة سربت من مكتب »ابطحي« المدير السابق لمكتب الرئيس خاتمي وعُرضت على تلفزيون الأهواز ,مفادها ان النظام الايراني يحاول تغيير التركيبة السكانية في اقليم الاهواز من خلال تهجير العرب وجعلهم اقلية في اقليمهم.
في بداية الامر كانت الانتفاضة مجرد مسيرات سلمية وسرعان ما حولها عناصر النظام الايراني الى مجزرة بحق الشعب العربي الاهوازي ويبين الاهوازيون ان النظام الايراني استعمل الذخائر الحية واطلاق الرصاص العشوائي وقام بعمليات مداهمة للمنازل للاعتقال, و تم اعتقال عدد كبير من ابناء الشعب العربي الاهوازي بشكل عشوائي ودون اسباب واضحة ومعلنة. كما يتهم الاهوازيون النظام الايراني بانه يستعمل طرقا لا انسانية في تعذيب المعتقلين ويعذبهم في الساحات العامة وينفذ حكم الاعدام بحقهم من دون محاكمة ووجد الاهوازيون العديد من الجثث لمعتقليهم خلال الانتفاضة ملقاة في نهر كارون .ويدعون انهم يُمنعون من اخذ جثث قتلاهم الا اذا دفعوا غرامة مالية باهضة ويفرض عليهم التعهد بعدم وجود اكثر من 6 اشخاص في تشييع جنائز القتلى.
ومازالت هناك مشانق عدة تنتظر صدور احكام الإعدام من المحاكم الصورية التي يشكلها النظام فقد بات يستعمل النظام الايراني التفجيرات التي حصلت في الاهواز بعد الانتفاضة كحجة لإعدام عدد كبير من الاهوازيين منهم من لم يكن اصلا في ايران وقت التفجيرات ومنهم من كان معتقلا ولم يبلغ الثامنة عشرة.
ويطالب الاهوازيون حسب عضو قيادي في »حزب التضامن الديمقراطي« الاهوازي, ممثل الشعب العربي الاهوازي في منظمة الشعوب غير الممثلة بالامم المتحدة -UNPO بحق تقرير المصير, ويطالب الاهوازيون بان تقوم هيئة من الامم المتحدة باستفتاء الشعب العربي الاهوازي حول رغبته بالعيش ضمن ايران اولا, لانه ضم الى ايران بمعزل عن ارادته.

الاقليات المذهبية: أهل السنة نموذجا
يشكل السنة الفئة الأكبر بعد الشيعة في ايران فعدد المسلمون السنة في إيران حسب الإحصاءات شبه الرسمية يصل الى 19مليون نسمة وغالبيتهم من الأكراد والبلوش والتركمان, والقليل من العرب في إقليم الأهواز.
ويتوزع السنة بين عدد من المحافظات الايرانية وغالبا ما يكونون في المدن والمحافظات الحدودية مثل خراسان (شمال شرق ايران ) وسيستان وبلوشستان (جنوب شرق) واذربيجان (شمال غرب ). أي في المحافظات الواقعة على الحدود مع دول سنية مثل افغانستان وباكستان والعراق وتركمنستان.

ويرى اهل السنة في ايران ان الاضطهاد الذي يتعرضون له ليس فقط لإختلافهم المذهبي مع الحكومة بل ايضا له جذور في المسألة العرقية فاعراق اهل السنة تختلف عن العرق الفارسي وايضا يٌتهم اهل السنة عادة بانهم موالون للدول السنية المجاورة لاماكن اقامتهم ولذلك تشك الدولة الايرانية دائما بانتماء ابناء هذا المذهب لها وتتهمهم بالقيام بعمليات التهريب والاتصال بالجهات المعادية وعادة ما يأخذ النظام هذه التهم كمبررات للتنكيل بابناء السنة.
ويقول السنة في ايران بان النظام ينتهك ابسط حقوقهم ومن هذه الانتهاكات تقييد حرية بناء المساجد حيث لا يوجد مساجد للسنة في اغلب المدن الايرانية فالعاصمة طهران لا يوجد فيها مسجد سني واحد بالرغم من ان هناك اكثر من مليون سني فيها, وتقول الحكومة الايرانية أن للسنة الحق في الصلاة في مساجد الشيعة فهي كلها للمسلمين بينما يؤكد السنة انهم يُمنعون من اداة صلاة الجماعة اما صلاة الفرادى فتقام لكن ينظرون لها الشيعة في هذه المساجد بازدراء فضلا عن المسائل التي يعدها السنة من المحرمات والمنكرات. بالاضافة الى هدم المساجد والمدارس مثل مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي ومسجد كيلان في هشت بر ونماذج اخرى كلها يعتبرها السنة من اشكال الاضطهاد والتفرقة ضدهم بينما تعتبر الحكومة هذه المساجد اماكن إما لنشر التوجهات المعادية اوانها مبنية لغير اهداف العبادة.
وتعرض الكثير من علماء اهل السنة للاعتقال والتعذيب والاغتيال فضلا عن التضييق في ممارسة الشعائر الدينية .ويؤكد موقع »رابطة اهل السنة« في ايران - مكتب لندن - وقوع الكثير من المواجهات بين ابناء هذا المذهب وعناصر النظام الايراني وقتل العديد من ابناء اهل السنة في هذه المواجهات.
اما عن التمثيل السياسي فالدستور الايراني ينص صراحة على التمييز بين الشيعة والسنة في البلاد ,فحسب المادة 115 من الدستور الايراني فان رئيس الجمهورية يجب ان يكون من المذهب الرسمي للبلاد وبذلك يحرم السنة من ترشيح انفسهم لهذا المنصب فضلا عن وجود مواد عدة في الدستور متعلقة بمجلس الخبراء والبرلمان الايراني تميز المذهب الشيعي عن سائر المذاهب المسلمة في ايران .
وعن التمثيل النيابي لاهل السنة في البرلمان الايراني او مجلس الشورى فهناك عدم توازن واضح لصالح النواب الشيعة فنرى بان السنة لديهم 12 نائبا فقط مما يجعل نسبة تمثيلهم متدنية للغاية مقارنة بالشيعة ¯ فللشيعة نائب واحد لكل 200 الف نسمة .
والنظام الايراني يعمل دائما على تعزيز المذهبية عبر مراسم تعد انتهاكا لمقدسات السنة ,على سبيل المثال الاحتفاء ب¯ »أبو لؤلؤة المجوسي« قاتل الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اوسب الصحابة وشتم عرض الرسول بما يختص بالسيدة عائشة رضي الله عنها.
ونؤكد من خلال مشاهدتنا لممارسات النظام الايراني ان هذا النظام يمارس هذه السياسات تجاه السنة ليس لاختلاف المذهب بل لاختلاف العرق ومما يؤكد على صحة هذا الامر ان العرب الاهواز هم من الشيعة الاثنى عشرية غير انهم يتعرضون لابشع انواع الظلم والاضطهاد من قبل النظام الايراني.

الاقليات الدينية
يعترف الدستور الايراني بثلاثة اديان هي المسيحية واليهودية والزرادشتية.(المعلومات الواردة هنا غالبا هي رسمية وذلك لعدم توفر مصادر اخرى)
أولا: اليهود: ويبلغ عددهم 25 الف نسمة. ويقول مرتضى بهشتي" أن "الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية انطلاقاً من اطلاعه على هذه الحقائق كان يفصل دائماً بين قضية اليهود من جهه والصهيونية ومآربها ويكشف نقاب الكذب عن وجوه دعاة الدفاع عن اليهودية وكان يعرف الصهيونية بانها تيار سياسي يحارب اساس الدين والأهداف الإلهية للأنبياء".جدير بالذكر ان الرئيس الاسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف قصاب هومن اصل ايراني.
وتدعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية انه في ظل النظام الملكي السابق في ايران كانت حقوق هذه الاقليات الدينية كلها منتهكة حيث ان القوانين في ذلك النظام لم تكن تعطي هذه الأقليات أدنى حق في ممارسة شعائرها الدينية على عكس الدستور الحالي الذي يعترف بوجود هذه الاقليات ويحترم حقوقها ويمنحها الحرية في ممارسة طقوسها وإقامة معابد خاصة لها . ويذكر أن النواب اليهود يؤدون القسم على التوراة وهذا من مظاهر حرياتهم الدينية وهناك مدارس خاصة تدرس باللغة العبرية لليهود على الرغم من أن لهم الحرية التامة في دخول المدارس الايرانية ولم يكن دينهم عقبة في وصولهم للوظائف الحكومية, كما توجد 10 مراكز لبيع لحم الكاشر المذبوح على الطريقة اليهودية في طهران, الأمر الذي يبين مدى تمتع هذه الأقلية في الحصول على حقوقها الدينية.
وتتمركز نشاطات الشباب اليهود في إيران في المنظمات والجمعيات الخاصة بهم, مثل »اتحاد طلبة اليهود«, و»نادي كيبور«, ومن المراكز اليهودية المهمة الاخري يمكن ذكر »المركز الثقافي الفني« و»اتحاد النساء والآنسات اليهوديات« وجمعية (الشباب اليهودي) في شرق طهران ومنظمة (كيشا) للشباب ولجنة شباب الجمعية اليهودية.
أما عن دور العبادة او الكنس فيعتبر »الكنيس« أهم مركز لاشاعة عقائد وأفكار اليهود ومناقشتها كما يعتبر افضل مكان لصيانة العقائد والسنن اليهودية. واليهود في ايران يترددون على الكنس ويمارسون عباداتهم وطقوسهم الدينية بحرية تامة. ويوجد في طهران ومحافظه شيراز واصفهان وكرمانشاه وهمدان ويزد وكرمان ورفسنجان وسنندج وكامياران "76" كنيسا.
وتؤكد الإحصائيات أن عدد اليهود في ايران انخفض من 100الف الى 25 الف نسمة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وذلك بسبب الهجرات الى الولايات المتحدة واسرائيل, ويشترط على اليهود مع حرية ممارسة طقوسهم الدينية عدم التبشير حالهم حال المسيحيين في ايران. وفي الاحاديث الخاصة بهم هناك تمييز عنصري ضدهم معظمه ذات طبيعة اجتماعية وبالطبع الاتصال مع اسرائيل والسفر اليها ممنوع على الايرانيين كلهم ولكن اهل هذه الطائفة يزورون اقاربهم في دولة ثالثة وايضا البريد لاسرائيل يذهب عبر لندن ويشيرون الى ان مدارسهم مضطرة لفتح ابوابها في يوم السبت على الرغم من انه عطلة لدى اليهود, وتجدر الإشارة انه حسب ما جاء في وكالة مهر للانباء ان هناك صحيفة صهيونية اعترفت بالوضع المزري الذي يعاني منه اليهود الايرانيون في اسرائيل ويرغب اغلبهم في العودة لايران لانهم خدعوا بوسائل الاعلام الصهيونية وكانوا يعيشون حياة افضل بكثير في ايران وفي ظل النظام الجمهوري الإسلامي. هذا في حين ان تقرير الحرية الدينية الدولي للعام 2004 اشار إلى أن هذه الطائفة الصغيرة من اليهود تعيش في بيئة مهددة بسبب سياسة الحكومة المناهضة لإسرائيل.
والخلاصة مما تقدم أن الجمهورية الاسلامية في ايران تمارس سياسات التمييز والاضطهاد ضد القوميات غير الفارسية والاقليات المذهبية -الاسلامية في حين ان الطائفة اليهودية في ايران تتمتع بحقوق اكثر بكثير من المسلمين السنة وفيما لا يحق للسنة بناء مسجد لهم في طهران يسمح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية واقامة دور العبادة والتجمعات اليهودية بحرية تامة .وليس القصد هنا هو الاعتراض على اعطاء هذه الحقوق للطائفة اليهودية بقدر ما هو اعتراض للتمييز بين شرائح المجتمع الايراني. فهل أن بناء مسجد للسنة يعرض النظام للخطر وبناء كنيس يهودي هو حق مشروع لليهود?
وكيف تدعي ايران انها حامي حمى الشيعة في العالم وتصل اياديها لمساعدتهم في لبنان والعراق وغيرهما في حين ترتكب المجازر بحق الشيعة الاهوازيين وذلك لأنهم عرب فقط!
وما يمكن استخلاصه هنا ان ايران لا تحمي سوى مصالحها فما مساعداتها لحزب الله اللبناني اوللميليشيات العراقية-الشيعية إلا لحماية مصالحها وتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة وليس لأنهم شيعة .
فلإيران مشروع طائفي توسعي في المنطقة تحاول تنفيذه من خلال زرع قواعد موالية لها في بلدان المنطقة وهوما يترجم بسياساتها فضلا عن العمل على ترغيب الناس في دول كسورية والسعودية في تغيير مذهبهم من السني الى الشيعي لتكوين ورقات ضغط في هذه الدول يتم تحريكها متى شاءت ايران ومتى ما اقتضت الضرورة
شبكة الدفاع عن السنة - معاناة أهل السنة في إيران

صور إحتفال نصارى إيران بالعام الجديد

صور إحتفال نصارى ايران بالعام الجديد رغم أقليتهم ويظهر في الصفوف الأولى وزراء ومسؤولين إيرانيين بينما لا يوجد لاهل السنة في طهران مسجد واحد

القرضاوي: الثورة الإيرانية كشفت عن وجهها الطائفي والتوسعي


جدد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، تحذيراته من خطر التمدد الشيعي بالمجتمعات السنية، باعتباره يمثل خطرا محدقا بهوية البلدان السنية، منتقدا بشدة تسارع الخطوات الإيرانية لتصدير ثورتها لبلدان المنطقة, مطالبا بالتصدي لهذا الخطر.
وأكد القرضاوي خلال تصريحات صحفية على هامش مشاركته في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي أنهى أعماله بالقاهرة أمس، رفضه التام لقيام إيران بمساعي، لنشر المذهب الشيعي وهو ما ينبغي الوقوف أمامه بشكل قوي وإدراك مخاطره الشديدة.
ووجه حديثه للقادة الإيرانيين: "نحن أهل السنة والجماعة، نؤمن أننا على الحق، ونرى أن مذهبنا على الحق، ومع هذا لا نرغب في نشر مذهبنا في أوساط الشيعة ولا نرغب في نتحول الشيعة بحسب ما تسعى إليه إيران".
وتابع: لقد أيدنا الثورة الإيرانية ضد الجبروت والاستبداد، غير أننا صدمنا عندما كشفت الثورة عن وجهها الطائفي ومساعيها للتمدد خارج الأراضي الإيراني، والعمل علي تشييع السنة في البلدان المجاورة، مطالبا إيران بالكف عن هذه المخططات إذا كانت تنشد علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وكان القرضاوي حذر في تصريحات أدلى بها في سبتمبر الماضي من خطر تنامي المد الشيعي في المجتمعات السنية، وقال إن "خطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني، وهم يهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات، وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصا أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي".
على جانب آخر، أعرب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" عن رفضه الشديد لمذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير من المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا إياها تدخلا مرفوضا من قبل الغرب في شئوننا الداخلية ينبغي مواجهته بتأييد موقف السودان تأييدا فعليا وعدم الاكتفاء بمحاولة تسوية الأمر.
ودعا القرضاوي الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لتبني موقف قوي وداعم للسودان يدفع عنه مؤامرات الغرب ويؤمن وحدته واستقراره، مستبعدا في الوقت نفسه القيام بجولة عربية لحشد الدعم للسودان كما حدث إبان العدوان علي غزة انطلاقا من اختلاف الأوضاع بين القطاع والسودان.
وأوضح، أنه كان من الأولى ملاحقة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بمذكرة التوقيف من قبل المحاكمة الجنائية الدولية لغزوه العراق مستندا لمعلومات خاطئ، وكذلك رئيس وزراء العدو الصهيوني والذي سحق عظام أطفال وشيوخ غزة وليس الرئيس السوداني.

2009/03/02

حماس وإيران .. نصيحة واجبة


المصريون - د.طارق عبد الحليم : بتاريخ 1 - 3 - 2009
يجب علينا ـ من باب النصيحة ـ أن نوجه كلمة خاصة نهمس بها في آذان قيادات حماس، فإن صديقك من صَدَقَكَ لا من أغمض عن هفواتك وأخطائك. و حماس اليوم في موقع صعب بكل ما تحمله الكلمة من معان، فالأطراف المتصارعة معها أقوي إما بالعتاد والسيطرة على الأرض والموارد، وإما بالخيانة والقدرة على التلاعب بمقدرات المسلمين للوصول إلى سدة الحكم ولو كانت أطلالا بلقعا خرابا.
وما نهمس به في آذان قيادات حماس هو تساؤل عن ذلك الموقف الغامض من إيران ، وما أدراك ما إيران؟ ماذا وراء تلك الزيارات التي يقوم بها كبار مسؤولي حماس إلى إيران؟ ما هو مدي تغلغل النفوذ الرافضي في المصالح الفلسطينية؟ وما هي طبيعة الوعود التي قطعتها إيران لحماس، وفي مقابل ماذا؟ وهي علاقة لا نحسب أنها موهومة خاصة إذا قرنّاها بموقف الإخوان في مصر من المدّ الرافضيّ
أسئلة تحتاج إلى إجابة، نحن على يقين من أننا لن نحصل عليها في القريب العاجل لأمر أو لآخر، ولكن ما يجب علينا أن نحذّر حماس وقياداتها من تداعياته هو التعامل مع الرافضة أو إقامة تحالفات معهم تكون بمثابة حصان طروادة الذي يَلِجون منه إلى قلب الأمة السنًية، أو طابوراً خامساً يعبث بعقيدة الأمة وثوابتها، وهو مخططهم ما بقي فيهم عرق ينبض، وهو ما رأينا آثاره في العالم السنيّ مؤخراً وما حذر منه عقلاء هذه الأمة العارفين بتاريخ الرافضة وخساسة أهدافهم.
نعم، خذلت المجموعة العربية الحاكمة غزة في أحلك المواقف، وغلّت يدها عن مساعدة المسلمين، بل وبسطت يد العون إلى الصهاينة ضد مسلمي غزة وقطعت عنهم، ولا تزال، الدواء والغذاء والكساء بما يعرفه الجميع، ومما لا داع لتكراره لما يجلب من إشمئزاز النفس وإحباطها، كما تمالأت القوي العلمانية الفلسطينية على إخوانها وعشيرتها وأبناء جلدتها لتسقط الحكومة الوحيدة المنتخبة ديموقراطيا في الساحة العربية التي تعج بالفساد والطغيان والإنحطاط.
ولكن الأمر أن اليد التي تمدها إيران في هذا الموقف المظلم ليست يد العون والحماية بل هي يد الغبن والنكاية، وما موقفهم من سنيّ طالبان ببعيد. والرافضة لم ولن يخلصوا لسنيّ ابداً مهما كان الأمر، خذوها مني صريحة صحيحة. إنما هي إستراتيجيات يتحركون بها في العالم السنيّ لنشر أحابيلهم وباطلهم، ولو إستطاعوا لسحقوا الوجود السنيّ بكامله بما فيه حماس وقياداتها. فهؤلاء لا عهد لهم ولا أيمان، وهم يتلفعون برداء الإسلام ليدسوا من تحته السمّ في الدسم، إن كان فيما يقدمونه دسم إبتداءاً!
قد يكون التحرك "الحماسيّ" تجاه الرافضة من قبيل الحيلة السياسية لتخويف الحكومات العربية من إن رفع أيديهم عن الوضع المخزيّ في غزة سيكون من جرّائه لجوء أولئك إلى الحضن الرافضيّ، وجلب القوي الإيرانية إلى الجوار العربيّ، مما يحفز هذه الدول على إستمرار الجلوس على طاولة المفاوضات مع حماس. وهو تحليل غير مستبعد، ولكنه كذلك محفوف بالمخاطر لما ذكرنا من أن اليد الرافضية في هذا السيناريو هي العليا، وسيتقبل الرافضة أي كسب على أرض السنّة بأقل ما يمكنها أن تبذل في سبيله.
الأمر هنا، كما سبق أن ذكرنا وحذرنا، هو أمر عقيدة فبل كلّ شيء وبعد كلّ شيء، والبعد السياسيّ يجب أن يخضع للمنظور العقديّ دائما وعلى كلّ حال. ونسيان هذا البعد، أو تهميشه أو تطويعه لغيره ليس أولا من منهج أهل السنة بحال، كما لا ينشأ عنه خير ولا نجاح، وما تجربة الإخوان منا ببعيد!
فالحذر الحذر، يا إخوة الإسلام والجهاد في حماس، من طابور خامس ينخر في الجسد السنيّ الذي إهترأ أصلا من كثرة الفساد الذي يشيع بأنحائه، والله وحده المستعان فهو نعم المولي ونعم النصير.